مرشحو الرئاسة الإيرانية.. تنافس محافظ قد يعكره اتفاق إصلاحي

فضّل مجلس صيانة الدستور الإيراني إفراغ الساحة من قطبي الصراع السياسي الدائر في إيران منذ سنوات؛ بحثا عن معادلة تجنب البلاد أزمة جديدة، وتقرّب مؤسسة الرئاسة من مؤسسة المرشد.تقدم هذه الورقة مسحا لحظوظ المرشحين الثمانية لانتخابات الرئاسة الإيرانية مع استعراض لأهم ماورد في برامجهم.
201361073821830734_20.jpg
مرشحو الرئاسة في إيران، من اليسار، سعيد جليلي، غلام علي حداد عادل، محمد باقر قاليباف، علي أكبر ولايتي، محمد غرضي، محمد رضا عارف، حسن روحاني، ومحسن رضائي (أسوشيتد برس) 

أعاد مجلس صيانة الدستور الإيراني خلط الأوراق؛ فغيّر المعادلة النمطية لسباق الرئاسة مخرجًا إياها من طابعها التنافسي القديم (إصلاحي-محافظ).

لم يوفق الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بإدخال صهره ومدير مكتبه السابق إسفنديار رحيم مشائي لرئاسيات 2013؛ فخرج الطيف الحكومي من السباق، ولم يقر المجلس كذلك أهلية ترشح أكبر هاشمي رفسنجاني لـ "كبر سنه"، وربما تخوفًا من عودة أبنائه للإمساك بزمام الأمور في البلاد وهم من أصحاب الثروات الكبرى.

أحدث القرار هزة في صفوف الإصلاحيين الذين علّقوا آمالاً كبيرة على دخول "مرشح الدقيقة تسعين" والشخصية التي تحظى بدعم غالبية التيارات في إيران إلى سباق الاستحقاق الرئاسي.

فضّل المجلس إفراغ الساحة من قطبي الصراع السياسي الدائر في إيران منذ سنوات؛ فلا محافظين جددًا موالين لحكومة نجاد، ولا شخصية إصلاحية معروفة وصاحبة كاريزما. ورغم التخوف من فتح جدل قد يتطور لانقسام أكبر بين المحافظين أنفسهم فيما بعد، إلا أن هذه المعادلة بدت بهذا الشكل أسلم كونها ستجنب البلاد أزمة مبكرة، وتقرّب مؤسسة الرئاسة أكثر من مؤسسة المرشد، خاصة وأن المعطيات الأولية بدأت  تنبئ بأن الرئيس الإيراني القادم سيكون محافظًا بامتياز(1).

ومع إعلان قرار المجلس انطلقت برامج الدعاية لثمانية مرشحين للانتخابات الرئاسية بنسختها الحادية عشرة، ويشغل الاقتصاد وسبل التغلب على الحظر الغربي على إيران الحيز الأكبر منها.

يتفق الجميع على أن إيران تحتاج إلى رئيس ذي ثقل لفك عقد الاقتصاد المتشابكة، وهو الاقتصاد الذي أرهقته العقوبات، ودخل أزمات أكثر تعقيدًا بتطبيق خطط حكومية غير مدروسة كما يقول منتقدو حكومة نجاد، كما أن الرئيس المنتهية ولايته سيورث الرئيس القادم علاقات متوترة مع العديد من دول العالم جاءت بسبب التشدد في التعامل مع الخارج.

داخليًا زادت ثماني سنوات من حكم نجاد المسافة بين مؤسسة الرئاسة ومؤسسة المرشد التي يتزعمها خامنئي، وظهر هذا الأمر علنًا عدة مرات لعل أهمها عندما رفض المرشد قرار نجاد تعيين مشائي نائبًا له، الذي أصبح يسمى فيما بعد بزعيم تيار الانحراف، وبعد أن كان نجاد الابن المدلل للمحافظين المتشددين، قرر اللحاق بالركب المشائي الذي ينادي بالقومية الإيرانية وهو ما يناقض خطاب الثورة الإسلامي.

ويبدو أن المقولة التي تدور في أذهان كثيرين من صناع السياسة في إيران اليوم، هي: هل هناك أفضل من خيار تقديم مرشحين يوحدون مؤسستي المرشد والرئاسة؛ الأمر الذي تمثله الشخصيات الأربع المحافظة التي أقر مجلس صيانة الدستور أهليتها للترشح؟

تأرجح بين التشدد والاعتدال

تقدم المفاوض النووي ورئيس مجلس الأمن القومي الأعلى سعيد جليلي بطلبه للترشح في الداخلية الإيرانية خلال اللحظات الأخيرة، وذلك بعد نفي رغبته بالترشح للرئاسة عدة مرات. دُفع جليلي لتسجيل طلبه من قبل الطيف المحافظ المتشدد، وسط خيبة أمل المحافظين المنقسمين على أنفسهم، وبعد تأكدهم من نية تقديم مشائي ورفسنجاني طلباتهم للترشح. لم يتوقع جليلي نفسه أن حضوره سيشعل الأجواء إلى هذا الحد، ولم ينتظر أحد قرار مجلس صيانة الدستور فيما يخص إقرار أهليته، فالجميع متأكد من أنه منافس قوي، وكُثُر انسحبوا لصالحه(2).

يبلغ "المحارب القديم" الذي فقد إحدى قدميه خلال الحرب العراقية الإيرانية من العمر 47 عامًا، يحمل شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة الإمام الصادق، وهو شخصية محافظة مقربة من المرشد الأعلى، دبلوماسي يزن كلماته قبل أن ينطق بها؛ ما يجعله شخصية محافظة مثالية(3).

