تصاعد هجمات طالبان: الأسباب والمؤشرات

تبحث هذه الورقة أسباب زيادة الهجمات من قبل المعارضة المسلحة الأفغانية، ضد أهداف في كابل والمدن الرئيسية، وأرجعت الورقة ذلك إلى عدد من الأسباب؛ أهمها توقيع الاتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة الأميركية وحلف الناتو، وهو ما أثار حركة طالبان ودولاً لها مصالح في أفغانستان.
2014121773119606734_20.jpg
[الجزيرة]

ملخص

ترى هذه الورقة أن زيادةَ الهجمات من قبل المعارضة المسلحة الأفغانية -مستهدِفة مواقع مختلفة في كابل والمدن الرئيسة- ظاهرةٌ تستحق الدراسة، والبحث عن أسبابها، ومؤشراتها، وأرجعت الورقة ذلك إلى عدد من الأسباب؛ بعضها مباشر وبعضها غير مباشر، إضافة إلى احتمالات، تتلخص فيما يلي:
1- توقيع الاتفاقية الأمنية مع أميركا وحلف الناتو ومصادقة البرلمان عليها من غير تعديل؛ مما أثار مقاتلي طالبان كما أثار الدول المجاورة ودول المنطقة ذات النفوذ الواسع في أفغانستان؛ مما قاد إلى تصاعد الهجمات.
2- توجيه مقاتلي حركة طالبان إلى القتال في أفغانستان من قِبَل بعض الجهات لتقليل الضغط على الجيش الباكستاني في عملياته العسكرية؛ التي يقوم بها في الشريط الحدودي بين أفغانستان وباكستان.
3- إرخاء القبضة الأمنية من قِبَل الحكومة الأفغانية قبل مؤتمر لندن؛ لتبليغ حلفائها رسائل معينة.
4- إرخاء القبضة الأمنية لتبرير القرار الذي اتخذ بخصوص تمديد فترة مشاركة الجيش الأميركي في العمليات، وتفتيش البيوت لمدة سنة.
5- انسحاب القوات الأجنبية من غير تجهيز القوات الأفغانية المسلحة وتدريبها وإعدادها إعدادًا مناسبًا.
6- حركة استعراضية تقوم بها الذراع المسلح لحركة طالبان لإفشال مساعي المصالحة؛ التي بدأها أشرف غني، والرد على الرسالة التي أراد توصيلها إلى العالم.
7- بعض الحوادث المتفرقة التي كانت سببًا في إثارة غضب الشعب الأفغاني عمومًا ومقاتلي حركة طالبان بصورة خاصة.

تصاعدت هجمات طالبان في الأيام الأخيرة في المدن الكبيرة؛ وذلك إلى درجة أن العاصمة كابل وحدها تعرَّضت لأكثر من عشر هجمات في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وأمَّا المناطق الأخرى ومراكز الولايات فحدِّث ولا حرج، وكانت أغلب هذه الهجمات نوعية، ونُفِّذَتْ على أهداف يبدو أنه تمَّ اختيارها بعناية وبعد دراسة؛ فكان منها هجمات على مقرَّات وقوافل قوات الجيش والشرطة والأمن الأفغانية؛ ومنها هجمات نُفِّذَتْ على المراكز الأجنبية والسفارات، والقوات العسكرية الأجنبية في كابل؛ مما لفت انتباه وسائل الإعلام الداخلية والخارجية، التي سلَّطت الضوء عليها، وأثارت العديد من التساؤلات لدى المتابعين؛ عن أسبابها ودلالاتها؟ ولماذا اختير هذا التوقيت لتنفيذها؟ وهل لتوقيع الاتفاقية الأمنية بين أفغانستان والولايات المتحدة الأميركية وحلف الناتو دور في ذلك؟ وهل تحمل مؤشرات معينة؟ هذه التساؤلات تتطلَّب نقاشًا عميقًا لأسباب هذه السلسلة من الهجمات المتزايدة في الأيام الأخيرة، وهذا ما ستحاول الورقة بحثه.

تغيير التكتيك أم تصاعد الهجمات؟

يرى بعض المحللين أن الهجمات لم تتصاعد في حقيقة الأمر؛ بل السبب الحقيقي لما يظهر من تصاعد الهجمات العسكرية هو تغيير التكتيك الحربي من قِبَل المعارضة المسلحة؛ فقد كانت قبل ذلك تقوم بالعمليات العسكرية في المناطق النائية والبعيدة عن تغطية وسائل الإعلام، وقد غُيِّر تكتيكها في الأيام الأخيرة بنقل معركتها إلى دائرة الضوء، وتعيين الأهداف لهجماتها في المدن الكبرى، وفي أماكن لا تبعد كثيرًا عن عيون وسائل الإعلام؛ لكن هذا التحليل فيه شيء من مجانبة الصواب؛ لأن هجمات طالبان قد زادت بالفعل بعد تولِّي الرئيس الجديد مهامه قبل شهرين تقريبًا مقارنة بما كانت قبل ذلك، وهي جزء من سلسلة عمليات "خيبر" العسكرية كما سمتها حركة طالبان بذلك(1)، بالإضافة إلى ذلك فإن هذه الهجمات تتصاعد في أيام تخفُّ فيها حدَّة العمليات العسكرية عادة؛ لأن الشتاء بدأ، والتحرُّك في أيام الشتاء في أفغانستان من أصعب ما يكون؛ ومن ثَمَّ فإن أغلب مقاتلي المعارضة المسلحة عادوا إلى بيوتهم ومقرَّاتهم الآمنة؛ مثل ما كان يفعله المجاهدون أثناء فترة الجهاد ضدَّ الاتحاد السوفيتي سابقًا؛ فهو أمر غير عادي، ومن هنا لابُدَّ من البحث عن أسبابها وعللها من زوايا مختلفة.

