ترجمة: خالد محمدي
لقد أدت ثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والعولمة إلى ترابط واعتماد متزايد بين المجتمعات والأفراد؛ مما شكَّل ثنائية، تعزز من جهةٍ القيم والمعتقدات العالمية، ومن جهة أخرى تهيئ المجال لظهور معتقدات وقيم متضادة ومتعارضة، وهو ما يزيد من التعقيد في قراءة الظواهر الاجتماعية. تتناول هذه الورقة خصائص مجتعات أهل السنة في إيران ومستقبل الإسلام السني؛ حيث تشير الأدلة إلى أن زيادة الوعي وتطور الاتصالات قد أديا إلى تغيير توجهات أهل السنة في إيران من الإسلام الطرقي إلى الإسلام الفقهي، وقد زاد الإقبال على قراءة معتدلة ومتوازنة للدين. لكن وفي الوقت ذاته، يرى الباحث أن التأثيرات العامة على المستوى العالمي قد أدت إلى انخفاض ملحوظ في الالتزام بالشعائر الدينية بين المراهقين والشباب؛ حيث تميل هذه الفئة بشكل أكبر نحو علمانية الدين وممارسة الدين بشكل فردي.
والسؤال هو: ما تأثير استمرار وتوسع الاتجاهات الحالية والتغيرات الجارية على الإسلام السني في إيران؟ وكيف يتفاعل أهل السنة مع هذه الظواهر؟ للإجابة على هذه الأسئلة، نقوم أولًا بالتعرف على الوضع الحالي للإسلام السني وكذلك القوى الفاعلة والمؤثرة في هذا المجتمع، ثم بناء على التغيرات والتحولات المقبلة، يمكن التنبؤ بالمستقبل.
بداية لايمكن القول: إن أهل السنة في إيران هم هوية واحدة، بل هم مجتمع ديناميكي ومتعدد الثقافات يتكون من قوميات متنوعة بمذاهب فقهية وطرق مختلفة وطيف من التيارات الفكرية المتنوعة، ويوجدون في مناطق جغرافية متفرقة. وسنحاول تقديم استعراض لحالة أهل السنة في إيران من حيث التصنيف الفقهي والسلوكي والاجتماعي، وكذلك المجموعات والتيارات النشطة والمؤثرة. ثم، مع الأخذ في الاعتبار الاتجاهات الكبرى والأحداث والظواهر المؤثرة والمتزايدة، سيتم تحليل مستقبل الإسلام السني في إيران.
أهل السنة في إيران
بعد أن اعتنق الإيرانيون الدين الإسلامي، ظل الإسلام هو الدين الرسمي لإيران. وقبل مجيء الصفويين، كانت إيران سنية لمدة تقارب تسع قرون، على الرغم من أن الشيعة كانوا موجودين في بعض مناطق البلاد بشكل متفرق. تغيرت هذه الحالة بعد قيام الدولة الصفوية )907-1135هـ) والتي كانت دولة شيعية على المذهب الاثني عشري، وتأسست في إيران على يد الشاه إسماعيل، وأصبح التشيع الدين السائد في البلاد، بينما بقي أهل السنة في بعض المناطق بشكل مركز أو متفرق. ويشكِّل أهل السنة في إيران، من حيث العدد، أكبر مجموعة بعد الشيعة. ولا توجد إحصائيات رسمية ودقيقة عن عدد أهل السنة في البلاد، وتم تقديم تقديرات وتخمينات مختلفة عن عددهم، لا يمكن الجزم بدقتها والاعتماد عليها علميًّا. وقد قدرت التقديرات غير الرسمية عدد أهل السنة بين 8 و10 %(1) فيما أوصلتها تقديرات أخرى إلى 20%(2) من مجموع السكان الذي تجاوز عددهم 91 مليون نسمة.
ومن الناحية الجغرافية، يوجد أهل السنة بشكل أكبر في الأطراف والمناطق الحدودية من الشمال إلى الجنوب ومن الغرب إلى الشرق في البلاد، على الرغم من وجود ملحوظ لهم أيضًا في المركز ومناطق أخرى. وبشكل عام، يوجد أهل السنة في المناطق والمحافظات التالية:
أذربيجان (المحافظات: أردبيل، وأذربيجان الشرقية، وزنجان، وأذربيجان الغربية)
كردستان (المحافظات: كردستان، وكرمانشاه، والمناطق الكردية في أذربيجان الغربية)
خراسان (المحافظات: خراسان الرضوية، وخراسان الشمالية، وخراسان الجنوبية)
الجنوب (المحافظات: فارس، وهرمزغان، وبوشهر)
أهل السنة في بلوشستان (المحافظات: سيستان وبلوشستان والمناطق البلوشية في كرمان وهرمزغان وخراسان الجنوبية)
تركمن صحرا (المحافظات: گلستان، وخراسان الشمالية، ومازندران)
تالش (المحافظات: أردبيل وجيلان)
المركز (المحافظات: طهران والبرز)
وفي محافظة خوزستان، التي لم يكن بها سابقًا سكان محليون من أهل السنة، نشأت موجة من التحول إلى المذهب السني؛ مما أدى إلى ظهور عدد من السكان المحليين من أهل السنة(3).
بالإضافة إلى المحافظات المذكورة، يوجد السنة كعمال مهاجرين في عدد من المحافظات والمدن الأخرى.
