أسبوع الفصل العنصري الإسرائيلي: ربط جنوب إفريقيا بفلسطين

اقتصر نشاط حركة أسبوع الفصل العنصري الإسرائيلي بجنوب إفريقيا على جدران الجامعات والجامعات ليست المكان المناسب لمخاطبة شباب السود لقلتهم في التعليم، ويتعين مخاطبتهم في الشوارع إضافة للطبقة العاملة من السود فبإمكان الشباب والعمال إرغام الحكومة على تعديل سياساتها تجاه القضية الفلسطينية.
2012617121430658734_20.jpg

"إننا نعتقد جيدا أن حريتنا لا تكتمل إلا بحرية الفلسطينيين"(1)
                                                                                      الرئيس نلسون مانديلا

نظم أسبوع الفصل العنصري الإسرائيلي في المدن والجامعات في مختلف أنحاء العالم ونظم في جنوب إفريقيا حيث تم نقل هذه التظاهرة الدولية من قاعات المحاضرات في الجامعات لتحتفل بها المجتمعات المحلية خلال شهر حقوق الإنسان الذي احتفل به هذا البلد، وكان ذلك في شهر مارس/ آذار 2012. (2)

هدف هذه التظاهرة هو المساهمة في الجهد الدولي المناهض لنظام الفصل العنصري الإسرائيلي وكذلك العمل على تقوية حملة المقاطعة، وسحب الاستثمار وفرض العقوبات (BDS)، وذلك وفقا للمطالب الواردة في البيان الصادر في يوليو /تموز 2005 الذي يطالب بتحقيق المواطنة الكاملة للمواطنين العرب داخل إسرائيل ووضع حد لاحتلال إسرائيل لجميع الأراضي العربية بما فيها هضبة الجولان، والضفة الغربية المحتلة مع القدس الشرقية وقطاع غزة، ثم تفكيك الجدار وحماية حق اللاجئين في العودة لديارهم وممتلكاتهم كما هو منصوص عليه في قرار الأمم المتحدة رقم 194. (3)

اكتسبت تظاهرة أسبوع الفصل العنصري الإسرائيلي زخما تزامن مع حملة سحب الاستثمار وفرض العقوبات المناهضة لإسرائيل وقد زاد زخم هذه الحملات مع أجواء الربيع العربي. وسيكون من الخطأ التقليل من أهمية حركة أسبوع الفصل العنصري الإسرائيلي سواء من السياسيين، أو من الإعلاميين أو من خبراء السياسية باعتباره مهرجان فنون يتكلم فيه الطلاب عن مواضيع خارجة عن نطاق معرفتهم.

لقد عبرت تل أبيب عن قلقها مما حققته وما يمكن أن تحققه مستقبلا حركة أسبوع الفصل العنصري الإسرائيلي في جنوب إفريقيا مع استمرار الحركة في الدفاع عن حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم وتشكيل دولتهم المستقلة. قامت إسرائيل بإرسال وفد إلى جنوب إفريقيا معني بـ"سمعة إسرائيل" في محاولة منها لجبر الضرر الذي تلحقه حركة أسبوع الفصل العنصري الإسرائيلي بصورة إسرائيل، إلا أن الفريق القوي والقائم على حركة هذه التظاهرة والمكون من 25 عضوا بقي مصمما على جهوده المضنية لتحقيق نتائج ملموسة تصب في صالح الكفاح الفلسطيني.

سيكون النصر النهائي لحركة أسبوع الفصل العنصري الإسرائيلي ولحركة المقاطعة، وسحب الاستثمار وفرض العقوبات المناهضتين لإسرائيل في قطع تشواني(4) لجميع علاقاتها مع تل أبيب على غرار ما فعلت بعض الدول مع نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا متمثلا في حكومة الحزب الوطني؛ فنتيجة للإهانة والإذلال الذي عانته الغالبية من سكان جنوب إفريقيا على يد الأقلية من المستوطنين البيض، لا يمكن لجنوب إفريقيا الديمقراطية أن تتساهل مع نظام الفصل العنصري الإسرائيلي أو تخضع لدعايته المغرضة.