يحظى الرجل بدعم جبهة الثبات (پايدارى)، وهي التي ساعدت أحمدي نجاد في جعله يحكم البلاد من قبل، بعد أن اعتبرته الشخصية المحافظة النموذجية، والتي تستطيع إحياء "قيم الثورة الإسلامية" وخطابها المحافظ، ولكنها اصطدمت مع نجاد عندما بدأ يطرح فكرة القومية الإيرانية بتأثير من صهره مشائي.

تسوق جبهة الثبات لخطاب راديكالي متشدد في السياسة الخارجية، وعلى الصعيد الداخلي تدعو لسيطرة الحكومة بالمطلق على الاقتصاد، وستدعم الجبهة جليلي رغم أن زعيمها محمد تقي مصباح يزدي لديه بعض التحفظات عليه بسبب قربه إلى حد ما من حكومة نجاد، وقد ينبئ هذا بانقسام جديد بين المحافظين مستقبلاً في حال وصل المفاوض النووي إلى كرسي الرئاسة(4).

شعارات جليلي الانتخابية لا تبتعد عن جبهة الثبات ولا عن الشعارات النجادية الأصلية؛ إذ يؤمن بضرورة تطوير العلاقات مع العالم الإسلامي، والتقليل من ميزان واردات البلاد تدريجيًا لتحقيق اكتفاء ذاتي(5).

يدعم جليلي بذلك خطاب التشدد منتقدًا شعارات تيارات أخرى تسعى لفتح السوق الإيرانية أمام الاستثمار الخارجي عساها تُخرج البلاد من مأزق العقوبات، ويرى في هذه الشعارات سعيًا لتحقيق الديمقراطية في إيران وفق المفهوم الأميركي(6).

تعكس تجربة جليلي على طاولة الحوار مع الدول الكبرى تفكيره المتشدد، حتى وإن كان دبلوماسيًا محنكًا في التعامل ولكنه ظل يحاور بضراوة، ولم يرض بأي تنازل عما يعتبره حقوق بلاده النووية(7).

يحظى الرجل بدعم علماء الحوزة العلمية في قم(8)، والطيف الأصولي المتشدد، وسيحصل على أصوات جمهور المحافظين ممن أعطوا أصواتهم لأحمدي نجاد سابقًا، وربما يكون المرشح الذي سيصطف خلفه كل المحافظين في النهاية في حال لبّى الدعوة للانضمام إلى "الائتلاف الثلاثي المحافظ"(9).

يؤخذ على جليلي اقتصار خبرته على ملفات السياسة الخارجية وحسب، مقابل ضعف في إدراك مشاكل الداخل الإيراني وفي القدرة على مخاطبته؛ فالمفاوض النووي المحنك يتحدث عن تحقيق العدالة الاجتماعية، لكنه سيجد صعوبة في إقناع الفقراء وسكان الأرياف، الذين سبق وأيدوا أحمدي نجاد، بأن الحلول لمشكلاتهم ستأتي مع رئاسته. 

لا يملك جليلي حلولاً عملية لمشاكل الاقتصاد الإيراني المثقل بتبعات الحظر والعقوبات، ولكن سنه الصغيرة وماضيه النظيف، وكونه يشكّل الخيار الأنسب لجمع مؤسستي المرشد والرئاسة، تبقى عوامل ستزيد من حظوظه للوصول لكرسي الرئاسة، ويبقى عليه الاستفادة من خبرات شخصيات سياسية أخرى في السلطة التنفيذية علها تساعده على النهوض بالبلاد(10).

الائتلاف الثلاثي.. الاعتدال والشمولية

يشكّل مستشار المرشد الأعلى للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي مع عمدة طهران محمد باقر قاليباف ورئيس مجلس الشورى الإسلامي السابق غلام علي حداد عادل، يشكّلون معًا وللمرة الأولى الائتلاف المحافظ برعاية المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، رغم مواظبة المرشد على النأي بنفسه عن دعم مرشح بعينه.

يطرح مرشحو هذا التحالف شعارات متشابهة تقريبًا، يركزون فيها على الاقتصاد وعلى علاقات إيران مع الخارج، ولكن كلاً منهم يسعى للاستثمار انتخابيًا في ماضيه وإنجازاته وميزاته الشخصية، وسيسعى كل  منهم على طريقته لحصد أكبر عدد من الأصوات، وفي النهاية سيقدمون بالتوافق مرشحًا واحدًا باسم (ائتلاف التطور)، وسيُحسم الخيار لصالح الشخصية التي ستنال أكبر عدد من الأصوات المتوقعة وفق استطلاعات الرأي، ناهيك عن رأي مؤسسات النظام الدينية، والسياسية، والعسكرية، والأمنية، والتي ستكون لها كلمة كذلك في هذا الخيار، وبحال وصول أحدهم إلى كرسي الرئاسة سيكون الآخران في المشهد الحكومي.

علي أكبر ولايتي
شخصية من اليمين التقليدي، يحمل شهادة في الطب، تولى وزارة الخارجية الإيرانية في حكومة رئيس الوزراء مير حسين موسوي عام 1982، وشغل هذا المنصب 16 عامًا، وتسلمه لحقيبة الخارجية زمن حكم رفسنجاني قرّبه منه كثيرًا. غلب الطابع المحافظ على سياسته الخارجية، عُين مستشارًا للمرشد في الشؤون الدولية كما أنه عضو في مجمع تشخيص مصلحة النظام.