من حيث المذاهب الفقهية، توجد المذاهب الأربعة لأهل السنة، وينتشر المذهب الشافعي والمذهب الحنفي بين المجموعات المقيمة في البلاد(4). وهناك عدد محدود من أتباع المذهب الحنبلي أيضًا. ويتركز الأحناف في محافظات سيستان، وبلوشستان، وغلستان، وخراسان الشمالية، وخراسان الرضوية، وخراسان الجنوبية، وهرمزغان، وبنسبة أقل في كرمان، ومازندران، وأردبيل. أما أتباع المذهب الشافعي، فهم عمومًا مستقرون في محافظات كردستان، وأذربيجان الغربية، وكردستان، وغيلان، وأردبيل، وفارس، وبوشهر، وهرمزغان، وبشكل محدود أيضًا في أذربيجان الشرقية وزنجان. وهناك مجموعة صغيرة من الإيرانيين السنة يتبعون المذهب الحنبلي، موجودون في جنوب البلاد.
بالإضافة إلى الاختلافات المتعلقة بالمذاهب الفقهية بين السنة في البلاد، فإن صفات أخرى لأهل السنة في إيران تستحق التأمل، وتتعلق بميل وارتباط معظم السنة في إيران بواحدة من طريقتين من طرق التصوف الموجودة في إيران، أي إن جزءًا من المسلمين السنة الإيرانيين يتبعون طريقة من طرق التصوف.
وفي إيران، توجد فقط طريقتان هما: القادرية والنقشبندية، ولديهما محبون وأتباع، وجزء من أهل السنة يتبعون هاتين الطريقتين. يوجد أتباع الطريقة القادرية بشكل أكبر في محافظات كردستان، وكرمانشاه، وأذربيجان الغربية، وهرمزغان، وجيلان. كما أن أتباع الطريقة النقشبندية، بالإضافة إلى المحافظات الثلاث المذكورة، لديهم أتباع بين التركمان والطالشيين (شمال البلاد)(5). بالطبع، لا ينبغي أن نغفل أنه على الرغم من أن الطرق الصوفية بين أهل السنة بشكل عام وأهل السنة في إيران بشكل خاص لها تاريخ طويل ولديها العديد من الأتباع، إلا أنه في العقود الأخيرة قد انخفضت شعبيتها بشكل كبير وفقدت جزءًا كبيرًا من أتباعها، بحيث يُلاحَظ اليوم أن العديد من الخانقاهات والزوايا التي كانت مكان تجمع أتباع الطريقة قد أُغلقت أو تعمل بشكل محدود.
أيضًا، نشهد تعدد وتنوع التيارات والاتجاهات الدينية بين أهل السنة، وهناك على الأقل خمس أفكار متميزة يمكن التعرف عليها: 1. الفكر التقليدي (جزء من المجتمع والخطباء، والمولويين التقليديين). 2. الفكر الحداثي والتجديد الديني (جزء قليل من المجتمع وغالبًا ما يكون من المتعلمين الجامعيين والشباب). 3. أتباع الطريقة والتصوف (الذين كانوا في الماضي يشملون نطاقًا واسعًا جدًّا ولكنهم الآن قد قلُّوا). 4. الفكر السلفي (طيف يتراوح من النهج الهادئ والمسالم). 5. الفكر الجهادي والتكفيري (جزء ضئيل ومحدود يظهر في شكل مجموعات مسلحة). ولكن من منظور تنظيمي ومؤسسي في مجتمع أهل السنة في إيران، هناك عدة جماعات نشطة، وفيما يلي الإشارة إلى ثلاث من أبرزها:
جماعة التبليغ
جماعة التبليغ (ديوبندية) من أكبر وأهم الحركات في العالم الإسلامي؛ حيث تنشط في أكثر من 160 دولة مسلمة. في إيران، تُعتبر جماعة التبليغ واحدة من أوسع الحركات المتعلقة بالمسلمين الحنفية والبلوش في جنوب شرق إيران. مركز هذه الجماعة يقع في مدينة زاهدان في محافظة سيستان وبلوشستان(6). على الرغم من أننا نشهد مؤخرًا وجود جماعة التبليغ في مناطق أخرى من أهل السنة في البلاد، إلا أن تركيز هذه الحركة لا يزال محصورًا في المناطق الجنوبية الشرقية من البلاد. وجماعة التبليغ هي مجموعة من الأفراد الذين يخصصون بعضًا من وقتهم في سبيل الله، بتكاليف شخصية، ويخرجون بشكل جماعي من وطنهم الأصلي، وفقًا للمدة الزمنية التي أعلنوا عنها وسجلوا فيها، يتم إرسالهم للتبليغ حسب تقدير مراكز جماعة التبليغ(7).
توصي جماعة التبليغ بالإصلاح الفردي ثم الإصلاح الاجتماعي، والتزكية، وتهذيب النفس، وأداء السنن والطقوس الدينية، والابتعاد عن الخوض في السياسة بناءً على المبادئ الستة المعروفة بـ"الصفات الست"(8). هذه الحركة، التي تركز أكثر من أي شيء آخر على همِّ التغيير، واستخدمت الطريقة الصوفية لتقديم تجربة جديدة من (تنفيذ الشريعة، المؤسسة ذات القيادة الذاتية والتنظيم الذاتي). والفكر الديني لهذه الجماعة، على عكس ادعائها، مختلط بالسياسة؛ حيث إن الأمر السياسي لديهم يتمثل في القرب من السلطة باستخدام أدوات وطرق بسيطة مثل المسجد، والموارد البشرية المجانية، والنفقات الشخصية. جماعة التبليغ لم تحصر نفسها أبدًا داخل حدود معينة، ولا تدعم دولة أو فكرة معينة، بل تعتبر نفسها مظلة يمكن لأي شخص يقبل مبادئها أن يجد مكانه تحت هذه المظلة، والدخول إليها والخروج منها يتم بسهولة(9).