أسباب تصاعد الهجمات المسلحة

يبدو أن وراء تصاعد الهجمات الأخيرة أسباب متنوِّعة؛ فكل جهة لها مصالحها التي تُريد تحقيقها عن طريق إزهاق الأرواح وإراقة الدماء في مثل هذه العمليات، التي لا تنفك في الغالب عن مقتل الأبرياء وإزهاق أرواحهم؛ ومن هنا قد تبدو هذه الأسباب التي نسردها متناقضة في الظاهر؛ لكن الأزمات والمشاكل المعقَّدة تكون في الغالب وراءها أسباب متنوعة ومختلفة تزيد من تعقيدها وتأزيمها، وهذه الأسباب التي نسردها هنا ليست أسباب تصاعد هجمات طالبان الحالية وحده؛ بل هي أسباب استمرار الأزمة الأفغانية بأسرها:

أولاً: توقيع الاتفاقية الأمنية ومصادقة البرلمان عليها

كانت الجهات المعارضة لتوقيع الاتفاقية الأمنية بين الولايات المتحدة الأميركية وأفغانستان، وبينها وبين حلف الناتو في حالة ترقُّب حذر وانتظار بعد ما رفض توقيعها الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي، وكانت هذه الجهات تتوقَّع أن يؤجِّل الرئيس الجديد الدكتور محمد أشرف غني توقيعها -أيضًا- مثل سلفه لفترة أخرى، وكان قد وعد بعض الشخصيات الأفغانية قبل تولِّي زمام الأمور بذلك، وصرَّح لأكثر من شخص بعدم المبادرة لتوقيعها؛ لكن يبدو أنه تناسى ما كان قد تعهَّد به أو اضطر إلى توقيع الاتفاقية، وتقول بعض المصادر المطلعة: إن وزير الخارجية الأميركي السيد جون كيري وعده بحلِّ الأزمة الانتخابية، وانضمام حملة الدكتور عبد الله عبد الله لحكومة الوحدة الوطنية (الحكومة الائتلافية) في حالة تعهُّده بتوقيع الاتفاقية الأمنية بعد تولِّيه منصب الرئاسة مباشرة.

وكانت الحكومة مستعجلة حتى في أخذ مصادقة البرلمان عليها، فطلبت جلسة طارئة لأجل ذلك، وعلى خلاف تعامله في مناقشة الاتفاقيات مع الدول الأجنبية؛ حيث يتم إرسال الاتفاقية إلى اللجان المتخصصة، ثم يُعطى وقت كافٍ للمؤيدين والمعارضين لمناقشة كل البنود؛ لكن البرلمان وافق على هذه الاتفاقية في عجلة من أمره من غير مناقشتها مناقشة تفصيلة، أو دراستها في اللجان المتخصصة، وقال رئيس البرلمان الأفغاني في بداية جلسة المناقشة: "وقد طلبت حكومة الوحدة الوطنية أن يناقش المجلس هذه الاتفاقية بصورة عاجلة"(2). وأما مجلس الشيوخ فطُلب لعقد جلسة مستعجلة(3)، فعقد الجلسة قبل أن تنتهي إجازته السنوية بثلاثة أيام، ووافق على الاتفاقية من غير أن تأخذ حظَّها من النقاش والدراسة، وحتى لم يُراعِ المجلسان التوصيات والتعديلات التي كان قد أوصى بها "مجلس لويا جركا" وصادقَا عليها من غير أن يُعَدِّلا فيها حرفًا واحدًا، ويبدو أن ذلك كان لأجل مؤتمر لندن لئلاَّ يبقى للولايات المتحدة الأميركية ودول حلف الناتو أي عذر في عدم مساعدة أفغانستان في السنوات المقبلة.

وقد أثار هذا التعامل كل الجهات التي كانت تُعارض هذه الاتفاقية، وكانت تعدُّ توقيعها أهمَّ مؤشِّر سيحدِّد صورة علاقتها بالحكومة الجديدة، ومن أهمِّ الجهات التي أثارها توقيع الاتفاقية المذكورة ومصادقة البرلمان عليها ما يلي:

