مقدمة
لا يقتصر الجهد العسكري الإسرائيلي على ميدان القتال فحسب، بل يسانده جهد آخر لا يقل عنه أهمية يتمثَّل في ماكينة دعائية تقوم بنشر الرواية الإسرائيلية وتسويقها في جميع أنحاء العالم، لاسيما الهاسبارا، التي تجسد البروباغندا الإسرائيلية. ومنذ سنوات، تعمل إسرائيل على استهداف الجمهور العربي بوسائل متنوعة، مثل تعيين متحدثين رسميين ناطقين باللغة العربية في مؤسستي الجيش ووزارة الخارجية وغيرهما، وإنشاء منصات عربية اللغة وصهيونية المحتوى والفكر.
لكن هذا النوع من الخطاب الإسرائيلي المباشر يواجه تحديات عدة؛ إذ يبدو واضح الانتماء والهوية، وصادرًا عن جهات رسمية إسرائيلية، أو منصات لا تتمتع بمصداقية في الوطن العربي. ولذلك لجأت إسرائيل إلى وسيلة ناعمة لاختراق الرأي العام العربي تدريجيًّا، وبطرق غير مباشرة وعبر وجوه عربية لا تربطها روابط علنية بإسرائيل، وباستخدام مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت الأكثر متابعة وتأثيرًا من وسائل الإعلام التقليدية.
وبعد اندلاع معركة "طوفان الأقصى" بين المقاومة الفلسطينية في غزة وإسرائيل، في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، بذلت إسرائيل جهودًا متواصلة لبث رسائل دعائية على منصات التواصل الاجتماعي، وظهرت حسابات عربية تبنَّت الرواية الإسرائيلية بكثافة، خاصة في الأسابيع الأولى من المعركة، عندما كانت الحرب على غزة في بدايتها، وكانت خسائر جيش الإسرائيلي أكبر من عدد الضحايا الفلسطينيين؛ ما شكَّل مبررًا لتلك الحسابات لتبني السرديات المهاجمة للمقاومة. وفي هذا السياق، تبحث الدراسة أطروحات الخطاب المتصهين ومصادره في المنطقة العربية، وتحاول رصد أبرز الفاعلين أو الأشخاص المعبِّرين عنه، وجذوره وارتباطاته بإسرائيل.
1. اعتبارات منهجية ونظرية
مشكلة الدراسة وتساؤلاتها
ترصد الدراسة أطروحات الخطاب المساند لإسرائيل، في سياق الحرب التي تشنها على غزة، أو ما يُسمِّيه البعض بـ"الخطاب المتصهين" على مواقع التواصل الاجتماعي، لاسيما منصة "إكس". ولذلك تحاول الإجابة على الحقل الاستفهامي الآتي:
- كيف تفاعلت عينة الدراسة مع معركة "طوفان الأقصى"؟
- ما بنية الخطاب الذي تنتجه حسابات الشخصيات العربية التي تمثِّل عينة الدراسة؟
- ما أطروحات وأنماط خطاب عينة الدراسة؟
- ما أبرز المنطلقات السياسية والفكرية التي اعتمد عليها أفراد عينة الدراسة لتسويق الرواية الإسرائيلية؟
- ما الأهداف التي يرغب أفراد عينة الدراسة في تحقيقها من خلال نشر هذا الخطاب؟
أهمية الدراسة
تستمد الدراسة أهميتها من منطلقات متعددة، أولها: معرفي، ويرتبط بسياق إنتاج الخطاب المتصهين الذي يبدو متماهيًا مع الرواية الإسرائيلية وداعمًا لأطروحاتها وأيديولوجيتها، ويتعالق نصيًّا مع الخطاب الإسرائيلي. أما المنطلق الثاني فيرتبط بالوسيط؛ إذ أصبحت شبكات التواصل الاجتماعي الأكثر تأثيرًا في المستخدمين، وبات من يُطلق عليهم "المؤثرون" أداة فعالة لتسويق الرسائل والخطابات والحملات والمعاني المراد إقناع المستخدمين بها. ولذلك تستعين الشركات الكبرى بهؤلاء "المؤثرين" مباشرة لتسويق منتجاتها، بدلًا من بث إعلاناتها في الصحف والفضائيات. وهنا، يصبح تحليل الخطاب المتصهين ودراسة بنيته ومكوناته وعلاقته المباشرة وغير المباشرة بإسرائيل عملًا بحثيًّا مهمًّا. كما تبدو أهمية الدراسة من خلال تفاعلها مع قضية ملحَّة تثير جدلًا على مستوى المشاهير والمثقفين والمؤثرين في الرأي العام العربي؛ إذ تصدر الحديث عن الخطاب المتصهين نقاشات منصات التواصل منذ فترة طويلة، وتصاعد هذا النقاش بعد عملية "طوفان الأقصى". ولذلك، تمثِّل الدراسة جهدًا نظريًّا وتطبيقيًّا يكشف عن أطروحات هذا الخطاب وارتباطاته وآليات إنتاجه.
أهداف الدراسة
تهدف الدراسة إلى:
- تحديد أطروحات الخطاب الذي ينتجه بعض الإعلاميين والسياسيين العرب وشبكة تعالقه بالرواية الإسرائيلية.
- تفكيك بنية الخطاب المتصهين على شبكة التواصل الاجتماعي "إكس" وتفنيده أطروحاته.
- تحليل شبكة المصطلحات التي يستعين بها الخطاب المتصهين، وتحديد دلالاتها والغرض من استخدامها.
مجتمع الدراسة وعينته
اختار الباحث عينة قصدية لمنشورات وتغريدات ثماني شخصيات تنتمي لدول عربية عدة، تعمل في مجالي السياسة والإعلام، لرصد تفاعلها مع معركة "طوفان الأقصى"، وما تلاها من أحداث، على منصة "إكس"، وذلك خلال الفترة الممتدة من 7 أكتوبر/تشرين الأول، وحتى السادس من نوفمبر/تشرين الثاني 2023، أي الشهر الأول من الأحداث. وتمثِّل هذه العينة المناطق الرئيسة في الوطن العربي (دول الخليج ومصر والشام والمغرب العربي)، كما تمثِّل أشخاصًا يتفاعلون مع الأحداث وتتنوع إسهاماتهم ما بين منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، ومقالات صحفية، وحوارات تليفزيونية، ومشاركات مع مراكز الأبحاث.
وتعود أسباب اختيار هذه الفترة الزمنية إلى أن الشهر الأول من "طوفان الأقصى" كان الأكثر تفاعلًا مع الأحداث من قِبَل مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي؛ إذ شهد بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في "اليوم التالي" لعملية "طوفان الأقصى"، مرورًا ببدء الغزو البري في السابع والعشرين من أكتوبر/تشرين الأول. كما يعود سبب اختيار منصة "إكس" إلى أنها كانت الأكثر حرية فيما يخص تناول أحداث الحرب؛ إذ أفسحت في المجال للنشر والتعليق وإبداء الرأي؛ مما أسهم في زيادة تفاعل المستخدم العربي والغربي، خلافًا لموقع "فيسبوك"، الذي فرض قيودًا مشددة على المستخدمين، وأغلق آلاف الصفحات والحسابات الداعمة للقضية الفلسطينية.
جدول (1): حسابات عينة الدراسة على منصة "إكس"
م |
الاسم |
البلد |
رابط الحساب |
1 |
إبراهيم عيسى |
مصر |
|
2 |
أنور مالك |
الجزائر |
|
3 |
جاسم الجريد |
الكويت |
|
4 |
خالد البري |
مصر |
|
5 |
داليا زيادة |
مصر |
|
6 |
رضوان الرمضاني |
المغرب |
|
7 |
غسان إبراهيم |
سوريا |
|
8 |
محمد الساعد |
السعودية |
الإستراتيجية المنهجية
تحليل الخطاب
تشهد دراسات التحليل النقدي للخطاب اهتمامًا كبيرًا من قبل الباحثين في الوقت الراهن، ويرجع السبب في ذلك إلى أن اللغة والدراسات المرتبطة بها لم يعد يُنظر إليها على أنها مجرد وسيط، كما يقول نورمان فيركلف (Norman Fairclough)، ولكنها شهدت نموًّا هائلًا بشأن المهام الملقاة على عاتقها، والنطاق الواسع لأنواع اللغة، وتعقيد الطاقات اللغوية المتوقعة من المواطن الحديث(1). وفي هذا الصدد، ظهرت دراسات الخطاب النقدية كأحد أهم الحقول المعرفية التي تسعى للتعامل مع الخطاب بالنقد والتحليل. ويُعرِّف توين فان دايك (Teun Van Dijk) دراسات الخطاب النقدية بأنها حركة علمية تهتم على وجه التحديد بتكوين النظرية والتحليل النقدي للخطاب الذي يعيد إنتاج سوء توظيف السلطة وعدم المساواة الاجتماعية. ولذا فإن المهمة المركزية لدراسات الخطاب النقدية هي الدراسة التفصيلية لمفهوم السلطة(2). والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن: ما علاقة السلطة بالخطاب؟
تجيب الدكتورة جيهان رشتي بأن غالبية الحكومات -سواء في الدول التي تقوم على الحكم المطلق أو الدول الديمقراطية- أدركت أهمية الإقناع في إخضاع الجماهير وكسب تأييدها. لذلك عملت الدول المختلفة على استخدام الإعلام بشكل يهدف إلى كسب رضا وتأييد الرأي العام، حتى لا يحتاج إلى الاعتماد على القهر والعنف لتنفيذ السياسات المختلفة. ويتطلب كل ذلك بلا شك قدرًا كبيرًا من الاتصال وفهمًا عميقًا لعملية الإقناع والتأثير في الجماهير(3). من هذا المنطلق، تحتل دراسات التحليل النقدي للخطاب أهمية كبيرة في فهم علاقة السلطة بالمجتمع، وفهم التفاعلات التي تجري حتى بين أفراد المجتمع.
ومن أهم أدوات تحليل الخطاب(4):
1. تحليل السياق
يركز على دراسة الفترة الزمنية والمجال المكاني، أي الظروف المجتمعية بمختلف أبعادها كالواقع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والثقافي وما يحتويه من فرص وتحديات؛ لأن هذه العوامل تشكل بيئة الخطاب. ويعرف هذا المدخل أيضًا بالتحليل الثقافي.