جماعة الدعوة والإصلاح
جماعة الدعوة والإصلاح هي واحدة من التيارات المهمة لأهل السنة في البلاد، والتي أعلنت عن وجودها في إطار تحقيق التوافق بين الدين واحتياجات الناس في العصر الحاضر، وقضايا اليوم، وإحياء الحياة الدينية بين أهل السنة في إيران. هذه الجماعة هي الوحيدة التي تتمتع بوجود واسع بين أهل السنة في جميع مناطق البلاد. في الكتاب الذي يحمل عنوان "الأساليب والحلول"، والذي كتبته جماعة الدعوة والإصلاح لتعريف وجهات نظرها، ذُكر عن تأسيس الجماعة في إيران أن مجموعة من العلماء والمفكرين من أهل السنة في إيران، تحت تأثير تعاليم القرآن والسنة النبوية، توصلوا إلى نتيجة مفادها أنه من خلال تنشئة الفرد المسلم، والأسرة المسلمة، والمجتمع المسلم بناءً على تعاليم القرآن الكريم، يمكنهم السعي لتحقيق أهدافهم. ونتيجة لذلك، وُلِدت هذه الجماعة المدنية التي تستند إلى المرجعية الفكرية الإسلامية، والتي تعمل في جميع مناطق أهل السنة في البلاد(10).
جماعة الدعوة والإصلاح، كجماعة دينية تقدمية، تسعى إلى تعزيز مجالات التجديد والتفكير الجديد في القضايا السياسية والدينية، بما في ذلك التسامح، وقبول الآخر، والتعايش القومي والديني، وتوجيه التنوع والتركيز على الثقافة المتعددة، والابتعاد عن التكرار السلفي، والمشاركة السياسية ضمن إطار الدستور، والمطالبة بالإصلاحات السياسية الديمقراطية، والنظرة الحديثة لمكانة النساء في المجتمع الإيراني، والترحيب بإنجازات العالم الحديث(11).
مكتب القرآن
تُعَدُّ حركة مكتب القرآن من الحركات الرئيسية لأهل السنة في تاريخ إيران المعاصر، وقد ظهرت بشكل رئيسي في المنطقة الغربية من البلاد (المحافظات الكردية). تعتمد هذه الحركة على الكتاب والسنة والإجماع وآراء وأفكار العلامة أحمد مفتي زاده وغيره من العلماء والمفكرين الملتزمين في الماضي والحاضر كمصادر للمعرفة(12). ما يُعرف كتعليم وأسس عمل مكتب القرآن هو إلى حد كبير نفس الأفكار والتفسير الخاص ووجهات نظر العلامة أحمد مفتي زاده عن دين الإسلام، والتي تمت صياغتها وتفصيلها تحت تأثير بعض الحركات الفكرية والتاريخية والمعاصرة في العالم الإسلامي والغرب. بينما يُعتبر الأساس العقائدي للمكتب هو الإسلام، إلا أن هذا الأساس ليس إسلامًا تقليديًّا، بل هو تفسير يسعى إلى دمج عناصر من حركات أخرى معًا وجعلها متوافقة. والنتيجة هي إسلام يُؤْمِن، على عكس الإسلام التقليدي، بوحدة الإسلام والسياسة، ويُعرِّف الحكومة الشورية كالنموذج الأصيل للحكم ودواء لمشاكل المجتمع الإسلامي. كان يرفض بشدة العلمانية الغربية، لكنه يظهر تسامحًا وتعددية وديمقراطية تتماشى مع الحكومة الشورية التي تسعى إليها المدرسة. وفي النهاية، يعلن بطلان التأكيد الجازم للعرفاء والطوائف على الشهود ورفض العقلانية، بينما يؤكد على الشهود كأحد أدوات فهم الحقيقة، وعلى الحب والمودة كعناصر أساسية لربط المؤمنين بالله، ومع بعضهم البعض(13). بعد وفاة العلامة مفتي زاده، انقسمت مدرسة القرآن إلى ثلاثة فروع تختلف من حيث المنهج: مجلس الإدارة (طيف الأغلبية) بقيادة السيد سعدي قريشي، ومدرسة القرآن في كردستان بقيادة کاک حسن أميني، وجماعة الأخوة بقيادة السيد رزجار أميني.
العوامل المؤثرة على مستقبل أهل السنة في إيران
الخطوة الأولى في رسم المستقبل هي تحديد وتحليل العوامل والمتغيرات المؤثرة والفاعلة فيما يتعلق بالموضوع المدروس. وفيما يتعلق بأهل السنة في إيران، تم تقسيم مجموعة الفاعلين والمستفيدين إلى أربع فئات:
أولًا: الفاعلون والمستفيدون الحكوميون والمحليون.
