تمهيد

مع مضي ستين عاما على تأسيس حلف شمال الأطلسي عام 1949، يتجدد السؤال عن المغزى من بقائه بعد غياب حلف وارسو، غريمه الشيوعي أثناء الحرب الباردة.
23 July 2009

مع مضي ستين عاما على تأسيس حلف شمال الأطلسي عام 1949، يتجدد السؤال عن المغزى من بقائه بعد غياب حلف وارسو، غريمه الشيوعي أثناء الحرب الباردة.


ويعتبر هذا السؤال الذي سبق طرحه فور نهاية الحرب الباردة بحدةٍ أشدّ، سؤالا جوهريا عن مستقبل الحلف وعن المهام التي يراد له أن يقوم بها، وهل يمكن اعتبارها عسكرية محضة أم مرتبطة بوصف الحلف نفسه أنه "حلف قيم ومبادئ"، ثم عن العلاقة بين توسعه جغرافيا وتطويره عسكريا وبين تلك المهام.





السؤال عن مستقبل الحلف وما يتوقع أن يستقر عليه تعامله مع العالم الإسلامي، يستدعي أيضا الحديث عن تفاعل هذا العالم مع الحلف على ضوء واقعه الراهن،.
وتندرج كل هذه القضايا في إطار تبدل المعطيات الدولية تبدلا جذريا عما كانت عليه عند تأسيس الحلف، إضافة إلى ازدياد التركيز على مستقبل العلاقات الغربية مع المنطقة الإسلامية التي تمثل دائرة حضارية مختلفة عن الدائرة الحضارية الغربية، مما يؤكد تنامي مفعول منظومة القيم مستقبلا من وراء الأبعاد الاقتصادية والسياسية والأمنية المحضة.

ولا يخفى أن ذلك يجري على أرضية أطروحات متناقضة بين صدام الحضارات كما تنبّأ بها صموئيل هنتنغتون، والانفتاح الغربي على العالم الإسلامي على أساس الحوار والتعاون والمصالح المشتركة، وهو ما ترمز إليه صياغة كلمة الرئيس الأميركي باراك أوباما التي وجهها من جامعة القاهرة إلى العالم الإسلامي، وأصداؤها المبدئية في دول الحلف من العالم الغربي.


السؤال عن مستقبل الحلف وما يتوقع أن يستقر عليه تعامله مع العالم الإسلامي، يستدعي أيضا الحديث عن تفاعل هذا العالم مع الحلف على ضوء واقعه الراهن، حيث لا يشكل كتلة متماسكة كالكتلة الغربية الآخذة في الاتساع شرقا في الشريط الشمالي من الكرة الأرضية، والامتداد عالميا عبر علاقات الشراكة، بغض النظر عن وجود نقاط خلاف بين نقاط التوافق والتماسك بين دولها.


وتبعا لما سبق، تستهدف هذه النظرة الاستشرافية طرح إجابات مبدئية على الأسئلة التالية:



  1. ما هو موقع منظومة القيم والمبادئ من وجود حلف شمال الأطلسي كما يراها منذ نشأته؟ وما هي مواطن التبدل التي طرأت على هذه المنظومة مع تعديل مهام الحلف وبنيته الهيكلية العسكرية؟
  2. أين تكمن عناصر الاستمرارية وعناصر التطور في ظل توسع الحلف الجغرافي وتطوير مهامه دوليا؟
  3. ما هو موقع المنطقة الإسلامية في المسيرة الأطلسية المستقبلية؟ هل يمكن التمييز بين نقاط التقاء ونقاط صدام بين المصالح الأطلسية ومصالح العالم الإسلامي رغم غياب التكتل إسلاميا؟
  4. ما هي الإمكانات المتاحة أمام الدول الإسلامية والخطوات الضرورية للتعامل مع الحلف مستقبلا في ظل تطويره المتواصل، والواقع القائم في العالم الإسلامي؟

عودة للصفحة الرئيسية للتقرير