[الجزيرة] |
ملخص على مدى عقود كانت باكستان تتلقَّى المساعدات من الولايات المتحدة في إطار تحالف كان يتعاظم في مراحل معينة ويتراجع في مراحل أخرى، حتى وصل في بعض مراحله إلى أن تحتل باكستان المرتبة الثانية بعد إسرائيل من بين الدول التي تتلقَّى المساعدات الأميركية، وعقب هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001 وبَدْء ما سُمِّيَ بـ"الحرب على الإرهاب" أصبحت العلاقة بين الحليفتين صعبة ومتعثرة؛ فالمساعدات الأميركية باتت شحيحة ومكبَّلة بالعقبات والشروط، وصارت باكستان تتعرض لضغوط مضاعفة من الحليف الذي لم يكن يتوقَّف عن "طلب المزيد" لقاء ما يُقَدِّمه من مساعدات. واليوم تتسع دائرة الجدال متسائلة عن جدوى هذه العلاقة وتأثيرها على تطور باكستان ومسار مؤسساتها سياسيًّا وديمقراطيًّا فضلاً عن تأثيراتها السلبية على سيادة واستقلال البلاد؛ تبحث هذه الورقة في تاريخ العلاقات الباكستانية-الأميركية، وما شهدته من صعود وهبوط تبعًا لمفاصل تاريخية تمتد لأكثر من ستة عقود (1947-2015)، وتناقش الورقة كيف تنظر باكستان بمختلف مستوياتها إلى العلاقة اليوم، وإلى أين تتجه مستقبلاً، وتسعى إلى معرفة الأسباب التي تقف وراء الدعوة التي تتصاعد في الأوساط الباكستانية لمراجعة وإعادة تعريف العلاقة مع واشنطن. وتخلص الورقة إلى القول: إن الأثمان التي تحمَّلتها باكستان نتيجة هذه العلاقة تحتِّم السعي لإعادة تأطيرها، وهو ما بدأته بالفعل من خلال التوجُّه لتفعيل العلاقة مع الصين وإيران، وفتح صفحة جديدة من العلاقة مع روسيا؛ وهو الخيار الذي تدعمه الأطياف السياسية الباكستانية على اختلاف توجهاتها. |
في الـ26 من نوفمبر/تشرين الثاني 2014، وصف وزير الدفاع الباكستاني خواجه آصف الولايات المتحدة الأميركية بالقول: "إن أميركا ليست حليفًا يمكن الوثوق به؛ فقد كانت حليفًا نسبيًّا لنا في الستينات والسبعينات، وكانت سياساتها في الشرق الأوسط وجنوب آسيا كارثية، وما زلنا ندفع ثمنها"(1). لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يُعَبِّر فيها مسؤول باكستاني رفيع المستوى عن "الخيبة" من نتائج العلاقة بين باكستان والولايات المتحدة الأميركية؛ وهي العلاقة التي تعود إلى عام 1947.
لم تخرج باكستان رابحة من "الحرب على الإرهاب"؛ بل عانت بشكل واضح من "إحباطات الاستراتيجيات الخارجية للحكومة الأميركية"(2)، ودفعت باكستان ثمنًا باهظًا لتدخُّلها في الشؤون الأفغانية وما زال ذلك يؤثِّر سلبًا على باكستان ودورها في المنطقة.
تتناول هذه الورقة(3) العلاقات الباكستانية-الأميركية، وما المكاسب التي حققتها إسلام آباد بعد عقود من التحالف مع واشنطن، وتبحث إلى أين تتجه مستقبلاً، وتسعى إلى معرفة الأسباب التي تقف وراء الدعوة التي تتصاعد في الأوساط الباكستانية لمراجعة وإعادة تعريف العلاقة مع واشنطن.
تاريخ العلاقة: الدعم والمصالح
كانت الولايات المتحدة الأميركية من أوائل الدول التي أقامت علاقات دبلوماسية مع باكستان، وتعود العلاقة إلى أكتوبر/تشرين الأول 1947، وقد رجَّحت باكستان منذ تأسيسها كفَّة العلاقة مع الولايات المتحدة على حساب العلاقة مع الاتحاد السوفيتي في ذلك الوقت، وعلى الرغم مما شاب العلاقة من صعود وهبوط، فإن مجمل تاريخها يشير إلى أنها قامت بصورة واضحة على تبادل للمصالح؛ جرى فيه تقديم الدعم العسكري والاقتصادي(4) لباكستان التي أدَّت دور الحليف بالغ الأهمية لواشنطن في آسيا(5)، ويمكن رصد تاريخ العلاقة ضمن محطات زمنية نجملها في الآتي(6):
زيارات تبحث عن مصالح
(1950-1953): في تلك الفترة زار لياقت علي خان -وهو أول رئيس وزراء لباكستان- الولايات المتحدة، والتقى الرئيس الأميركي ترومان(7)، وخلال الزيارة طلب الرئيس ترومان من رئيس الوزراء الباكستاني السماح لوكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي أيه) ببناء قاعدة في باكستان؛ وذلك لمراقبة أنشطة الاتحاد السوفيتي، وهو الطلب الذي لم يجبه علي خان. طوال هذه السنوات زار العديد من المسؤولين الباكستانيين –مثل: القائد العام للقوات المسلحة أيوب خان، ووزيري الخارجية ظفر الله خان وإكرام الله، ووزير المالية غلام محمد، ووزير الدفاع إسكندر ميرزا، والمبعوث الخاص لائق مير علي- الولايات المتحدة، وانصبت الزيارات على عرض تقديم المساعدة للولايات المتحدة مقابل الحصول على مساعدات مالية(8).
وفي عام 1954 وقَّعت باكستان مع الولايات المتحدة الأميركية اتفاقية ثنائية للمساعدة الدفاعية(9)؛ وبموجب هذه الاتفاقية تلقَّى كثير من الجنود الباكستانيين التدريب في الولايات المتحدة الأميركية، التي أنشأت في المقابل مجموعة استشارية للمساعدات العسكرية (MAAG) في روالبندي.
