مداخل تطوير البحث العلمي في بحوث الإعلام والاتصال

تحدد الورقة المعوقات التي يواجهها ميدان البحث في علوم الإعلام والاتصال في العالم العربي، وترى أن الدول المتقدمة لا تزال هي الأخرى في حالة سعي إلى تطوير البحث العلمي في هذا الميدان، لكن يمكن الاستفادة من تجاربها من أجل تفعيل الواقع العربي واستنباط الحلول، وهو ما يتطلب إرادة مشتركة لذلك. وتقترح الورقة عددًا من الخطوات للخروج من الأزمة وتثبيت البحث العلمي في هذا الميدان عبر مراكمة الأبحاث، وربط المختبرات المتخصصة في الجامعات العربية، وكليات الإعلام والتبادل المعرفي والبحثي، وربط الباحثين والمجموعات البحثية، وتشجيع المنشورات المتخصصة والتعريف بالمنشورات والمجلات المتخصصة في العالم العربي، والربط مع جامعات أجنبية وباحثين أجانب للاستفادة من خبراتهم ومواكبة التراكم العلمي الغربي في هذا الميدان.
التعريف بالمنشورات والمجلات المتخصصة وتشجيعها يمثل أحد مخارج أزمة البحث العلمي في حقل الإعلام والاتصال (الأناضول)

يبدو تطوير البحث العلمي في علوم الإعلام والاتصال في عالمنا العربي ضرورة مجتمعية وأكاديمية بالنظر إلى الأهمية المتسارعة التي يكتسبها هذا العلم مع المكانة التي بات يحتلها على الصعد العلمية والاجتماعية والسياسية، خصوصًا مع العولمة الإعلامية التي سمحت بها التقنيات الرقمية المتعددة منذ نهايات القرن الماضي.

وقد بات الإعلام أكثر فأكثر أحد أدوات الهيمنة الفكرية والثقافية، وامتدادًا لأنواع جديدة من الهيمنة والاستعمار تتجلى في تسويق الدول التي تمتلك إنتاج الإعلام، تكنولوجيًّا وفكريًّا ومضامين، أنماطَ حياتِها على الصعيد العالمي. ولم تعد تجلياته في السيطرة على العقول تقتصر على الدعاية السياسية وأساليب الإقناع المتعددة التي تَعَمَّم استخدامها منذ الحرب العالمية الثانية ووجدت ذروتها مع الحرب الباردة، بل تشمل الثقافة والاقتصاد والفن والتربية وصولًا إلى بناء رؤية أخرى للعالم.

إن الدفق الإعلامي الذي سمحت به التقنيات الرقمية الشاملة في ركائزها المتعددة وشموليتها، لاسيما تعميم الإنترنت وتطبيقاتها الكثيرة وتزاوجها مع الهواتف الذكية وغزارة الإنتاج متعدد الاتجاهات، تزيد الحاجة إلى تعزيز البحث العلمي حول الاتجاهات التي يحملها "الإعلام الجديد" على الصعد كافة، خاصة أن عالمنا العربي يعيش تحديات كثيرة تشكِّل وسائل الإعلام والاتصال أدوات أساسية في المواجهة.

لذا، فإن المؤتمر البحثي الذي نظَّمه مركز الجزيرة للدراسات تحت عنوان "المشكلات التطبيقية والنظرية لمناهج البحث في علوم الإعلام والاتصال" بتاريخ 8 و9 ديسمبر/كانون الأول 2021، فتح الباب أمام باحثين عرب في هذا الميدان من أجل تبادل الخبرات والمعارف بهدف سدِّ الفجوة الكبيرة التي يعيشها العالم العربي في هذا الميدان وبهدف الإجابة على سؤال محوري، وهو: كيف نطوِّر البحث العلمي في ميدان علوم الإعلام والاتصال في عالمنا العربي؟

لذلك، فإن الإشكالية التي تبدو أكاديمية من خلال حصرها في البحث العلمي إنما هي في الحقيقة تطول بنتائجها الجوانب المتعددة التي تتناول وسائل الإعلام والاتصال. كما أن السؤال عن واقع البحث العلمي في ميدان علوم الإعلام والاتصال في عالمنا العربي، وإن كان يبدو مجرد سؤال أكاديمي، إلا أن الإجابة عليه تستلزم طرح المشكلات الميدانية التي يعاني منها العالم العربي على صعيد واقع البحث الإعلامي وبالتالي البحث عن حلول لهذه المشكلات.