ثانيًا: الفاعلون والمستفيدون غير الحكوميين.
ثالثًا: الفاعلون والمستفيدون الخارجيون.
رابعًا: المواطنون من أهل السنة(14).
لكن بشكل عام، تعتبر الاتجاهات والأحداث والتصورات والإجراءات أربعة عوامل ومكونات تشكل وترسم المستقبل. يشير الاتجاه إلى الاستمرارية التاريخية والزمنية، بينما تُعتبر الاتجاهات الكبرى عمليات تحويلية طويلة الأمد ذات نطاق واسع وتأثيرات جذرية. ويركز الحدث على الانقطاعات التاريخية. أما الاتجاه فيرسم التغيرات المنتظمة للبيانات أو الظواهر على مرِّ الزمن، حيث تبدأ من الماضي وتستمر نحو المستقبل؛ ولكن على عكس الاتجاهات، فإن الأحداث هي نتاج للوقائع أو الحوادث التي تؤثر بشكل كبير على الاتجاهات وعلى المستقبل بشكل عام. وتأتي التصورات نتاجًا لرغبات الأفراد والمجموعات المتنوعة فيما يتعلق بالمستقبل. وأخيرًا، تتشكل الإجراءات بناءً على تصورات الفاعلين المختلفين حول هذا المستقبل(15). وتعد الاتجاهات الكبرى اتجاهات قوية وكبيرة تشكل المستقبل، وربما يمكن القول: إنها تحمل أكبر تأثير ودور في ذلك.
وهناك نموذج رئيسي معروف لدراسة وتحليل هذه العوامل هو تحليل PESTEL(16)، الذي يستمد اسمه من الأحرف الأولى للعوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية-الثقافية والتكنولوجية والبيئية والقانونية. هذا النموذج هو إطار استراتيجي لتقييم وتحليل العوامل الكلية التي تؤثر بشكل عميق على الأداء:
العوامل السياسية: تتعلق بكيفية ومدى تدخل الحكومة في المجتمع أو مجموعة معينة، مما يؤثر على تفاعلات المجتمع وأفراده.
العوامل الاقتصادية: تعكس أداء الاقتصاد الذي يؤثر بشكل كبير على المجتمع وأفراده.
العوامل الاجتماعية-الثقافية: هي بُعد عام يعبِّر عن الخصائص السكانية، والمعتقدات، والقيم، والمعايير، والعادات والتقاليد، وغيرها من المتغيرات الاجتماعية التي يعمل فيها المجتمع. عوامل التكنولوجيا: تشمل العوامل المتعلقة بالابتكار والتكنولوجيا التي تؤثر بشكل إيجابي أو سلبي على أداء ونظرة ومعتقدات واتجاهات وسلوكيات المجتمع.
عوامل البيئة والأرض: تشمل عوامل تتعلق بالجوانب الإيكولوجية والبيئية مثل القضايا البيئية، وتغيرات المناخ، والموارد والقيود والفرص الأرضية التي تؤثر على المجتمع وأفراده.
قد تُعتبر مشابهة للعوامل السياسية، ولكن المقصود بها هي القوانين واللوائح المحددة التي تؤثر بشكل واضح وصريح على المجتمع.
يمكن القول: إن مستقبل الإسلام السني في إيران هو نتاج تفاعل وتواصل وتأثير متبادل بين أربعة لاعبين رئيسيين، يعملون في إطار عوامل PESTEL، مما يؤدي إلى تشكيل مكونات تحدد معالم المستقبل. بناء على ذلك ووفقًا للدراسات المنجزة، فإن العوامل الستة لـPESTEL، التي هي نتاج تفاعل وتأثير اللاعبين الرئيسيين، تشكل وتوجه مستقبل أهل السنة في إيران، حيث تظهر في إطار أربعة مكونات تحدد المعالم. لتسهيل التحليل، ونظرًا للتداخل النسبي بين العوامل المذكورة، يتم تصنيف هذه العوامل إلى خمس فئات: 1. سياسية-قانونية، 2. اقتصادية، 3. اجتماعية-ثقافية، 4. تكنولوجيا ومعرفة، 5. بيئية-إقليمية.
أ) المتغير السياسي والقانوني
يؤثر العديد من المتغيرات السياسية والقانونية على مجتمع أهل السنة في إيران، وأهمها تشمل ما يلي: التوترات السياسية والعسكرية بين الحكومة والمجموعات المسلحة القومية، وخاصة الأكراد، والمجموعات المسلحة الدينية في جنوب شرق البلاد، والقراءة الرسمية للدين ومحاولتها تطبيقها في المجتمع، والتوترات السياسية داخل الحكومة وبين التيارات السياسية في البلاد، وانتشار الاتجاهات نحو الحرية والديمقراطية وخطاب حقوق المواطن وحكم القانون، والاتجاهات المتزايدة نحو الانفصال وعدم كفاءة النماذج المركزية والاستبدادية، والتمييز والقيود السياسية والإدارية تجاه أهل السنة، والقوانين التقييدية والتمييزية، والاتجاه نحو العلمانية في جزء من المجتمع.
ب) المتغير الاقتصادي
تؤدي الظروف الاقتصادية غير الملائمة والبيئة غير المواتية للأعمال، إلى جانب الأزمات الكبرى في صناديق التقاعد، والنظام المصرفي، والنظام الضريبي، والتضخم المتفشي والمستمر، بالإضافة إلى البطالة المفرطة، إلى تضييق حالة المعيشة والحياة على الناس؛ مما جعل غالبية المجتمع يعتبرون أن هذا الفشل ناتج عن الأسس الفقهية والدينية القائمة.