قواعد وامتيازات
في 1956طلب الرئيس الأميركي أيزنهاور من رئيس الوزراء الباكستاني سهروردي تأجير المحطة الجوية في بيشاور للجيش الأميركي بغية مراقبة الاتحاد السوفيتي وبرنامجه الصاروخي(10). وهو الطلب الذي تمت الموافقة عليه.
وخلال عقد الستينات، كانت المشاعر المؤيدة للولايات المتحدة في الجانب الغربي من باكستان في أعلى مستوياتها، وعمدت الولايات المتحدة الأميركية إلى تقديم المساعدات العسكرية والمالية لغرب باكستان، وهو ما أوجد حالة من عدم الثقة في شرق باكستان. وشهد هذا العقد -أيضًا- سماح أيوب خان للولايات المتحدة الأميركية باستخدام الأراضي الباكستانية لتنفيذ مهمة طيران تجسسية ضد الاتحاد السوفيتي(11).
مصالح لم تمنع الحظر
دفعت الحرب بين باكستان والهند الولايات المتحدة إلى وضع حظر اقتصادي وعسكري على باكستان؛ مما أدى إلى انهيار اقتصادي(12).
في الفترة من 1971-1974 مثَّلت باكستان حليفًا مهمًّا للولايات المتحدة خلال الحرب الباردة، وكانت الحاجة الأميركية مبرِّرًا لدعم باكستان، على الرغم من الحظر المفروض على الأسلحة؛ كما ساعدت باكستان الرئيس الأميركي نيكسون في أول زيارة له إلى الصين(13)، وفي حرب 1971 مع الهند خرجت تكهنات تقول: إن الولايات المتحدة قدَّمت لباكستان أسلحة ومساعدات عسكرية؛ لوقف اجتياح الهند لمزيد من المدن الباكستانية؛ حيث إن فقدان باكستان كان يعني بالنسبة إلى الإدارة الأميركية فقدان حليف مهمٍّ في الحرب السوفيتية.
انْتُخب ذو الفقار علي بوتو رئيسًا لباكستان عام 1971وفيما بعد عام 1973 أصبح رئيسًا للوزراء(14)، وعلى الرغم من أن بوتو كان يعتبر اشتراكيًّا، فإنه كان صديقًا حميمًا ويحظى باحترام من الرئيس نيكسون، وهو ما انصب في صالح تقديم مزيد من الدعم لباكستان؛ لكن الأمور لم تستمر بهذه الوتيرة، خاصة مع الرؤية التي كان يحملها علي بوتو لعلاقة بلاده مع الولايات المتحدة الأميركية؛ وفي عام 1976 فاز جيمي كارتر برئاسة الولايات المتحدة، وأعلن السعي لفرض حظر على الأسلحة النووية، وهو ما ترك تأثيره على العلاقة مع باكستان؛ وَفَقَد بوتو المعاملة التفضيلية التي كان يتمتع بها في فترة الرئيس نيكسون، ولم يكن كارتر ينظر بتقدير إلى سياسات بوتو؛ ففرض مزيدًا من الحظر على باكستان؛ ومع ذلك تمكَّن بوتو من شراء المواد اللازمة لتعزيز مشروع القنبلة الذرية، وهدَّدت الإدارةُ الأميركية بوتو وطالبته بتعطيل البرنامج النووي الباكستاني والبحوث المتعلِّقة به، وهو ما رفضه بوتو؛ الذي سعى لتعزيز استقلال القرار في باكستان(15)؛ مما عمَّق خلافاته مع الإدارة الأميركية.
ضياء الحق: أميركا تفضِّل الديكتاتور
يمكن وصف الفترة من 1979-1988 بأنها الأبرز من حيث متانة العلاقة بين الجانبين؛ فبعد الإطاحة ببوتو وإعدامه، جاء الجنرال محمد ضياء الحق إلى السلطة، وسعى في سياساته لجعل العلاقة بين باكستان والولايات المتحدة الأميركية متينة وقوية، واستندت العلاقة في المقام الأول إلى الجوانب العسكرية وتبادل المنافع، وخلال هذا العقد عملت المخابرات الباكستانية جنبًا إلى جنب مع وكالة المخابرات المركزية الأميركية في ملفات عدَّة، وقدَّمت الإدارة الأميركية المليارات من الدولارات لدعم عمليات تهدف لمنع القوات السوفيتية من التقدُّم في المنطقة.
وبحلول عام 1981 بحثت الولايات المتحدة وباكستان حزمة مساعدات وصلت إلى 3.2 مليار دولار، وبحلول عام 1985 كانت باكستان رابع أكبر متلقٍّ للمساعدات العسكرية الأميركية، بعد إسرائيل ومصر وتركيا، ومع الموافقة على حزمة المساعدات العسكرية والاقتصادية وقيمتها 4.02 مليار دولار عام 1987، أصبحت باكستان ثاني أكبر متلقٍّ للمساعدات الأميركية بعد إسرائيل؛ ومع التركيز على تعزيز أهمية الجيوستراتيجية في الحرب الباردة، لم تُبْدِ الولايات المتحدة أيَّ قلق بشأن برنامج باكستان النووي أو غياب الديمقراطية، أو انتهاكات حقوق الإنسان من قبل النظام العسكري(16).
عودة الحظر
وفي عام 1984 تمَّ الكشف عن إمكانية تخصيب اليورانيوم، وبناء قنبلة نووية في عام 1987، ومع نهاية نظام الجنرال ضياء الحق عقب مصرعه في سقوط طائرة، أقر الكونغرس الأميركي "تعديل بريسلر"(17)؛ وهو التعديل الذي ينص على حظر المساعدات العسكرية والاقتصادية الرئيسة لباكستان، ما لم تكن باكستان قادرة على تقديم أدلة كافية على أن الأموال لا تُسْتَخدم في تعزيز الانتشار النووي، ودخلت بنود التعديل حيِّز التنفيذ عام 1990، وفي ظلِّ "تعديل بريسلر"(18)، فرضت الولايات المتحدة الأميركية عقوبات قوية على باكستان؛ التي كانت في ذلك الحين قد فقدت أهميتها الاستراتيجية في الحرب ضد الاتحاد السوفيتي.