تحويل الأقوال إلى أفعال

تعتبر حركات مثل حركة أسبوع الفصل العنصري الإسرائيلي وحركة المقاطعة، وسحب الاستثمار وفرض العقوبات، حركات ذات أهمية حاسمة في الكفاح ضد الأنظمة الاستعمارية لكونها تعمل بوصلة توجيه أخلاقي للحكومات في حالة فقدان هذه الحكومات الجرأة لمواجهة أساليب التخويف التي تتبعها الدول المتقدمة التي تمتلك القدرة على الاعتراض على الدول النامية بشكل مستمر. كانت جنوب إفريقيا ما بعد فترة الفصل العنصري إحدى الدول النامية التي دعمت بطريقة لا لبس فيها حلفاءها في الشرق الأوسط مع ما يسببه ذلك من إزعاج لواشنطن، وهذا الدعم الذي تقدمه جنوب إفريقيا لفلسطين يجعلها عرضة للتكتيكات الخطرة للولايات المتحدة الأمريكية في مجلس الأمن. وآخر مظاهر هذا التضامن مع فلسطين من طرف جنوب إفريقيا هو التصريح الذي أدلى به الرئيس زوما مؤخرا في الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث قال أن عضوية دولة فلسطين في الأمم المتحدة "ستكون خطوة حاسمة نحو تحقيق سلام دائم في المنطقة" (5).

لا تعكس الإجراءات المتخذة من طرف تشاوني الكلام المطمئن الذي أدلى به زوما في الجمعية العامة للأمم المتحدة؛ لذا يجب أن تترجم التعهدات التي قطعتها جنوب إفريقيا على نفسها إلى أفعال تتحدث عن نفسها كمقاطعة نهائية للاقتصاد والمصالح الإسرائيلية. من جهة أخرى ليس من تقاليد الحكومات في جنوب إفريقيا أن تظهر في الغالب القوة والحزم والإرادة السياسية، بل إن سمعتها السيئة فيما يخص القابلية للي الذراع وحتى الخضوع، ولسوء الحظ برهن سلوك جنوب إفريقيا في الفترة الأخيرة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن سياستها قابلة للتغير والتأثر بالضغوط الغربية بخصوص السياسة في الشرق الأوسط والتغييرات التي أتت بها الثورات العربية.
وهذه العوامل هي ما تتطلب وجود حركات بديلة مثل مبادرة أسبوع الفصل العنصري الإسرائيلي التي تركز على إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية يمنع تشاوني من السعي لإيجاد حل فقط للخلاص من الصداع الذي تسببه القضية. وتمتلك حركة أسبوع الفصل العنصري الإسرائيلي إمكانية العمل كرقيب على الحكومة الذي يتزعمها حزب المؤتمر الوطني الإفريقي من أجل "إعادة إحياء علاقاته القديمة مع جميع مكونات منظمة التحرير الفلسطينية لجعل هذه المنظمة –التي تعتبر الآن ظلا لسابقتها- جسما ممثلا للشعب الفلسطيني بشكل حقيقي" (6).

يعتبر نمو حركة أسبوع الفصل العنصري الإسرائيلي أمرا حتميا، إلا أن شعبية الحركة وسط الجنوب إفريقيين تواجه ثلاث عقبات بارزة هي: أولا مشكلة الجماهير غير المعبأة والتي لا تعرف الكثير عن الكفاح الفلسطيني، ثانيا التعتيم الذي تمارسه وسائل الإعلام الوطنية فضلا عن الدفاع الشرس من طرف الدوائر الصهيونية التي رسخت أقدامها بشكل عميق وآمن في السياسة والاقتصاد الجنوب إفريقيين ثالثا.

قوة التعبئة الجماهيرية بالأرقام

يمكن للجماهير المعبئة سياسيا التأثير في تغيير الأنظمة السياسية كما حدث مؤخرا من خلال الإطاحة بالأنظمة في كل من تونس، ومصر، وليبيا واليمن. استفادت جنوب إفريقيا من التعبئة الجماهيرية المحلية والدولية من خلال حملة المقاطعة، وسحب الاستثمار وفرض العقوبات. وحتى يومنا هذا تستمر نقابات العمال ومنظمات المجتمع المدني في جنوب إفريقيا في استخدام التعبئة الجماهيرية لتذكير وإقناع الحكومة بتنفيذ التزاماتها المتمثلة في الاستماع إلى المواطنين وخدمتهم(7). لكي يتم القضاء على نظام الفصل العنصري في إسرائيل من قبل حركة أسبوع الفصل العنصري الإسرائيلي وحملة المقاطعة، وسحب الاستثمار وفرض العقوبات، يتطلب الأمر أن يكون نفس حماس الجماهير في جنوب إفريقيا شبيها لنظيراتها في الوطن العربي الذي استعادت من خلاله قوتها في مواجهة المؤسسات القمعية في دولها.