ج) المتغير الاجتماعي-الثقافي
نمو المجموعات الاجتماعية الجديدة مثل الشباب والنساء والمثقفين، وتشكيل مجموعات مرجعية جديدة، وترابط المجتمع وتداخله، ونمو العقلانية وتزايد التفكير النقدي، وزيادة الأنشطة المدنية ومشاركة الناس بشكل أكبر في الأنشطة الاجتماعية والثقافية والاستهلاكية وتغيير أنماط الحياة، والتحولات العميقة في هيكل الأسرة وقيمها، والفجوات بين الأجيال، والانفصالات والاضطرابات ما بعد الحداثية التي تتجزأ فيها الهويات، وضعف النظام القيمي في المجتمع، ونمو الحركات النسوية، وحقوق الأقليات والأطفال، وضعف في رأس المال الاجتماعي، تعد من أهم المتغيرات الثقافية والاجتماعية في المجتمع الإيراني بشكل عام، وفي مجتمع أهل السنة في البلاد بشكل خاص. إن تشكيل حركة "المرأة، الحياة، الحرية" قد أحدث تغييرات عميقة وواسعة في المجتمع الإيراني وتجاه القراءة التقليدية للدين، والتي ستؤثر بطبيعة الحال على الإسلام السني في إيران أيضًا.
د) متغير التكنولوجيا والمعرفة
إن زيادة حجم ودور وسائل الإعلام وتطوير أدوات الاتصال الحديثة، وتوسع ثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتطوير الشبكات الاجتماعية قد أحدثت تحولًا في العلاقات وأسلوب الحياة والعمل، وسهلت التعليم وجعلته أكثر انتشارًا. كما أن زيادة عدد المتعلمين، وتراكم المعلومات وحجم البيانات الضخمة غير المعالجة قد أثَّر على العديد من المعتقدات والقيم في المجتمع. بالإضافة إلى ذلك، فإن تسهيل وزيادة الاتصالات داخل الثقافة وبين الثقافات، التي نشأت بفضل التكنولوجيا الجديدة، قد أثَّر على خطاب المجتمع السني ونظرته.
و) متغير البيئة الإقليمية
لقد غيَّر نمو وتطور خطاب التنمية المستدامة وحركات البيئة، وإدارة الموارد غير الفعالة والتهديدات الإقليمية، نظرة المجتمع مقارنة بالماضي.
بالإضافة إلى ما ذُكر، تجب الإشارة إلى أن عملية العولمة، كظاهرة متعددة الأبعاد والجوانب، التي أثَّرت بعمق واسع على حياة وأفكار وسلوكيات البشر، تلعب دورًا أساسيًّا في رسم مستقبل المجتمعات بشكل عام ومجتمع أهل السنة بشكل خاص. يعتقد معظم خبراء المستقبل أن العولمة هي أهم عملية تؤثر على المستقبل. بالإضافة إلى خلق عمليات أخرى، تُحدث العولمة تغييرات أساسية في ثلاثة أبعاد. في البعد السياسي، ستؤدي إلى تغيير في هيكل الحكم الوطني وكذلك في العلاقات الدولية. في البعد الاجتماعي-الثقافي، أدى ذلك إلى تشكيل ثقافة عالمية موحدة؛ مما سيؤدي إلى تهميش الثقافات الفرعية إلى حدٍّ ما. كما أنها أوجدت بيئة لتشكيل معايير متجانسة وحركات اجتماعية موحدة في جميع أنحاء العالم، مثل حقوق المرأة والأقليات وحقوق الإنسان. وفي البعد الاقتصادي، أدت العولمة إلى توسيع العلاقات الاقتصادية بين الدول وتشكيل ثقافة استهلاكية موحدة في جميع البلدان. على الرغم من أن الضغوط الناتجة عن العولمة في منطقة الشرق الأوسط كانت أقل بكثير مقارنة بمناطق أخرى حتى الآن، إلا أنه من الصعب الاعتقاد بأن مقاومة دول هذه المنطقة لهذه العملية ستستمر بنفس الشكل في العقد المقبل. لا يمكن تجاهل ضغوط القيم وأنماط الحياة الخارجية، والأيديولوجيات الأجنبية والمعايير المتعارضة على إيران، تمامًا كما لا يمكن تجاهل السلع القادمة من المصانع الأجنبية(17).
