الخطاب الصُّوَرِي للمقاومة الفلسطينية وإبطال الرواية الإسرائيلية

أبرز الخطاب الصوري المرئي للمقاومة الفلسطينية مجموعة من القيم السياسية والفكرية والثقافية والأخلاقية والاجتماعية والأبعاد العسكرية لما يحتويه من عناصر تعبيرية واتصالية لها أهداف ورسائل معينة إلى الجبهة الداخلية والحاضنة الشعبية للمقاومة، وقبل ذلك إلى جيش الاحتلال الإسرائيلي وجبهته الداخلية والمجتمع الدولي.
4 December 2023
المقاومة الفلسطينية تقدم خطابًا صوريًّا يبطل الرواية الإسرائيلية ويرسخ مشروعها التحرري من ربقة الاحتلال (الجزيرة)

أظهرت الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة ساحات متعددة للمعارك (دبلوماسية، وسياسية-تفاوضية، وقانونية-حقوقية، وإغاثية، وإعلامية-اتصالية...) لا تقل ضراوة وشراسة عما يجري في الميدان، لكن بأساليب وأدوات مختلفة. وتبدو أهمية هذه المعارك في تأثيرها على مجريات الحرب ومساراتها بدرجات متفاوتة، وقد يكون بعضها متغيرًا مؤثرًا في أبعاد الرواية التي يُنشِئُها أطراف الصراع عن الذات، ومرجعياتها الفكرية والثقافية وبنيتها الاجتماعية، ومشروعها السياسي، ومنظور علاقتها مع الآخر. وبرز خلال الأيام السبعة لاتفاق الهدنة المؤقتة، الذي أبرمته إسرائيل مع فصائل المقاومة الفلسطينية، في 25-30 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 -لإطلاق سراح المحتجزين المدنيين من الإسرائيليين وجنسيات أخرى- أن الصور التي رافقت عملية تسليم هؤلاء المحتجزين إلى الصليب الأحمر كانت جزءًا محوريًّا في المعركة الرمزية التي تخوضها فصائل المقاومة منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة. ويظهر ذلك بجلاء في الفيديوهات التي يبثها الإعلام العسكري للمقاومة عبر منصات مختلفة؛ إذ تمثِّل أداة من أدوات بناء الرواية عن مسارات الحرب وتطوراتها، فضلًا عن أبعادها وتأثيراتها النفسية.

لقد سمح تدفق صور المحتجزين خلال الأيام السبعة من الهدنة المؤقتة بإنشاء خطاب صوري مرئي لفصائل المقاومة الفلسطينية، باعتباره نظامًا من العلامات التي تتواشج وفق قواعد تركيبية ودلالية تجسد مجموعة من القيم السياسية والفكرية والثقافية والأخلاقية والاجتماعية والأبعاد العسكرية لما يحتويه هذا النظام من عناصر تعبيرية واتصالية لها أهداف ورسائل معينة إلى الجبهة الداخلية والحاضنة الشعبية للمقاومة، وقبل ذلك إلى جيش الاحتلال الإسرائيلي وجبهته الداخلية والمجتمع الدولي. إذن، ما الأهداف والرسائل التي يحملها الخطاب الصوري المرئي للمقاومة الفلسطينية في غزة؟ وما القيم التي يجسدها؟ وكيف تفاعل الإعلام الإسرائيلي مع الخطاب الصوري المرئي للمقاومة الفلسطينية؟    

دحض الرواية الإسرائيلية

ركزت الدعاية الإسرائيلية خلال عملية طوفان الأقصى، في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، على وَسْم حركة المقاومة الإسلامية حماس بتنظيم "الدولة الإسلامية"، ودَمْغِها بعلامة الدَّعْشَنَة واستدعاء الصورة النمطية لهذا التنظيم (داعش) في القتل والتمثيل بالضحايا واغتصاب النساء عبر اختلاق روايات عن اغتصاب مقاتلي حركة حماس نساء إسرائيليات وقطع رؤوس أطفال بالمستوطنات التي دخلوا إليها في غلاف غزة. وقد روَّج زعماء بعض القوى الكبرى، مثل الرئيس الأميركي، جو بايدن، لهذه الرواية. كما سارع معظم الإعلام الغربي، الذي وجد ضالته في خطاب الدعشنة، إلى الاحتفاء بهذه الرواية دون التحقق منها؛ إذ تبيَّن لاحقًا زيفها ما دفعه إلى التراجع عنها.