لا شك أن نشاطات حركة المقاطعة، وسحب الاستثمار وفرض العقوبات على إسرائيل قد أعطت نتائج ملموسة فيما يخص رفع مستوى الوعي حول سياسات الدولة الصهيونية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفي نفس الوقت هناك قلق حول تأثير هذه الحملة على كل الأطراف المعنية بالكفاح الفلسطيني مع أو من هي ضد نظام الفصل العنصري الإسرائيلي. فقد شكك الأستاذ نورمان فنكلشتاين في مصداقية الإنجازات التي تدعي هذه الحركة أنها حققتها فيما يخص دفع القضية الفلسطينية نحو الاستقلال والسيادة(8).

والتشكيك في جدوائية الحركة يعني طرح نفس الإشكالية بالنسبة لحركة أسبوع الفصل العنصري الإسرائيلي في جنوب إفريقيا أيضا. وإذا كانت فعالية هذه الحركات تكمن فيما تحققه من أرقام كما فعلت حركة المقاطعة، وسحب الاستثمار وفرض العقوبات عندما شنت حربا اقتصادية ودبلوماسية ضد حكومة الحزب الوطني في جنوب إفريقيا، فإنه يتوجب على حركة أسبوع الفصل العنصري الإسرائيلي أن تكون لها نفس القوة إن هي أرادت تحقيق أهدافها.

وانطلاقا من هذا الوضع يبقى السؤال المطروح هو مدى القوة التي تمتلكها حركة أسبوع الفصل العنصري الإسرائيلي في جنوب إفريقيا؟ حسب تقييم أجراه بنجامين بوغراند وبسام عيد فإن حركة أسبوع الفصل العنصري الإسرائيلي إضافة لحملة التضامن مع فلسطين، ومجلس القضاء الإسلامي، ومحكمة راسل، واتحاد العمال السود واتحاد الكنائس في جنوب إفريقيا، لا تمتلك كلها أي تأثير سياسي على الرأي العام المحلي خصوصا فيما يتعلق بالموقف من النزاع العربي الإسرائيلي، والقلة من الجنوب إفريقيين الذين يمتلكون وعيا معينا بهذه القضية يسقطون ضحايا الدعاية المضادة.(9)

قد لا يكون تحليل بوغراند وعيد صائبا تماما فيما توصلا إليه حول "محدودية معرفة المواطنين العاديين في جنوب إفريقيا بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي"(10)، من الممكن اعتبار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي من أكثر النزاعات دراسة في السياسة الدولية المعاصرة لكن هذا الصراع لا يحتل مكانا معتبرا في الخطاب المتداول في جنوب إفريقيا ما بعد فترة الفصل العنصري.

في السابق اقتصر وجود حركة أسبوع الفصل العنصري الإسرائيلي على جدران مؤسسات التعليم العالي، في الحقيقة تعتبر الجامعات حاضنة للشباب الذي يعد دائما أفضل مكون في المجتمع لكونه يشكل رأس الحربة في كل الثورات التي تتردد أجيال الشيوخ والكبار في خوضها. لكن الجامعات ليست المكان المناسب لمخاطبة الجماهير في جنوب إفريقيا، وليست بالقطع مكانا لمخاطبة الشباب السود الذين ورثوا تركة فترة الفصل العنصري من نقص في فرص التعليم والتشغيل. وهؤلاء الشباب هم من يملأ الشوارع إضافة للطبقة العاملة من السود الذين بإمكانهم إرغام الحكومة وشركائها على تعديل خياراتهم وممارساتهم.

يمكن لحركة أسبوع الفصل العنصري الإسرائيلي تعزيز قاعدة دعمها الشعبي من خلال تثقيف الشباب السود بما يتعرض له نظراؤهم الفلسطينيون؛ وذلك لكون هذه القاعدة الشعبية هي أساس شرعية أية سلطة من عدمها في جنوب إفريقيا. وقد اعتمدت حركة أسبوع الفصل العنصري الإسرائيلي على الإنترنت لخلق دعاية لنفسها، والإنترنت ليست وسيلة فعالة للدعاية كما هو الحال في الوطن العربي؛ لأن الإعلام المطبوع والمذاع لا يزال مصدر المعلومات الأكثر تفضيلا خصوصا لمن لا يمتلكون قدرة شرائية معتبرة في جنوب إفريقيا. إذا استثنينا محطة إذاعية كمحطة "سا أف أم" فإنه من الممكن القول إن الحركة تواجه حصارا إعلاميا في جنوب إفريقيا. وتعتبر الحركة مبادرة ضرورية ومهمة لكن يتوجب عليها توسيع قاعدتها الشعبية كما يتوجب عليها الاستمرار في توسيع قاعدتها لتمتد للشباب السود في المناطق الحضرية؛ وذلك عائد إلى أن تعبئة الجماهير والإعلام المحلي يمكن أن يجعلا الحركة حاضرة بقوة في أية اجتماعات أو مفاوضات دبلوماسية بهذا الخصوص.