1- حركة طالبان: رفضت حركة طالبان توقيع الاتفاقية الأمنية مع أميركا مرارًا وتكرارًا، كما أعلنت أن توقيع الاتفاقية الأمنية وإعطاءها قواعد دائمة في أفغانستان لا يعني إلا استمرار الحرب في أفغانستان، وتعهَّدت بمواصلة الكفاح المسلح ما دام في أفغانستان جندي أميركي واحد، ولما تمَّ توقيع الاتفاقية المذكورة أصدرت بيانًا رسميًّا أعلنت فيه أنها لا اعتبار لها؛ لأن مَنْ وقعها لا يمثِّل الشعب الأفغاني، وتعهَّدت بمواصلة عملها المسلَّح بكل قوَّة، وورد في البيان المذكور: "نحن نعتقد أن هذه القطعة من الورق لن تمنع شعبنا من القيام بالجهاد المقدَّس، ولن تؤثِّر على الجهاد الحالي، نريد أن نوضِّح موقفنا من الاحتلال مرَّة أخرى، وهو كما يلي: إن تواجد جيوش الكفر ووجود قواعدها النظامية والاستخبارية يعتبر استيلاء على أراضي البلد المسلم وفضائه، وهذا يتعارض مع كل المبادئ الشرعية والوطنية والإنسانية، وقد أخذ الله منا عهده بأن نعيش وفق مبادئ الإسلام؛ ومن هنا لن نقبل تواجد جيوش الكفر على أرضنا، ولن يُجبرنا ذلك على التنازل عن الجهاد"(4). ويبدو أن حركة طالبان كانت قد خفَّفت عملياتها إلى حدٍّ كبير بعد مواقف حامد كرزاي حول بعض القضايا الخلافية بينه وبين الولايات المتحدة الأميركية، ويبدو أنها واجهت صدمة نفسية كبيرة مما فعلته الحكومة الجديدة؛ لأنها لم تكن تتوقَّع أن يُوَقِّع الرئيس الجديد هذه الاتفاقية بالسرعة التي وقَّعها بها؛ لأنه كان قد وعد قبل تولِّي الرئاسة أكثرَ من شخص في أكثر من مناسبة أنه مستعدٌّ للتنازل عن الرئاسة لأجل المصالحة واستقرار البلد، وأهم ما يعرقل المصالحة واستقرار البلد في نظر حركة طالبان هو تواجد القوات الأجنبية على أراضي أفغانستان؛ الذي تُوَفِّر الأساس القانوني له تلك الاتفاقية بعد انتهاء صلاحية قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

يُعَبِّر عبد السلام ضعيف أحد قيادات حركة طالبان السياسية عن تلك الصدمة النفسية قائلاً: "لا شك أن بعض الناس يقطعون عهودًا على أنفسهم للوصول إلى أهدافهم، ويحتالون بحيل مختلفة لأجل ذلك، وبمجرَّد الوصول إلى أغراضهم ينسون كل شيء، ويغيرون طريقهم... هذا ما فعله أشرف غني وحملته الانتخابية في اليوم التالي للوصول إلى كرسي الحكم، فنقضوا عهودهم عمليًّا بتوقيع تلك الاتفاقية غير المشروعة؛ التي تعتبر أكبر عائق أمام المصالحة، وتتعارض بكل المقاييس مع المصالحة، فإنه كان قد وعد بأن يُعيد الاستقرار والمصالحة إلى البلد، وإن لم يتمكَّن من ذلك سيستقيل من منصبه"(5). هذه الاتفاقية التي تنظر إليها حركة طالبان بهذه النظرة تثيرها حتمًا، وتحملها على ردَّة فعل عنيفة كما نشاهدها؛ لكن لما لم تكن تتوقَّع توقيعها من قِبَل الرئيس الجديد، وفق العهود التي قطعها على نفسه، وتأخُّر ردِّ الفعل شهرًا كاملاً تقريبًا.

2- الدول المجاورة ودول المنطقة: لا شكَّ أن الدول المجاورة -خاصة إيران- تعارض تواجد القوَّات الأميركية وقوَّات حلف الناتو في أفغانستان لسببين؛ أحدهما: إنها تعتبر أفغانستان منطقة نفوذها مذهبيًّا وسياسيًّا، وتعتبرها سوقًا مفتوحة لمنتجاتها اقتصاديًّا وتجاريًّا؛ فهي تريد أن تدور أفغانستان في فلكها دائمًا، وبتواجد القوَّات الأجنبية على الأراضي الأفغانية يصعب عليها الوصول إلى هذا الهدف، وثانيهما: هي تَعتبر في الظاهر تواجد تلك القوَّات وسيلة للضغط عليها في القضايا التي تختلف فيها مع الغرب، كما أنها تدَّعي أنها تشكل خطرًا استراتيجيًّا على أمنها القومي، ومن هنا فقد ندَّدت -على خلاف الموازين الدبلوماسية- بمصادقة البرلمان الأفغاني على الاتفاقية الأمنية مع أميركا وحلف الناتو(6)، وبهذا نستطيع أن نقدِّر مدى شدَّة ردَّة الفعل الإيرانية، وأنها مستعدَّة أن توفِّر التجهيزات اللازمة للمعارضة الأفغانية المسلحة للعمليات العسكرية عقابًا لمن وقَّع الاتفاقية المذكورة، أو لممارسة الضغوط المتصاعدة على أميركا للحصول على بعض الامتيازات في المحادثات التي تجري حاليًّا على برنامجها النووي.