2. تحليل القوى الفاعلة
يُقصد بالقوى الفاعلة الأشخاص والمؤسسات والحكومات والدول والمنظمات التي تقوم بأفعال أو تتبنى سياسات وتوجهات معينة. ويتم استخدام هذه الأداة من خلال تصنيف القوى إلى مجموعات معينة، ورصد وتتبُّع مواقفها من خلال الخطاب.
3. تحليل الأطر المرجعية
يُقصد بالإطار المرجعي الحقل المعرفي للمفهوم المدروس؛ إذ يتكوَّن هذا الحقل من كل المراجع والاستشهادات والإحالات الموجودة في النص. ويجب عدم الخلط بين المراجع الواردة في الخطاب والقوى الفاعلة، فالمراجع سواء كانت أشخاص أو مؤسسات إنما ترد على سبيل الاستشهاد بها من أجل التوضيح ولا تحرك الأحداث الحالية، أما القوى الفاعلة فإنها تحرك الأحداث حاليًّا.
4. تحليل حقول الدلالة
يُعد أحد أهم أدوات التحليل المتكامل للمفاهيم، وهو يقوم على قاعدة بديهية تتمثَّل في أن المفهوم يكتسب معناه من خلال علاقاته بالمفردات والكلمات المحيطة به، وهو ما يتطلب حصر المفهوم أو المفاهيم المطلوب دراستها، ثم استخراج شبكة علاقات كل مفهوم بالمفاهيم الأخرى، سواء من ناحية المشاركة أو التناقض أو التعادل أو غيرها.
5. تحليل الأطروحات
يُعنَى بتحليل فكرة أو معنى معين يسعى منتج الخطاب إلى إيصاله للمتلقي وحتى يفهمه على النحو الذي يريده منتج الخطاب. ويُستخدم تحليل الأطروحات، في بعض الأحيان، بمعنى تحليل بنية الموضوع، وهو ما يعني البنية الفكرية وليس اللغوية للموضوع؛ إذ تشمل الأطروحات الفكرية للنص:
أ. البنية الكبرى للنص، ويقصد بها البنى التي تُعبِّر عن الموضوعات في النص على المستوى الكلي، وهي تتكوَّن من عناصر ووحدات أصغر.
ب. البنى الصغرى، وتُعبِّر عن الأفكار الفرعية في فقرات النص.
وقد يقتصر تحليل الخطاب على الشرح الكيفي المعمق للأطروحات التي وردت في الخطاب، وقد ينحو في بعض الأحيان إلى التوضيح الكمي المُفصل.
6. تحليل مسار البرهنة
يُقصد به تحليل ورصد وتفسير الحجج التي تستخدم من قِبَل منتج الخطاب في إثبات أو نفي أو التشكيك في أي آراء أو روايات أو معلومات أو وقائع. إن رصد هذه الأدلة والحجج والبراهين مسألة حيوية ليس فقط لفهم النص، ولكن أيضًا لتفسير أهداف مُنتج الخطاب واتجاهاته. ويشمل ذلك النظر إلى الوقائع التاريخية التي استشهد بها، والمواقف القانونية، والتجارب التاريخية وغيرها. وبذلك يكون على عاتق المحلِّل رصد الحجج الخاصة بكل أطروحة من الأطروحات الواردة في الخطاب وتحليلها.
7. تحليل الصورة
تُعنى هذه الأداة بالوصف الشامل للمادة المرئية التي يتضمنها الخطاب، ومن المهم تقييم هذه المادة وما تعبِّر عنه من معان صريحة ودلالات كامنة.
8. تحليل الناقص (غير المتضمن)
ويهتم برصد وتفسير الموضوعات التي لم يتضمنها الخطاب وكان يجب أن يتضمنها. وتكمن أهمية هذه الأداة في أن الأفكار التي لم ترد في الخطاب يمكنها أن تغيِّر معناه تمامًا، بل إن هناك العديد من منتجي الخطاب الذين يتعمدون عدم ذكر بعض الأشياء كنوع من التجاهل المتعمد.
9. تحليل المعنى الكامن
يسعى هذا التحليل إلى رصد وتحليل المعنى الكامن، وقد يكون ذلك من خلال بعض الأسئلة التي تتطلب الإجابة عليها ثقافة واسعة عن ظروف الخطاب، أي أسئلة من قبيل: لماذا جاء هذا الخطاب في هذا الوقت تحديدًا؟ لماذا عمد الخطاب لاستخدام مصطلحات معينة ولم يستخدم مصطلحات أخرى؟
تقوم هذه الأداة على فرضية أن تشكيل مدركات الجمهور لا يتم فقط من خلال العلامات الظاهرة في الخطاب، وإنما أيضًا من خلال الأفكار الكامنة والعلاقات الضمنية التي يعكسها الخطاب.
إطار معرفي
1. طوفان الأقصى
عملية عسكرية شنَّتها حركة حماس، في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، على عدة مستوطنات إسرائيلية في غلاف قطاع غزة للرد على الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة للمسجد الأقصى، وأطلقت عليها "طوفان الأقصى". وتضمنت إطلاق آلاف الصواريخ على إسرائيل، وعبور مقاتلي كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري للحركة، إلى داخل إسرائيل، والهجوم على فرقة غزة في الجيش الإسرائيلي، وأسر عشرات الجنود والضباط والمستوطنين. تدخَّل جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد ذلك وقصف منازل المستوطنين وسياراتهم، وذلك بهدف منع مقاتلي القسام من اصطحابهم إلى قطاع غزة؛ ما أدى لمقتل المئات منهم.
2. الخطاب المتصهين
يعبِّر هذا المصطلح عن تبنِّي نخب عربية، سياسية وإعلامية واقتصادية واجتماعية، للسردية الإسرائيلية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والصراع العربي-الإسرائيلي. ويمكن القول: إن هذا الخطاب مَرَّ بمرحلتين: الأولى في نهاية سبعينات القرن العشرين، عندما بدأت مصر مرحلة التطبيع بين العرب وإسرائيل بتوقيع معاهدة السلام. وفي هذه المرحلة، ركز الخطاب المتصهين على تبرير التوجه نحو التطبيع عن طريق اتهام الفلسطينيين بـ"التعنت"، ورفض مقترحات السلام التي عرضها عليهم الرئيس الراحل، أنور السادات. وامتد هذا الخطاب إلى اتهام الشعب الفلسطيني بمسؤوليته عما يتعرض له فهو "المتسبب في نكبته"، والزعم بأنه "باع أرضه برضاه إلى المستوطنين اليهود قبل عام 1948"(5).
بدأت المرحلة الثانية من هذا الخطاب خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وخصوصًا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001 في الولايات المتحدة الأميركية، ثم نجاح المقاومة الفلسطينية في إخراج الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة في العام 2005 ليندلع بعد ذلك عدد من جولات الصراع والمعارك، منها حرب 2008-2009، ثم حرب 2012، وحرب 2014، وكذلك عام 2021، وأخيرًا معركة "طوفان الأقصى". تبنَّى الخطاب المتصهين خلال هذه الفترة منظور "الحرب على الإرهاب"، عبر اتهام المقاومة بارتكاب "جرائم إرهابية"، و"التسبب في تدمير قطاع غزة وقتل سكانه، والعمل وفقًا لأجندات خارجية"(6).
شهد الخطاب المتصهين زخمًا كبيرًا بعد الموجة الثانية من التطبيع العربي-الإسرائيلي، والتي تمثَّلت في توقيع ما أُطلِق عليه "اتفاقات أبراهام"، بين الإمارات والبحرين من جهة، وإسرائيل من جهة ثانية. ثم انضم السودان والمغرب بعد ذلك ووقَّعا اتفاقيتين لتطبيع العلاقات. تطلبت هذه الاتفاقيات جهودًا اتصالية وإعلامية وسياسية مكثفة لتبريرها، خصوصًا في ظل عدم وجود أسباب تدعو هذه الدول للتطبيع؛ إذ ليست لها حدود مع إسرائيل، ولم تشتبك معها في أي معارك أو حروب، ولم تُقدِّم تل أبيب في المقابل أي تنازلات لإقامة دولة فلسطينية، بل على العكس، ازداد تطرف الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، حتى إن حكومة بنيامين نتنياهو، التي شكَّلها نهاية عام 2002، وُصفت بالأكثر تطرفًا في تاريخ إسرائيل. من هنا، يمكن تفسير زيادة حدة الخطاب المتصهين خلال الأعوام الأخيرة، حتى وصل إلى التبني الكامل للخطاب الإسرائيلي.
وتستخدم الدراسة التعريف الذي قدَّمه الأكاديمي، سيف الدين عبد الفتاح، للتصهين، باعتباره خطابًا يرى أن لإسرائيل الحق في أرض فلسطين، ويُبرِّر عدوانها على الشعب الفلسطيني، وينادي بالتطبيع معها، وفي ذات الوقت يهاجم الشعب الفلسطيني والمقاومة، ويُروِّج الأكاذيب بحقهما(7).
2. الرواية الإسرائيلية وبنية الخطاب المتصهين
استنادًا إلى تحليل الخطاب، سنستخدم عددًا من الأدوات في تحليل وتصنيف النتائج التي تم التوصل إليها، وذلك وفقا للفئات التالية:
تحليل السياق
تحتل إسرائيل فلسطين منذ عام 1948. وخلال هذه الفترة، مارست سجلًّا طويلًا من الانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني، كما تجاهلت تنفيذ القرارات الدولية التي طالبت بإنهاء الاحتلال، وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وإقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967. وظلت إسرائيل تمارس جميع أشكال الانتهاكات الجسيمة ضد الشعب الفلسطيني، بما في ذلك التهجير القسري والتطهير العرقي، كما حدث في القدس من خلال الخطط الإسرائيلية لتهويد المدينة عبر الاستيطان (أحداث الشيخ جرَّاح) وغيرها من المدن الفلسطينية، ثم الحروب التي شنتها على قطاع غزة، منذ نهاية العام 2008.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2023، اندلعت معركة "طوفان الأقصى" في مناخ إقليمي ملتهب، تميز بالخصائص التالية:
- وصول العلاقات الرسمية بين إسرائيل ودول عربية عدة إلى أقوى مراحلها، وحديث وسائل إعلام غربية بشكل متكرر عن تطبيع وشيك بين الرياض وتل أبيب.