لا يحظى بدعم المحافظين المتشددين كثيرًا بسبب قربه من رفسنجاني، ولكنه انتقد سكوت هذا الأخير على  ما حصل عام 2009 معتقدًا أن رفسنجاني كان عليه أن يرفض بوضوح احتجاجات الحركة الخضراء ويتبع ولاية الفقيه.

يبقى ولايتي دبلوماسيًا ناجحًا يحمل بيده ورقة قوة، وهي قدرته على التعامل مع ملفات البلاد الخارجية والداخلية والتي أمّنتها له خبرته السياسية الطويلة، وكثر يروون أنه يمسك بمفتاح حل العراقيل التي تواجه مفاوضات الملف النووي مع الغرب(11).

يرى مؤيدو ولايتي من المحافظين أن المشاكل الداخلية وتلك الناتجة عن التعامل الخارجي تحتاج إلى شخص تجتمع فيه صفات كثيرة(12)، يحمّل هذا الرجل سياسات حكومة نجاد المسؤولية عن تدهور اقتصاد البلاد ويسعى لجذب شريحة أكبر من الناخبين بهذا الطرح(13).

ينتقد العزلة الدولية التي تعيشها إيران، ويرى أن بلاده بحاجة إلى شخصية قادرة على تعزيز العلاقات مع الآخرين دون الخروج عن إطار الجمهورية الإسلامية، بالنسبة له فإن المطلوب مستقبلاً هو تصحيح مسار  السياسة الخارجية ما سيشكّل انعطافة في محادثات النووي.

تبدو حظوظ ولايتي في الوصول إلى نهائيات السباق الرئاسي كبيرة، وتأييد الطيف المحافظ له واضح، ولكن قاليباف شخصية لا يستهان بها في الأوساط الشعبية وقد يختارها الائتلاف ممثلاً له، إلافي حال قرر جليلي الانضمام لهم حينها سيتحد كل الأصوليين خلف جليلي(14).

محمد باقر قاليباف
يشغل منصب عمدة طهران منذ سنوات، وهو رجل وفيّ لولاية الفقيه ومقرب من مجلس خبراء القيادة، شخصية مؤثرة في الحرس الثوري الإيراني، عينه خامنئي قائدًا للقوات الجوية في الحرس الثوري سابقًا، كما كان قائدًا لشرطة الجمهورية الإسلامية.

ترشح قاليباف لرئاسيات عام 2005، ولكنه لم يحصل على عدد الأصوات المطلوبة، وخلال أزمة انتخابات عام 2009 عُين قاليباف رئيسًا لخلية إدارة الأزمات في العاصمة طهران. اتخذ موقفًا حادًا وواضحًا ضد الحركة الخضراء وزعيمها مير حسين موسوي، واعتبر فرض الإقامة الجبرية عليه وعلى كروبي قانونية، وانتقد ترشح رفسنجاني للرئاسة هذا العام معتبرًا أن قدومه سيزيد الانقسام بين الإيرانيين(15).

تشهد العاصمة على المشاريع الضخمة لقاليباف خلال السنوات الأخيرة، ويسعى لجذب أصوات الناخبين بخطوات عملية على الأرض، ويدغدغ مشاعر الشباب بالتركيز على المشكلات الاجتماعية كالبطالة والزواج وارتفاع أسعار السكن(16).

يمارس قاليباف منذ سنوات نقدًا لسياسات حكومة نجاد، ولطالما تساءل عن عوائد البلاد من ثرواتها الوطنية متهمًا الحكومة بالتقصير(17). يحسب عمدة طهران على خط المعتدلين، رغم  انحيازه  للقطب المحافظ، كونه ينادي ببعض أفكار التغيير والإصلاح، ورغم أن برنامجه على الصعيد الداخلي موفق إلى حد ما وله شعبية بين الطبقات المتوسطة وسكان المدن الكبرى كطهران وأصفهان(18)، لكن يفتقد إلى الخبرة في التعامل مع ملفات سياسة البلاد الخارجية، مكتفيًا على هذا الصعيد بانتقاد السياسة المتشددة والتي صدّرت للخارج -حسب رأيه- أفكارًا خاطئة عن إيران(19).

يرى قاليباف ضرورة التعامل التكتيكي مع الملف النووي، وبالنسبة له فإن أزمة ثقة تعتري المحادثات مع الغرب، ورغم تأييده لاستمرار برنامج إيران النووي لكنه يرى أن تمزيق قرارات العقوبات لن يعني حل مشكلات الداخل(20).

لا يحظى قاليباف بتأييد الوسط المتشدد، وجمهوره من المعتدلين، ومع أنه تعرض لانتقادات خلال حياته السياسية إلا أنه يملك حلولاً عملية للنهوض باقتصاد البلاد ويستطيع أن يشغل منصبًا حكوميًا ويحقق فيه النجاح. يستطيع قاليباف أن يكون مكملاً ناجحًا لولايتي أو حتى لسعيد جليلي إن وصل أحدهما لرئاسة الجمهورية.

تشير استطلاعات الرأي إلى حظوظ كبيرة ليمثل قاليباف الائتلاف في النهاية، ولكن طرح اسم جليلي أخيرًا قد يغير التوقعات، وسيكون التنافس بين جليلي وقاليباف في مسقط رأسيهما مشهد(21).
 