وأما باكستان فإنها وإن لم تخالف القوى السياسي توقيع الاتفاقية المذكورة في الظاهر؛ لكن الجهات السيادية ومؤسساتها الأمنية تعتبر تواجد قوَّات حلف الناتو، وتواجد القوات الأميركية في جوارها خطرًا على أمنها القومي، وخطرًا على أسلحتها النووية الاستراتيجية؛ ومن هنا تعتبر الاتفاقية التي تعطي لأميركا وحلف الناتو حق تأسيس قواعدها الدائمة في أفغانستان تهديدًا لمصالحها، وكذلك الصين وروسيا تعارض توقيع هذه الاتفاقية؛ لأنها تتعارض مع مصالحها في المنطقة، ولما تمَّ توقيعها بالصورة التي رأيناها يمكن أن يكون ذلك قد أثار ردود الفعل لدى هذه الدول، وظهر ذلك في صورة سلسلة الهجمات التي شاهدناها في الأيام الماضية.

إن ما حدث كان متوقَّعًا؛ فالذين عارضوا توقيع الاتفاقيات الأمنية كانوا يتوقَّعون أن هذا سيؤدِّي إلى إراقة مزيد من الدماء، وأنه سيؤلِّب على أفغانستان الدول المجاورة ودول المنطقة المعارضة للتواجد الأميركي في أفغانستان، وكان حامد كرزاي أكثر صراحة من غيره حين قال: "لن أوقِّع هذه الاتفاقية ما لم تتعهَّد أميركا بإعادة الصلح والاستقرار إلى أفغانستان، وأنا أعرف أن أميركا قادرة على ذلك؛ لأن مفتاح الصلح في أفغانستان بيد أميركا وباكستان، لا أريد أن أوقِّع هذه الاتفاقية ليبقى هؤلاء (الأميركان) آمنين في القواعد التي سيُنشئونها بموجب هذه الاتفاقية، ويبقى الشعب الأفغاني يتقاتل أبناؤها ويتناحرون وتُراق دماؤهم لعقد آخر من الزمن"(7). لكن مَنْ كان يُؤَيِّد توقيع الاتفاقية كان يُوهم الناس أنه بتوقيع الاتفاقية سيعود الصلح والاستقرار إلى أفغانستان، وسيتوقَّف التدخُّل الأجنبي في الشؤون الداخلية لأفغانستان، إلا أن "حنيف أتمر" صرَّح بما كانوا يضمرونه من قَبْل في مجلس الشيوخ يوم تقديمه الاتفاقية الأمنية لأخذ موافقة مجلس الشيوخ عليها، فقد قال: "لا تتوقَّعوا الأمن والصلح من وراء هذه الاتفاقية، هذه الاتفاقية لمجرَّد توفير الإطار القانوني لبقاء القوات الأميركية وقوات حلف الناتو في أفغانستان"(8). وتؤشِّر هذه الهجمات المتصاعدة على أن تواجد القوات الأجنبية على الأراضي الأفغانية تثير المعارضة المسلحة على استمرار الحرب، وتؤلِّب الجيران على أفغانستان، وتكون النتيجة المزيد من الدماء والبؤس والشقاء للشعب الأفغاني.

ثانيًا: عمليات الجيش الباكستاني:

يقوم الجيش الباكستاني بعمليات عسكرية ضد حركة طالبان الباكستانية في الشريط الحدودي بين باكستان وأفغانستان، وهناك قوة عسكرية مكبوتة تريد أن تستفرغ في مكان ما، فإن بقيت على حالها ستُستخدم ضد الجيش الباكستاني؛ ومن هنا يرى بعض المحللين أن بعض الجهات حاولت أن توجِّه تلك القوة المكبوتة لتستفرغ في أفغانستان لتقلِّل خطرها على الجيش الباكستاني؛ ومن هنا زادت الهجمات في أفغانستان في هذا التوقيت خاصة، ويستدلون في هذا السياق بالتصريحات التي أدلى بها المولوي فضل الرحمن أحد القيادات السياسية المقربة من الجيش والاستخبارات الباكستانية؛ التي قال فيها: "لا يجوز الجهاد في باكستان، ويجب في أفغانستان لتواجد القوات الأميركية والأجنبية فيها"(9). وهذا يعني توجيه تلك القوة الطالبانية لتستفرغ في أفغانستان بدل أن يكون مصدرَ تهديدٍ لباكستان وجيشها الذي يجري عمليات تصفية بمباركة أميركية، ويتهم بأنه أمَّن المجموعات التي تقوم بالعمليات داخل الأراضي الأفغانية، وتتركز عملياتها ضد المجموعات التي تعمل داخل الأراضي الباكستانية؛ ومن هنا أخذت الحكومة الأفغانية تلك التصريحات من المولوي فضل الرحمن بجدية زائدة عن اللازم، فإنها نوقشت في مجلس الشيوخ، وأصدر شورى علماء أفغانستان بيانًا ضدها، كما أن وزارة الأوقاف رتبت العديد من المجالس للعلماء للرد عليها.