وفي عام 1992 استمرَّ تراجع العلاقات بين الولايات المتحدة وباكستان، وصدرت عن السفير الأميركي "نيكولاس بلات" تحذيرات لباكستان بإدراجها في قائمة الدول الراعية للإرهاب؛ وذلك في حال واصلت دعم المسلحين المناوئين للهند(19).
بينظير بوتو وعمليات مشتركة
في عام 1995 زارت رئيسة الوزراء الباكستانية بينظير بوتو الولايات المتحدة، وطالبت الرئيس الأميركي بيل كلينتون برفع الحظر عن باكستان، وإطلاق عملية مشتركة للقضاء على التشدُّد من المنطقة؛ وكردِّ فعل على اقتراح بوتو أصدر كلينتون "تعديل براون"؛ الذي ينص على تسليم معدات عسكرية بقيمة 368 مليون دولار تم شراؤها من قبل باكستان(20)؛ وذلك على أن يتمَّ التسليم عقب انقضاء فترة العقوبات كما نص عليها "تعديل بريسلر"؛ لكن العقوبات على الأسلحة لم تُرفع.
في عام 1998 أجرت باكستان -وكان رئيس وزرائها في ذلك الحين نواز شريف- تجربة نووية في بلوشستان؛ ردًّا على تجارب مماثلة أجرتها الهند، وقاد ذلك إدارة كلينتون إلى فرض عقوبات ضمن ما يُعرف بـ"تعديل جلين" على الهند وباكستان(21)، وشمل التعديل تعليق المساعدات، بما في ذلك المساعدة المخصصة للتنمية الاقتصادية، والضمانات والقروض البنكية من قِبَل الحكومة الأميركية، وكذلك القروض من المؤسسات المالية الدولية؛ مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وحظر تصدير مواد يحتمل استخدامها للأغراض النووية.
في يوليو/تموز من عام 1998 رفعت الولايات المتحدة العقوبات المفروضة على الدولتين مقابل شراء المنتجات الزراعية من المزارعين الأميركيين(22)؛ وفي وقت لاحق من العام نفسه وقَّع كلينتون على قرار برفع القيود المفروضة على أنشطة البنوك الأميركية في باكستان.
11 سبتمبر/أيلول و"الحرب على الإرهاب"
في عام 2001 وبعد هجمات 11 من سبتمبر/أيلول وبداية ما سُمِّيَ بـ"الحرب على الإرهاب"، عادت باكستان حليفًا استراتيجيًّا، ومن أكثر الدول أهمية بالنسبة إلى الولايات المتحدة؛ في البداية حاولت باكستان التوصُّل إلى اتفاق تفاوضي مع أعضاء حركة طالبان وتنظيم القاعدة لتسليم أسامة بن لادن إلى السلطات الأميركية، وعندما فشلت المفاوضات، سمح الجيش الباكستاني للقوات الأميركية باستخدام قواعده العسكرية لشنِّ هجمات على الأراضي الأفغانية، واعترف الرئيس الباكستاني في ذلك الحين -برويز مشرف- أن البلاد لم يكن لديها خيار سوى دعم الولايات المتحدة الأميركية؛ لأنها هددت باكستان "بقصف يُعيدها إلى العصر الحجري"(23) إذا لم تنضم إلى المعركة ضد تنظيم القاعدة.
وفي العام ذاته قدَّم مسؤولون أميركيون مشروع قانون لرفع جميع العقوبات التي فُرضت سابقًا على باكستان ضمن تعديلي "بريسلر" و"جلين"(24)، وفي عام 2003 سمحت الولايات المتحدة الأميركية رسميًّا بقرض منحته لباكستان بقيمة مليار دولار؛ وذلك في بادرة حُسن نية وتقدير لتعاون باكستان(25)؛ وفي عام 2004 أعلن الرئيس جورج بوش رسميًّا باكستان حليفًا خارج الناتو ومنحها السلطة لشراء المعدات العسكرية الاستراتيجية والمتقدمة(26).
طائرات بلا طيار وخرق السيادة
منذ عام 2004 بدأ الجيش الأميركي غارات بطائرات دون طيار على الجانب الشمالي الغربي من باكستان؛ وكانت الهجمات تستهدف حركة طالبان وأنصار تنظيم القاعدة، وأدَّت الضربات إلى سقوط مئات المدنيين، ولاقت هذه الغارات معارضة كبيرة من الباكستانيين، وفي عام 2007 رفضت باکستان تقريرًا لصحيفة نيويورك تايمز اتهمها باستخدام خمسة مليارات دولار من أموال المساعدات -التي تُقَدِّمها الولايات المتحدة لباكستان لتعاونها في الحرب على الإرهاب- لتعزيز قوتها الدفاعية ضد الهند(27).
في عام 2008 تصاعدت بوادر غياب الثقة في علاقة الجانبين، واتهمت الإدارة الأميركية الجيش الباكستاني بسعيه لإبعاد فصائل طالبان والموالين لطالبان خارج العمليات الأميركية؛ وتعاظم الخلاف في شهر يونيو/حزيران من عام 2008، عندما أوقعت غارة جوية أميركية -قيل: إنها تستهدف حركة طالبان- 11 قتيلاً من قوات حرس الحدود التابعة للجيش الباكستاني(28).
تواصلت التصريحات التي تُعَبِّر عن عمق الخلاف في عام 2009؛ حيث اعترف الرئيس الباكستاني مشرف أن مليارات الدولارات من المساعدات التي تلقَّتها باكستان من الولايات المتحدة الأميركية؛ لكونها شريكًا في الحرب ضد الإرهاب، تم تحويلها من أجل بناء آلية دفاع أفضل ضد الهند، ودافع عن ذلك بقوله: "لا يوجد ما يُلْزِم باكستان باستخدام هذه المساعدات لمحاربة طالبان فقط؛ بل من حقها استخدامها لمواجهة أي تهديد من أي طرف"(29).