- صعود تيارات اليمين المتطرف وتحكُّمها في القرار الإسرائيلي.
- تصعيد إسرائيلي لاقتحام المسجد الأقصى بواسطة المستوطنين المتطرفين بحراسة قوات الاحتلال.
- تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية، وبدء تنفيذ خطط لضم أراض في الضفة إلى إسرائيل.
- الاستيلاء على مئات المنازل الفلسطينية وطرد سكانها، أو إجبارهم على هدمها بأيديهم.
- جمود في مفاوضات حل الدولتين بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، وعدم وجود أفق للتوصل إلى حل بعد صعود التيار اليميني وتحكمه في السياسة الإسرائيلية.
- قمع مسيرات العودة التي خرجت أسبوعيًّا من قطاع غزة، بدءًا من 30 مارس/آذار 2018، لمدة 21 شهرًا. وأسفر ذلك عن استشهاد 215 فلسطينيًّا خلال مشاركتهم في المسيرات، من بينهم 47 طفلًا، وامرأتان، و4 مسعفين، إلى جانب صحافييْن اثنين، و9 من ذوي الإعاقة، فضلًا عن إصابة 19 ألفًا و173 برصاص جيش الاحتلال، من بينهم 4 آلاف و987 طفلًا، و864 امرأة(8).
تحليل القوى الفاعلة
تمثِّل هذه الأداة استكمالًا لتحليل السياق، وتسلط الدراسة الضوء على القوى الفاعلة في الصراع الدائر باختصار.
1. المتحاربون
ويعني بهم الباحث المقاومة الفلسطينية بفصائلها المختلفة (كتائب القسام، سرايا القدس، كتائب شهداء الأقصى، كتائب المجاهدين، كتائب أبو علي مصطفى، ألوية الناصر صلاح الدين، كتائب المقاومة الوطنية، كتائب الشهيد جهاد جبريل، كتائب الأنصار)، وكذلك جيش الاحتلال الإسرائيلي.
2. الداعمون
يقوم عدد من القوى بدعم المقاومة الفلسطينية من أبرزها إيران، التي دعمت فصائل من المقاومة بالسلاح والتدريب، وحزب الله اللبناني الذي يشارك بمجهود حربي لإسناد المقاومة عبر الحدود الشمالية مع إسرائيل منذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وحركة أنصار الله اليمنية التي تستهدف السفن الأميركية والإسرائيلية التي تمر عبر مضيق باب المندب، والمقاومة الإسلامية في العراق، التي أطلقت طائرات مسيرة تجاه إسرائيل.
على المستوى السياسي، حظيت القضية الفلسطينية بدعم قوي من قبل دول مختلفة، مثل جنوب إفريقيا، التي رفعت دعوى قضائية ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، تتهمها فيها بارتكاب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة، فضلًا عن البرازيل وأيرلندا وإسبانيا والنرويج وبلجيكا وكولومبيا وغيرها. واعترف بعض الدول رسميًّا بالدولة الفلسطينية (النرويج وأيرلندا وإسبانيا)، بالإضافة إلى دعم شعبي كبير على مستوى العالم من خلال المظاهرات والاحتجاجات التي كانت تنظمها جميع الفئات الاجتماعية والمهنية، ولاسيما طلاب المؤسسات الجامعية الغربية.
في المقابل، تبرز الولايات المتحدة باعتبارها الداعم العسكري والمالي والسياسي الأكبر لإسرائيل، بدءًا بإمدادها بالعشرات من صفقات السلاح، فضلًا عن الدعم الاستخباري والسياسي وشلِّ المؤسسات الدولية، مثل مجلس الأمن، عن إدانة جرائم الحروب التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني عبر استخدام حق النقض (الفيتو) ضد القرارات التي تدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة. كما تحظى إسرائيل بدعم دول غربية أخرى، أبرزها بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا.
3. الوسطاء
تقوم قطر ومصر بدور الوساطة لاحتواء الفصل الجديد من الصراع بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، عبر استضافة جولات عدة من المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل. نجحت هذه الوساطة في الاتفاق على هدنة مؤقتة لمدة 7 أيام، إلا أن الاحتلال استأنف الحرب بمجرد انتهائها(9).
تحليل الأطر المرجعية
أنشأت إسرائيل عددًا من المنصات الدعائية لنشر خطابها وروايتها باللغة العربية، مثل صفحة "إسرائيل بالعربية"، التابعة لوزارة الخارجية الإسرائيلية، وصفحة "إسرائيل في مصر"، التابعة للسفارة الإسرائيلية لدى القاهرة، فضلًا عن صفحة الناطق الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، وأوفير جندلمان، المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي للعالم العربي.
شكَّلت هذه المنصات مصدرًا مباشرًا للخطاب العربي المتصهين ليس فقط عن طريق تطابق المحتوى بين الجانبين، بل تعدى ذلك إلى التبني الكامل من قِبَل بعض حسابات العيِّنة لمحتوى تلك المنصات، وإعادة نشره كما هو، إما بدون تعليق، أو بكتابة تعليق مؤيد لهذا المحتوى، وفقًا لما كشفت عنه عملية رصد الآثار الرقمية لتلك الحسابات. ومن ثم مثَّلت المنصات الدعائية الإسرائيلية المراجع الأهم للخطاب المتصهين العربي، بطريقة مباشرة وغير مباشرة. وسيتناول الباحث تفاصيل هذا المحتوى في محور "تحليل مسار البرهنة".
تحليل حقول الدلالة
استعان الخطاب العربي المتصهين بسجل لغوي ينتظمه قاموس معجمي موحد يتكرر في جميع المنشورات والتغريدات ويؤدي ثلاثة أهداف رئيسية، الأول: اتهام المقاومة بالإرهاب عبر نسخ خطاب "الحرب على الإرهاب"، الذي تعاظم حضوره في المنطقة والعالم بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001، وما يتطلبه من تشبيه المقاومة الفلسطينية بالدول والتنظيمات المسلحة التي حاربتها الولايات المتحدة الأميركية، مثل تنظيم "القاعدة" و"الدولة الإسلامية" و"طالبان" و"نظام صدام حسين". والثاني: الزعم بأن مقاومة إسرائيل تؤدي إلى الخراب والدمار والتشريد، مع ربطها بأفعال جهات أخرى داعمة لها، مثل الدور الإيراني في سوريا واليمن والعراق ولبنان. أما الهدف الثالث، فيتعلق بتجميل منهج الاستسلام وعدم المقاومة، والزعم بأن من يفعل ذلك يحصد السلام والرخاء والتقدم.
ويشكل السجل اللغوي أحد الجوانب المهمة في عملية التواصل؛ إذ يؤثر على التفاعل بين الأفراد، اعتمادًا على اختيار اللغة المناسبة، وفقًا للسياق والمحتوى والمستخدم المستهدف، ومن ثم نجاح عملية التواصل أو فشلها. وغالبًا ما تشهد مواقع التواصل الاجتماعي استخدام أساليب لغوية غير رسمية لا يمكن أن تظهر في وسائل الإعلام التقليدية. كما تشهد الاستعانة بأساليب لغوية ورمزية أكثر اتساعًا، مثل الرموز التعبيرية والكوميكس. وهو ما يُسهم في تقريب الرسالة إلى المستخدمين وزيادة فرص نجاحها في الوصول والإقناع. لذلك، يبدو مهمًّا رصد شبكة المصطلحات والمفاهيم التي استخدمها أفراد عينة الدراسة لدعم رسالتهم في الفضاء الإلكتروني(10).