مستقبل الإسلام السني في إيران
وضعية أهل السنة في إيران تتبع الواقع العام للعالم، والقضايا والبيئة في العالم الإسلامي، والوضع السائد في البلاد، على الرغم من أن لها ظروفها الخاصة. إن حالة الدين، وخاصة مستقبل الإسلام السني في إيران، هي ثنائية متناقضة. من جهة، كما يعتقد الجغرافي وعالم الإنسان، ديفيد هارفي، فإن حالة تراكم الزمان والمكان أدت إلى عالم أصبح فيه كل يوم وكل لحظة جزءًا أكبر من العالم داخل نظام اتصالات عالمي، وهذه الحالة تؤدي إلى قطع الروابط مع الماضي، والتقاليد، والجماعات، والهويات الجماعية، مما يؤدي إلى عملية مستمرة من الرأسمالية أو الحداثة وضعف الدين(18). تقلُّص دور الدين في الحياة وتراجُع مستوى إيمان المجتمع بالدين يسير في اتجاه تنازلي. في المقابل، كما يقول "ماسيو"، فإن مستقبل الدين، وخاصة الدين الجديد، في العشرين سنة القادمة، سواء بشكل منظم أو غير منظم، سيكون في تقدم. سيكون الدين في وسائل الإعلام أقوى مما هو عليه الآن. على الرغم من أنه قد تفقد بعض الأديان أتباعها، إلا أن هذه النسبة ستكون صغيرة من إجمالي السكان، وستظهر أديان أخرى. كما يعتقد عالم الاجتماع "كاستلز" أن مبادئ الدين الكاثوليكي والإسلام العالمي قد تكون الفائز النهائي(19). بناء على هذا الرأي، سيتعزز دور الدين وسنشهد حضوره بشكل أكبر في الحياة والتفاعلات الاجتماعية.
من جهة أخرى، لعب الدين في إيران المعاصرة دورًا اجتماعيًّا مؤثرًا للغاية، وفي الفترة الأخيرة، بسبب دخوله المباشر في الحكم، كانت هناك عواقب على الدين. على الرغم من أن المعتقدات والأفعال الدينية قد اختلطت بشكل كبير مع أنشطة الحياة اليومية للمؤمنين، حتى أصبحت جزءًا من هويتهم، وهذه الجوانب الهوية ليست فقط غير قابلة للإزالة، بل تشكل سلوكيات وتفاعلات هؤلاء الأفراد، إلا أنه في العصر الحديث، فإن ما يحدث للدين يعتمد بشكل كبير على الاختيارات التي يقوم بها حاملو وممثلو الدين (المؤمنون)(20).
تشير الأبحاث التي أُجريت في البلاد إلى أن مستوى ثقة الجيل الشاب في رجال الدين قد شهد تراجعًا خلال السنوات الخمس الماضية(21). كما أن الجيل الثالث من الثورة يسعى إلى نوع من التركيب والتوليف الجديد بين التقليد والحداثة، أو بعبارة أخرى، تفسير جديد للتقليد في عالم اليوم، والذي له جذور في تلك التركيبات السابقة. لكن ما يجعل هذا الجيل حائرًا في الوصول إلى هذا الهدف والتركيب هو من جهة تدفق المعلومات المتلاعب بها عبر وسائل الإعلام مثل الأقمار الصناعية والإنترنت على مستوى عالمي. ومن جهة أخرى، نقص المفكرين القادرين على تجسيد هذا التركيب. يسعى الجيل الثالث من الثورة اليوم إلى تقديم تفسير دقيق وفهم عالمي لتقاليده، بحيث يكون قابلًا للفهم أيضًا في سياق وسائل الإعلام العالمية(22). لذلك، يمكن القول: إن الجيل المراهق والشاب اليوم يختلف عن الجيل الذي قبله؛ فخطابهم، وأسلوب حياتهم، وقيمهم، ومجموعات مرجعهم متنوعة ومتعددة بشكل كبير. يمكن ملاحظة تغيير مجموعة المرجع لأعضاء المجتمع، وخاصة الجيل الشاب، من خلال تغيير قيمهم ومعاييرهم وتقليدهم ومحاكاة سلوكيات الغرب. هذا التغيير في الجيل الثالث من المجتمع السني في البلاد يمكن ملاحظته إلى حدٍّ ما أيضًا(23).
على الرغم من أن الإيمان بالدين الإسلامي والتدين لا يزال مستقرًّا لدى العديد من أهل السنة، وأن جزءًا كبيرًا منهم يؤمنون بالله والإسلام ويلتزمون بالمناسك والعبادات الدينية، إلا أن الشباب لديهم نماذج مختلفة من الإيمان بالدين والتدين. تشير الأدلة إلى أن غالبية الطبقة المتوسطة وما فوق في مجتمع أهل السنة في إيران ملتزمون بالشعائر والعبادات الدينية بطريقة تقليدية، لكن التحول والتنوع في النماذج وأنماط التدين، خاصة بين الشباب، في تزايد مستمر. تتزايد التعددية والتنوع في مجتمع أهل السنة من منظور ديني يومًا بعد يوم، وتشمل مجموعة واسعة من المعارضة للدين، وعدم التدين، والتدين الشكلي، والتدين الراديكالي، والتدين الصوفي. من جهة أخرى، وبالتبعية للاتجاهات الكبرى في البلاد، نشهد نمو شعور عام بأن التدين في تراجع، وأن الاتجاه المقبول للحكم سيكون اتجاهًا علمانيًّا. ستواجه هذا المجتمع ثنائية الدين والعلمانية، لكن هناك مجموعات تُعرف بالشريعة ستتنازع مع هذا الخطاب(24)، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى صراع وتناقض في المجتمع، وبالتالي إلى انقسام وفجوة بين الأجيال.
لكن بين الأفراد المؤمنين والملتزمين بالدين، سنشهد أيضًا تغييرات. في تصنيف عام، يمكن تقسيم مجتمع أهل السنة في إيران إلى أربعة توجهات دينية، ومن ثم تحليل مستقبل الإسلام السني في إيران بناءً على مدى نفوذ وانتشار كل من هذه التوجهات. هذه التوجهات هي: التوجه الصوفي، والتوجه التنويري، والتوجه السلفي، والتوجه المعتدل الوسطي.
