"أستير" مشروع اليمين الأميركي لإسكات أنصار القضية الفلسطينية

8 December 2024
”مؤسسة هيريتدج“ (The Heritage Foundation) ، (غيتي)

مقدمة

منذ بدء "طوفان الأقصى"، في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وما تلاه من حرب إبادة على الشعب الفلسطيني هرع الغرب، وفي مقدمته الولايات المتحدة الأميركية، إلى حشد قواته العسكرية لدعم الإجرام الإسرائيلي. وبموازاة ذلك سخَّر كل قوته الناعمة، المؤسسات الإعلامية، ووسائل التواصل الاجتماعي، والمؤسسات الرياضية والأكاديمية، لتسويغ العدوان الإسرائيلي وإرهاب الداعمين لحق الشعب الفلسطيني في التحرر لإسكاتهم واتهامهم التهمة الجاهزة "معاداة السامية"، وهم من مشارب فكرية واجتماعية مختلفة، وقد شكَّل طلاب الجامعات طليعة المتضامنين مع الشعب الفلسطيني والمنددين بجرائم الاحتلال. وبعد النجاح الباهر وغير المسبوق الذي حققه هؤلاء في النَّيْل من صورة إسرائيل في العالم، وفضح سرديتها عن حربها على غزة، وكذلك الأساطير المؤسسة للحركة الصهيونية، انزعجت الأنظمة في الغرب وأنصار إسرائيل خاصة في الولايات المتحدة حيث اللوبي اليهودي أعلى صوتًا، فرأينا عنقاء المكارثية تنبعث من رمادها على نحو أكثر تطرفًا، لكنها لم تفلح في سعيها وقف موجة التضامن العارمة مع القضية الفلسطينية، لذا قرر مناصرو إسرائيل أن يوحدوا جهودهم لمواجهة "هامان العصر"، ويقصدون به الحركة الداعمة لفلسطين في الولايات المتحدة الأميركية، كما فعلت "أستير" في فارس القديمة، ويصلبونه على الخشبة التي أعدها لصلب "مُردخاي". وهكذا وضعوا إطارًا نظريًّا لعملهم سموه "Project Esther A National Strategy to Combat Antisemitism. National Task Force to Combat Antisemitism" (مشروع أستير: إستراتيجية وطنية لمكافحة معاداة السامية. فريق العمل الوطني لمكافحة معاداة السامية)[1].  كما لو أن "مشروع 2025"، المخطط القمعي للولايات المتحدة المكون من 900 صفحة الذي وضعه عشرات الموظفين السياسيين المرتبطين الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، لم يكن كافيًا[2].

إن الهدف من المشروع الذي سُمي "أستير"، تيمنًا بـ"البطلة" اليهودية التاريخية التي أنقذت اليهود من الإبادة الجماعية في بلاد فارس القديمة، إيجاد مخطط لمواجهة "معاداة السامية" في الولايات المتحدة وضمان أمن ورخاء جميع الأميركيين.

إننا إذا ما تذكرنا الحقبة المكارثية، فإن مجرد نفحة من التعاطف مع الفلسطينيين تكفي لوصف منظمة أو فرد بأنه جزء مما يسمى شبكة حماس. وتشير الوثيقة إلى أن أي مجموعة تسعى إلى "تفكيك نسيج المجتمع الأميركي" يمكن ربطها بهذه الشبكة الخيالية؛ مما يجعلها عرضة للتدمير. وعلى هذا فإن الحرب ضد المشاعر المعادية لإسرائيل ستكون في الوقت نفسه حربًا ضد أعداء مؤسسة "هيريتيج"[3].

فمن يقف وراء المشروع؟ وما مضمونه؟ وما الوسائل لتنفيذه؟ وكيف ينظر إليه من يستهدفهم؟

قبل أن نبسط الكلام في الإجابة عن هذه الأسئلة نورد نبذة عن "أستير" التي سمي المشروع باسمها؛ لأن ذلك يكشف المرجعية الفكرية للجهة التي أصدرته؛ "فعلى النقيض من إنسانية الاسم، فإن المشروع قاسٍ"[4].