جدول (1): السجل اللغوي للخطاب المتصهين
اللفظ/الألفاظ |
الدلالة |
الهدف |
الإرهاب/ الإرهاب الحمساوي |
حماس/معركة طوفان الأقصى |
اتهام حماس بارتكاب عمل إرهابي في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 |
الحمساوي/الحمساويون |
المقاومة الفلسطينية |
تجاهل دور بقية فصائل المقاومة الفلسطينية للإيحاء بأن حماس تقاتل بمفردها خدمة لمشروعها الخاص. |
الميليشيات المدعومة من إيران/ذراع إيران |
حماس |
اتهام حركة حماس بالتبعية لإيران وخدمة أجندتها. |
7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 |
معركة طوفان الأقصى |
تجريد معركة طوفان الأقصى من دلالاتها ومعناها والحديث عنها بشكل محايد. |
الأبرياء/دروع بشرية
|
سكان غزة |
- اتهام حماس بالمسؤولية عما يحدث لسكان غزة في معركة لا يريدونها أدت إلى قتلهم وتشريدهم. - تقديم سكان غزة بأنهم ضحية لاختيارات حماس وسياسات إسرائيل. - اتهام حماس باتخاذ سكان غزة دروعًا بشرية. |
الحرب الإسرائيلية الحمساوية |
الحرب بين قوتين متكافئتين |
تبرير أي خسائر تقع بين المدنيين في غزة، وتجاهل تام لخلفيات الصراع وسياقاته. |
حل الدولتين |
دولة فلسطينية على حدود 1967 تعيش بجوار إسرائيل |
الزعم بأن هذا الحل كان قاب قوسين أو أدنى لولا معركة "طوفان الأقصى". |
صدام |
حماس |
تشبيه حالة المقاومة الفلسطينية بحالة الرئيس العراقي الراحل، صدام حسين، فيما يتعلق بتهوره والخراب الذي تسبب فيه لبلاده بعد غزو الكويت. |
جيش الدفاع الإسرائيلي |
حق إسرائيل في الدفاع عن النفس |
يهدف الاحتلال الإسرائيلي باستخدام هذا المصطلح (جيش الدفاع الإسرائيلي) إلى تبرير جرائمه، فيبدو وكأنه يقوم برد فعل على ما "ارتكبته" حماس. |
المدنيون |
سكان غزة والمستوطنون الإسرائيليون |
إدانة ما يُسمَّى بـ"قتل المدنيين من كل عرق وجنسية ودين" بهدف المساواة بين الجانبين والحديث عن أن المدنيين يسقطون من الجانبين. |
حزب إيران في لبنان |
حزب الله الإيراني |
اتهام حزب الله بخوض الحرب لأهداف إيرانية. |
حزبالة/حزب الشيطان |
حزب الله اللبناني |
صيغة تحقيرية للحديث عن حزب الله. |
الميليشيات/محور الشرور الإيراني/الميليشيات الشيعية المتطرفة في العراق وسوريا/الممانعة/محور الممانعة/ميليشيات إيران/محور المقاولة/إيران ومقاوليها |
إيران وحزب الله اللبناني وجماعة أنصار الله اليمنية والمقاومة الإسلامية في العراق وحماس |
ربط المقاومة الفلسطينية بالمشروع الإيراني في المنطقة. ولأن هذا المشروع يثير انقسامًا ورفضًا من دول وشعوب عربية، يحاول هذا الربط تشجيع رافضي المشروع الإيراني على رفض المقاومة. |
العامود/حلف العامود/حلف العامود الإيراني/معركة العامود |
التصعيد بين إسرائيل وحزب الله |
التهوين من شأن الاشتباكات على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية عبر اتهام حزب الله بأنه لا يستهدف الجنود الإسرائيليين، وإنما يستهدف بعض التجهيزات والبنية التحتية العسكرية الإسرائيلية للإيحاء بانخراطه في دعم المقاومة الفلسطينية في غزة. |
فيلم/مسرحية/أفلام/مسرحيات/فيلم درجة ثالثة/أفلام هابطة |
التصعيد بين حزب الله وإسرائيل، وتصعيد جماعة الحوثي في البحر الأحمر |
اتهام حزب الله وجماعة أنصار الله بأنهما يتظاهران باستهداف إسرائيل. |
الإخوانجية |
جماعة الإخوان المسلمين وحركة حماس |
ربط حركة حماس بجماعة الإخوان المسلمين المصنفة تنظيمًا إرهابيًّا في عدد من الدول العربية. ولذلك يصبح تأييد المقاومة شأنًا جدليًّا بما يثيره من مشاعر تجاه جماعة الإخوان. |
داعش/طالبان/تنظيم "الدولة الإسلامية"/تنظيم القاعدة/التكفير والهجرة/تنظيم الجهاد |
المقاومة الفلسطينية/حركة حماس |
تشبيه تجربة المقاومة الفلسطينية بجماعات إسلامية مختلفة على مدار العقود الماضية لإقامة الحجة على أن المقاومة ستفشل في تحقيق أهدافها. كما ربط البعض بين حماس وتنظيم الدولة، واشتراك مصر وإسرائيل في مواجهة "التطرف". ومثلما واجهت مصر تنظيم الدولة تواجه إسرائيل حماس. |
اللجان/الجيوش الإلكترونية الإخوانجية/الكيبورد/ الإسلامجية |
داعمو المقاومة |
الهجوم على داعمي المقاومة الذين ينتقدون الخطاب العربي المتصهين، واتهامهم بجيوش إلكترونية مأجورة. |
الملالي/الصفويون |
إيران |
- الملالي: لفظ تحقيري للنظام الإيراني، كما يوحي بطائفية هذا النظام. - الصفويون: يحيل إلى الدولة الصفوية التي حكمت إيران لأكثر من قرنين وتبنت المذهب الشيعي. |
توريط/خيانة |
إيران وحزب الله اللبناني وجماعة أنصار الله |
اتهام هذه الكيانات بالاتفاق مع حماس على المشاركة في المعركة ضد إسرائيل، لكنها تخلت عنها وتركتها تواجه الاحتلال بمفردها. |
الفنادق/الخنادق |
المكتب السياسي لحركة حماس/كتائب القسام |
محاولة الفصل بين مكونات حركة حماس عبر الزعم بأن القيادات السياسية تقيم في فنادق، بينما يقبع المقاتلون "السذج" في الخنادق. |
الأنفاق/الملاجئ |
قيادة كتائب القسام/سكان غزة |
محاولة الوقيعة بين قيادة المقاومة وسكان غزة عبر اتهام القيادة بأنها "مختبئة" في الأنفاق، تاركة السكان لمصيرهم، دون أن تبني ملاجئ لهم لحمايتهم من القصف الإسرائيلي. |
كرتونية/هزيلة |
صواريخ المقاومة |
اتهام صواريخ المقاومة بأن تأثيرها ضعيف على إسرائيل ولا تتسبب في أي أضرار لها. |
السلام |
التطبيع |
مدح التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل؛ إذ يمثِّل الحل لجميع مشكلات المنطقة، وأن إيران وأذرعها (المقاومة) لا تريد لهذا "السلام" أن يتحقق. |
شعارات/عنتريات/مزايدات/مزايدون/شعبوية/ الابتزاز |
داعمو المقاومة |
التقليل من شأن الفعل المقاوم وترويج عدم جدواه ويقوم بابتزاز مشاعر الجمهور فقط. |
عرفات |
يحيى السنوار |
ترويج سردية مفادها أن قائد حركة حماس في غزة، يحيى السنوار، لا يريد أكثر من توقيع اتفاقية سلام مع إسرائيل، مثلما فعل الزعيم الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات، ولم يكن هذا الهدف يستحق الدمار والخراب الذي لحق بقطاع غزة، وأن هذا المسار كان سيتحقق عاجلًا أم آجلًا، لكن السنوار يريد أن يتحقق هذا الأمر على يديه فقط. |
طوفان/دماء
|
معركة طوفان الأقصى |
ربط كلمة "الطوفان" في الأذهان بالدماء وتقديم معركة "طوفان الأقصى" باعتبارها سببًا في بحور الدماء التي سالت قي قطاع غزة، وأنها لم تكن تستحق هذا الثمن. |
المدعو |
أمين عام حزب الله اللبناني، حسن نصر الله |
لفظ تحقيري لنصر الله. |
2006 |
حرب لبنان بين إسرائيل وحزب الله |
إحالة على الحرب بين حزب الله وإسرائيل عام 2006، ولكن بمعنى سلبي، أي التأكيد على أن هذه الحرب كانت خرابًا على لبنان، وأن ما يجري اليوم في غزة يشبه ما جرى في 2006، عندما قتل حزب الله 7 جنود إسرائيليين وأسر جنديين آخرين لتندلع شرارة الحرب. |
خراب/مجازر |
نتيجة معركة طوفان الأقصى |
تقديم صورة سلبية عن نتائج الحرب والترويج لهزيمة المقاومة. |
الأمن القومي |
التعاون مع إسرائيل |
استخدام مفردات وطنية وأمنية لترويج أهمية التعاون العربي-الإسرائيلي لهزيمة المقاومة الفلسطينية التي تهدد الأمن القومي للدول العربية. |
تحليل الأطروحات
ركزت أطروحات الخطاب العربي المتصهين على فكرتين رئيسيتين، يتفرع من كل منهما العديد من البنى الصغرى.
1. تأييد السردية الإسرائيلية
تقوم أطروحة الخطاب المتصهين على تسويق الرواية الإسرائيلية بشكل مباشر، وتركز على أن إسرائيل تواجه "إرهاب" حركة حماس، عبر ترديدها ونشرها للجمهور العربي، بل "تطوع" بعضهم بترجمة منشورات المنصات الدعائية الإسرائيلية الناطقة باللغة العربية، إلى اللغات الأجنبية، مثل ترجمة تغريدة السفيرة الإسرائيلية بالقاهرة، أميرة أورون، التي نشرتها باللغة العربية، إلى الإنجليزية(11).
منشور (1): حساب يترجم تغريدة السفيرة الإسرائيلية بالقاهرة، أميرة أورون، إلى اللغة الإنجليزية
في المقابل، تقوم هذه المنصات الدعائية الإسرائيلية بإعادة تدوير تغريدات عدد من المتبنين للخطاب المتصهين، ونشرها عبر تلك المنصات(12)، وكذلك ترجمتها إلى اللغة العربية.
منشور (2): صفحة إسرائيل بالعربية تنشر مقتطفات من تصريحات شخصية عربية تدافع عن إسرائيل
تفاخر أصحاب بعض الحسابات العربية بنشر روابط لأحاديث ومقابلات أجريت معهم في وسائل إعلام أو مراكز أبحاث إسرائيلية(13). وتعتمد أطروحة الخطاب المتصهين على اتهام حماس بـ"الإرهاب"، التي "بدأت الحرب"(14) عبر ارتكاب "مذبحة" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول. كما يُشيد هذا الخطاب بما يُسمِّيها "ديمقراطية إسرائيل"، و"النقد الذاتي" الذي تقوم به بعد الإخفاقات التي تتعرض لها، و"الحقوق" التي يتمتع بها الفلسطينيون داخل الخط الأخضر، ومقارنة هذه الأوضاع المزعومة بما يجري في الوطن العربي من غياب للحريات، متجاهلين أن إسرائيل تتحالف مع جميع أنظمة الحكم غير الديمقراطية في العالم العربي. كما تتحالف مع أنظمة استبدادية حول العالم، مثلما فعلت مع نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، ونظام ميانمار العسكري، وغيرهما، بل طالب بعض أفراد العيِّنة بمحاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بتهمة التقصير في حماية أمن إسرائيل، والسماح لحماس باقتحام الحدود وقتل المدنيين(15).
منشور (3): حساب لشخصية عربية يطالب بمحاكمة بنيامين نتنياهو بتهمة التقصير في حماية أمن إسرائيل
كما تركز هذه الأطروحة على نفي أي اتهامات قد تُوجَّه لإسرائيل بارتكاب مجازر في قطاع غزة، أو التخطيط لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء(16)، وغير ذلك من الاتهامات. وتُسارع إلى تحميل حماس "المسؤولية عن سقوط ضحايا مدنيين"(17)؛ إذ "لا تكترث لحياتهم أو رفاهيتهم"(18)، و"تستغل سقوط الضحايا لاكتساب الشرعية"(19)، وأن الدول العربية وإسرائيل تشترك في محاربة "التطرف الإسلامي" و"المشروع الإيراني في المنطقة"(20). وتتهم هذه الأطروحة حماس بزعزعة استقرار الدول العربية وأمنها القومي، وقتل جنود من جيوش عربية(21)، وتقوم بالهجوم على داعمي المقاومة والمحتفين بمعركة "طوفان الأقصى"(22).