وفي أكتوبر/تشرين الأول من عام 2009 صدر مشروع كيري-لوغار بيل؛ الذي أثار الكثير من الجدل والانتقادات؛ وهو مشروع قانون يتضمَّن الموافقة على مِنَحٍ قيمتها 7.5 مليار دولار مساعدات غير عسكرية، إذا ما وافقت باكستان على شروط الولايات المتحدة الأميركية؛ وأظهر مشروع القانون بشكل واضح عدم الثقة الأميركية في القيادة العسكرية الباكستانية، واعتبرت حركة طالبان الباكستانية أكثر تهديدًا من حركة طالبان الأفغانية؛ إضافة إلى نقاط أخرى عديدة(30).
في مطلع 2010 قام الجيش الباكستاني بتنفيذ عملية مشتركة مع وكالات الاستخبارات الأميركية في الحزام القبلي لباكستان؛ وقُبض فيها على الملا عبد الغني بارادار(31)، أحد أبرز قادة طالبان، وقد أشادت الإدارة الأميركية بنجاح العملية وتعاون باكستان.
ومع أوائل 2011 قام ريموند ديفيس -وهو عميل في وكالة المخابرات المركزية في باكستان- بقتل رجلين باكستانيين في لاهور، مدعيًا أنهما حاولاَ سرقته(32)، وادعى مسؤولون أميركيون أنه يحقُّ له التمتع بالحصانة الدبلوماسية ويجب الإفراج عنه فورًا؛ ولاحقًا بُرِّئت ساحة ريموند ديفيس من اتهامات بالقتل، وتم إبعاده إلى الولايات المتحدة الأميركية.
مقتل ابن لادن وتقليص المساعدات
في مايو/أيار من عام 2011 قُتل أسامة بن لادن في عملية نفَّذتها قوات البحرية الأميركية في أبوت آباد، وزعم الرئيس الأميركي باراك أوباما أن المعلومات التي تخصُّ العملية التي جرت في أبوت آباد لم تكن مشتركة مع الجيش الباكستاني؛ لكن وكالة المخابرات الداخلية الباكستانية ادَّعت أن العملية مشتركة، وهو ادِّعاء جرى نفيه بشكل قاطع من قِبَل الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري.
وقد تلقَّت باكستان منذ بدء الحرب على الإرهاب في عام 2001، مساعدات تُقَدَّر بـ 20 مليار دولار من الولايات المتحدة؛ وفي أعقاب الغارة التي قَتَلَت ابن لادن قلصت الإدارة الأميركية مبلغ 800 مليون دولار من المساعدات لباكستان(33).
تراجعت العلاقات بين الولايات المتحدة وباكستان مرة أخرى عندما قُتل 24 جنديًّا باكستانيًّا في غارة جوية من قِبَل قوَّات الناتو(34)، وادَّعى مسؤولون أفغان وأميركيون أن إطلاق النار كان نتيجة لهجوم من الجانب الباكستاني من الحدود، وهو ما نفاه الجيش والحكومة الباكستانية.
ونتيجة لهذا الهجوم أمرت الحكومة الباكستانية الولايات المتحدة بإخلاء قاعدة صلالا الجوية التي كانت تُستخدم للهجوم على طالبان والقاعدة في أفغانستان؛ وأوقفت الحكومة الباكستانية مرور إمدادات حلف شمال الأطلسي والقوات الأميركية؛ ومن جانبها ردَّت واشنطن بتجميد المساعدات المالية المخصصة لإسلام آباد؛ التي تُقَدَّر بنحو 1.6 مليار دولار في العام؛ وفي عام 2012 عادت العلاقات بين الولايات المتحدة وباكستان إلى التحسُّن بعد قيام إسلام آباد بإعادة فتح خطوط الإمدادات؛ وذلك عقب اعتذار أميركي(35).
جرى الحديث بتفاؤل عن مزيد من التحسُّن في العلاقات الأميركية-الباكستانية مع انتخاب نواز شريف رئيسًا للوزراء في يونيو/حزيران 2013 خلفًا لآصف زرداري؛ الذي اتسمت فترته بتوسيع هوة الخلاف مع الولايات المتحدة, وتحضيرًا لزيارة نواز شريف إلى واشنطن قامت إدارة أوباما برفع التجميد عن المساعدات العسكرية والاقتصادية لباكستان؛ التي تُقَدَّر بـ16 مليار دولار، كما تقدَّمت بطلب للكونغرس بتخصيص مساعدات مماثلة في ميزانية 2014، وجرى التوقيع على اتفاقيات تعاون في مجالات مختلفة؛ وذلك مع استمرار الخلاف حول الغارات الأميركية دون طيار على معاقل طالبان في الأراضي الباكستانية؛ التي تعهَّد نواز شريف بأنَّ وَقْف هذه الغارات سيكون على رأس أولوياته لدى انتخابه(36).
في أغسطس/آب 2013 بدأ وزير الخارجية الأميركي جون كيري محادثات في باكستان حول التعاون في مكافحة الإرهاب، وركَّزت المحادثات على غارات الطائرات دون طيار المثيرة للجدل، وتعزيز التعاون الاقتصادي، والدور الذي يمكن أن تؤديه باكستان في مستقبل أفغانستان. وکان الحوار الاستراتيجي قد تمَّ تعليقه بين الدولتين بعد أن قصفت نفاثات مقاتلة للناتو نقطة تفتيش باكستانية؛ وهو ما أسفر عن مصرع 24 جنديًّا في نوفمبر/تشرين الثاني 2011، وقد عُقدت الجولة الأخيرة من المحادثات في أكتوبر/تشرين الأول 2010 في واشنطن.
