القوى الإقليمية والدولية ترقب مؤشر الاستقرار لترسم استراتيجياتها تجاه أفغانستان

16 September 2021
المتحدثون في الندوة من اليمين: الحواس تقية، وديفيد دي روش، ونيكولاي خوزانوف، وجابر الحرمي، وعمر كريم. وأدارها المذيع، مصطفى عاشور. (الجزيرة)

استعرضت ندوة حوارية نظَّمها، عن بُعد، مركز الجزيرة للدراسات بالتعاون مع قناة الجزيرة مباشر، أمس، الأربعاء 15 سبتمبر/أيلول 2021، الفرص والتحديات التي تمثلها أفغانستان للقوى الإقليمية والدولية بعد انسحاب الولايات المتحدة الأميركية من هناك. وخلص المتحدثون إلى أن ثمَّة فرصًا تلوح في الأفق لكن من المبكر القول إنها ستكون كذلك ما لم يستقر الوضع في هذا البلد، ومعرفة إن كانت طالبان ستستطيع إدارة شؤون البلاد أم ستواجَه باضطرابات وقلاقل تجعل من أفغانستان مصدرًا لتهديد جيرانها.

وضرب المتحدثون في الندوة أمثلة عمَّا يمكن أن تجنيه بعض الدول المعنية بالمسألة الأفغانية، ولاسيما روسيا والصين وباكستان وقطر وتركيا وإيران، في حال استقر الوضع لطالبان، وخاصة على مستوى الاستثمار، سواء في البنية التحتية وإعادة الإعمار، أو في استغلال الموقع الاستراتيجي لهذا البلد في نقل الطاقة، أو على مستوى الاقتصاد والتجارة.

وأشارت الندوة إلى أن المخاوف والهواجس وغموض المستقبل هو السائد حاليًّا بالنسبة لعديد الدول سابقة الذكر، فروسيا على سبيل المثال، وكما قال أحد الخبراء الروس من المتحدثين في الندوة، تنظر إلى أفغانستان من منظور مدى تهديدها لأمن دول الجوار، ولاسيما جمهوريات آسيا الوسطى وانعكاس ذلك على موسكو في حال تحوُّل هذا البلد إلى "دولة فاشلة" يتدفق منها المهاجرون أو مأوى لجماعات معارضة أو إرهابية.

كما تخشى المملكة العربية السعودية، كما قال متحدث آخر، من أن تكون أفغانستان، في ظل حكم طالبان، بؤرة جذب للمتشددين الإسلاميين العرب، ولاسيما السعوديون منهم، بعد أن غيَّرت المملكة توجهاتها مع مجيء الأمير محمد بن سلمان وتقلُّده منصب ولاية العهد، ومساره ناحية الحداثة والعصرنة. وفي هذا السياق، جرت الإشارة إلى أن الرياض كانت تعوِّل على إسلام أباد في تحسين علاقاتها بطالبان والآن تشهد العلاقة بين البلدين تراجعًا على خلفية مواقفهما من ملفي الحرب في اليمن وكشمير.

أما باكستان، فإنها، وكما أوضحت الندوة، تشعر بالارتياح لما حدث في أفغانستان، باعتبار أن توجهات حركة طالبان تجاه النفوذ الهندي في بلادها ليست كتوجهات نظام الحكم الذي جاء مع الاحتلال الأميركي، غير أنها (باكستان) لا تزال تترقب ما ستؤول إليه الأمور في أفغانستان.

وفيما يتعلق بقطر، والتي كان لها دور بارز في الملف الأفغاني بدءًا من استضافتها المفاوضات التي جرت بين طالبان والأميركان، مرورًا بدورها في تسهيل عمليات إجلاء الراغبين في مغادرة هذا البلد، وانتهاء بإعادة مطار كابول إلى العمل، وفتح جسر جوي يحمل المساعدات إلى هذا البلد، فإنَّ الندوة خلصت إلى أن هذا الدور سيستمر انطلاقًا من رؤية قطر التي بلورتها منذ منتصف التسعينات من القرن العشرين والقائمة على أن السلام والاستقرار في دول الجوار -القريب والبعيد- ينعكس إيجابًا عليها. وتأسيسًا على ذلك، فإن المساعي القطرية سوف تستمر من أجل جعل السلام والاستقرار في أفغانستان مستدامًا.

وكانت الندوة سابقة الذكر قد انعقدت تحت عنوان "ما بعد انسحاب الولايات المتحدة: الحسابات الدولية والإقليمية في أفغانستان"، وشارك فيها: عمر كريم، الباحث المختص في الشؤون الدفاعية والأمنية، والزميل بالمعهد الملكي للخدمات المتحدة بلندن، ونيكولاي خوزانوف، الخبير في شؤون الشرق الأوسط، والأستاذ بجامعة قطر، وجابر الحرمي، الإعلامي والمحلل السياسي القطري، والحواس تقية، الباحث المختص بالشؤون العربية في مركز الجزيرة للدراسات، وديفيد دي روش، الباحث بمركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا للدراسات الأمنية، بالولايات المتحدة الأميركية.

ولمشاهدة الندوة كاملة (اضغط هنا)