وبَنَت الرواية الإسرائيلية حربها على قطاع غزة على استعادة "المخطوفين"، والقضاء على حركة المقاومة الإسلامية حماس، وتدمير قوتها العسكرية وبنيتها التحتية واجتثاثها من القطاع؛ لأن قوات الجيش الإسرائيلي "تقاتل حيوانات بشرية". ولذلك لجأت إسرائيل إلى إستراتيجية التدمير الشامل للبنية التحتية شمال غزة، قبل الهدنة المؤقتة، وقصف التجمعات السكانية، من أجل التهجير القسري للسكان نحو جنوب القطاع. ولم تستثن المناطق الأخرى (وسط وجنوب غزة) سواء أكان في المرحلة الأولى أو بعد الهدنة المؤقتة. 

في هذا السياق العام، يبرز الخطاب الصوري المرئي للمقاومة الفلسطينية لدحض ادعاءات الرواية الإسرائيلية بأبعادها المختلفة، وإبطال مزاعمها. والإبطال، هنا، مفهوم اتصالي يُعد مرتكزًا أساسيًّا في تفسير هدف هذا الخطاب؛ إذ إن المعاني التي يُنْشِئُها عن حالة المقاومة ووضعها الميداني، وعلاقة أفرادها بالمحتجزين الإسرائيليين وغيرهم من الجنسيات الأخرى، تقضي ببطلان الرواية الإسرائيلية، والحكم بعدم صحة المحتوى الذي روَّجت له خلال مجريات الحرب ومساراتها. ويشير الإبطال بالمعنى الأصولي/الفقهي إلى فساد الرواية الإسرائيلية وإزالة الأحكام التي بُنيت عليها، وبالمعنى المنطقي ينفي الإبطال مضمون هذه الرواية. ولا يكتفي الخطاب الصوري المرئي للمقاومة بإعلان بطلان الرواية الإسرائيلية ونفي مضمونها، وإنما يحدد أسباب وعوامل البطلان من خلال إثبات وقائع وقضايا نقيضة لتلك الرواية، وإقناع المتلقي بالحجة والبرهان المرئيين بحقيقة رواية المقاومة الفلسطينية من خلال الخطاب الصوري وما ينطوي عليه من دلالات قيمية وثقافية وأبعاد عسكرية. السؤال هنا، كيف نفهم هذا الإبطال للرواية الإسرائيلية وإثبات نقيضها وتأكيد صحة رواية المقاومة الفلسطينية؟

هناك دلالات كثيرة للعلامات التي يزخر بها الخطاب الصوري للمقاومة، وقد يكون التركيز على إبراز البعد الإنساني لحركة المقاومة ومقاتليها من أهم العلامات التشكيلية لهذا الخطاب، والتي تمثِّل أساسَها العلاقاتُ الرمزية بين رجال المقاومة والمحتجزين؛ إذ تقوم بتشكيل دلالات تحيل على المرجعية الفكرية والثقافية والدينية التي تؤطر التعامل مع الأفراد الذين احتجزتهم حماس وبقية فصائل المقاومة. وبرز ذلك في الخطاب الصوري المرئي الأول؛ إذ سلَّمت المقاومة الدفعة الأولى من المحتجزين للصليب الأحمر في محافظة خانيونس جنوبي قطاع غزة، وتضمنت المشاهد قيام عناصر كتائب القسام بمساعدة طفل وسيدات في الانتقال وركوب سيارات الصليب الأحمر، وظهر أحد مقاتلي القسام في إحدى اللقطات يقوم بحمل سيدة عجوز بيديه ووضعها داخل سيارة المنظمة الدولية.

وتتواتر العلامات التشكيلية في الخطاب الصوري للمقاومة الفلسطينية خلال دفعات الإفراج الست عن المحتجزين الإسرائيليين والجنسيات الأخرى؛ إذ تشير إلى حرص مقاتلي كتائب القسام على التعامل الإنساني مع هؤلاء المحتجزين بما تقتضيه المرجعية الثقافية والدينية للحركة. وهو ما يتطلب مراعاة الحرمة الجسدية وتأمين السلامة النفسية وحسن المعاملة وتقديم الرعاية الصحية؛ الأمر الذي يعني تجنب تعذيب المحتجزين أو تعرضهم للمعاملة أو العقوبة القاسية التي تحط من كرامتهم.

وكان لافتًا أيضًا أسلوب التحية (المصافحة باليدين) والإشارة بالوداع (مع السلامة)، والتلويح باليدين للمحتجزين من النساء والأطفال وهم داخل سيارات الصليب الأحمر، وأحيانًا العناق بين مقاتلي القسام وسرايا القدس وبعض المحتجزين من التايلنديين. فهذا التركيب من العلامات يمثِّل معنى لحالة نفسية لا يسيطر فيها الخوف والقهر على المحتجزين، ويشير أيضًا إلى ظروف الاحتجاز التي كانت تراعي آدمية هؤلاء الأفراد. وتعدى ذلك إلى الحيوان، وظهر أن "الحيوانات البشرية" التي يحاولون القضاء عليها ترأف حتى بالكلاب، كما برز في صورة المحتجزة المفرج عنها "ميا ليمبرج".  