منشور (4): هجوم على المحتفين بعملية "طوفان الأقصى" واتهام حماس بارتكاب جرائم وحشية
2. التأسيس لسردية جديدة لدعم الشعب الفلسطيني
تقوم أطروحة الخطاب المتصهين على إدانة الجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة بقوة، وتُحمِّل إسرائيل مسؤولية الدماء التي سالت، وإبداء التضامن الكامل مع الشعب الفلسطيني، لكن في سياق الهجوم على المقاومة الفلسطينية. وتتهم هذه الأطروحة حماس بالتورط في إسالة دماء الفلسطينيين مثل الاحتلال(23)، والمطالبة بالتخلص منها(24)، لأنها -بحسب زعمهم- تسببت في رد الفعل الإسرائيلي الدموي(25)، والمغامرة بمصير الفلسطينيين، مقابل إطلاق بعض الصواريخ عديمة الجدوى أو التأثير(26).
منشور (5): دعوة للتخلص من حركة حماس لمصلحة الشعب الفلسطيني قبل الإسرائيليين
تقتصر هذه الأطروحة أيضًا على تقديم "الدعم الكلامي"، وترديد شعارات عامة، مثل "كلنا فلسطينيون"(27)، أو "لكم الله يا أهل غزة". وتركز على المجال الإنساني فقط، دون الحديث عن الأبعاد السياسية أو العسكرية للقضية، وتُقدِّم الشعب الفلسطيني باعتباره يعاني من أزمة إنسانية تحتاج إلى إرسال مساعدات غذائية وإغاثية(28)، وتتجاهل حقه في الحرية وإقامة دولته المستقلة. ولا تناقش الأطروحة العوامل التي تسببت في تلك المعاناة، ولا تُقدِّم حلولًا بديلة للمقاومة المسلحة، بل مجرد حديث عام عن ضرورة تحقيق السلام(29).
منشور (6): اتهام حركتي حماس والجهاد بالإرهاب ودعوة عامة لتحقيق السلام دون الحديث عن مسؤولية إسرائيل
وتتدثَّر هذه الأطروحة بلبوس العقلانية، وتهاجم المؤيدين للمقاومة بل والشعوب نفسها(30) التي تتهمها بالشعبوية(31)، والغوغائية(32)، وانعدام التفكير المنطقي، الذي يفيد -بحسب هؤلاء- بأن المقاومة هُزِمَت(33). كما حاول البعض استغلال معاناة الشعب السوري للطعن في المقاومة الفلسطينية(34)، من خلال اتهامها بالتعاون مع النظام السوري(35)؛ إذ "لا تستحق الدعم بسبب هذا التعاون"، وأن ما تتعرض له هو "عقاب" جزاء لما اقترفته في سوريا.
منشور (7): اتهام الإعلام ومؤيدي المقاومة بـ"الشعبوية"(36)
تتعامل هذه الأطروحة مع المقاومة الفلسطينية باعتبارها دولة، وتحمِّلها مسؤولية حماية المدنيين وبناء ملاجئ لهم في ظل الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 18 عامًا، وتوفير الغذاء لهم تحت نفس الحصار(37). وتحاول الأطروحة بث روح انهزامية، والتقليل من شأن أي دعم يُقدَّم للمقاومة، وترى أن الاشتباك بين حزب الله وإسرائيل لا قيمة له(38)، وحتى لو تحوَّل إلى حرب، فإنه سيكون ضمن "خطوط حمراء متفق عليها"(39). كما أن "تصعيد جماعة الحوثي" ضد السفن الأميركية والإسرائيلية "كاذب"(40)، والمقاطعة غير ذات جدوى وتحرِّض على الثورة(41)، والمشاهير والمؤثرون الذين يدعمون فلسطين "يرددون كلامًا عاطفيًّا وسطحيًّا"(42)، ولو كانوا من علماء الدين، فهم "يرددون خرافات وشعوذات"(43). ويصبح الدعم الشعبي -من منظور هذه الأطروحة- مثار سخرية واستهزاء(44)، وتجاوز بعض الحسابات الهجوم على جهود دعم المقاومة، حتى وصل إلى التحريض على عدد من الأشخاص الذين يدافعون عن الشعب الفلسطيني في الإعلام الغربي(45)، والهجوم عليهم، فقط لأنهم يعيشون في دول غربية(46)، واتهام آخرين في الدول العربية بنشر خطاب الكراهية ضد إسرائيل، بالتعاون مع حسابات تهاجم الدين الإسلامي(47).
منشور (8): اتهام المدافعين عن الشعب الفلسطيني في الإعلام الغربي بالانتماء للتيار الإسلامي والسيطرة على الجاليات المسلمة
تحليل مسار البرهنة
تتجاوز منشورات عينة البحث المنظور النقدي للمقاومة الفلسطينية، وتركز على التهجم عليها. ويمكن رصد أسباب الهجوم على فصائل المقاومة وتبنِّي الرواية الإسرائيلية في هذه العناصر:
- حماس قامت، في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، بمغامرة طائشة لا تدرك عواقبها جيدًا.
- حماس بدأت بالحرب، ومن ثم فإن ما يحدث في قطاع غزة هو رد فعل إسرائيلي طبيعي على ما حدث.
- حماس تأتمر بأمر إيران، وهي ذراع من أذرعها في المنطقة مع حزب الله اللبناني وجماعة أنصار الله اليمنية والميليشيات الشيعية في العراق. وقد نفذت عملية السابع من أكتوبر/تشرين الأول لتقويض عملية السلام وحل الدولتين، وإجهاض استكمال مشروع التطبيع العربي-الإسرائيلي.
- حماس جزء من جماعة الإخوان المسلمين التي تُصنَّف تنظيمًا إرهابيًّا في دول عربية عدة، ولذلك تُعد حركة إرهابية.
- حماس قتلت مئات المدنيين في إسرائيل خلال هجومها على مستوطنات غلاف غزة.
- محور المقاومة ورَّط حماس في معركة السابع من أكتوبر/تشرين الأول، على أساس أن يتدخل بعد اندلاع الحرب، لكنه تخلى عنها وتركها تواجه إسرائيل بمفردها.
- قادة حركة حماس يعيشون حياة رفاهية خارج غزة، تاركين شعبهم يعاني من تبعات الرد الإسرائيلي.
- حزب الله اللبناني وجماعة الله أنصار اليمنية يقدمان دعمًا شكليًّا وغير مؤثر للمقاومة الفلسطينية.
- حماس تغامر بمصير شعبها وبالقضية الفلسطينية، وتقود المنطقة للخراب والدمار، مثلما فعل صدام حسين بالعراق عندما غزا الكويت عام 1990.
- صواريخ المقاومة الفلسطينية ضعيفة التأثير ولا تحقق أي نتائج في إسرائيل.
- الشعب الفلسطيني في غزة وقع ضحية بين إرهاب حماس ومغامرتها ورد الفعل الإسرائيلي.
- حماس تتاجر بالقضية الفلسطينية لتحقيق مصلحتها الخاصة ومصلحة داعميها الخارجيين.
- سكان غزة ناقمون على حماس ويحمِّلونها مسؤولية ما جرى، لكنهم يخافون من إبداء رأيهم خشية انتقام الحركة.
- حماس لم تستشر سكان غزة قبل إطلاق معركة طوفان الأقصى.
- حماس لم تنشئ ملاجئ للسكان المدنيين، وتركتهم عرضة للقصف الإسرائيلي، بينما يختبئ مقاتلوها وقادتها مع عائلاتهم في الأنفاق.
- حماس تحتمي بالمدنيين وتتخذهم دروعًا بشرية، وهو ما أدى لارتفاع عدد الضحايا في غزة.
- حماس تختبئ في المؤسسات المدنية، مثل المدارس والمستشفيات، مما يعطي المبرر لإسرائيل لقصف هذه المؤسسات.
- حماس تستولي على المساعدات الغذائية والإغاثية التي تُرسَل إلى غزة وتحرم الأهالي منها.
- المقاومة الفلسطينية خسرت الحرب التي أدت إلى تدمير القطاع ومقومات الحياة فيه.
- المقاومة الفلسطينية تريد جرَّ الدول العربية للحرب مع إسرائيل وتحرض الشعوب للثورة على حكامها.
قد لا يسمح المجال هنا بتحليل جميع هذه الأطروحات وتتبُّع خلفياتها، لذلك سيكتفي الباحث بأبرزها، والرد على بعضها وتفنيد منطلقاتها من خلال التحليل النقدي لخطاب منشورات عينة الدراسة، مستندًا إلى أدواته وآلياته وكذلك الحقائق الواقعية التي تؤكدها مصادر مختلفة.
- القول: إن حماس بدأت الحرب، يتجاهل سياق القضية الفلسطينية بالكامل، وهو ما سيستعرضه لاحقًا محور "تحليل الناقص" في الدراسة.
- أعلنت حماس انفصالها عن جماعة الإخوان المسلمين منذ عام 2017، وأصدرت وثيقة سياسية تتكون من 42 بندًا لإعادة التعريف بنفسها.
- نفت منظمة الصحة العالمية استخدام حماس المستشفيات لأغراض عسكرية، وذلك في تصريح للمتحدث باسمها، ريتشارد بيبركون(48). كما أن الاحتلال الإسرائيلي هو من أقام مقرًّا عسكريًّا أسفل مستشفى الشفاء في غزة أثناء احتلاله للقطاع.
- كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي قتل آلاف المدنيين في غزة بحجة انتمائهم إلى حماس.
- تقر القوانين والشرعة الدولية بحق الشعوب المحتلة في مقاومة الاحتلال بالطرق والأساليب التي تراها مناسبة. كما أن إسرائيل ليس من حقها "الدفاع عن النفس"، بل تُعد مسؤولة عن تأمين حياة الفلسطينيين باعتبارها قوة احتلال.