ثالثًا: إرخاء القبضة الأمنية:

يرى بعض المحللين أن سبب تصاعد الهجمات العسكرية لحركة طالبان في العاصمة كابل والمدن الكبيرة هو إرخاء القبضة الأمنية المتعمَّدة من قبل القوات الأمنية الأفغانية قبيل عقد "مؤتمر لندن"؛ لتبلغ الدول الغربية رسالة مفادها أنها إن لم تساعد في تسليح القوات الأمنية الأفغانية؛ جيشًا وشرطة واستخبارات، تسليحًا جيدًا وتدريبها وتقويتها يمكن أن يؤدي ذلك إلى فوضى عارمة، وإلى عودة المعارضة المسلحة إلى الحكم، وسيكون خطر ذلك كبيرًا على أميركا والدول الغربية عمومًا.

رابعًا: تبرير بقاء القوات الأميركية:

يرى بعض المحللين الآخرين أن وراء هذه الهجمات في هذا التوقيت خاصة هو التبرير لقرار تمديد عمل القوات الأميركية في أفغانستان لمدة سنة، ومشاركتها في العمليات العسكرية الليلية وتفتيش البيوت والقصف العشوائي من قبل الرئيس الأميركي باراك أوباما، وبطلب من الحكومة الأفغانية الجديدة، تم إرخاء القبضة الأمنية في المدن الكبيرة، وأعطوا الفرصة لبعض هذه الهجمات ليقولوا للناس: إن القرار الذي اتخذ بهذا الشأن كان ضروريًّا؛ وإلا لكان قد عاد الفوضى إلى البلد.

خامسًا: عجز القوات الأفغانية:

إن تناقص أعداد القوات الأجنبية وعدم قدرة القوات الأفغانية المسلحة جيشًا وشرطة وأمنًا على ملأ الفراغ؛ الذي حدث نتيجة انسحابها سبَّب تصاعد الهجمات في هذه الفترة، وكان عدد قوات حلف الناتو قبل ثلاث سنوات يصل إلى ما يقرب من مائة وأربعين ألف عنصر، وتناقص هذا العدد حاليًّا إلى أقل من ثلاثة عشر ألف جندي(10)، إلى جانب النقص في التدريب والسلاح والعتاد لدى الجيش الأفغاني، فإنه لا يملك شيئًا من الأسلحة الثقيلة كما أنه لا يملك القوات الجوية، والقوات الأجنبية قد دمرت عتادها العسكري، خاصة ما لم تتمكَّن من سحبها وإرجاعها إلى بلادها، بحجة أن الجيش الأفغاني ليس لديه إمكانيات الاستفادة من الأسلحة المتطورة، وأغلب أسلحة الجيش أسلحة خفيفة لا تختلف كثيرًا عن أسلحة الشرطة، ويُرَجِّح بعضهم أن هذا هو السبب الحقيقي وراء تصاعد هذه الهجمات؛ فالمعارضة المسلحة استثيرت بتوقيع الاتفاقية الأمنية، ولا يوجد لدى القوات الأمنية الأفغانية الاستعداد اللازم لصد هجماتها، وهذا ما أثار تخوفات عديدة لدى الشارع الأفغاني، فإن الأميركيين وحلفاءهم ملؤوا الدنيا ضجيجًا بأن الولايات المتحدة وحلف الناتو تسحب قواتها بعد أخذ الترتيبات اللازمة من تدريب الجيش الأفغاني وتسليحه تسليحًا مناسبًا، ولما ظهرت الحقيقة كان كل شيء على خلاف ما جرى الحديث عنه.

سادسًا: ضرب مساعي التسوية السياسية:

إن تصاعد الهجمات هو رد الذراع المقاتل والمسلح لحركة طالبان على ما يمكن أن يسمَّى السعي للتسوية السياسية؛ فحركة طالبان مثل باقي الحركات المسلحة لها ذراعان؛ الذراع المسلح المقاتل والذراع السياسي، وما لم تتمتع الحركة ببنية تنظيمية صلبة وقوية فإن هذين الذراعين يتصارعان، وفي الغالب تكون الكلمة للذراع المسلح المقاتل؛ لأنه بيده القوة والسلاح، ولا يختلف الأمر في حركة طالبان؛ فالجناح المسلح والمقاتل أحيانًا إذا لم تَرُقْه أية خطوة سياسية يقوم بعمليات عسكرية لإفشالها، فإن التحرُّكات الأخيرة للرئيس الأفغاني محمد أشرف غني وسفره إلى السعودية والصين، ثم باكستان لإيجاد الضغوط على القيادات السياسية لحركة طالبان لقبول الحوار والمصالحة مع حكومة كابل لم تَرُق الجناح المسلح لحركة طالبان، واعتُبرت هذه التحركات رسالة سياسية من قبل محمد أشرف غني على أن حركة طالبان ما زالت بيد الحكومة الباكستانية، أو بيد مؤسستها العسكرية، فقد أراد الجناح العسكري أن يدفع هذا التصور، وأن يُفشل هذه المساعي، وإن مال إليها الجناح السياسي لحركة طالبان؛ وذلك يؤشر إلى أن المصالحة لن تتحقق ما لم يوافق عليها الجناح العسكري لحركة طالبان، وقد يواجه الجناح السياسي لحركة طالبان في هذا الأمر عند الضرورة.