مباركة أميركية لعمليات وزيرستان
في يونيو/حزيران 2014 بدأ الجيش الباكستاني عملية عسكرية في شمال وزيرستان، ضد حركة طالبان الباكستانية؛ وهي العملية التي دعمتها الإدارة الأميركية، وجاءت بعد أن قاوم الجيش الباكستاني ضغوطًا أميركية للقيام بهذه الخطوة منذ أيام حكم الرئيس السابق برويز مشرف؛ لكونها القاعدة الخلفية لعمليات طالبان ضد القوات الأجنبية بالشرق الأفغاني، وجاء تحرُّك الجيش الباكستاني في هذا التوقيت ضمن حسابات استراتيجية، وقبل أشهر من الانسحاب الغربي من أفغانستان؛ وهو ما قد يعني إضعاف القوى الطالبانية المتشدِّدة المعادية له للتفرغ لملء فراغ انسحاب القوات الأجنبية في أفغانستان على احتمالية احتدام المنافسة الإقليمية(37)، ولاقت العملية العسكرية ترحيبًا أميركيًّا وصفته الواشنطن بوست بأنه أعاد الثقة الأميركية بالجيش الباكستاني، وخلق تصدُّعًا في شبكة حقاني الطالبانية(38).
في منتصف يناير/كانون الثاني من العام الحالي وصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى باكستان في زيارة مفاجئة(39) لإجراء محادثات بعد أسابيع من هجوم بيشاور؛ الذي نفَّذته حركة طالبان باكستان وأوقع 150 شخصًا معظمهم من الأطفال، وعكست الزيارة سعي الإدارة الأميركية للحفاظ على شراكة باكستان، وإن كان هذا الشريك قد بدأ ببحث خياراته في مناطق مختلفة ومع دول أخرى غير الولايات المتحدة الأميركية وفي مقدمتها روسيا والصين.
المكاسب والأثمان
برزت أهمية العلاقات الباكستانية-الأميركية في ثلاث محطات؛ هي: الحرب الباردة التي نشأت وتصاعدت بعد الحرب العالمية الثانية، والاحتلال الروسي لأفغانستان، وما سُمِّيَ بـ"الحرب على الإرهاب"(40)، وعلى الرغم مما أبداه الجانبان من فهم لمنافع كل طرف من العلاقة وحاجته لها؛ فإن هذه العلاقة لم تكن بلا أثمان، خاصة فيما يتعلَّق بالطرف الباكستاني(41)، ويمكن إدراج مجموعة من المكاسب التي لا يُستهان بها، والأمر ذاته يتعلَّق بالأثمان.
وكان من أبرز المكاسب التي حصلت عليها باكستان:
- المساعدة في استقرار البلاد: فقد دعمت واشنطن انفصال باكستان عن الهند.
- بناء الجيش الباكستاني وتقديم مساعدات دفاعية(42)، وعلى الرغم من المعارضة الأميركية فإن باكستان استطاعت توظيف المساعدات الأميركية التي حصلت عليها؛ خاصة في الفترة (1980-1989) وكانت سخية في ذلك الحين، في بناء القدرة النووية الباكستانية، وعندما خُيِّرت باكستان بين طموحاتها النووية وصداقة الولايات المتحدة الأميركية قالت: إنها "تريد الاثنين معًا"(43).
- تعزيز الدور الإقليمي والدولي لباكستان؛ خاصة مع هزيمة الاتحاد السوفيتي، وحفاظ باكستان على موقفها المؤيد للقضايا الإسلامية؛ وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والموقف من إسرائيل(44).
وبالنسبة إلى الأثمان التي قدَّمتها باكستان وتركت تأثيرًا كبيرًا على الحياة السياسية لباكستان، كان من أبرزها:
- تعزيز الديكتاتورية العسكرية: وفي النظر إلى تاريخ العلاقة، نجد أن أفضل مراحلها كانت في فترة الجنرال ضياء الحق الذي جاء بانقلاب عسكري، وأطاح برئيس وزراء منتخب، وأبدت الإدارات الأميركية المتعاقبة حماسًا للتعامل مع الديكتاتوريات العسكرية أكثر من الحكومات المنتخبة(45)؛ ويُعَزِّز من هذا الرأي القيام بعملية تحليل للمساعدات الاقتصادية والعسكرية الأميركية التي حصلت عليها باكستان في ظلِّ أنظمة مختلفة، ويقود هذا التحليل إلى استنتاج مفاده أن الإدارات الأميركية المتعاقبة قد وظَّفت العلاقة مع باكستان لتحقيق أهداف جيوسياسية بما يضمن المصالح الأميركية، دون أن تُبدي تردُّدًا في دعم الحكَّام العسكريين المستبدين؛ ففي منتصف عقد الخمسينات وفي عقد الستينات من القرن الماضي قَدَّمت الولايات المتحدة المساعدات الاقتصادية والعسكرية لباكستان على الرغم من أنها كانت تحت حكم عسكري؛ وكان الغرض الرئيس لمعظم المساعدات الأميركية خلال هذه السنوات هو احتواء الشيوعية، ومنع باكستان من الالتحاق بالكتلة الشيوعية؛ ويمكن ملاحظة الاتجاه نفسه خلال النظام العسكري للجنرال ضياء الحق، عندما كانت باكستان حليفًا للولايات المتحدة في الحرب الباردة؛ والأمر ذاته حدث عقب 11 من سبتمبر/أيلول وبداية مرحلة ما سُمِّيَ بـ"الحرب على الإرهاب"؛ على الرغم مما نتج عن هذه الحرب من انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، وتعزيز للقبضة العسكرية(46).
- الإرهاب: لغياب تعريف واضح له فقد استُخدمت "الحرب على الإرهاب" شعارًا يُخفي خلفه الكثير من المطامع العسكرية، واللافت أن باكستان التي تُعَدُّ حليفًا للولايات المتحدة الأميركية في هذه الحرب، هي اليوم ضحية لـ"الإرهاب" و"الحرب على الإرهاب"(47)، وأدخلتها هذه الحرب في تعقيدات داخلية خطيرة؛ كان من أبرز تجلياتها عملية بيشاور التي نفذتها حركة طالبان الباكستانية، واستهدفت مدرسة تابعة للجيش وذهب ضحيتها 150 شخصًا جُلُّهم من الأطفال؛ ولم تستطع الحكومة الباكستانية وضع حلٍّ لهجمات طائرات بلا طيار التي تُنَفِّذها القوات الأميركية وأسقطت الكثير من الضحايا المدنيين، وعلى هذا الصعيد فهناك اتفاق عامٌّ بين الجانبين فيما يتعلَّق بسياسة مكافحة الإرهاب؛ لكن هناك خلافات واضحة فيما يتعلَّق بمجريات هذه الحرب، وتتهم واشنطن إسلام آباد بـ"الانتقائية في التعامل مع الجماعات المسلحة"(48).