اسم المشروع مشتق من قصة توراتية من "سفر أستير". ووفقًا للقصة، التي وقعت في بلاد فارس في القرن الخامس قبل الميلاد، تدخلت "أستير"، التي كانت متزوجة من الملك، لإنقاذ الشعب اليهودي من الإبادة الجماعية. فهي يهودية، كفلها ابن عمها "مُردخاي" بعد وفاة والديها. دُعيت ذات يوم إلى قصر الملك "أحشويروش" مع نساء شابات أخريات ليختار منهن زوجة بدل زوجته "وشتي" التي عصت أمره، فوقع اختياره على "أستير".

كان لدى الملك خادم ذو نفوذ كبير يساعده في حكم البلاد اسمه "هامان"، فأجبر رعيته أن ينحنوا أمام هامان لكن "مُردخاي" رفض؛ لأنه ينحني للرب فحسب. فغضِب هامان وسعى إلى الانتقام لنفسه لا بقتله "مُردخاي" فحسب، إنما بإبادة كل اليهود في أنحاء الإمبراطورية. وقد تمكن "هامان" من أن يحوز رضا الملك ويأخذ موافقته. فما كان من "مُردخاي" إلا أن يطلب من "أستير" أن تكلم الملك ليغير قانون "هامان" وينقذ اليهود. ولكنها خافت؛ لأن الملك كان أحيانًا يقتل من يأتي إليه دون دعوة. فطلب "مُردخاي" من "أستير" أن تفكر في مصير اليهود. فقررت، بعد أن صامت ثلاثة أيام، أن تكلم الملك في الأمر، ولو أدى ذلك إلى قتلها. فغضب الملك على "هامان" وأمر بإعدامه على الخشبة التي كان قد أعدها لإعدام "مُردخاي"، ووضع قانونًا جديدًا يحمي كل اليهود. وهكذا استطاعت "أستير" "بإيمانها وشجاعتها" أن تحمي اليهود الذين احتفلوا وأقاموا وليمة[5].

مرجعية المشروع ومضمونه

طورت "مؤسسة هيريتيج " (The Heritage Foundation) ، وهي مؤسسة فكرية محافظة، كلًّا من "مشروع 2025" و"مشروع أستير"، الذي يهدف إلى معالجة ما يسمى "معاداة السامية" في الولايات المتحدة من خلال اتخاذ إجراءات صارمة ضد ما يسمى "شبكة دعم حماس" التي تضم منظمات معادية للصهيونية، ومؤسسات ليبرالية.

دعت المنظمة، التي تقف وراء "مشروع 2025"، المخطَّط المثير للجدل لإدارة ترامب الثانية، الحكومة الفيدرالية إلى توجيه أنظارها إلى "الجماعات المعادية لإسرائيل والصهيونية والمناهضة لأميركا" التي تسميها "شبكة دعم حماس" أو (HSN)، وتشبهها بالاتحاد الألماني الأميركي (Bund) الذي دعم ألمانيا النازية في ثلاثينات القرن الماضي[6].

ويدعو المشروع إلى استخدام قوانين مكافحة الإرهاب وقوانين الهجرة ضد قادة هذه الشبكة المزعومة -التي تشمل منظمة "صوت اليهود من أجل السلام" (Jewish Voice for Peace)، و"طلاب من أجل العدالة في فلسطين" (Students for Justice)، و"مسلمون أميركيون من أجل فلسطين" (AMP). ومن شأن هذه الحملة أن تستهدف أيضًا المؤسسات التقدمية الكبرى مثل مؤسسة "تايدز"(Tides) ، وصندوق الإخوة روكفلر (Rockefeller Brothers Fund) التي تمول مجموعة من المنظمات المؤيدة لفلسطين فضلًا عن قضايا ليبرالية أخرىTop of Form

Bottom of Form

[7].