إذن، يهدف الخطاب الصوري المرئي للمقاومة الفلسطينية إلى إبطال ادعاءات الرواية الإسرائيلية وزيفها بشأن الجرائم التي ارتكبتها المقاومة، في 7 أكتوبر/تشرين الأول، عبر إثبات نقيضها وذلك من خلال المعاملة الحسنة التي حظي بها المحتجزون في قطاع غزة. وهنا، يبدو تهافت رواية اغتصاب نساء إسرائيليات، وقطع رؤوس أطفال، ومن ثم خطاب الدعشنة الذي جيَّشت له إسرائيل الإعلام الغربي لاستمالة الرأي العام العالمي. وبذلك يحاول الخطاب الصوري المرئي للمقاومة إبطال صورة التوحش عن الذات الفلسطينية، التي رسمتها الدعاية الإسرائيلية في المخيال الإسرائيلي والغربي (الحيوانات التي تقاتلها إسرائيل)، وأَنْسَنَة هوية هذه الذات التي تدافع عن حقها في الحرية والاستقلال. وهذا يجعل صورة الدعشنة تتعارض مع المرجعية الثقافية والدينية التي تؤطر سلوك منتسبي كتائب القسام؛ إذ لا تسمح لهم بارتكاب هذه التجاوزات والانتهاكات، بل تظل الادعاءات الإسرائيلية غير مُفَكَّر فيها لدى رجال المقاومة قبل وخلال وبعد عملية الاحتجاز. وهنا، يقوم الخطاب الصوري بوظيفة الترسيخ، كما يسميها رولان بارث، لهذا البعد الإنساني في تشكيل هوية حركات المقاومة الفلسطينية، وهو محدد أساسي في البناء الفكري والثقافي لرجال المقاومة؛ إذ يحاول الخطاب أن يوجه المتلقي إلى هذا المعنى المركزي ويثبِّته في ذهنه ووجدانه ويبطل ما عداه من الادعاءات.

وفي سياق إبطال الرواية الإسرائيلية، يُظهر الخطاب الصوري عجز قوات جيش الاحتلال عن تحرير المحتجزين بالقوة، وكان ذلك أحد أهداف الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة؛ إذ ثبت أن الإفراج عن المحتجزين لم يتم إلا عبر صفقات التبادل وفي ظل الهدنة المؤقتة. ويشير هذا المسار إلى بطلان فاعلية القوة العسكرية التي تعتمد عليها إسرائيل من أجل الوصول إلى المحتجزين وتحريرهم، ويحاول إثبات مفاتيح الحل لهذه القضية بدءًا بوقف الحرب واعتماد آلية التفاوض لإبرام صفقة التبادل والإفراج عن الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية. وهو ما يبعث برسالة إلى الجمهور الإسرائيلي مفادها أن الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة لن تعيد المحتجزين إلى أسرهم، وأن القوة الاستخبارية التي يمتلكها الجيش الإسرائيلي لن تمكِّنه من الوصول إلى هؤلاء المحتجزين، بل إن الطريق الوحيد لذلك هو وقف الحرب وتبييض السجون الإسرائيلية من الأسرى الفلسطينيين (ومطالب أخرى). كما يُبطل الخطاب الصوري المرئي للمقاومة ما تروج له الرواية الإسرائيلية بشأن السيطرة الميدانية لقوات الاحتلال على قطاع غزة، ويُثبت من خلال إفراج المقاومة عن المحتجزين الإسرائيليين وجنسيات أخرى شمالي القطاع، وفي ميدان فلسطين وسط مدينة غزة، وفي جنوبي القطاع، صمود حركات المقاومة التي لا تزال تحافظ على مقدراتها العسكرية. وتتمتع بالقدرة على التحرك في الميادين المختلفة شمالًا وجنوبًا وفي وسط القطاع، حيث تدعمها حاضنة اجتماعية تناصر مقاومتها للاحتلال.

تفاعل الإعلام الإسرائيلي مع خطاب المقاومة

أثار الخطاب الصوري لحركات المقاومة ردودًا متباينة في الإعلام الإسرائيلي بوسائله المختلفة، لكن ركز معظمه على ما أسماه بـ"فيلم عن إنسانية حماس" التي أجبرت المحتجزين الإسرائيليين على "الابتسام" أمام الكاميرات، كما وصفت هذه الوسائل "الفيديوهات اليومية" للحركة بـ"الدعائية"؛ إذ "تُظهر للعالم أن حماس تُعامل الرهائن بطريقة إنسانية"، بينما "كانت إيماءات الخاطفين مطلوبة بشكل واضح وتمَّت تحت الإكراه". وذكرت بعض الوسائل أن تواصل الرهائن مع المختطفين لم يكن تعبيرًا عفويًّا عن الامتنان، بل إن الإسرائيليين تعرضوا للترهيب. وما تفتأ تربط ذلك بالهجوم الذي شنَّته حماس على المستوطنات الإسرائيلية في غلاف قطاع غزة في اليوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وتعيد تركيب الرواية الإسرائيلية بشأن "اغتصاب نساء إسرائيليات وقطع رؤوس أطفال على يد أعضاء الجماعة الجهادية المتوحشة".