ويمكن تناول معوقات البحث العلمي في ميدان علوم الإعلام والاتصال من زاويتين:

- الأولى: وهي العامة للاختصاص، انطلاقًا من التجربة الغربية التي يمكننا الاستناد إليها لاستشراف واقع الاختصاص وتطوره، والصعوبات العامة التي يعاني منها العاملون فيه.

- الثانية: في مجتمعنا العربي، انطلاقًا من التجربة الشخصية لنا كباحثين في الميدان، وانطلاقًا من التجربة الميدانية التي عايشناها في كليات الإعلام ومراكز الأبحاث في كل قطر عربي.

وانطلاقًا من هاتين التجربتين، يمكننا أن نستنتج آليات التفعيل والمعالجة.

أولًا: التجربة الغربية

انطلق التراكم الميداني لاستخدامات وسائل الإعلام وتأثيرها المباشر على الجمهور في الولايات المتحدة الأميركية مع إدوارد بيرنيز (Edward Bernays) (1917)، وتأسيس لجنة كريل (Creel commission) لتوجيه الرأي العام الأميركي ودفعه إلى الانخراط في الحرب الكبرى ضد ألمانيا، مرورًا بهارود لاسويل (Harold Lasswell) (1935) الذي حاول وضع أسس نظرية وميدانية لاستخدامات وسائل الإعلام في ميدان العلوم السياسية، وصولًا إلى كلود شانون (Claude Shannon) الذي أرسى ميدان الاختصاص من خلال إطلاقه النموذج الأول (براديغم) للاتصال عام 1948(1).

ترافق هذا التطور النظري مع التطور الميداني التكنولوجي مواكبًا تعميم الإذاعة في عشرينات القرن الماضي، ثم انطلاقة السينما وتاليًا التليفزيون، وصولًا إلى التقنيات الرقمية وتطورها المتنوع الذي شمل التقنيات القديمة وحملها إلى ميادين جديدة، مثل المحطات الفضائية وكل ما حملته الإنترنت من فرص هائلة وتغييرات في مختلف البنى الاجتماعية.

البدايات البحثية في فرنسا في هذا الميدان كانت من خلال المعهد الفرنسي للصحافة (Institut Français de Presse) الذي كان تابعًا عند انطلاقه للمؤسسة الوطنية للعلوم السياسية قبل أن يلتحق بجامعة باريس الثانية(2). الأساتذة الباحثون في فرنسا التقوا عام 1975 في إطار اللجنة الاستشارية للجامعات لإطلاق اختصاص جديد: علوم الإعلام والاتصال(3)، بعد حوالي ثلاثين عامًا على إطلاق شانون نموذجه في الولايات المتحدة الأميركية.

ويبدو واضحًا أن انطلاق البحوث النظرية في هذا الاختصاص، وتحديد ميادينه، جاء بشكل تدريجي نتيجة التراكم المعرفي، كما هي الحال في مختلف العلوم الأخرى. وهذا ما حصل في فرنسا، وهو ما بدأ يظهر في عالمنا العربي نتيجة وعي تخلفنا في هذا الميدان والسعي إلى الانتقال إلى مراحل متقدمة لمواكبة التقدم الحاصل فيه.

وهذا يبيِّن أن معاناتنا كباحثين عرب في علوم الإعلام والاتصال تتشابه مع مشكلات الباحثين في هذا الميدان في فرنسا وغيرها. وإذا استعرضنا تطور الواقع الفرنسي يخيَّل إلينا أنه يعبِّر عن الواقع العربي، وهذا يبدو طبيعيًّا بالنظر إلى حداثة هذا الاختصاص، وأنه ما زال في حال بحث عن أسسه، وأن التطور السريع الذي يطوله نتيجة ثورة الاتصالات المستمرة بشكل متسارع أخَّر وضع أسس ومنطلقات ثابتة له.

في استعراض سريع وغير منهجي لعدد من الباحثين الفرنسيين في هذا الميدان يمكن بسهولة أن نستنتج المعاناة نفسها التي نعاني منها، وذلك في تطور زمني يعبِّر عن المراحل التي مرَّت بها مراحل الاختصاص قبل أن تلقى إطارها الإداري والمنهجي:

- "كثير من الباحثين في هذا الحقل لا يرون فيه حقلًا مستقلًّا عن العلوم الإنسانية الأخرى"(4).

- "كثير من الباحثين في حقل الإعلام يعتبرون أن ميدان الإعلام البحت لا يستقيم بمفرده وهو لا يختلف في شيء عن العلوم الاجتماعية أو العلوم السياسية والألسنية"(5).