وفقًا للمشروع، فإن معاداة السامية في الولايات المتحدة الأميركية لا تزال حية وتنتشر. وقد كشف الهجوم الإرهابي الذي شنَّته حماس على إسرائيل، في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عن معاداة السامية القائمة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة. فالجماعات المعادية لإسرائيل والصهيونية والمناهضة لأميركا والتي تضم ما يسمى بالحركة المؤيدة للفلسطينيين داخل الولايات المتحدة هي جماعات مؤيدة لفلسطين بشكل استثنائي، وأكثر من ذلك مؤيدة لحماس. وهي جزء من شبكة عالمية منظمة إلى الغاية لدعم حماس، وبالنتيجة فهي شبكة دعم للإرهاب.

ويرى المشروع، وهو يتحدث عن الوضع الحالي، أن الهدف الإستراتيجي لـ"شبكة دعم حماس" داخل الولايات المتحدة هو خلق ضغط سياسي داخلي لإجبار حكومة الولايات المتحدة على تغيير سياستها الداعمة لإسرائيل منذ فترة طويلة. أما داخل الولايات المتحدة، فتتلقى الشبكة دعمًا لا غنى عنه من شبكة واسعة من الناشطين والممولين الذين لديهم هدف أكثر طموحًا وخبثًا، وهو تدمير الرأسمالية والديمقراطية. ومع توافق غاياتهم، تقوم "شبكة دعم حماس" ومؤيدوها من أصحاب الميول العدمية بتلقين السذج دعم حماس وكراهية إسرائيل لخلق الفوضى التي تخدم غاياتهم في الشوارع. هذه الشبكة أميركية اسميًّا، ولكنها تستفيد من دعم وتدريب أعداء أميركا في الخارج، ويأمل أعضاؤها في تحقيق أهدافهم من خلال الاستفادة من مجتمعنا المفتوح، وإفساد نظامنا التعليمي، والاستفادة من وسائل الإعلام الأميركية، واستمالة الحكومة الفيدرالية، والاعتماد على تهاون المجتمع اليهودي الأميركي، وفقًا للمشروع.

ولبيان مهمته، يقول المشروع: إن فريق العمل الوطني لمكافحة معاداة السامية يقود تحالفًا لتفكيك البنية التحتية التي تدعم العنف المعادي للسامية الذي تمارسه شبكة دعم حماس والحركات المرتبطة بها داخل الولايات المتحدة الأميركية في غضون 12 إلى 24 شهرًا لاستعادة الحماية المتساوية بموجب القانون لجميع الأميركيين.

وتتمثل رؤية المشروع في تنظيم وتوجيه جميع الشركاء الراغبين والقادرين في جهد منسق يوظف كل الموارد المتاحة لمكافحة آفة معاداة السامية في الولايات المتحدة. ويحدونا الأمل في أن يمثل هذا الجهد فرصة للشراكة بين القطاعين العام والخاص عندما تتولى إدارة راغبة في ذلك البيت الأبيض. أما الهدف فهو ضمان عدم قدرة الحركات المعادية للسامية المتمركزة في الولايات المتحدة على تهديد المواطنين الأميركيين بالعنف، وتفكيك البنية الأساسية لشبكة دعم حماس في مختلف أنحاء أميركا.

وبخصوص أساليب وطرق العمل، فتتمثل في توجيه أعضاء التحالف نحو خطوط عمل مترابطة موضوعيًا ومتميزة ولكنها داعمة لبعضها البعض، كما هو موضح في خطة الحملة المصاحبة، والتي تدمج بدرجات متفاوتة الأساليب (الطرق) الآتية:

• فضح الموارد الحاسمة التي تغذي معاداة السامية: اكتساب فهم شامل للبنية الأساسية التي تدعم الأفراد والمنظمات التي تدعم حماس.

• حشد تحالف من المنظمات الخاصة: بناء وتنسيق جهود وأنشطة المنظمات الخاصة في الولايات المتحدة لتحقيق تأثيرات مشتركة.

• إضعاف الدعم لمعاداة السامية: استغلال الانشقاقات داخل المنظمات المعادية للسامية والمنظمات التابعة لها وجماهيرها المستهدفة.