غلام علي حداد عادل
كاتب وسياسي، يحمل شهاده الدكتوراة في الفلسفة من جامعة طهران، كان عضوًا نشطًا في البرلمان الإيراني في دورته السادسة، ليصل إلى كرسي رئاسته في الدورة السابعة فأصبح أول رئيس لمجلس الشورى الإسلامي من غير المعممين.

مقرب من المرشد علي خامنئي فكريًا وعائليًا، عضو في مجمع تشخيص مصلحة النظام، وعاد ليحصد أعلى نسبة أصوات عن العاصمة طهران في الانتخابات التشريعية الأخيرة عام 2012، ونافس علي لاريجاني على رئاسة البرلمان إلا أنه لم يوفق.

يمثل حداد عادل الضلع الثقافي في مثلث الائتلاف، فهو يركز على المشكلات الثقافية والاجتماعية للمواطنين الإيرانيين، ويقول: إن إيران بحاجة إلى استقرار داخلي وإلى ترميم بنيتها الاقتصادية كذلك، ويتحقق هذا "بالتقوى والتدبير". لا يرى حداد عادل المشكلة في البرامج والخطط الحكومية، وإنما يرى أن الضعف كان بسبب الخطأ في تطبيق هذه الخطط ولاسيما الاقتصادية منها.

لا يتنازل عن أهم مبادئ المحافظين وهي أن السياسة الخارجية للبلاد يجب أن تحقق "العزة والمصلحة"، فمفاوضات إيران مع الآخرين لا تعني خدش استقلالية البلاد، ومشروعية نظامها حسب رأيه(22).

تستبعد التوقعات اختياره مرشحًا عن الائتلاف، فلم يسبق أن كانت له تجربة في السلطة التنفيذية ولم يشغل منصبًا في الحكومة، وقد لا يستطيع الحصول على أصوات تضاهي تلك التي ستصب لصالح قاليباف أو ولايتي، إلا أنه يسعى جاهدًا لحصد أصوات الناخبين بتركيزه على المشكلات الاقتصادية الداخلية، في بلد أثقلت كاهله العقوبات.
الإصلاحيون.. إثبات الوجود

غاب الإصلاحييون عن ساحة العمل السياسي خلال السنوات الأربع الماضية، وزاد القلقَ في أوساطهم عدمُ إقرار أهلية رفسنجاني من قبل مجلس صيانة الدستور، وعدم ترشح محمد خاتمي.

محمد رضا عارف وحسن روحاني يشكّلان أمل الإصلاحيين في رئاسيات هذا العام، ولو أن حظوظ الاثنين  ليست قوية مقارنة بمرشحي المحافظين، لكن التيار يقاتل للظهور على الساحة من جديد.

حسن روحاني
الشيخ الدبلوماسي الذي تلقى تعليمًا دينيًا في حوزة قم العلمية، كان كبير المفاوضين النوويين سابقًا، وأمينًا عامًا لمجلس الأمن القومي، عضو في مجلس الخبراء ومجمع تشخيص مصلحة النظام ويترأس مركز البحوث والدراسات الاستراتيجية التابع للمجمع.

شخصية مقربة من الإصلاحيين ولعله أقرب فكريًا إلى هاشمي رفسنجاني، فهو رجل دين يدعو للاعتدال والمرونة في التعامل مع الخارج وبناء اقتصاد الداخل، قام بتهيئة أرضية مناسبة لانطلاق المفاوضات بين إيران والغرب حول برنامجها النووي عام 2003 معتمدًا سياسة بناء جسور الثقة، وفاتحًا لإيران آفاقًا أوسع، بعد أن أبعد وفريقه الملف النووي عن طاولة مجلس الأمن الدولي.

يسعى الخبير المتمرس في السياسة الخارجية لاستغلال تجربته وما أسماها أخطاء الحكومة المحافظة، فيدعو لحكومة (تدبير وأمل) لتنقذ اقتصاد البلاد وتوزع عائدات الثروة الوطنية في محاولة لكسب أصوات منتقدي حكومة نجاد(23).

تعرضت سياسته لانتقادات شديدة من قبل الطيف المتشدد، إلا أنه قد يحظى بدعم رفسنجاني كاملاً، وبعد أزمة الحركة الخضراء التي غيبت الإصلاحيين عن المشهد، يقول مراقبون: إنهم لا يملكون حظوظًا وفيرة، لكن روحاني يلعب على وتر آخر ويقول: إن المرشد الأعلى رفع شعار (حماسة سياسية وحماسة اقتصادية) مع بداية العام الفارسي خلال شهر مارس/آذار الماضي، وهذا سيتحقق بمشاركة شعبية أكبر في الاقتراع، فما الضير من مشاركة إصلاحية ستجذب كل شرائح الشعب بمن فيهم من ناصر الحركة الخضراء يومًا إلى الصناديق.

يلمّح روحاني إلى أزمة ثقة اجتاحت جمهور الإصلاحيين بعد أحداث 2009، زادها سوءًا إقصاء رفسنجاني مؤخرًا، ويسعى للحصول على الدعم من غير الإصلاحيين كونه شخصية ستساهم في زيادة نسبة الاقتراع إن وصل إلى النهائيات، وليتحقق هذا الأمر على التيار الإصلاحي اغتنام فرصة حضور مرشحين اثنين واختيار واحد منهما ليلتف حوله جميع من يساندهم.