سابعًا: استفزاز الشعب الأفغاني:

حدثت في الأيام القليلة التي مضت من عمر الحكومة الجديدة حوادث عديدة أثارت الشعب الأفغاني، ووفرت إلى جانب ذلك وسيلة مؤثرة للمعارضة المسلحة لتعبئة أفرادها ضد النظام في كابل(11)، ويبدو أن لهذه التعبئة -أيضًا- دورًا في تصاعد الهجمات في الأيام الأخيرة، وهذا يحمل في طيه رسالة بأن الشعب الأفغاني يتعامل مع ما يعتبره إساءة لدينه بشدة، ولا يتسامح فيها، ومن الحوادث التي أثارت الشعب الأفغاني كما أثارت المعارضة المسلحة:

1- تصريحات حنيف أتمر مستشار الأمن القومي للرئيس الأفغاني ضد المدارس الدينية(12): فقد صرح أثناء حديثه لمؤتمر الخبراء السياسيين والاستراتيجيين في "نيو دلهي" قائلاً: "يجب إغلاق جميع المدارس الدينية المتطرفة في دول جنوب آسيا، ويجب إغلاق جميع المدارس التي تنشر الحقد والحسد والإرهاب، كانت المدارس في التاريخ مراكز للعلم والتسامح وتقبُّل الآخر؛ لكنها تُستغلُّ الآن لترويج الإرهاب". وأضاف قائلاً: "إن هذه المدارس توفِّر البنية التحتية للإرهاب". لقد أثارت هذه التصريحات كل المتدينين والمتعاطفين مع المدارس الدينية، وحفلت صفحات برامج التواصل الاجتماعي على الإنترنت بردود أفعال شديدة، كما أنها أثارت المعارضة المسلحة.

2- تصريحات رولا غني زوجة الرئيس الأفغاني حول القضايا الدينية والحجاب: فقد صرَّحت لفرانس برس أنها تؤيد قانون منع الحجاب في الأماكن العامة في فرنسا، وأن النقاب والحجاب يسببان مشاكل كثيرة للنساء(13)، كما أنها تحدَّثت عن الحرية الدينية، وأنها نصرانية لم يجبرها زوجها على اعتناق الإسلام، وقد أثير حولها في بعض وسائل الإعلام المحلية، وفي صفحات التواصل الاجتماعي أنها نصرانية تعمل في التبشير ونشر النصرانية من خلال الأنشطة التي تقيمها للنساء والأطفال في أفغانستان، وهذه من الوسائل الناجحة في إثارة الشباب وتعبئة الأفراد الذين يقومون بالعمليات العسكرية بحجة الدفاع عن دينهم(14).

3- يرى بعض المقربين من حركة طالبان أن الرئيس الأفغاني الجديد قد أصدر مؤخَّرًا فرمانًا لمؤسسات التفتيش القضائي أن تفحص ملفات أسرى طالبان بجدية، وأن تطلب أحكامًا مشددة لمن يثبت تورطه في القضايا الأمنية، وهذا -أيضًا- مما أثار المسلحين من أفراد حركة طالبان للقيام بمثل هذه الهجمات.

4- بمجرد تولي الرئيس الجديد بدأت بعض وسائل الإعلام نشر بعض المقالات التي تسيء إلى الإسلام وإلى جميع المقدسات الإسلامية، وكان من بين تلك الوسائل الإعلامية جريدة باسم "أفغانستان إكسبرس"؛ حيث نشرت الجريدة المذكورة مقالاً بعنوان: "إسلام طالبان وداعش". أساء فيه إلى الذات الإلهية وإلى جميع المقدسات الإسلامية(15)، وأثار ذلك احتجاجات واسعة في العاصمة كابل، مع أن الجريدة اعترفت بأنها أخطأت في نشر المقال، بل اعترفت أن المقال نُشر من غير قراءته بصورة دقيقة، ومع ذلك كان سببًا لاحتجاجات من قبل العلماء والعامة وطلاب الجامعات في جميع أنحاء أفغانستان، ثم تكرر ذلك غير مرة من قبل موقع "كابل برس"، ولم ير المحتجون أية نتائج ملموسة للتحقيقات التي وعدت بها الحكومة، وكل ذلك يمكن أن تكون وسيلة ناجحة لتعبئة الشباب ضد النظام في بلد ملتزم تجد فيه آلافًا مؤلَّفة يفدون الإسلام بأرواحهم.

5- ومما أثار المعارضة المسلحة تصريحات عبد الرشيد دوستم جنرال مليشيات أوزبكية في العهد الشيوعي، والذي يحتل الآن منصب نائب رئيس الجمهورية، حيث تحدى المعارضة المسلحة غير مرة، وقال: "إنه سيقضي عليها، وأنه مستعد لينتقم لدماء أهل بلده من طالبان، وأن طالبان لا يستطيعون أن يمنعوا تقدُّم البلد، وأن هجمات طالبان لن تبقى من غير رد مسكت". وقال: "أُحَذِّر من هنا الملا عمر أن القوات الجديدة من الجيش والشرطة والاستخبارات ستدخل ميدان المعركة"(16). ومما لا يخفى أن بين حركة طالبان وعبد الرشيد دوستم ثارات قديمة، ومن هنا كانت هذه التصريحات استفزازًا لمقاتلي حركة طالبان كثيرًا.