• مزامنة أعمال التحالف لتحقيق أقصى قدر من التأثير: تنسيق الأعمال والأنشطة في جميع أنحاء المجتمع بالتعاون (عند الاقتضاء) مع الحكومة الفيدرالية وحكومات الولايات لتحقيق التأثير المطلوب ومواءمة الموارد مع الأولويات.

• التركيز: تعطيل الشبكات وإضعافها وحرمانها من الموارد التي تحتاجها لدعم السلوك المعادي للسامية.

• التواصل: إضعاف الدعم للسلوك المعادي للسامية، وفضح الأفراد والمنظمات التي تدعم مثل هذا السلوك لتثبيطه، والإشادة بالأفراد والمنظمات التي تقاومه بشكل فعال لتشجيع الآخرين على الانضمام.

وعن الوسائل لتنفيذ خطة المشروع، فإن المؤسسة تسعى إلى تنظيم وتركيز تحالف واسع النطاق من الشركاء الراغبين والقادرين على الاستفادة من السلطات والموارد والقدرات والأنشطة القائمة، وإذا لزم الأمر، العمل على إنشاء صلاحيات وموارد وقدرات وأنشطة أخرى.

ويتهم "مشروع أستير" "المجتمع اليهودي في أميركا" بـ"التهاون"، ويقول: إن بعض العناصر "عمياء وصماء" عن الخطر الذي تشكله شبكة دعم حماس.[8] 

 

تعليق

تكشف تسمية المشروع البعد الديني في تفكير القائمين عليه وهو بعد متطرف استلهم قصة إنسانية لمحاربة قضية إنسانية. وهو مليء بالعبارات الطنانة التي لا تتناول كثيرًا من التفاصيل، ولكنه يستحق الاهتمام بسبب المؤسسة التي صدر عنها. وقد ساعد مركز الأبحاث هذا في تشكيل سياسات الرؤساء الجمهوريين عقودًا من الزمن، وهو يركز الآن على "مأسسة الترامبية". وقد صاغ خطته المعادية للسامية تحالف يضم معهد "أميركا أولًا للسياسات"، والذي غالبًا ما يشار إليه على أنه "البيت الأبيض في الانتظار".

ومن المفارقات أن شعار "أميركا أولًا" كان شعارًا يفضله بعض المتعاطفين مع النازية قبل الحرب العالمية الثانية الذين يدينهم "مشروع أستير". وهذا يعني وجود فرصة جيدة لأن يصبح الكثير مما ورد في وثيقة "مشروع أستير" المكونة من 33 صفحة سياسة فيدرالية في عهد الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب[9].

ويزعم المشروع أن دوافع هذه الجماعات وفهمها للتاريخ يأتيان "مباشرة من صفحات" البيان الشيوعي. ولم يحدد جماعة "الكو كلوكس كلان"، ولا النازيين الجدد أهدافًا محتملة في مخططه، كما لو أن معاداة السامية غير موجودة بين شبكة المنظمات العنصرية البيضاء التي تدعم "ماغا"  [10](MAGA)وتزعم أن دوافع هذه الجماعات وفهمها للتاريخ تأتي مباشرة من صفحات البيان الشيوعي[11]. إن القصد من هذا الربط هو إشارة إلى أن خطر المناصرين للقضية الفلسطينية، مثل "الخطر الشيوعي" الذي هدد الولايات المتحدة قبل سبعين عامًا. فانطلقت حملة محمومة في كل من يشتبه فيه بأنه شيوعي، وذلك بعد أن أعلن جوزيف مكارثي، عضو مجلس الشيوخ الأميركي، في شهر فبراير/شباط 1950، أن لديه قائمة تضم 205 موظفين يعملون في وزارة الخارجية الأميركية ويشتبه بأنهم شيوعيون. ونتج عن تلك الحملة قلب حياة العديد من ضحاياها هؤلاء رأسًا على عقب ومنهم من اضطر لمغادرة البلاد[12].