ويرى بعض منتجي الخطاب الإسرائيلي على شبكات التواصل الاجتماعي -ممن يتولون مسؤوليات سياسية ودبلوماسية- أن "الرهائن" الإسرائيليين أُجبروا على القيام بما لا يوافق إرادتهم، مثل "الرهينة دانيال آلوني التي أُجبرت على كتابة رسالة مطولة تشكر فيها إرهابيي حماس على إنسانيتهم غير العادية"، وتقول: "لقد شعرت ابنتها وكأنها ملكة في غزة"، بينما "كان عدد من أفراد العائلة ما زالوا محتجزين لدى الإرهابيين". كما رأى آخرون أن رسالة الشكر لحركة حماس وحسن المعاملة لآلوني في الأسر لا يحجب احتجازهم في "حفرة الجحيم".

وشكَّك بعض الإعلام الإسرائيلي في ادعاءات الرواية الإسرائيلية بشأن سيطرة قوات جيش الاحتلال على قطاع غزة، وذلك في سياق الحقائق التي أظهرها الخطاب الصوري للمقاومة الفلسطينية وصمودها في ساحات المعارك والحفاظ على مقدراتها العسكرية في مواجهة الاحتلال. فقد أثار هذا الخطاب الصوري سخط الإسرائيليين ونسف رواية الجيش التي زعم فيها سيطرته على مدينة غزة وتدميره لقوة حركة حماس؛ حيث بدت المنطقة مناقضة تمامًا لروايته؛ إذ خرج مقاتلو القسام بعتادهم العسكري الكامل، وبَدَوا مسيطرين تمامًا على المكان، وأثارت التوثيقات الإضافية التي تم تداولها على منصات التواصل الاجتماعي تساؤلات "عما إذا كان الجيش الإسرائيلي يسيطر بالفعل على غزة كما يبدو".

إذن، يحاول الإعلام الإسرائيلي في معظمه أن يُظهر تناقض سلوك حركات المقاومة الفلسطينية التي تلجأ إلى "اختطاف الرهائن"، لكنها تحرص في الوقت نفسه على معاملتهم بما يحفظ كرامتهم الإنسانية. ويغفل هذا الإعلام أن حركات المقاومة الفلسطينية ليس في مصلحتها الإساءة للمحتجزين أو الأسرى من الجنود الإسرائيليين وغيرهم من الجنسيات الأخرى، أو أن تلحق بهم أضرارًا جسمية ونفسية تحط من كرامتهم وإنسانيتهم. فهذه الانتهاكات لا تخدم القضية الفلسطينية، بل تأكل من الرصيد الأخلاقي والثقافي للمقاومة وتنزع عنها طابعها التحرري الوطني الذي ينشد الحرية للفلسطينيين والاستقلال لدولتهم. والسؤال، هنا، هل يمكن لحركات المقاومة أن تدمر صورتها بنفسها وتقوم بالأعمال ذاتها التي يلجأ إليها الاحتلال الإسرائيلي في تعامله مع الأسرى الفلسطينيين؟

تحاول المقاومة الفلسطينية أن تقدم خطابًا صوريًّا مرئيًّا يرسخ مشروعها التحرري من ربقة الاحتلال، وإثبات حقها الذي يكفله القانون الدولي ومواثيق الشرعة الإنسانية في مواجهة المحتل، وإبطال المزاعم الإسرائيلية عن داعشية حركات المقاومة وسلوكياتها في التعامل مع المحتجزين. وهو ما يلفت الانتباه إلى التقابل بين الخطاب الصوري للمقاومة، والخطاب الصوري الإسرائيلي الذي يُظهر وحشية الاحتلال وتجاوزه لفظاعات الدعشنة. ولكي تُعتِّم إسرائيل على خطاب المقاومة والقيم التي يزخر بها، تمنع المحتجزين العائدين من الحديث لوسائل الإعلام حتى لا يُظهروا حقائق تجاربهم خلال مدة الاحتجاز، والرعاية التي حظي بها هؤلاء. وهو ما يُفسر جهود الاحتلال في التستر على سياسته القمعية والانتهاكات التي يرتكبها ضد الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

ABOUT THE AUTHOR