- السيادة والاستقلال: كما تجد في باكستان مَنْ يقول: "لحسن الحظِّ استطاعت باكستان بناء تحالف مع الولايات المتحدة". تجد مَنْ يُؤَكِّد -أيضًا- أن هذا التحالف تمَّ "لسوء الحظِّ"(49). ويبرز مَنْ يتحدث عن "سوء الحظ" قضية السيادة والاستقلال؛ فباكستان الحليف تتعرض للتهديد، وباتت أراضيها منطلقًا ومسرحًا لعمليات المخابرات الأميركية، وهناك عدد كبير من الجواسيس، وعملاء شركات أمنية؛ مثل بلاك ووتر وغيرها، ومع كل ما قَدَّمَته وتُقَدِّمه باكستان تتعرَّض دائمًا للوم من الحليف الأميركي؛ "الذي يطلب المزيد دائمًا، ولا يُقابل الوفاء بالوفاء"(50).
المستقبل وإعادة تعريف العلاقة
قد لا تستطيع باكستان الفكاك من العلاقة مع الولايات المتحدة الأميركية وتبعاتها؛ لكن نتائج هذه العلاقة تحتِّم على باكستان السعي لإعادة تعريف هذه العلاقة، وهو ما بدأته بالفعل من خلال التوجُّه لتفعيل العلاقة مع الصين وإيران، وفتح صفحة جديدة من العلاقة مع روسيا(51)، وعلى الرغم من أن المؤسسة العسكرية الباكستانية تُدافع عن علاقاتها القوية مع واشنطن؛ فإن الكتل السياسية الباكستانية على اختلاف توجُّهاتها تدعو إلى إطار جديد يحكم علاقة باكستان بالولايات المتحدة الأميركية(52)، وهو الإطار الذي تحتاجه العلاقة لتغيير الانطباع العام في باكستان بأن المساعدات الأميركية لم تؤدِّ دورًا مهمًّا أو إيجابيًّا في رفع مستوى الحياة من الناحية الاجتماعية والاقتصادية، أو التنمية السياسية في البلاد، ويُعَظِّم من هذه المطالب الحاجات المتزايدة للسكان في باكستان، خاصة أن نسبة الشباب تصل إلى 60% من المجتمع الباكستاني. ويحتاج التوصيف الجديد للعلاقة مع واشنطن إلى أن تحسم باكستان قضية التدخُّل في سيادتها، وأن تُوقِف استخدامَ القواتِ الأميركية للتراب الباكستاني لعمليات ضدَّ دول أخرى.
ويبدو البحث عن خيارات جديدة في العلاقات الخارجية الباكستانية حاجة ملحَّة اليوم، خاصَّة مع استمرار توتُّر العلاقات مع الهند وتزايد التوجُّه الأميركي لتعزيز العلاقات معها؛ فقد زار أوباما الهند مرتين ولم يقم بزيارة واحدة إلى باكستان؛ لذلك تبرز روسيا والصين كدولتين مؤهلتين لهذه الغاية حتى فيما يتعلق بقضية التسلح، ولا تُخفي باكستان رغبتها في شراء مروحيات قتالية روسية من طراز "مي - 35"(53)، وخلال الزيارة التي قام بها وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إلى باكستان في شهر نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، تمَّ توقيع اتفاقية للتعاون العسكري/التقني بين البلدين(54)، وتُعَدُّ الصين المورِّد الرئيس للأسلحة إلى باكستان، ووصلت قيمة المشتريات الباكستانية من الأسلحة الصينية منذ عام 2006 ما قيمته 4 مليارات دولار.
ويجد السعي لتعزيز التوجُّه نحو الصين وروسيا، حماسًا حتى داخل الأوساط العسكرية المدافعة عن العلاقة مع واشنطن، وجاءت الزيارة التي قام بها قائد القوات المسلحة الباكستانية الجنرال رحيل شريف إلى الصين في وقت تتراجع فيه الثقة بالحليف الأميركي كحليف. كما أن القلق الباكستاني من التقارب مع الهند يُعَدُّ سببًا أساسيًّا في توسيع تعاونها العسكري مع الصين، والبحث عن سبل للحصول على دعم روسي، وجاءت زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى الهند، وما نتج عنها من قرارات بتعزيز التعاون، لتضيف مزيدًا من الأسباب التي تدعو إسلام آباد للقلق.
وقد يقرأ بعضهم في التوجُّه الباكستاني الجديد لبناء علاقات صداقة مع روسيا سعيًا لـ"تصحيح أخطاء الماضي"(55)؛ لكنه مؤشر واضح على بدء تراجع إن لم يكن انهيار التحالف مع واشنطن.
_______________________________________________
*د. فاطمة الصمادي: باحث أول في مركز الجزيرة للدراسات.
الهوامش والمصادر
1-Hassan Belal Zaidi, Washington not a reliable friend: Asif, Dawn, Nov 26, 2014:
http://www.dawn.com/news/1146987
2- وزير الدفاع الباكستاني يدعو لتعزيز علاقات بلاده مع روسيا، روسيا اليوم، 27 من نوفمبر/تشرين الثاني 2014:
http://arabic.rt.com/news/766188-%D9%88%D8%B2%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%81%D8%A7%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D9%83%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%AA%D8%B9%D8%B2%D9%8A%D8%B2-%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D8%A8%D9%84%D8%A7%D8%AF%D9%87-%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%A7 /
3- تأتي هذه الورقة ضمن مجموعة الأوراق البحثية التي أنجزتها الباحثة وتتناول السياسية الخارجية لباكستان، في زيارة بحثية إلى باكستان في الفترة من 24 من نوفمبر/تشرين الثاني إلى 5 من ديسمبر/كانون الأول 2014.