يساوي "مشروع أستير" بين معاداة الصهيونية وانتقاد إسرائيل من ناحية ومعاداة السامية، بل ومعاداة أميركا من ناحية أخرى. فهو يصور الملايين من الأميركيين المعارضين للإبادة الإسرائيلية في فلسطين ودعم الولايات المتحدة لها على أنهم انتهازيون وممولون من الخارج وغير أصلاء. ويزعم المؤلفون أن الجماعات "انقضَّت" على هجوم حماس، في 7 أكتوبر/تشرين الأول، "عازمة على استخدامه باعتباره حدثًا على غرار جورج فلويد للقفز إلى مركز الصدارة وانتزاع ميكروفون عملاق".

يقول جوزيف هاولي(Joseph Howle) ، أستاذ في جامعة كولومبيا شارك في تنظيم أعضاء هيئة التدريس اليهود ضد الحرب واستغلال معاداة السامية: "لقد أراد المهيمنون الصهاينة من اليمين المتطرف سنوات أن يجعلوا من اليهود المعادين للصهيونية أو غير الصهاينة أو المنتقدين لإسرائيل خارجين عن القانون. وقد نجحوا هذا العام في جعل الجامعات تجعل ذلك سياسة... والآن يريدون جعله قانونًا فيدراليًّا". وزاد هاولي أن "مشروع إستير هو مجرد المزيد من نفس الاستبداد المتحمِّس من اليمين القومي المسيحي الأميركي، والذي أصبح أكثر رعبًا بسبب الآلاف من الأرواح التي يكلفها في الخارج واستعداد الكثير من المؤسسات اليهودية في هذا البلد للتوقيع عليه". "إنه أمر مخز"[13].

يتعرض الأميركيون الذين يرفعون أصواتهم ضد دعم الولايات المتحدة للإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في فلسطين لقمع واسع النطاق، ولكن "مشروع أستير"، يجسد مسعى يمينيًّا لإضفاء الطابع المؤسسي على القمع من خلال توظيف الحكومة سلاحًا، لاسيما تلك التي يقودها ترامب الذي حاول أن ينأى بنفسه عن مشروع 2025 بشكل غير مقنع، بالنظر إلى سلسلة العلاقات التي تربطه بمؤلفي المشروع)، ويبدو أن "أستير" موجه إليه مباشرة[14].

وترى مؤسسة "هيريتيج" نفسها مسؤولة عن تنسيق وتوجيه الجهود على مستويات الحكومة كافة، فضلًا عن المجالات الأكاديمية والاجتماعية والقانونية والمالية والدينية، لتنفيذ الخطة.

وكما يقترح مشروع 2025 جدولًا زمنيًّا لا يتجاوز 100 يوم لتفكيك الحكومة الفيدرالية وإعادة بنائها وفقًا لإملاءات اليمين المتطرف، فإن ملحقه "مشروع أستير"، يتصور القضاء على "المشاعر المعادية لإسرائيل"، في الولايات المتحدة في غضون 12 إلى 24 شهرًا فقط.

وبحلول نهاية هذه الفترة، وفقًا لمؤسسة "هيريتيج"، لن يوجد المزيد من المظاهرات المؤيدة لفلسطين في الولايات المتحدة، وسيُرحَّل المتعاطفون مع القضية أو يُسجنون أو يُحرمون أو يُطردون، أو يُدفعون إلى الاختباء تحت الأرض. كما سيجري تطهير المجتمع اليهودي في الولايات المتحدة من أي عناصر متعاطفة مع القضية الفلسطينية[15]. هل ستنجح الخطة؟ من المستبعد ذلك؛ لأنها تمثل قلة متطرفة معزولة، وهي تدرك ذلك؛ مما جعلها تدعي أن جهات عدة أسهمت في المشروع،

لكن التقارير من موقع "جويش إنسايدر" أظهرت أن مؤسسة "هيريتيج" واجهت صعوبة كبيرة في العثور على منظمات يهودية فعلية لتصبح "شريكة" في مشروعها. فالعديد من المنظمات التي زعمت المنظمة أنها ساعدتها في إنشاء المشروع تقول إنه لم يكن لها في الواقع أي دور في صياغته على الإطلاق، بما في ذلك المؤتمر اليهودي العالمي (The World Jewish Congress) والتحالف اليهودي الجمهوري (The Republican Jewish Coalition).. ولكن بدلًا من ذلك، بدا أن المنظمات المسيحية الإنجيلية لعبت دورًا رئيسيًّا في كتابته، ومن المرجح أن الناخبين المسيحيين وليس اليهود هم الجمهور المستهدف من الحملة[16].