هذه بعض الأسباب لهذه الموجة المتصاعدة لهجمات حركة طالبان في الفترة الأخيرة؛ قد يكون بعضها أسبابًا مباشرة، ويكون بعضها أسبابًا غير مباشرة؛ إلا أنها مؤثرة كأسباب ثانوية في القضية، وأيًّا كانت الأسباب فإنها تشكل تحديًا أمام دعوات وقف إراقة الدماء في أفغانستان، والسعي لعودة الصلح والاستقرار لهذا البلد؛ الذي عانى كثيرًا من المشاكل في أربعة عقود ماضية، ولن يحصل ذلك إلا عن طريق الحوار والمحادثات، وانسحاب القوات الأجنبية من البلد.
___________________________________________________
*د. مصباح الله عبد الباقي، باحث وأستاذ جامعي أفغاني

المصادر والهوامش
1- أصدرت حركة طالبان قائمة بأسماء من قُتل خلال عمليات "خيبر" العسكرية في أربعة أشهر ماضية، (عمليات خيبر، در جريان 4 ماه بيش از 188 تن از قومندانان ومنسوبين بلند رتبه به هلاکت رسيده اند) عمليات خيبر: قتل 188 شخصًا من قواد وشخصيات كبيرة في الحكومة خلال أربعة أشهر ماضية، نشر البيان يوم 15 من سبتمبر/أيلول 2014م على موقع "إمارت إسلامي أفغانستان":
http://shahamat-farsi.com/index.php/interviwe/51239-%D8%B9%D9%85%D9%84%DB%8C%D8%A7%D8%AA-%D8%AE%DB%8C%D8%A8%D8%B1%D8%8C-%D8%AF%D8%B1-%D8%AC%D8%B1%DB%8C%D8%A7%D9%86-4-%D9%85%D8%A7%D9%87-%D8%A8%DB%8C%D8%B4-%D8%A7%D8%B2-188-%D8%AA%D9%86-%D8%A7%D8%B2-%D9%82%D9%88%D9%85%D9%86%D8%AF%D8%A7%D9%86%D8%A7%D9%86-%D9%88-%D9%85%D9%86%D8%B3%D9%88%D8%A8%DB%8C%D9%86-%D8%A8%D9%84%D9%86%D8%AF-%D8%B1%D8%AA%D8%A8%D9%87-%D8%A8%D9%87-%D9%87%D9%84%D8%A7%DA%A9%D8%AA-%D8%B1%D8%B3%DB%8C%D8%AF%D9%87-%D8%A7%D9%86%D8%AF
2- وافق البرلمان الأفغاني على الاتفاقية الأمنية، نشر التقرير يوم 23 من نوفمبر/تشرين الثاني 2014م على موقع "بي بي سي" باللغة الفارسية: http://www.bbc.co.uk/persian/afghanistan/2014/11/141123_k02-bsa-afg-parliament
3- وافق مجلس الشيوخ في جلسة طارئة على الاتفاقية الأمنية، تم نشر التقرير يوم 27 من نوفمبر/تشرين الثاني 2014م على موقع "بي بي سي" بالفارسية على العنوان التالي: http://www.bbc.co.uk/persian/afghanistan/2014/11/141127_k04_afg_senate_and_bsa
4- البيان الرسمي للإمارة الإسلامية حول توقيع الإدارة الأميركية في كابل الاتفاقية مع أميركا، نشر البيان يوم الثلاثاء 30 من سبتمبر/أيلول 2014م على موقع (د أفغانستان إسلامي إمارت) باللغة البشتو على العنوان التالي:
http://alemara1.org/index.php/paighamoona/57375-%D8%AF-%DA%A9%D8%A7%D8%A8%D9%84-%D8%A7%D9%85%D8%B1%DB%8C%DA%A9%D8%A7%D9%8A%D9%8A-%D8%A7%D8%AF%D8%A7%D8%B1%DB%90-%D9%84%D8%AE%D9%88%D8%A7-%D9%84%D9%87-%D8%A7%D9%85%D8%B1%DB%8C%DA%A9%D8%A7-%D8%B3%D8%B1%D9%87-%D8%AF-%D8%AA%DA%93%D9%88%D9%86-%D8%AF-%D9%84%D8%A7%D8%B3%D9%84%DB%8C%DA%A9-%D9%BE%D9%87-%D8%A7%DA%93%D9%87-%D8%AF-%D8%A7%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D8%A7%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%AA-%D8%A7%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D9%87