4- Sixty years of US aid to Pakistan: Get the data, The Guardian, 11 July 2011:
http://www.theguardian.com/global-development/poverty-matters/2011/jul/11/us-aid-to-pakistan
5- An unhappy alliance U.S.-Pakistan ties were strained even before Bin Laden's killing. But each side needs the other, LA times, May 07, 2011, visited Dec 22, 2014:
http://articles.latimes.com/2011/may/07/opinion/la-ed-pakistan-20110507
6-Timeline: History of US-Pakistan relations, Dawn.com, Jul 04, 2012, Visited Dec 20,2014:
http://www.dawn.com/news/731670/timeline-history-of-us-pakistan-relations
7-The President's Day, The President and Mrs. Truman left for National Airport where they met the Prime Minister of Pakistan and Begum Liaquat Ali Khan, trumanlibrary.org, Wednesday, May 3, 1950,visited Dec 20,2014:
http://www.trumanlibrary.org/calendar/main.php?currYear=1950&currMonth=5&currDay=3
8- Hamid Hussain, Tale of a love affair that never was: United States-Pakistan Defence Relations, Defiance Journal Jun 2002, Visited Dec 20 2014:
http://www.defencejournal.com/2002/june/loveaffair.htm
9- Mohammed Ayub Khan, The Pakistan-American Alliance, Foreign Affairs, January 1964,visited Dec 20, 2014:
http://www.foreignaffairs.com/articles/23567/mohammed-ayub-khan/the-pakistan-american-alliance
10- Abdus Sattar Ghazali, The US mounts pressure on Pakistan Army as Washington-Islamabad relations get worse, The Journal of America,July 10, 2011 ,visited Dec 20 2014:
http://www.journalofamerica.net/html/the_us_mounts.html
11 - Gordon Wilkison, America Welcomes President Ayub (1961), Texas Archive, visited Dec 24, 2014:
http://www.texasarchive.org/library/index.php?title=America_Welcomes_President_Ayub&gsearch=ayub
12 - Sajit Gandhi,The U.S. and the South Asian Crisis of 1971, National Security Archive Electronic Briefing Book No. 79,December 16, 2002:
http://www2.gwu.edu/~nsarchiv/NSAEBB/NSAEBB79 /
13 - Nixon/Kissinger Saw India as "Soviet Stooge" in 1971 South Asia Crisis, New Documents Show White House Ignored Regional Nature of Crisis and Risked Confrontation with Moscow to Look Tough, The National security Archive,June 29, 2005:
http://www2.gwu.edu/~nsarchiv/news/20050629/index.htm
14 - Murad Ali , US Aid to Pakistan and Democracy, Policy Perspectives , Volume6 , Number2, July - December 2009:
http://www.ips.org.pk/security-and-foreign-policy/1080-us-aid-to-pakistan-and-democracy.html
15 - Sani Panhwar, Zulfikar Ali Bhutto: The Falcon of Pakistan, Nov 18, 2008:
http://www.scribd.com/doc/8087285/Zulfikar-Ali-Bhutto-The-Falcon-of-Pakistan#scribd
16 - Murad Ali , US Aid to Pakistan and Democracy, Policy Perspectives , Volume6 , Number2, July - December 2009:
http://www.ips.org.pk/security-and-foreign-policy/1080-us-aid-to-pakistan-and-democracy.html
17 -u.s. legislation on pakistan (1990-2004), posted oct. 3, 2006:
http://www.pbs.org/wgbh/pages/frontline/taliban/pakistan/uspolicychart.html
18 -u.s. legislation on pakistan (1990-2004), posted oct. 3, 2006:
http://www.pbs.org/wgbh/pages/frontline/taliban/pakistan/uspolicychart.html
19 - Jeffrey Goldberg and Marc Ambinder ,The Ally From Hell, The Atlantic Magazine,Oct 28 2011:
http://www.theatlantic.com/magazine/archive/2011/12/the-ally-from-hell/308730 /
20 - Richard P. Cronin,90149: Pakistan Aid Cutoff: U.S. Nonproliferation and Foreign Policy Considerations,
Foreign Affairs and National Defense Division, Updated December 6, 1996:
http://www.fas.org/spp/starwars/crs/90-149.htm
21 - India-Pakistan Sanctions Legislation Fact Sheet, Center for Arms Control and Non-Proliferation:
http://armscontrolcenter.org/issues/nonproliferation/articles/india_pakistan_sanctions/
22 - Pakistan Embargo Lifted, House Agriculture Committee, Jul 16, 1998:
https://agriculture.house.gov/press-release/pakistan-embargo-lifted
23 - US 'threatened to bomb' Pakistan,BBC, 22 September 2006, visited 1 Feb 2015:
http://news.bbc.co.uk/2/hi/south_asia/5369198.stm
24 -Timeline: History of US-Pakistan relations, Dawn.com, Jul 04, 2012, Visited Dec 20,2014:
http://www.dawn.com/news/731670/timeline-history-of-us-pakistan-relations
25 -Timeline: History of US-Pakistan relations, Dawn.com, Jul 04, 2012, Visited Dec 20,2014:
http://www.dawn.com/news/731670/timeline-history-of-us-pakistan-relations
26 -Timeline: History of US-Pakistan relations, Dawn.com, Jul 04, 2012, Visited Dec 20,2014:
http://www.dawn.com/news/731670/timeline-history-of-us-pakistan-relations
27 - Musharraf admits US aid diverted, BBC, 14 September 2009:
http://news.bbc.co.uk/2/hi/south_asia/8254360.stm
28 -Pakistani soldiers killed in US missile attack, Belfast Telegraph, 11 June 2008:
http://www.belfasttelegraph.co.uk/news/world-news/pakistani-soldiers-killed-in-us-missile-attack-28436804.html
29 - Musharraf admits US aid diverted, BBC, 14 September 2009:
http://news.bbc.co.uk/2/hi/south_asia/8254360.stm