فضلًا عن هذا، فإن موقف الرأي العام الأميركي من القضية الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي تغير بشكل جذري بعد "طوفان الأقصى" تغيرًا لا رجعة فيه، وأن معظم منجزات الصهيونية في 100 عام ذهبت أدراج الرياح.

ABOUT THE AUTHOR

References
  1. لتراجع المشروع في موقع المؤسسة: https://www.heritage.org/progressivism/report/project-esther-national-strategy-combat-antisemitism
  2. لتراجع المشروع في هذا الموقع الإلكتروني: chrome-extension://efaidnbmnnnibpcajpcglclefindmkaj/https://static.project2025.org/2025_MandateForLeadership_FULL.pdf
  3. Taryn Fivek, "Project Esther: Next chapter of Project 2025…". October 18, 2024. https://shorturl.at/2v83q
  4. Ibid.,
  5. لتراجع تفاصيل قصة أستير في "سفر أستير"، الكتاب المقدس-العهد القديم. https://st-takla.org/pub_oldtest/17_ester.html

وشرح كلمة أستير في قاموس الكتاب المقدس، دائرة المعارف الكتابية المسيحية: https://shorturl.at/ZFWYx

  1. "البوند الألماني الأميركي، منظمة أميركية شبه عسكرية موالية للنازية كانت أكثر نشاطًا في السنوات التي سبقت دخول الولايات المتحدة الحرب العالمية الثانية مباشرة. كان معظم أعضاء البوند مواطنين أميركيين من أصول ألمانية. كان يمولها

الرايخ الثالث". للاستزادة، راجع:

" German-American Bund, American organization", Britannica, https://www.britannica.com/topic/German-American-Bund

  1. Arno Rosenfeld , "The group behind Project 2025 has a new plan to fight antisemitism", Forward, October 15, 2024. https://shorturl.at/dqfd9
  2. The Heritage Foundation, "Project Esther", p. 26.
  3. Rosenfeld , "The group behind Project 2025 has a new plan to fight antisemitism", opcit
  4. اختصار لشعار ("Make America Great Again" -"اجعلوا أميركا عظيمة مرة أخرى")، الذي اتخذه دونالد ترامب لحملته الانتخابية في 2016.

تأسست الحركة على الاعتقاد بأن الولايات المتحدة كانت ذات يوم دولة "عظيمة"، ولكنها فقدت تلك المكانة بسبب النفوذ الأجنبي، سواء أكان داخل حدودها (عن طريق الهجرة والتعددية الثقافية) أم خارجها (عن طريق العولمة أو زيادة التكامل بين الاقتصادات الوطنية المتعددة). يعتقد أعضاء الحركة أن هذا السقوط من حالة النعمة يمكن عكسه من خلال سياسات "أميركا أولًا" التي من شأنها أن توفر درجة أكبر من الحمائية الاقتصادية، وتقلِّل إلى حدٍّ كبير من الهجرة، خاصة من البلدان النامية، وتشجع أو تفرض ما يراه أعضاء الحركة قيمًا أميركية تقليدية.

"MAGA movement, United States political movement", Britannica,

https://www.britannica.com/topic/MAGA-movement

  1. "Project Esther",  opcit., p. 6.
  2. BBC عربي، "ضحايا المكارثية في الولايات المتحدة شملوا الشيوعيين وخصومهم أيضًا"، 13 مايو/أيار 2019.  https://www.bbc.com/arabic/world-48258155  
  3. 'Prem Thakker, "Project Esther: The Right-Wing Group Behind Project 2025 Has a Plan to Crack Down on America's Pro-Palestine Movement", oct 29, 2024. https://zeteo.com/p/project-esther-the-right-wing-group-trump-palestine…
  4. Ibid.,
  5. Fivek, "Project Esther: Next chapter of Project 2025…", opcit.,
  6.  Ibid.,