تراجع نفوذ الطرق الصوفية بين الأكراد بشكل كبير. فإحصائيات الزوايا والخانقاهات الصوفية وعدد الدراويش والصوفية النشطين فيها لا يمكن مقارنتها إطلاقًا بأوضاعها في السابق في المناطق الكردية؛ حيث إن عدد الدراويش النشطين في جميع المناطق الكردية تقلص بسرعة ملحوظة، وقد تم حصر تجمعاتهم في مدن وقرى معينة إلى مجموعات صغيرة جدًّا خلال العقود القليلة الماضية. كما أن عدد هذه المجموعات القليلة أيضًا في تراجع، ومن غير المحتمل أن يبقى أثر لهذه التجمعات بين الأكراد في السنوات القليلة القادمة(25)، في حين أن التصوف ليس له حضور بارز بين أهل السنة في جنوب البلاد، ومع انتشار الديوبندية ونفوذ أهل الحديث في الشرق والجنوب الشرقي، تراجع التصوف بشكل ملحوظ، وتم تدمير العديد من المزارات الصوفية(26). مؤخرًا، وبفضل دعم جزء من الفئة التقليدية في المجتمع وتعيين بعض أئمة الجمعة والدعاة في مناطق أهل السنة من هذه الحركة، نشهد نموًّا نسبيًّا في الاتجاهات الطرقية، على الرغم من أن مدى نفوذهم الاجتماعي ليس واسعًا.
لكن الأفكار السلفية تُقسَّم عمومًا إلى فئتين: سلفية دعوية وسلفية تكفيرية جهادية. السلفية الجهادية والتكفيرية ليس لها جذور عميقة بين أهل السنة في إيران، وهي توجد بشكل متفرق تحت تأثير الأجواء المحيطة بالعالم الإسلامي، ولا تحظى بشعبية كبيرة بين عموم أهل السنة. بينما السلفية الدعوية أو الإرشادية، التي لا تلجأ إلى العنف ولكن لها نظرة حادة، لها حضور نشط نسبيًّا بين أهل السنة، رغم قلة عدد أعضائها، إلا أنها استطاعت أن تُظهر وجودها بشكل كبير بفضل وجودها الواسع في الفضاء الإلكتروني والإنترنت والقنوات الفضائية خارج البلاد. بالطبع، بعض أهل السنة الشافعية في جنوب البلاد يُنسبون إلى السلفية ويُشار إليهم كسلفيين معتدلين ومتوسطين. ومع ذلك، فإن السلفية بمعناها الاصطلاحي تختلف عن التوجه الديني لأهل السنة في جنوب البلاد، ولا ينبغي تفسير بروز المظاهر الدينية لأهل السنة على أنها سلفية(27).
النهج التنويري المرتبط بالحداثة ليس شائعًا بين أهل السنة؛ حيث إن عددًا محدودًا من المتعلمين يتأثرون بالجو التنويري السائد في البلاد ويقومون بنشاطات فردية في هذا المجال، لكنه لم يحظ بقبول واسع بين عموم أهل السنة. النهج المعتدل والمتوازن في الدين، الذي يتأثر بشكل أكبر بالصحوة الإسلامية، رغم قصر عمره، إلا أنه لاقى استقبالًا جيدًا نسبيًّا بين أهل السنة في البلاد، ويتبع هذا النهج عدد كبير من الأفراد والشخصيات المتعلمة والمؤثرة اجتماعيًّا. إن مستوى نفوذ هذا النهج في مجتمع أهل السنة في تزايد، وقد حظي باهتمام جزء من الشباب بسبب آرائه العقلانية والمتجددة، على الرغم من أنه لا يمكن اعتبار مدى انتشاره ونفوذه عامًّا.
نظرًا لما تم ذكره، يُتوقع أن يواجه مستقبل الإسلام السني في إيران تحديات ناتجة عن العولمة، وثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والحركات الثقافية والاجتماعية الوطنية والدولية. إن تجربة الحياة المتأثرة بالحكومة الدينية وإخفاقاتها، بالإضافة إلى نمو التيارات العلمانية والمناهضة للدين، قد أدت في المدى القصير إلى تراجع في الإقبال على المعتقدات الدينية، وانخفاض ملحوظ في الالتزام بالشعائر الدينية. إن جهود بعض التيارات الإسلامية المعتدلة والمجددين في تحديث الدين وتكييفه مع بيئة العالم اليوم، قد تسهم إلى حدٍّ ما في جذب انتباه جزء من المجتمع وتكون تمهيدًا لتحول ما. ولكن ما هو واضح هو أنه في المستقبل القريب، سيقع الإسلام السني الإيراني في ثنائية التقليد والحداثة. وللخروج من ذلك، يجب أن يكون قادرًا على تقديم قراءة جديدة تتماشى مع الواقع الحالي. وبالنظر إلى الشعور بالتهديد الديني بين أهل السنة، فإن المحفز الرئيسي للحضور الاجتماعي لهذه الفئة من المجتمع الإيراني لا يزال مدفوعًا بدوافع من نوع الهروب من التمييز، بدلًا من المشاركة الحقيقية والأصيلة من نوع التعاون الموجه نحو التنمية.