30 - Kim Ghattas, Clinton raises pressure on Pakistan to fight militants, 18 July 2010:
http://www.bbc.co.uk/news/world-south-asia-10679383
31 - MARK MAZZETTI and DEXTER FILKINS, Secret Joint Raid Captures Taliban’s Top Commander, The Newyork Times, February 15, 2010:
http://www.nytimes.com/2010/02/16/world/asia/16intel.html?_r=3&pagewanted=all &
32 - Rob Crilly, Raymond Davis 'was acting head of CIA in Pakistan',The Telegraph, 22 Feb 2011:
http://www.telegraph.co.uk/news/worldnews/asia/pakistan/8340999/Raymond-Davis-was-acting-head-of-CIA-in-Pakistan.html
33 - Jim Wolf, U.S. withholds $800 million in aid to Pakistan: White House, Reuters, Jul 10, 2011, visited Feb 2 2015:
http://www.reuters.com/article/2011/07/10/us-usa-pakistan-aid-idUSTRE7691O520110710
34 - Iftikhar Firdous , 24 soldiers killed in NATO attack on Pakistan check post, Reuters ,November 26, 2011, visited Jan 25, 2015:
http://tribune.com.pk/story/297979/nato-jets-attack-checkpost-on-pak-afghan-border /
35-Timeline: History of US-Pakistan relations, Dawn.com, Jul 04, 2012, Visited Dec 20,2014:
http://www.dawn.com/news/731670/timeline-history-of-us-pakistan-relations
36 -Pakistani PM pleads with Obama to put an end to drone strikes, The Guardian 23 October 2013:
http://www.theguardian.com/world/2013/oct/23/pakistani-pm-obama-end-drone-strikes
37- أحمد موفق زيدان، الصراع على تركة تنظيم طالبان "المريض"، مركز الجزيرة للدراسات، 27 من نوفمبر/تشرين الثاني 2014:
http://studies.aljazeera.net/reports/2014/11/2014112781458702961.htm
38 - Tim Craig, Pakistani army chief’s trip to U.S. likely to be marked by greater optimism, Washington post trust, November 14, 2014:
http://www.washingtonpost.com/world/asia_pacific/pakistani-army-chiefs-trip-to-us-likely-to-be-marked-by-greater-optimism-trust/2014/11/13/427374e8-6aa1-11e4-a31c-77759fc1eacc_story.html
39 - MICHAEL R. GORDON, Kerry Vows Aid for Displaced Pakistanis, Newyork Times, JAN. 12, 2015:
http://www.nytimes.com/2015/01/13/world/asia/john-kerry-pakistan-talks.html?_r=0
40- من مقابلة للباحثة مع الدكتور رسول بخش ريس، رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية، إسلام آباد، 28 من نوفمبر/تشرين الثاني 2014.
41- من المقابلة مع الدكتور رسول بخش رئيس.
42- من مقابلة للباحثة مع الجنرال المتقاعد عبد القيوم امتياز، المسؤول السابق عن الصناعات الحربية الخفيفة والمتوسطة في الجيش الباكستاني، إسلام آباد، 1 من ديسمبر/كانون الأول 2014.
43- من المقابلة مع الدكتور رسول بخش رئيس.
44- من المقابلة مع الدكتور رسول بخش رئيس.
45- من جلسة نقاشية مغلقة، عقدها مركز الجزيرة للدراسات حول مستقبل العلاقات الباكستانية-الأميركية، بتاريخ 28 من يناير/كانون الثاني 2015.
46 - Murad Ali , US Aid to Pakistan and Democracy, Policy Perspectives , Volume6 , Number2, July - December 2009:
http://www.ips.org.pk/security-and-foreign-policy/1080-us-aid-to-pakistan-and-democracy.html
47- من مقابلة للباحثة مع الدكتور خالد رحمان، رئيس مركز دراسة السياسات، إسلام آباد، 28 من نوفمبر/تشرين الثاني 2014.
48- من مقابلة للباحثة مع المحلل والخبير الأمني الباكستاني حسن عسكري رضوي، لاهور/باكستان، 3 من ديسمبر/كانون الأول 2014.
49- من مقابلة للباحثة مع الجنرال المتقاعد عبد القيوم امتياز، المسؤول السابق عن الصناعات الحربية الخفيفة والمتوسطة في الجيش الباكستاني، إسلام آباد، 1 من ديسمبر/كانون الأول 2014.
50- يصف الجنرال عبد القيوم امتياز علاقة بلاده مع الولايات المتحدة الأميركية، بمن يدخل في شراكة لإنجاز عمل ما، وبعد إنجازه على أكمل وجه وعندما يحين موعد الاحتفال، يشرب الطرف الأميركي منتشيًا، ثم يقوم بوضع السم في الكأس ما إن تصل الكأس إلى حليفه وشريكه. من مقابلة للباحثة مع الجنرال المتقاعد عبد القيوم امتياز، المسؤول السابق عن الصناعات الحربية الخفيفة والمتوسطة في الجيش الباكستاني، إسلام آباد، 1 من ديسمبر/كانون الأول 2014.
51- وزير الدفاع الباكستاني يدعو لتعزيز علاقات بلاده مع روسيا، روسيا اليوم، 27 من نوفمبر/تشرين الثاني 2014:
http://arabic.rt.com/news/766188-%D9%88%D8%B2%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%81%D8%A7%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D9%83%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%AA%D8%B9%D8%B2%D9%8A%D8%B2-%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D8%A8%D9%84%D8%A7%D8%AF%D9%87-%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%A7 /
52- من مقابلة للباحثة مع الدكتور عبد الغفار عزيز، مسؤول العلاقات الخارجية في الجماعة الإسلامية في باكستان، لاهور، 3 من ديسمبر/كانون الأول 2014.
53- من مقابلة للباحثة مع الجنرال المتقاعد محمود شاه، المسؤول الأمني السابق لمنطقة القبائل، بيشاور، 2 من ديسمبر/كانون الأول 2014.
54- إسلام آباد نادمة على تورطها في الحرب الأفغانية، قناة روسيا اليوم، 30 من يناير/كانون الثاني 2015:
http://arabic.rt.com/press/772477-%D8%A7%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%A2%D8%A8%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%81%D8%BA%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9 /
55- إسلام آباد نادمة على تورطها في الحرب الأفغانية، قناة روسيا اليوم، 30 من يناير/كانون الثاني 2015