- يستحيل نظريًّا وعمليًّا "استشارة" سكان غزة قبل معركة "طوفان الأقصى"، لأن إسرائيل ستعرف نوايا المقاومة وتتحضر لها.
- إسرائيل وقادتها ملاحقون دوليًّا بارتكاب إبادة جماعية في قطاع غزة، وهو ما يدحض اتهام المقاومة باتخاذ المدنيين دروعًا بشرية أو الاحتماء بهم.
- رغم دعمها غير المحدود لإسرائيل، أكدت واشنطن على لسان المبعوث الأميركي للقضايا الإنسانية في الشرق الأوسط، ديفيد ساترفيلد، أن إسرائيل لم تقدم أي دليل على أن حماس تسرق مساعدات الأمم المتحدة التي تدخل قطاع غزة.
- شهدت صواريخ المقاومة تطورًا نوعيًّا، ووصل مداها إلى كل مكان في إسرائيل، ولذلك توقفت الحياة في العديد من المدن الإسرائيلية، وهجر مئات الآلاف من المستوطنين منازلهم خوفًا من تلك الصواريخ. وتوقفت الملاحة الجوية في المطارات بشكل شبه كامل، مع إعلان العشرات من شركات الطيران العالمية وقف رحلاتها إلى إسرائيل، وتكبدت إسرائيل خسائر بعشرات المليارات من الدولارات.
- نفى أمين عام حزب الله اللبناني، حسن نصر الله، أن يكون الحزب على علم مسبق بمعركة "طوفان الأقصى"، وهو ما أكدته حركة حماس مرارًا. لذلك لا معنى للحديث عن توريط المقاومة الفلسطينية في معركة "طوفان الأقصى" من جانب حزب الله أو إيران.
- لا تستطيع حركة حماس بناء ملاجئ للسكان، نظرًا للحصار الإسرائيلي على قطاع غزة منذ عام 2007، والذي يمنع دخول مواد البناء العادية إلا بكميات محدودة، ولا يمكن عمليًّا أيضًا توفير ملاجئ لمليوني شخص في هذه المساحة الضيقة التي تضم الكثافة السكانية الأعلى في العالم. من جانب آخر، تتحمل إسرائيل المسؤولية عن حياة كل شخص في قطاع غزة وفقًا للقوانين الدولية، باعتبارها قوة احتلال، ومن شأن توجيه الاتهام للمقاومة أن يُبرِّئ إسرائيل من هذه المسؤولية.
- من الطبيعي أن يدير قادة المقاومة المعركة في أماكن آمنة، وهو أمر متعارف عليه حتى في الجيوش النظامية. كما أن العشرات من قادة المقاومة استشهدوا بالفعل مع عائلاتهم، وهو ما يؤكد أن إسرائيل لا تفرق بين القادة وعائلاتهم، ومن ثم يصبح ضروريًّا حماية العائلات؛ لأنهم مستهدفون مثل القادة.
- تنقسم أي حركة تحرير إلى قسمين رئيسيين: الجناح العسكري، الذي يتولى قيادة المعارك على الأرض، والجناح السياسي، الذي يتولى مهام التواصل مع العالم وشرح القضية وتوفير الدعم المالي والسياسي والعسكري للحركة. لذلك من الطبيعي أن يعمل المكتب السياسي لأي حركة مستهدفة من خارج البلاد، كما أن العديد من أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس يعيشون داخل غزة، وأبرزهم يحيى السنوار، رئيس المكتب في القطاع.
- تفيد التجارب التاريخية أن تحرر الأوطان من الاحتلال يتطلب تضحيات جسيمة، وصلت في حالة الجزائر على سبيل المثال، إلى ملايين الضحايا، كما يتطلب سنوات طويلة من المقاومة عبر أجيال عدة حتى تحقيق الانتصار.
تحليل الصورة
استخدم الخطاب العربي المتصهين الصورة بكثافة في إطار تسويق الرواية الإسرائيلية. يمكن تقسيم هذه الصور، والغرض من استخدامها، وفقا لهذه الفئات:
1. صور حقيقية مع نص تضليلي
نشر بعض الحسابات صورة لإسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، مع عدد من أبنائه، وكتابة نص يزعم أن لديهم ممتلكات وثروات طائلة بهدف تشويه القيادة السياسية للمقاومة، وإبرازها باعتبارها منتفعة وانتهازية، ومتجاهلة لمعاناة شعبها.
ونُشِر أيضًا مقطع فيديو لحوار تليفزيوني مع عضو المكتب السياسي للحركة، موسى أبو مرزوق، يتحدث فيه عن سبب إنشاء المقاومة للأنفاق في غزة، مع كتابة نص يزعم أن المقاومة تتخلى عن سكان القطاع مقابل حماية نفسها، وتنظر لأهالي غزة باعتبارهم "أدنى منزلة"(49)، للتدليل على وجهة النظر التي تزعم أن المقاومة لا تهتم بحياة سكان القطاع.
منشور (9): تعليق على تصريحات مفبركة للقيادي في حماس موسى أبو مرزوق
2. صور مفبركة
نشر بعض حسابات عينة الدراسة صورة مفبركة لخالد مشعل، رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس، ورئيس مكتبها الحالي في الخارج، ينسبونها لـ"مجلة فوربس"، وتبيِّن أن القيادي في حماس يمتلك 5 مليارات دولار، مع كتابة تعليق يزعم أن مشعل جنى تلك "الأموال من المساعدات التي تُرسلها الدول للشعب الفلسطيني"(50). ويعود سبب استخدام أصحاب الخطاب المتصهين لاسم "فوربس" في هذه الصورة المفبركة إلى أن المجلة مختصة بأخبار الأثرياء ورجال الأعمال ومؤسساتهم؛ ما قد يجعل البعض يصدق هذه الإشاعة.
منشور (10): غلاف مفبرك لـ"مجلة فوربس" يروج لمزاعم عن مصدر ثروة خالد مشعل
ونشرت هذه الحسابات صورة أخرى مفبركة، تمثِّل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، وهو يُقبِّل يد المرشد الإيراني، علي خامنئي، من أجل اتهام الحركة بالتبعية لإيران(51). ويلاحظ أن بعض هذه الحسابات استخدم الصورة مرات عدة، حتى لو كان نص التغريدة يتحدث عن موضوع آخر، وذلك بهدف تكرار عرضها، والإيحاء بأن إثبات مصداقيتها أصبح أمرًا مسلَّمًا به.
منشور (11): صورة مفبركة لإسماعيل هنية يقبِّل يد المرشد الإيراني علي خامنئي
تحليل الناقص (غير المتضمن)
تميز الخطاب المتصهين العربي بـ"اللاتاريخانية"، فهو خطاب منعزل يتجاهل أي سياقات أدت إلى اندلاع معركة "طوفان الأقصى"؛ فلا حديث عن جذور الصراع منذ وعد بلفور 1917 مرورًا بنكبة 1948، وحرب 1967، والانتهاكات الإسرائيلية المتكررة طوال عقود، وتجاهل إسرائيل التام لمئات القرارات الدولية بشأن فلسطين، وتفتيت الأراضي المتبقية تمهيدًا لضمها نهائيًّا لإسرائيل.
كما تجاهل هذا الخطاب النية الإسرائيلية الواضحة لابتلاع الحقوق الفلسطينية، بل وحتى العربية. ففي مارس/آذار 2023، عرض وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، خريطة مزعومة لإسرائيل، تتضمن الأردن والأراضي الفلسطينية(52). وخلال خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، عرض رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خريطة لما قال إنها لإسرائيل، لا تتضمن أي أراض فلسطينية(53).
ويسعى هذا الخطاب أيضًا إلى تجاهل الأبعاد الدينية للصراع، مثل مركزية القدس والمسجد الأقصى عند المسلمين، بل وحتى أهمية القدس وكنيسة القيامة بالنسبة للمسيحيين. فمثل هذه الجوانب غير مطلوب التطرق لها، نظرًا لقدرتها على تجييش عواطف العرب الدينية، الإسلامية والمسيحية. ويمكن ربط تجاهل الحديث عن البعد الديني للصراع بخطاب بدأ قبل معركة "طوفان الأقصى" بسنوات، حاول أن ينفي وجود المسجد الأقصى في فلسطين من الأساس، مدعيًا أن مكانه في منطقة بين مكة والطائف بالسعودية(54)، وأن المسجد الأقصى في القدس لا يتمتع بأي قدسية دينية أو أهمية تاريخية؛ لذلك يصبح الصراع لا معنى له.
خاتمة
استغل أنصار الخطاب المتصهين معركة "طوفان الأقصى" لترويج السردية الإسرائيلية على منصات التواصل الاجتماعي بهدف إقناع المستخدمين العرب بما يعتبرونه العواقب الوخيمة للمقاومة والتكلفة الباهظة لرفض الاحتلال الإسرائيلي، وتسويق فوائد إقامة علاقات مع إسرائيل والتحالف معها ضد "الإرهابيين" وضد إيران.
ويمكن القول: إن المعنى الكامن الرئيسي والهدف النهائي الذي يسعى الخطاب العربي المتصهين إلى تسويقه هو الدفاع عن الأنظمة العربية، خاصة تلك التي لم تتعرض للموجتين الأولى والثانية من الربيع العربي، أو التي أُجْهِضَت فيها الثورات، وتميزت بمعاداتها لأي حراك شعبي. وقد عُرِف عن هذه الأنظمة تحالفها مع إسرائيل، وتوقيع اتفاقيات لتطبيع العلاقات معها، أو الاستعداد لإبرام معاهدة سلام معها بهدف تأمين مصالحها من ناحية، ولمواجهة إيران من ناحية أخرى. كما سعى هذا الخطاب إلى إقناع المستخدمين بأهمية الحفاظ على الأنظمة، والتماس الأعذار لها في مواقفها من الحرب على غزة، والزعم بأن المقاومة تمثِّل أداة خارجية ترغب في تأليب الشعوب على حكامها، وإثارة الفوضى في المنطقة.