- هوشمند، إحسان، 1396، أهل السنة في إيران،صحيفة شرق، العدد 2953.
- وفقا لمولوي عبد الحميد، خطيب الجمعة في زاهدان.
- داوودي، عليرضا، سيد وحيد عقيلي، ومحمد رضا رسولى، دراسة دور البرامج العقائدية في شبكة وصال الفضائية في تغيير المذهب بين المواطنين في خوزستان، المجلة الفصلية للإستراتيجيات الاجتماعية والثقافية، السنة 10. العدد 37، 1399ش صص 5-31.
- سلطاني، عبد الظاهر، أهل السنة في إيران، الفرص والتحديات (بيرانشهر: منشورات آراس)، ط1، 1395 ش، صص 51-53.
- هوشمند، إحسان، نفس المصدر.
- خواجه، نصر الله، حركة الجماعة؛ الدعوة والتبليغ في جنوب شرق إيران، رسالة ماجستير، جامعة علامه طباطبائي، طهران، 1391 ش.
- Frish, A. Noor: The Arrival and Spread of the Tablighi jamaat In West Papua (Irian Jaya), Indonesia, S. Ranjaratnam School of International studies Singapor, 2010, (accessed: 18 Nov 2024): https://www.rsis.edu.sg/wp-content/uploads/rsis-pubs/WP191.pdf
- قاسمي، محمد طيب، ترجمة: عبد الرحيم سالارزهي، الجماعة التبليغية وإصلاح النفس، (خراسان رضوي، تربت جام: منشورات شيخ الإسلام أحمد جام)، 1395ش.
- جهان تیغ، حسین، الظواهر السياسية في حركة الجماعة التبليغية، مجلة الدراسات الإستراتيجية للبسيج، السنة السابعة عشر، العدد 63، 1393ش.
- المناهج والحلول، Www.Islahweb.com
- عنبرمو، منصور، 1399، نظرية المعرفة السلفية في إيران دراسة حالة: دراسة منهج الجماعات الدينية لأهل السنة، المجلة العلمية لتاريخ الإسلام وإيران بجامعة الزهراء، السنة الثالثة، العدد 47 المتتابع 137، صص 173-198.
- Www.Maktabquran blogfa.com
- شریعتی مزینانی، سارا و سامان ابراهیم زاده، مكتب القرآن؛ مومنانی في نوستالژ «الأمة»: دراسة حالة الأكراد في إيران، مجلة البحوث الثقافية الإيرانية، 1396، 10(3)، ص 79-99.
- زندی، امیر، محمد رحیم زندی، مهدی احمدیان و حسین موسوی. 1401. سيناريوهات المستقبل لتأثير الأقليات الدينية في تعزيز الأمن القومي: دراسة حالة أهل السنة، مجلة الدراسات الأساسية والتطبيقية في العالم الإسلامي، السنة الرابعة، العدد الرابع عشر.
- نصراصفهانی، علیرضا و أحمد کوهیاصفهانی،تحليل الاتجاهات العالمية الكبرى والاتجاهات المستقبلية لإيران من أجل البرنامج السابع للتنمية، مركز بحوث مجلس الشورى الإسلامي، 1401ش.
- سياسي، اقتصادي، اجتماعي، تكنولوجي، بيئي، قانوني.
- حافظیان، محمد حسين، إيران في الشرق الأوسط: الاتجاهات المستقبلية للمنطقة، دراسات أوراسيا الوسطى، السنة الثانية، 1388.
- وبستر، ر.ک. فرانك، ترجمة إسماعيل قديمي، نظريات المجتمع المعلوماتي، (طهران، قصيدة سرا، 1383) ط2، ص 304.
- خان محمدي، كريم، مستقبل الأديان في الأفق العالمي، 1386، موقع انتظار موعود، www.Entizar.ir.
- بايا، علي، مستقبل الدين في العالم الحديث، فصلية الفكر الديني، جامعة شيراز، 1385ش، العدد 19، الصفحات 1-24.
- حاتمي، محمد رضا، قادري عيمي وأمشمي عيمي، 1395، دراسة تطورات التوجهات لدى الجيل الثالث في مجال المجموعات المرجعية، 1395 ش، بحوث سياسية في العالم الإسلامي، صص25-42.
- شكري، عظيم، وآخرون، دراسة وتحليل سوسيولوجي للتغيرات بين الأجيال في المجموعات المرجعية التعليمية والدينية: دراسة حالة مدينة كرمانشاه. فصلية الإستراتيجية الاجتماعية-الثقافية، 1399، السنة 10، العدد 37. الصفحات 33-62.
- هزارجريبي، جعفر ورضا صفري شالي، 1395، دراسة أسباب التغيرات في المجموعات المرجعية بين الطلاب، فصلية الثقافة في الجامعة الإسلامية، 1395، صص 17-44.
- فراستخواه، مقصود،"چهار سناریوی دینی در ایران آینده"(أربعة سيناريوهات دينية في إيران المستقبل)، مجله ایران فردا، العدد 13، 1394ش، صص 69-66.
- مسائلی، مهدی، اطلس توصیفی اهل سنت ایران:جغرافیا و جریانشناسی مذهبی اهل سنت ایران (تهران، نشر امیرکبیر،1401)، صص119-118.
- المصدر نفسه، ص 242.
- المصدر نفسه، ص 172.