لكن تجدر الإشارة إلى أن روحاني المعروف خارجيًا لا يتمتع بشعبية داخلية، على عكس عارف(24)، ولكنه يبقى أكثر خبرة، وإن قُدّم كمرشح وحيد عن الإصلاح ستسعى الرموز المعروفة لدعمه ما قد ينعش التيار وربما سيوفر للإصلاحيين فرصة للوصول إلى النهائيات رغم قوة المحافظين.

محمد رضا عارف
سياسي وأستاذ جامعي يحمل شهادة الدكتوراه في الهندسة الكهربائية من الولايات المتحدة الأميركية، شغل منصب نائب الرئيس محمد خاتمي خلال دورته الرئاسية الثانية.

عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام حاليًا، وحُسب على التيار الإصلاحي منذ انسحابه من سباق انتخابات مجلس الشورى الإسلامي الثامنة معترضًا على محاولات تحجيم حضور الإصلاحيين في الانتخابات، واعتراضه هذا مستمر حتى اليوم.

يركز على الهم الاقتصادي للمواطن الإيراني، ويقدم حلولاً للتحكم بنسبة التضخم الاقتصادي بتدخل حكومي بداية، ومن ثم محاولة جذب رؤوس الأموال للاستثمار في الداخل، وهي أفكار يعارضها المحافظون المتشددون الذين يشجعون على الاستثمار الحكومي المحلي وحسب(25). ومن التركيز على مشاكل الداخل وحلها ومن ثم السعي نحو انفراج العلاقات مع الخارج يقدم عارف مايعده المعادلة الصحيحة لمستقبل إيران.

يعد عارف من المقربين فكريًا للرئيس السابق محمد خاتمي، ولكنه لا يتمتع بالكاريزما ذاتها، وأصوات الناخبين المتوقعة لصالحه قليلة وفق استطلاعات مبدئية للرأي، ومع هذا فهو الوحيد الذي تقدم كمرشح رسمي باسم التيار الإصلاحي، على عكس روحاني المحسوب على الإصلاحيين ولكنه قدم نفسه كمرشح مستقل ولا يزال ينادي بأفكار الاعتدال.

 ورغم أن عارف وروحاني ليسا بالمستوى المطلوب إلا أنهما يشكّلان فرصة قوية لمحاولة إنعاش الإصلاحيين(26)، ويبقى هذا الأمر مرهونًا بتغييرات قد تطرأ على الساحة، كتعريف أحدهما كمرشح نهائي وحصوله على دعم ذي وزن ثقيل من شخصية كرفسنجاني مثلاً.

مستقلون يغردون في الوسط

محسن رضائي
شغل رضائي قائد القوات المسلحة خلال ثماني سنوات من الحرب العراقية-الإيرانية، منصب قائد الحرس الثوري في السابعة والعشرين من عمره بأمر من الإمام الخميني. نال الجنرال العسكري شهادة الدكتوراه في الاقتصاد، وانتقل من العمل العسكري إلى العمل السياسي بعد تعيينه أمينا عامًا لمجمع تشخيص مصلحة النظام. تقدم رضائي كمرشح مستقل هذا العام، لتكون المشاركة الثالثة له في سباق الرئاسيات الإيرانية.

ينتمي اليوم لخط المعتدلين ويحمل أفكارًا إصلاحية دون تشدد الأصوليين، ورغم أنه كان أقرب لتيار المحافظين المتشددين، إلا أنه ابتعد عنهم بعد أزمة عام 2009. يستغل رضائي خبرته الاقتصادية في حملته الانتخابية، فيركز على البطالة وتدهور العملة المحلية التي فقدت أكثر من ثلث قيمتها أمام الدولار خلال الأشهر الماضية، وبالنسبة له فإن "تدهور العملة ليس أقل خطرًا من سقوط مدينة خرمشهر بيد الجيش العراقي خلال حرب السنوات الثماني"(27)

 لا تضاهي خبرة رضائي السياسية والاقتصادية خبرته العسكرية، رغم أنه يحاول الجمع بين كل ملفات البلاد المهمة، لكن حصوله على المرتبة الثالثة في انتخابات 2009 بعد نجاد وموسوي، يقلّل من احتمال حصوله على أصوات أمام مرشحين أقوياء آخرين. يسعى رضائي لاستقطاب الأصوات بالترويج لنفسه كمرشح مستقل لا ينتمي لائتلاف بعينه وهو بالتالي يسعى للنأي بنفسه عن أخطاء المحافظين والإصلاحيين وتجاربهم السابقة(28).

محمد غرضي
من الرفاق الأوفياء للإمام الخميني، كان معه في منفاه في فرنسا وعاد معه إلى إيران خلال الثورة الإسلامية عام 1979، وهو أحد المؤسسين للحرس الثوري الإيراني.

عُيّن وزيرًا للنفط في حكومة رئيس الوزراء مير حسين موسوي عام 1989، ومن بعدها وزيرًا للاتصالات في حكومة رفسنجاني.

قيل: إن له ميولاً إصلاحية كونه شغل تلك المناصب وقد ينسحب لصالح عارف أو روحاني، ويحسبه آخرون على المحافظين، ولكنه نفى هذا الأمر معتبرًا أنه يقع في تيار الوسط ولا يمكن تصنيفه كمحافظ أو إصلاحي(29).

تطغى الشعارات الاقتصادية على حملته الانتخابية كما معظم المرشحين في سباق الاستحقاق الرئاسي، ينتقد سياسات حكومة الرئيس محمود أحمدي نجاد والتي أدت لارتفاع نسبة التضخم وتدهور العملة المحلية مقابل الدولار.