وبرز هذا الخطاب بوضوح في الهجوم الشديد الذي شنَّته الحسابات التابعة لعيِّنة الدراسة على الحراك الشعبي المساند لغزة في الأردن والمغرب واليمن، وفي دول أخرى كذلك، وإن بدرجة أقل، واتهام المتظاهرين بأنهم لا يخرجون لدعم فلسطين، بل لإسقاط أنظمة الحكم، وربطهم بأجندات خارجية، إيرانية وإخوانية، والتحذير من تكرار سيناريو "الربيع العربي"، الذي لا يزال يمثِّل كابوسًا في أذهان هؤلاء، مع دعوة حكام هذه الدول إلى قمع هذه المظاهرات، محذرين إياهم من التساهل معها أو السماح لها بالخروج بحرية.
استعان هذا الخطاب بالنعرات الوطنية، وافتعال معارك جانبية، لدعوة المستخدمين إلى عدم التضامن مع غزة بحجة أن "الوطن" أولى بهذه المشاعر، والزعم بأن حركات المقاومة تعادي النظام الحاكم، وتهدف إلى إثارة الفتنة. ولذلك قدم هذا الخطاب دعم فلسطين باعتباره عملًا معاديًّا للأنظمة، ومن ثم "خيانة للوطن"، وأصبح الهجوم على المقاومة "عملًا وطنيًّا" في نظر هؤلاء.
نشرت هذه الدراسة في العدد الرابع من مجلة الجزيرة لدراسات الاتصال والإعلام، للاطلاع على العدد كاملًا (اضغط هنا)
(1) نورمان فيركلف، اللغة والسلطة، ترجمة محمد عناني، (المملكة المتحدة، مؤسسة هنداوي، 2024)، ص 17.
(2) توين فان دايك، الخطاب والسلطة، ترجمة غيداء العلي، ط 1 (القاهرة، المركز القومي للترجمة، 2014)، ص 29.
(3) جيهان أحمد رشتي، الأسس العلمية لنظريات الإعلام، (دار الفكر العربي، د. ت)، ص 12-13.
(4) فطومة بن مكي، محاضرات في تحليل الخطاب، (جامعة الجزائر 3، كلية علوم الإعلام والاتصال، 2018-2019)، ص 71-77.
(5) سري سمور، "هل باع الفلسطيني أرضه؟"، مدونات الجزيرة، 14 يناير/كانون الثاني 2021، (تاريخ الدخول: 21 أبريل/نيسان 2024)، https://bit.ly/44dcsCb.
(6) أحمد بن راشد بن سعيد، "ما وراء النفاق: الخطاب المتصهين.. والعدوان على غزة"، العرب، 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2012، (تاريخ الدخول: 18 أبريل/نيسان 2024)، https://bit.ly/4b3uqJB.
(7) سيف الدين عبد الفتاح، "في تعريف ظاهرة "التصهين" (قاموس المقاومة) (20)"، عربي 21، 3 أبريل/نيسان 2024، (تاريخ الدخول: 21 أبريل/نيسان 2024)، https://bit.ly/3W9yovX.
(8) "مسيرات العودة بغزة.. ماذا حققت؟ وفيمَ أخفقت؟"، القدس العربي، 14 يناير/كانون الثاني 2024، (تاريخ الدخول: 10 أبريل/نيسان 2024)، https://bit.ly/43QSQ6I.
(9) "الهدنة الإنسانية المؤقتة في غزة 2023.. بنودها وتفاصيلها"، الجزيرة نت، 1 ديسمبر/كانون الأول 2023، (تاريخ الدخول: 5 أبريل/نيسان 2024)، https://bit.ly/4aMiSu3.
(10) "المسائل اللغوية: فهم السجل اللغوي في الاتصال"، فاستر كابيتال، 16 مارس/آذار 2024، (تاريخ الدخول: 21 أبريل/نيسان 2024)، https://bit.ly/3JtpH8d.
(11) Dalia Ziada (@daliaziada), “#Egypt #Israel Israeli Ambassador to Egypt, @AmiraOron…,” X, October 28, 2023, https://bit.ly/4atqbai.
(12) إسرائيل بالعربية (@IsraelArabic)، "المسيرات والقذائف التي أطلقها الحوثيون على المدن المصرية والإسرائيلية يوم الجمعة، تذكرنا بأن الأمن القومي الإسرائيلي والمصري يعتمدان الواحد على الآخر..."، إكس، 30 أكتوبر/تشرين الأول 2023، https://bit.ly/43Q2x5w.
(13) داليا زيادة (@daliaziada)، "الفيديو كامل حديثي مع @INSSIsrael حول الحرب الدائرة الآن بين إسرائيل وحماس ومصير الأبرياء من أهل غزة وأثرها الإقليمي ودور مصر..."، إكس، 31 أكتوبر/تشرين الأول 2023، https://bit.ly/49D468g.
(14) غسان إبراهيم (@ibrahim_ghassan)، "أستغرب أن قيادات #حماس أشعلت الحرب وقالت إنها تنتصر على إسرائيل بينما الجماعات الإسلامية الصديقة لها في أوروبا تتظاهر وتطالب بوقف إطلاق النار. من لا يستطيع أن يقود حربًا وينتصر فليعلن السلام كحل بديل ويحمي شعبه. عنتريات الأغبياء جرائم"، إكس، 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، https://bit.ly/3xx6U9t.
(15) جاسم الجريد (@JJRefugee)، "إن صحت روايتك بدليل أمني وتواطؤ مدان، فإن هذه خيانة عظمى، لأنه سمح للإرهاب الحمساوي ومن يدعمه بدخول حدود إسرائيل السيادية وقتل مدنيين من كل عرق وجنسية ودين"، إكس، 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2024)، https://bit.ly/3VSpX8u.
(16) Dalia Ziada (@daliaziada), “#Israel #Egypt In response to Egyptian misleading media reports that has been accusing Israel of pushing the Palestinians to relocate in #Sinai, the Israeli ambassador in Egypt, Amira Oron @AmiraOron, has just issued a press release asserting that…,” X, October 10, 2023, https://bit.ly/4apswDh.
(17) Dalia Ziada (@daliaziada), “Hamas is using the Palestinian people as human shields to protect themselves. Their leaders, living in Doha, keep coming on TV saying that they do not care how many Palestinians will die in the process! They do not even regret their assault on helpless unarmed Israeli civilians on October 7th,” X, October 28, 2023, https://bit.ly/3U7Y6jd.
(18) Dalia Ziada (@daliaziada), "But, Hamas is not working on the underlying issue. In fact they do not even care about the wellbeing od the Palestinian people," X, October 31, 2023, https://bit.ly/3PQhHSf.
(19) Dalia Ziada (@daliaziada), "Hating terrorism is a good thing! No one should applaud terrorists for any reason whatsoever! Hamas is responsible for every drop of blood in Gaza, today, and they are abusing the humanitarian crisis to gain a false sense of legitimacy," X (formerly Twitter), October 28, 2023, https://bit.ly/3vHCZef.
(20) Dalia Ziada (@daliaziada), "The issue is much bigger than the Israel-Palestinian conflict. It is a regional war on the terrorist organizations that has been wreaking havoc all over the Middle East for years...,” X, October 30, 2023, https://bit.ly/3xuBXme.
(21) Dalia Ziada (@daliaziada), "Ah! I know… I should support the terrorists who once killed my fellow Egyptian soldiers for the emotionally-driven random plebeian like you to be proud of me. But, I won’t!," X, October 28, 2023, https://bit.ly/4cNRvlk.
(22) جاسم الجريد (@JJRefugee)، "ماذا تسمون من احتفل بعد ساعات فقط للقتل الوحشي من حماس⚔️ وأتباعهم الإرهابيين للمدنيين داخل إسرائيل بتاريخ 7 أكتوبر؟ قبل أي ردة فعل من جيش الدفاع الإسرائيلي"، إكس، 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، https://bit.ly/3Jccssx.
(23) غسان إبراهيم (@ibrahim_ghassan)، "تفكيك حماس مقابل حل الدولتين بضمان عربي ودولي وبقرار أممي. على كل حال حماس سببت سفك دماء للفلسطينيين مثل إسرائيل"، إكس، 25 أكتوبر/تشرين الأول 2023، https://bit.ly/49xabmz.
(24) غسان إبراهيم (@ibrahim_ghassan)، "التخلص من حماس الإرهابية سيكون رحمة على الفلسطينيين قبل الإسرائيليين"، إكس، 25 أكتوبر/تشرين الأول 2023، https://bit.ly/3PRzE35.
(25) غسان إبراهيم (@ibrahim_ghassan)، "يبدو أن طوفان الأقصى تحول إلى بحر دماء في غزة. هل هناك حمقى أكثر من هذا يا حماس وميليشيات إيران في غزة. الرحمة على المدنيين في كل مكان"، إكس، 30 أكتوبر/تشرين الأول 2023، https://bit.ly/4aqKG7r.
(26) غسان إبراهيم (@ibrahim_ghassan)، "ندين جرائم إسرائيل بحق المدنيين، ولكن لا أحد سيهتم بالصوت العربي، وتمر السنوات وينطلق صاروخ كرتوني تنكي آخر من غزة إلى إسرائيل التي ترد بتحويل غزة لمستنقع دماء. لا الإدانات ستردع إسرائيل ولا الصواريخ ستنصر الفلسطينيين. كفى دماء كفى جنون"، إكس، 30 أكتوبر/تشرين الأول 2023، https://bit.ly/3VRcair.
(27) إبراهيم عيسى (@Ibrahim_3eissa)، "كلنا فلسطينيون"، إكس، 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، https://bit.ly/49tgvvm.
(28) جاسم الجريد (@JJRefugee)، "شوفوا الشهامة والعمل المستمر وإثبات بأن السلام مع إسرائيل هو ليس ابتعادًا عن شؤون الفلسطينيين ضحايا حماس⚔️ والحرب… نفخر بهذه القرارات، السلام مبدأ لا يتجزأ"، إكس، 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، https://bit.ly/3PV9NHm.
(29) غسان إبراهيم (@ibrahim_ghassan)، "لن تستطيع إسرائيل القضاء على الفلسطينيين، كما لن يستطيع الفلسطينيون مسح إسرائيل وخصوصًا جماعاتهم الإرهابية كـ#حماس والجهاد. الحل: سلام 🕊️… والسلام عليكم."، إكس، 25 أكتوبر/تشرين الأول 2023، https://bit.ly/3U9hwEl.