التغلب على الدوائر الصهيونية في جنوب إفريقيا

ولد نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا في نفس الفترة التي ولدت فيها الدولة الصهيونية. وكانت الإيديولوجيا المؤسسية التي ظهرت في 1948 والمستوحاة من النازية الجديدة أساسا للعلاقة القوية بين الدولتين الاستيطانيتين؛ لهذا تنطبق نفس الأسباب التي دفعت لإنهاء نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا على إسرائيل اليوم؛ ولذلك لا يمكن لإسرائيل الاستمرار في نفس الممارسة التي تقوم بها حاليا. من ناحية أخرى لا يعتبر دعم جنوب إفريقيا الديمقراطية لحق إسرائيل في الوجود لا أخلاقيا فقط بل هو أمر غير لائق بدرجة كبيرة. لقد وضعت جنوب إفريقيا كل الأمور في نصابها الصحيح فيما يخص دعمها لإرادة الفلسطينيين من أجل التحرر لكن هذا الشكل من التضامن يبقى حبيس مجالس إدارة الشركات التي تحرك الاقتصاد كما أثبتت حركة المقاطعة وسحب الاستثمار وفرض العقوبات.

وتحتفظ جنوب إفريقيا الديمقراطية بعلاقات ثنائية واقتصادية قوية مع إسرائيل وفي قطاعات عدة. وتستمر إسرائيل في تعزيز هذه العلاقات من خلال استغلال الحاجة الماسة لجنوب إفريقيا في قطاعات الطاقة المتجددة والتكنولوجيا الزراعية. ولم تنقطع العلاقات بين البلدين مع سقوط نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا بل استمر التبادل التجاري وبنجاح رغم الجهود التي تبذلها حركة المقاطعة، وسحب الاستثمار وفرض العقوبات. وتمتلك المجموعات اليهودية والصهيونية استثمارات مربحة طويلة الأمد في جنوب إفريقيا يحرصون على حمايتها مهما كلف الثمن.

وتعتبر جنوب إفريقيا في وضع يمكنها من تحقيق التوازن بين مصالحها السياسية الداخلية والخارجية، وفي نفس الوقت دعم وجود دولة فلسطينية ذات سيادة. لقد شكل تاريخ 27 من إبريل /نيسان مرحلة نضوج التجربة الديمقراطية الجنوب إفريقية مما يحمل معه مسؤوليات جمة حيث تمر جنوب إفريقيا بعامها الثامن عشر بعد انتهاء نظام الفصل العنصري؛ لهذا يتوجب على عليها أن تكون حازمة وحاسمة فيما يخص سياستها الخارجية نحو إسرائيل وفلسطين لأن الطريقة التي تتصرف بها جنوب إفريقيا في سياسات الشرق الأوسط هي ما سيحدد طبيعتها؛ لذلك تم انتقاد تشاوني بشدة بسبب دورها في تكريس الأهداف التوسعية والعدوانية لإسرائيل. وفي عام 2009 أقرت اللجنة الوطنية لحركة المقاطعة، سحب الاستثمار وفرض العقوبات تقريرا أعدته الحملة الشعبية الفلسطينية المناهضة لجدار الفصل العنصري يستعرض ما سماه التقرير "شراكة جنوب إفريقيا الديمقراطية في الاحتلال والاستعمار والفصل العنصري الإسرائيلي"(11) ويوثق التقرير، الواقع في 58 صفحة، الآثار الاقتصادية والاجتماعية المأساوية التي لحقت بالمواطنين في الأراضي الفلسطينية المحتلة من جراء العلاقات الطويلة بين الشركات والمؤسسات شبه الحكومية الجنوب إفريقية وإسرائيل.

حركة أسبوع الفصل العنصري الإسرائيلي ووضع المعروف في غير أهله

وكما أشرنا سابقا تتحدد هوية جنوب إفريقيا الديمقراطية حسب الطريقة التي تتعامل بها مع جنوب إفريقيا مع الوضع في الشرق الأوسط خصوصا فيما يتعلق بشقيقتها دولة فلسطين التي تعتبر نسخة تامة لما مرت به جنوب إفريقيا. وفي انتظار أن تعتمد تشاوني في سياستها الخارجية على معايير متماسكة وجريئة تجاه كل من فلسطين وإسرائيل فإنه ينبغي على جنوب إفريقيا عدم التردد في الاعتماد على حركة أسبوع الفصل العنصري الإسرائيلي لتسهيل إعادة ربط العلاقة بين جنوب إفريقيا بكفاح الفلسطينيين ضد نظام الفصل العنصري في إسرائيل. واليوم ومن أجل إعادة إشعال التضامن بين جنوب إفريقيا مع فلسطين لا يوجد أفضل من الشعار الذي يقول "إن حريتنا لا تكتمل إلا بحرية الفلسطينيين"(12)