ينفي غرضي نيته الانسحاب لدعم أي مرشح آخر حتى وإن كانت حظوظه أقل من غيره من المرشحين المحافظين وفق التوقعات. ومن الانتقادات الموجهة له أنه لا يملك خبرة في التعامل مع ملفات البلاد الخارجية، ولكنه يجد أن التغريد في الوسط قد يشد أولئك المحبطين من أوضاع البلاد.

توقعات أولية

لا يبدو أن لدى الشخصيات المستقلة حظوظًا كبيرة، فقد أكد كل من رضائي وغرضي عدم الانسحاب لصالح أي تمثيل آخر. تبدو فرص رضائي ضعيفة بالفوز في المنافسة، وغالبًا سيسدد مجددًا فاتورة الهزيمة أمام نجاد وموسوي عام 2009.

الأمر ينسحب على الإصلاحيين إن استمر تنافسهم مع بقية المرشحين كل واحد منهم على حدة، ستقسم الأصوات فيما بينهما، ولن تضاهي تلك التي سيحصل عليها المحافظون من الأرياف أو التي ستذهب لصالح قاليباف مثلاً في المدن الكبرى.

ولتصبح معركة الإصلاحيين أقوى عليهم التوحد خلف روحاني، ومحاولة جذب أكبر عدد ممكن من جمهور الإصلاح نحو صناديق الاقتراع، وإن تم طرح اسم روحاني فقد يكون منافسًا قويًا في النهائيات، وسيحصل على أصوات مؤيدي رفسنجاني وأصوات الإصلاحيين معًا، كما أن تلبية جليلي لدعوة "ائتلاف التطور" وانضمامه لهم سيجعل هذا السيناريو إلزاميًا.

أما على ضفة المحافظين فسيكون هناك سيناريوهان:

  1. ألا ينضم جليلي لائتلاف (قاليباف-ولايتي-حداد عادل) وهنا سيكون التنافس النهائي بصيغة محافظ-محافظ، وسيكون على جليلي مواجهة ولايتي أو قاليباف في النهاية، ورغم أن الوسط المحافظ يفضل ولايتي ممثلاً عن الجبهة، ولكن قاليباف قد يرفض التنازل كون حظوظه قوية للغاية.
  2. انضمام جليلي لائتلاف التطور، سيُخرج عادل من المعادلة، وسيقلل حظوظ ولايتي كثيرًا، وسيبقى الخيار النهائي لهذه الجبهة قبل تقديم اسم مرشحها بين جليلي وقاليباف.

لا يبدو أي من مرشحي المحافظين الأربعة مرشحًا كاملاً، بل يكملون بعضهم البعض، فجليلي متميز وخبير في السياسة الخارجية ولا خبرة له في الشؤون الداخلية والاقتصادية؛ حيث يبدو قاليباف متفوقًا وله تجربة مشهودة وهو في المقابل عديم الخبرة في الشؤون الخارجية.

وفي الحالة الإيرانية الراهنة، يصعب فصل السياستين الداخلية والخارجية، ويبدو سيناريو جليلي مرشحًا وحيدًا للمحافظين هو الأمثل بالنسبة لهؤلاء، وبالنهاية قد تتواجد تلك الشخصيات في الحكومة المقبلة، وفي حال توحد الإصلاحيين خلف روحاني، سيكون على المحافظين منع تقدمه.
____________________________________
فرح الزمان أبو شعير - باحثة متخصصة بالشأن الإيراني