(30) غسان إبراهيم (@ibrahim_ghassan)، "الشعوب تتعامل مع السياسة مثل كرة القدم، عندما تقدمت حماس تكتيكيًّا جن جنونهم فرحًا، لأنهم يفكرون بعواطفهم ويرسلون عقولهم للتقاعد. وعندما قلنا إن ما تفعله حماس جريمة بحق أهل غزة، شتموا بأعلى صوتهم وعندما تحقق ما قلنا اختبؤوا كالفرق المهزومة📀CD"، إكس، 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، https://bit.ly/4aPAIwb.
(31) محمد الساعد (@massaaed)، "الإعلام الشعبوي الذي قاد لهزيمة طالبان واحتلال العراق واجتياح لبنان 2006 يقوم اليوم بنفس الدور إعلان شعوبي شعبوي وظيفي يغرق الشعوب العربية في (أوهام النصر)"، إكس، 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، https://bit.ly/3U9SVz5.
(32) داليا زيادة (@daliaziada)، "شكرًا ❤️🙏 مع الأسف أغلب غوغاء السوشيال ميديا عاوزين كلام حماسي كله عنف وألفاظ خارجة لكن أي حاور عقلاني ومنطقي يهاجموه. فضلًا طبعًا على اللجان الإلكترونية التي ترغب في تجميل صورة حماس"، إكس، 31 أكتوبر/تشرين الأول 2023،https://bit.ly/3TPcRGo.
(33) غسان إبراهيم (@ibrahim_ghassan)، "لو كانت الأمور بالعواطف لسيطرت حماس حتى على الأندلس، ولكن الأمور بالعقل لذلك تحولت غزة لمذبحة بسبب حماقات الاسلاميين"، إكس، 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، https://bit.ly/49ztawC.
(34) أنور مالك (@anwarmalek)، "ما يحدث في #غز_ة هي #حرب_إبادة بكل ما تحمله الكلمات من مبنى ومعنى، وما تدل عليه من قول وفعل، وما تقتضيه من تعريف وتكييف وتصريف..."، إكس، 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، https://bit.ly/3TUeJNQ.
(35) غسان إبراهيم (@ibrahim_ghassan)، "الفصائل الفلسطينية التي قاتلت مع الأسد ضد الشعب السوري، تختبئ الآن عندما تناديها غزة. قلت لكم كل الميليشيات الفلسطينية مجرد مرتزقة سواء كانت قومجية أو إسلامية. مقاولة الخراب تنشر الإرهاب وتسفك الدماء"، إكس، 29 أكتوبر/تشرين الأول 2023، https://bit.ly/3Ja3XxY.
(36) محمد الساعد (@massaaed)، "الإعلام الشعبوي الذي قاد لهزيمة طالبان واحتلال العراق واجتياح لبنان 2006 يقوم اليوم بنفس الدور إعلان شعوبي شعبوي وظيفي يغرق الشعوب العربية في (أوهام النصر)"، إكس، 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، https://bit.ly/3U9SVz5.
(37) غسان إبراهيم (@ibrahim_ghassan)، "هل شاهدتم في التاريخ زعيم جيش أو ميليشيا يعلن الحرب دون أن يكون عنده احتياطي من الغذاء لشعبه لشهور، ويقيم الملاجئ لهم باستثناء حماس التي لم تكترث بأمن وسلامة ومأكل ومشرب أهل غزة. لكم الله يا أهلنا في غزة"، إكس، 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، https://bit.ly/4d1b3mq.
(38) رضوان الرمضاني (@RidouaneErramd1)، "مشاركة حسن نصر الله في حرب غزة أشبه بمشاركة أمين حاريث في مونديال قطر…"، إكس، 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، https://bit.ly/3vVoCCZ.
(39) محمد الساعد (@massaaed)، "#حسن_نصر_الله يرفع من سقف توقعات تيار الممانعة، ومناصريه؛ وكأنه سيعلن الحرب على #إسرائيل أم هي مسرحية كبيرة.. سيكون جزء منها! وحتى لو دخل الحرب فستكون ضمن خطوط أمريكا وإسرائيل الحمراء، ولن يتعداها! 🤷🏻♂️🤷🏻♂️"، إكس، 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، https://bit.ly/49w6o93.
(40) أنور مالك (@anwarmalek)، "بعد الدعي الكذاب #حسن_نصرالله يلتحق زميله في الدعايات الكاذبة #الحوثي.. العربي الذي يصدق هؤلاء البيادق ينتظر دق عنقه بسكاكينهم الطائفية..!"، إكس، 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، https://bit.ly/3TV2OPQ.
(41) محمد الساعد (@massaaed)، "حملات الترهيب والابتزاز العاطفي التي تمارس ضد السعوديين من الخارج يبدو أنها انتقلت لابتزاز ودفع الشباب والشابات العاملين في الشركات المحلية لتبني قضايا أممية. قطعًا من يمارسها يريد نشر فكر الثورات في عقول ونفوس الشباب! #فتأمل يا رعاك الله"، إكس، 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، https://bit.ly/3TRdkrA.
(42) جاسم الجريد (@JJRefugee)، "لم يرد، فيديو عاطفي مجتزأ، لا يجاوب، ولن يجاوب إجابة مباشرة، ولم أر حالة "يسكت بيرس" هنا… إلى متى لا نناقش بلا عواطف وخطابات لا تفيد الحوارات؟ باسم يوسف جبان… ولو يستطيع؟ يجيب على أي ردة فعل "حرب" كانت مقنعة له؟ ثم لحظة… أين عاطفتك من إبادة اليمنيين، العراقيين، السوريين؟!"، إكس، 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، https://bit.ly/3PV4TKy.
(43) جاسم الجريد (@JJRefugee)، "ما سبب ربط الإثنين؟ أنا هاجمت المشعوذ الخليلي بإسمي وصورتي وصوتي، ولكن السلطان هيثم المعظم له كل التقدير والحب والاحترام"، إكس، 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، https://bit.ly/43QR4T0.
(44) رضوان الرمضاني (@RidouaneErramd1)، "أرواحُ المدنيين التي تسقُط في غ-ز-ة لا تحتاج إلى من يكتُب، ويقول، فيها شِعرًا. إسرائيل ت-ق-ل وتُبيد شعبًا، بأطفاله وشيوخه ونسائه، إنما لا يأتيها من المتعاطفين إلا كوفيات على الأعناق. هل بِهذا ستعود الأرضُ إلى أهلِها؟"، إكس، 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، https://bit.ly/3VSwgsp.
(45) خالد البري (@khaledalberry)، "غريب جدًّا إصرار وسائل الإعلام في بريطانيا على تقديم الناس دي متحدثين بالنيابة عن المسلمين. طبيعي لما أطفال ومراهقين يشوفوهم في التليفزيونات يحولوهم لمثل أعلى. الإسلامجية حاليًّا تمكنوا تمامًا من الجاليات المسلمة في الغرب"، إكس، 25 أكتوبر/تشرين الأول 2023، https://bit.ly/4aIB8VT.
(46) محمد الساعد (@massaaed)، "وأنت لماذا تخون القضية وتعيش في أمريكا المنحازة لماذا لا تستقيل من اللجوء وتعود إلى لبنان بدلًا من الممانعة من وراء الكيبورد وعلى حساب دافعي الضرائب الأمريكان 🤷🏻♂️🤷🏻♂️"، إكس، 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، https://bit.ly/3PVXRVO.
(47) Dalia Ziada (@daliaziada), "Publicly insulting #Israel and the United States, using verses from Quran, is the old/new trend in Egypt and the Arab world…," X, October 26, 2023, https://bit.ly/4d18Ozw.
(48) "منظمة الصحة العالمية لم تعثر على أي دلائل على وجود عسكري لـ"حماس" في مستشفيات غزة"، مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا-العالم الإسلامي"، 31 ديسمبر/كانون الأول 2023، (تاريخ الدخول: 4 أبريل/نيسان 2024)، https://bit.ly/4amPvPg.
(49) محمد الساعد (@massaaed)، "الحمساويون كفرع عسكري للإخوان؛ يرون -كما التنظيم الأساسي الإخوان المسلمين- غيرهم من البشر طبقة أدنى ولو كانوا مسلمين وعقيدة الولاء والبراء والتكفير والهجرة تدير علاقاتهم مع الأخرين (فكل من هم خارج دائرة الإخوان) هم مجرد جهال وزوائد بشرية لا يهم موتهم ولا حياتهم"، إكس، 31 أكتوبر/تشرين الأول 2023 (تاريخ الدخول: 7 أبريل/نيسان 2024)، https://bit.ly/3U9KS4d.
(50) جاسم الجريد (@JJRefugee)، "خالد مشعل على @Forbes …يملك 5 مليار دولار من مساعدات العالم لشعبه، نصاب عالمي هو وهنية، والشعوب السطحية تدافع!"، إكس، 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، https://bit.ly/49v8xl9.
(51) محمد الساعد (@massaaed)، "كالعادة #هنية يشكر الطرف الخطأ.. (إيران - الحوثي- حزب الله- الميلشيات الشيعية المتطرفة في العراق وسوريا) لأنه يؤمن أن ما يجمعهم هو المتاجرة بالقضية فقط! #طوفان_الأقصى"، إكس، 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، https://bit.ly/3TKiXrq..
(52) "الأردن يستدعي سفير تل أبيب احتجاجًا على استعمال سموتريتش خريطة لإسرائيل تضم حدود المملكة"، فرانس 24، 20 مارس/آذار 2023، (تاريخ الدخول: 9 أبريل/نيسان 2024)، https://bit.ly/4aHOa5e.
(53) "ألمانيا تنتقد رفع نتنياهو خريطة لا تظهر الأراضي الفلسطينية المحتلة"، الجزيرة نت، 26 سبتمبر/أيلول 2023، (تاريخ الدخول: 2 أبريل/نيسان 2024)، https://bit.ly/4aDB2ye.
(54) يوسف زيدان، "المسجد الأقصى المذكور في القرآن هو ليس المسجد الموجود في فلسطين"، youtube، 4 ديسمبر/كانون الأول 2015، (تاريخ الدخول: 9 أبريل/نيسان 2024)، https://bit.ly/3UcBoqj.