5- عبد السلام ضعيف، مقال بعنوان: (كيف أستفيد من كلمة المصالحة؟) على موقع "تاند" باللغة البشتو، نشر المقال يوم 2 أكتوبر/تشرين الأول عام 2014م على العنوان التالي: http://www.taand.com/archives/31718
6- نجيب الله أحمد يار، إيران: الاتفاقية الأمنية مع أميركا ليست في صالح أفغانستان، نشر يوم 12/8/1393ه ش الموافق 3 من نوفمبر/تشرين الثاني 2014م على موقع صوت أميركا بالفارسية، http://www.darivoa.com/content/iran-publicly-picks-on-bsa/1802563.html
7- متن خطاب الرئيس الأفغاني حامد كرزاي في الحفل الختامي لـ"لويا جركا" يوم 3 عقرب 1392ه ش الموافق 25 من نوفمبر/تشرين الثاني 2013م المنشور على الموقع الرسمي للرئاسة الجمهورية على العنوان التالي: http://president.gov.af/fa/document
8- جريدة ويسا: من المسؤول عن استمرار حرب غير محددة تحديدًا دقيقًا؟ نشر المقال على موقع "zhman.net" يوم 1 من ديسمبر/كانون الأول 2014م على العنوان التالي: http://zhman.net/?p=3599
9- مجلس الشيوخ في أفغانستان: فتوى المولوي فضل الرحمن فتوى سياسية وفي مقابل حفنة من المال، تقرير من مجلس الشيوخ الأفغاني، باللغة الفارسية نشر يوم 16/8/1393ه ش الموافق يوم 7 من نوفمبر/تشرين الثاني 2014م على موقع نداى انقلاب: http://www.nedayeenghelab.com/vdcexn8wxjh8zxi.b9bj.html
10- الإعلان عن المسؤوليات الجديدة لحلف الناتو بحضور محمد أشرف غني وعبد الله عبد الله، تقرير لإذاعة بي بي سي على موقعها باللغة الفارسية، نشر التقرير يوم 4 من ديسمبر/كانون الأول 2014م:
http://www.bbc.co.uk/persian/afghanistan/2014/12/141202_zs_nato_conference_ghani_abdullah
11- وقد أشار إلى بعض هذه الحوادث الناطق الرسمي باسم حركة طالبان في حوار له على الموقع الرسمي لحركة طالبان باسم: "أفغانستان إسلامي إمارت" الإمارة الإسلامية في أفغانستان، تحت عنوان: "حوار مع ذبيح الله مجاهد الناطق الرسمي باسم الإمارة الإسلامي حول الأوضاع الراهنة" يوم الخميس 13 من نوفمبر/تشرين الثاني 2014م على العنوان التالي: http://alemara1.org/index.php/interviwe/59134-%D8%AF-%D8%B1%D9%88%D8%A7%D9%86-%D9%88%D8%B6%D8%B9%DB%8C%D8%AA-%D9%BE%D9%87-%D8%A7%DA%93%D9%87-%D8%AF-%D8%A7%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D8%A7%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%AA-%D9%84%D9%87-%D9%88%DB%8C%D8%A7%D9%86%D8%AF-%D8%B0%D8%A8%DB%8C%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%85%D8%AC%D8%A7%D9%87%D8%AF-%D8%B5%D8%A7%D8%AD%D8%A8-%D8%B3%D8%B1%D9%87-%D9%85%D8%B1%DA%A9%D9%87
12- خبر كذاري رشد، تقرير بعنوان: (تمام مدارس تندرو مذهبي بايد بسته شود) يجب إغلاق جميع المدارس الدينية المتشددة، نشر التقرير يوم 26/7/1393ه ش الموافقه 18 من أكتوبر/تشرين الأول 2014م، على موقع "خبر كذاري رشد" على العنوان التالي: http://www.roushd.com/newsIn.php?id=21546
13- تقرير بعنوان: "مخالفت بي بي گل غني با استفاده از برقع" (مخالفة بي بي جل غني (اسم عائلي لزوجة الرئيس الأفغاني رولا غني) للنقاب أو البرقع) باللغة الفارسية المنشور على موقع "أفغان بيبر" يوم 9/8/1393ه ش الموافق 31 من أكتوبر/تشرين الأول 2014م على العنوان التالي: http://www.afghanpaper.com/nbody.php?id=82613
14- تقرير: ردود الأفعال لتصريحات رولا غني حول موافقتها على قانون منع النقاب في فرنسا (واکنش‌ها به صحبت‌هاي رولا غني درباره‌ي موافق بودن وي با قانون منع نقاب در فرانسه) المنشور على موقع "طلوع نيوز" يوم 11/8/1393ه ش الموافق 2 من نوفمبر/تشرين الثاني 2014م فإن التقرير يقول: إن هذا الأمر قد أثار ردود أفعال واسعة جدًّا". نشر التقرير على العنوان التالي:http://www.tolonews.com/fa/afghanistan/16976--womens-rights-activist-co…
15- مير حسين مهدوي، شتائم جريدة أفغانستان إيكسبرس، مقال مختصر على "شبكة اطلاع رساني أفغانستان" يوم 1/8/1393ه ش الموافق 23 من أكتوبر/تشرين الأول 2014م على العنوان التالي: http://www.afghanpaper.com/nbody.php?id=82047
16- تقرير صحفي بعنوان: عبد الرشيد دوستم والملا عمر في مسابقة "بزكشي" المنشور على موقع "أفغان بيبر" يوم ????/?/??ه ش الموافق 5 من ديسمبر/كانون الأول 2014م :
http://www.afghanpaper.com/nbody.php?id=84967

ABOUT THE AUTHOR