هوامش
(1) صادق زيبا كلام، علي أكبر ولايتي رئيس جمهور بعدى ايران است (علي أكبر ولايتي الرئيس القادم لإيران)، 19 ارديبهشت1392 ( 9 مايو/أيار 2013) موقع الدكتور صادق زيبا كلام.
http://zibakalam.com/news/1415
(2) سعيد جليلي شانس زيادى براى برنده شدن دارد (سعيد جليلي لديه حظوظ كبيرة للفوز)، 31 ارديبهشت 1392( 21مايو/أيار 2013)، موقع وكالة أنباء آريا.
http://www.aryanews.com/News.aspx?code=20130521180239097&svc=25
(3) پوستر جديد جليلي ولنكرانى 2 كانديد گفتمان مقاومت (الملصق الجديد لجليلي ولنكراني مرشحين عن خطاب المقاومة)، 23 ارديبهشت 1392 ( 13 مايو/أيار 2013)، موقع أخبار الانتخابات الرئاسية 92
http://ie92.ir/news/92/%D9%BE%D9%88%D8%B3%D8%AA%D8%B1-%D8%AC%D8%AF%DB%8C%D8%AF-%D8%AC%D9%84%DB%8C%D9%84%DB%8C-%D9%88-%D9%84%D9%86%DA%A9%D8%B1%D8%A7%D9%86%DB%8C%D8%9B-2-%DA%A9%D8%A7%D9%86%D8%AF%DB%8C%D8%AF%D8%A7%DB%8C-%DA%AF/
(4) صادق زيبا كلام، مخالفت ايت الله مصباح با كانديداتورى جليلى (اعتراض آية الله مصباح على ترشح جليلي)، 1 خرداد 1392 ( 22 مايو/أيار 2013)، موقع أخبار الانتخابات الرئاسية 92.
http://ie92.ir/news/92/%D9%85%D8%AE%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%AA-%D8%A2%DB%8C%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%85%D8%B5%D8%A8%D8%A7%D8%AD-%D8%A8%D8%A7-%DA%A9%D8%A7%D9%86%D8%AF%DB%8C%D8%AF%D8%A7%D8%AA%D9%88%D8%B1%DB%8C-%D8%AC/
(5) درخواست از جليلي براى احياى حقوق ملت بر پايه قانون اساسى (طلب من جليلي لإحياء حقوق المواطنين اعتمادًا على الدستور)، 1 خرداد 1392 (22 مايو/أيار 2013)، موقع المرشح سعيد جليلي.
http://saeed-jalili.blogfa.com/post/340
(6) سعيد جليلى: رياست جمهورى عرصه شعار و وعده نيست (سعيد جليلي: رئاسة الجمهورية ليست مكانًا لإطلاق الشعارات والوعود)، 24 ارديبهشت 1392 (14 مايو/أيار 2013) موقع وكالة أنباء فارس
http://www.farsnews.com/newstext.php?nn=13920223000668
(7) جليلي: فارغ از نتيجه انتخابات غنى سازى ايران باقدرت ادامه خواهد يافت (جليلي: بعد أن تنتهي الانتخابات ستستمر ايران بالتخصيب بقوة)، 29 ارديبهشت 1392 (19 مايو/أيار 2013)، من موقع أخبار سوغل نقلاً عن وكالة أنباء فارس. http://www.suiglenews.com/newss_10257
(8) اعلام حمايت طلاب واساتيد حوزه علميه از سعيد جليلي (إعلان طلاب وأساتذة الحوزة العلمية دعمهم لجليلي)، 2 خرداد 1392 (23 مايو/أيار 2013)، موقع المرشح سعيد جليلي.
http://saeed-jalili.blogfa.com/post/341
(9) حداد عادل: آماده حضور جليلى در ائتلاف پيشرفت هستيم (حداد عادل: نحن مستعدون في ائتلاف التطور لاستقبال جليلي)، 1 خرداد 1392 ( 22 مايو/أيار 2013)، موقع وكالة أنباء فارس
http://www.farsnews.com/newstext.php?nn=13920301001019
(10) أمير محبيان، نقاط ضعف وقوت جليلي (نقاط الضعف والقوة لدى جليلي)، 1 خرداد 1392 (  22 مايو/ أيار 2013)، موقع صحيفة رسالت
http://www.resalat-news.com/Fa/?code=141044
(11) ولايتي: احتمالا به نفع جليلى كنار خواهيم كشيد (ولايتي: من المحتمل أن أنسحب لصالح جليلي)، 22 ارديبهشت 1392(12 مايو/أيار 2013) موقع ظهور 12
http://www.zohur12.ir/%D9%88%D9%84%D8%A7%DB%8C%D8%AA%DB%8C-%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9%85%D8%A7%D9%84%D8%A7-%D8%A8%D9%87-%D9%86%D9%81%D8%B9-%D8%B3%D8%B9%DB%8C%D8%AF-%D8%AC%D9%84%DB%8C%D9%84%DB%8C-%DA%A9%D9%86%D8%A7%D8%B1/#more-65785
(12) آيا على أكبر ولايتي رئيس جمهور اسلامى ايران مى شود؟ (هل سيصبح علي أكبر ولايتي رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية؟)، 22 اسفند 1391( 12 مارس/آذار 2013)، موقع انتخابات
http://www.entekhab.ir/fa/news/100342
(13) ولايتي: مسأله مذاكرات هسته اى در دولت آينده حل خواهد شد (ولايتي: مشكلة المفاوضات النووية ستُحل في الحكومة القادمة)، 18 ارديبهشت 1392 (8 مايو/ أيار 2013)، موقع سوغل نقلاً عن موقع عصر إيران http://www.suiglenews.com/newss_7159
(14) انظر المصدر(11).
(15) اظهارات تند قاليباف: انتخاب هاشمى كشور را وارد تنش هاى سخت ميكند (تصريحات حادة لقاليباف: اختيار هاشمي سيُدخل البلاد في تحديات صعبة)، 24 ارديبهشت 1392 ( 14 مايو/أيار 2013)، موقع بيتوته http://www.beytoote.com/news/politics-social/political-news5693.html
(16) قاليباف در بوشهر مطرح كرد: تشكيل دولت اجتماعى با رويكرد جهادى/آرامش به اقتصاد برميگردانم (قاليباف قال في بوشهر: تشكيل حكومة اجتماعية بنهج الجهاد/سأعيد الاستقرار للاقتصاد)، 3 خرداد 1392 ( 24 مايو/أيار 2013)، موقع وكالة أنباء فارس