قد تكون حركة أسبوع الفصل العنصري الإسرائيلي تواجه تحديات يصعب التغلب عليها إلا أن الحركة ما زالت تقاوم بعد مضي 8 سنوات على قيامها وهي لا تزال في نمو مضطرد منذ ذلك الحين. ويتطلب تثقيف وتعبئة الجماهير وكذا مواجهة الحصار الإعلامي الكثير من الصبر والمثابرة. ويتطلب قلب الميزان المشروخ للشركات والحكومات التي لا تهتم إلا بالأمور الأساسية الكثير من الصمود والعناد النابعين من قناعة حقيقية لا تتزحزح. وتمتلك حركات أسبوع الفصل العنصري الإسرائيلي وحركة المقاطعة، وسحب الاستثمار وفرض العقوبات في عمومها كل هذه المواصفات مما يجعل من التقليل من قدرة هذه الحركات على الإسهام الفعلي في تحرير فلسطين أمرا غير صائب. وتعتبر الحملات التي تقوم بها هذه الحركات لنصرة فلسطين مجرد خطوات بسيطة مقارنة بالجهد المضني الذي تبذله الحكومات في الغرب، وإسرائيل وجنوب إفريقيا، ولكن رغم ذلك فإن هذه الجهود البسيطة تسبب صداعا. وإن لم تكن هذه المقارنة واضحة بما فيه الكفاية فإن قصة داوود وجالوت يمكن أن تفي بالغرض حيث إن هزيمة جالوت لم تكن من عملاق كبير بحجمه ولكن من طرف غلام صغير يستخدم مقلاعا وحجرا صغيرا.
___________________________________
بقلم: نولوازي لمبيدي - كاتبة وباحثة من جنوب إفريقيا
ترجمة: الحاج ولد إبراهيم - إعلامي وكاتب موريتاني

الإحالات
1- مقتطف من خطاب ألقاه مانديلا في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، عقد في 4 ديسمبر/ كانون الأول 1997 في بريتوريا.

2- مصدر هذا البيان هو "تاريخ أسبوع الفصل العنصري الإسرائيلي": متوفر على http://apartheidweek.org/

3- مصدر هذا البيان هو "تاريخ أسبوع الفصل العنصري الإسرائيلي": متوفر على http://apartheidweek.org/

4- تشاوني هي الاسم البديل للعاصمة الجنوب إفريقية التي تعرف أيضا باسم بريتوريا حيث يقع مقر الحكومة.

5- أنظر: http://mg.co.za/article/2011-09-22-zuma-throws-weight-behind-palestinian-un-bid

6- انظر الرابط التالي:
 http://www.aljazeera.com/indepth/opinion/2011/09/2011924135852569124.html.
 مقتطف من تصريح مليسا هول متحدثة باسم حملة التضامن مع فلسطين في جنوب إفريقيا

7- نظم اتحاد كوآستو مظاهر وطنية ناجحة للتعبير عن عدم رضا الطبقة العاملة حول نظام الدفع الإلكتروني للطرق السيارة، السمسرة في العمل وارتفاع أسعار الوقود والمعيشة. كانت التظاهرة الوطنية ناجحة للغاية وقد نالت تغطية من دولية من قنوات مثل الجزيرة، سي أن أن وال بي بي سي. تم تنظيم التظاهرة في 7 مارس/ آذار 2012. 

8- أنظر فيديو لنورمان فنكلشتاين في 16 من فبراير/ شباط 2012 في مقابلة مع فرانك بارات أثارت الكثير من الجدل والانتقاد وخصوصا تصريحات نورمان التي صنف فيها الحركة بأنها مجرد "طائفة دينية" تسعى بطريقة خفية للقضاء على الدولة العبرية.

9- أنظر: http://mg.co.za/article/2012-04-13-apartheid-link-is-born-of-ignorance

10- مقتطف من مقال بوغراند وباسم عيد

11-  http://www.bdsmovement.net/2009/palestinian-report-scathing-of-south-africas-relations-with-israel-472

12- مقتطف من خطاب ألقاه مانديلا في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، عقد في 4 ديسمبر/ كانون الأول 1997 في بريتوريا.

ABOUT THE AUTHOR