http://farsnews.com/newstext.php?nn=13920302000860
(17) انتقاد تند قاليباف از عملكرد دولت (انتقاد قاليباف الحاد لأداء الحكومة)، 15 مهر 1391 6أكتوبر/تشرين الأول 2012، موقع بلند نيوز
http://www.bolandanews.ir/culture-and-art/view/5208%3A%D8%A7%D9%86%D8%AA%D9%82%D8%A7%D8%AF+%D8%AA%D9%86%D8%AF+%D9%82%D8%A7%D9%84%DB%8C%D8%A8%D8%A7%D9%81+%D8%A7%D8%B2+%D8%B9%D9%85%D9%84%DA%A9%D8%B1%D8%AF+%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%AA
(18) پرويز اميني، چه كسانى به هاشمي، قاليباف جليلى ولنكرانى رأى ميدهند؟ (من الأشخاص الذين سيصوتون لهاشمي، قاليباف، جليلي ولنكراني؟)، 28 ارديبهشت 1392 (  18 مايو/أيار 2013)، موقع النشرة الإخبارية لطلبة إيران http://iusnews.ir/?pageid=21077&printable=enabled
(19) مرورى بر اظهارات قابل تأمل كانديدهاى انتخابات درباره سياست خارجه (مرور على تصريحات المرشحين فيما يتعلق بالسياسة الخارجية)، 9 ارديبهشت 1392 (29 إبريل/نيسان 2013)، موقع فلاورجان
http://felaverna.ir/?part=mynews&inc=mynews&id=773
(20) قاليباف: نفى شعارى هولوكاست به منافع انقلاب ضربه زد، تحريم كاغذ پاره نيست (قاليباف: إنكار الهولوكوست أضر بمصالح الثورة، الحظر ليس ورقة ممزقة)، 23 إبريل/نيسان 2013، موقع أخبار الانتخابات الرئاسية
http://entekhabat.irancarpet.org/7937/%D9%82%D8%A7%D9%84%DB%8C%D8%A8%D8%A7%D9%81%D9%86%D9%81%DB%8C-%D8%B4%D8%B9%D8%A7%D8%B1%DB%8C-%D9%87%D9%88%D9%84%D9%88%DA%A9%D8%A7%D8%B3%D8%AA-%D8%A8%D9%87-%D9%85%D9%86%D8%A7%D9%81%D8%B9-%D8%A7%D9%86/
(21) راه پاستور از بهشت نميگذرد (الطريق إلى باستور "القصر الرئاسي" لا يمر بالجنة)، 5 مايو/أيار 2013، موقع أراش غفوري
http://arashghafouri.com/tag/%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%AE%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%B1%DB%8C%D8%A7%D8%B3%D8%AA-%D8%AC%D9%85%D9%87%D9%88%D8%B1%DB%8C-%D8%A7%DB%8C%D8%B1%D8%A7%D9%86-1392/
(22) حداد عادل هاشمى ما را غافلگير كرد (حداد عادل: لقد غافلنا هاشمي)، 30 ارديبهشت 1392 (20 مايو/أيار 2013)، موقع بارسينه
http://www.parsine.com/fa/news/108923/%D8%AD%D8%AF%D8%A7%D8%AF-%D8%B9%D8%A7%D8%AF%D9%84-%D9%87%D8%A7%D8%B4%D9%85%DB%8C-%D9%85%D8%A7-%D8%B1%D8%A7-%D8%BA%D8%A7%D9%81%D9%84%DA%AF%DB%8C%D8%B1-%DA%A9%D8%B1%D8%AF
(23) برنامه هاى كانديداى رياست جمهورى براى دولت يازدهم (برامج المرشحين للانتخابات الرئاسية للحكومة الحادية عشرة)، موقع النائب في مجلس الشورى الإسلامي أحمد مقيمي
http://moghimy.com/entekhabat/714-%D8%A8%D8%B1%D9%86%D8%A7%D9%85%D9%87-%D9%87%D8%A7%DB%8C-%DA%A9%D8%A7%D9%86%D8%AF%DB%8C%D8%AF%D8%A7%DB%8C-%D8%B1%DB%8C%D8%A7%D8%B3%D8%AA-%D8%AC%D9%85%D9%87%D9%88%D8%B1%DB%8C-%D8%A8%D8%B1%D8%A7%DB%8C-%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%AA-%DB%8C%D8%A7%D8%B2%D8%AF%D9%87%D9%85.html
(24) لقاء مع المحلل المقرب من الإصلاحيين صادق زيبا كلام، روحانى دو ميليون رأى دارد (لدى روحاني مليونا صوت)، 23 فروردين 1392 (12 إبريل/نيسان 2013)، موقع بيتوته
http://www.beytoote.com/news/politics-social/political-news5001.html
(25) انظر المصدر (23).
(26) حسن روحانى ومحمد رضا عارف چه خواهند كرد (ماذا سيفع حسن روحاني ومحمد رضا عارف؟)، 1 خرداد 1392 (22 مايو/أيار 2013) موقع بيتوته http://www.beytoote.com/news/politics-social/anews240.html
(27) رضا الياسي، نخستين اظهار نظر 8 نامزد نهايى انتخابات رياست جمهورى (التصريحات الأولى للمرشحين الثمانية النهائيين للانتخابات الرئاسية)، 1 خرداد 1392 ( 22 مايو/أيار 2013)، موقع خبر أونلاين
http://khabaronline.ir/detail/294523/politics/election
(28) ارايش انتخاباتى 22 نامزد رياست جمهورى يازدهم (الشكل الانتخابي لـ22 مرشحًا للانتخابات الرئاسية الحادية عشرة)، 21 خرداد 1391 (10 يونيو/حزيران 2012)، موقع ديدبان
http://didban.ir/fa/news/203/%D8%A2%D8%B1%D8%A7%D9%8A%D8%B4-%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%AE%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA%D9%8A-22-%D9%86%D8%A7%D9%85%D8%B2%D8%AF-%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D8%AA-%D8%AC%D9%85%D9%87%D9%88%D8%B1%D9%8A-%D9%8A%D8%A7%D8%B2%D8%AF%D9%87%D9%85
(29) غرضى: نه به اصلاح طلبان نزديكى سياسى دارم نه كارگزارانى هستم (غرضي: ليس لدي ميول سياسية للإصلاحيين ولست من كوادر البناء)، 2 خرداد 1392 (23 مايو/أيار 2013)، موقع خبر أونلاين
http://khabaronline.ir/detail/294736/politics/election

ABOUT THE AUTHOR