- "يعاني ميدان علوم الإعلام من مرض في طفولته، وهو الغموض في مفاهيمه الأساسية... كيف يمكن للباحثين فيه أن يتقدَّموا إذا كانوا لا يتحدثون بلغة واحدة؟"(6).

- "إنه ميدان بحثي ديناميكي، لكنه يعاني من قصر في النظر وضعف في الهوية (...) هناك مشكلة في هويته المعرفية، وفي عدم اتفاق الباحثين على حقوله البحثية، وعدم التقاء الفرق البحثية التي تعمل في الميدان وانعدام التواصل بينها وعدم معرفة ميادين العمل التي تعمل الفرق البحثية عليها"(7).

ويمكن من خلال هذه الاستشهادات السريعة أن نستنتج الآتي:

- الضبابية التي أحاطت بانطلاقة الإطار البحثي في هذا الميدان.

- عدم التقاء الباحثين على مفاهيم موحدة حوله.

- عدم التقاء الباحثين على حقوله البحثية.

- ضعف في الهوية المعرفية للاختصاص.

- تداخل الاختصاص مع غيره من ميادين العلوم الإنسانية.

- انعدام التواصل بين الفرق البحثية.

- محدودية معرفة الاختصاص.

- ضرورة مبادرات للتعريف بالاختصاص وتعزيز التكوين فيه وتنشيط التعاون في ميدانه.

حصلت النقلة النوعية في الميدان بفرنسا، عام 2009، مع تأسيس "المؤتمر الدائم لمديري ومديرات وحدات البحث في علوم الإعلام والاتصال". واعتبر هذا المؤتمر أنه "على خلاف الاختصاصات الأقدم والتي تبدو موحَّدة، فإن علوم الإعلام لا تبدو معروفة بوضوح في وسط دفق العلوم الإنسانية. لذلك نسعى إلى التعريف بغنى الميادين التي تتناولها وقدرتها الكبيرة على التجديد العلمي الذي تحمله"(8).

وحدَّد هذا المؤتمر في أهدافه:

- تعزيز التعارف المتبادل بين وحدات البحث في الاختصاص.

- تبادل المعلومات حول الخبرات في تكوين الدكتوراه والمشاركة في أنشطة معاهد الدكتوراه.

- تعزيز التعاون لقيام مشاريع علمية مشتركة وتعزيز العمل البحثي.

وفي عام 2019، وبمبادرة من "المجلس الموحد لمراكز الأبحاث في علوم الاعلام" جرى وضع أسس ومرتكزات موحدة للاختصاص من أجل تبادل المعرفة وتطور الأبحاث. كما قام المجلس بتحديد ميادين علوم الإعلام والاتصال وصنَّفها في عشرة ميادين: وسائل الإعلام والصحافة، والسينما والصور والصناعة الثقافية، والاتصال العام والسياسي، والاتصال والمنظمات، والوساطات التذكارية والثقافية والتراثية، والميدان الرقمي، والإعلام والتوثيق، والتصميم، وتنظيم المعارف، وإعلام المعرفة والتعليم والتأهيل.

وقد عمد المجلس إلى:

- تعريف كلٍّ من هذه الميادين العشرة.

- وضع الإطار العام لكل ميدان، وتحديد الفاعلين فيه والخطط والأبواب.

- تصنيف الأبحاث حول هذه الميادين.

- تحديد المختبرات التي تعنى بها.

- جمع أبرز الأعمال والمؤلفات التي تتناول الميدان ووضع لائحة بها بتصرف الباحثين.

- رصد أبرز المجلات والشبكات حولها(9).

ونستنتج من هذا العرض أن المشكلة في ميدان علوم الإعلام والاتصال ليست فقط في عالمنا العربي، وأن الدول المتقدمة لا تزال هي الأخرى في حال سعي إلى تطوير البحث العلمي في هذا الميدان، وأنه يمكننا الاستفادة من محاولات تلك المجتمعات من أجل تحصيل تراكم معرفي نستند إليه.

ثانيًا: معوقات الواقع العربي

ولئن كان لكل دولة عربية خصوصيتها فيما يتعلق بواقع علوم الإعلام والاتصال، فإن المعوقات تبدو مشتركة، كما يتفق الجميع على "أن العمل البحثي في ميادين علوم الإعلام والاتصال في عالمنا العربي مشتت وضعيف"(10).

وقد أجرت الأستاذة في كلية الإعلام في الجامعة اللبنانية، بيتي جيلبر سليمان، دراسة معمقة عن تطور علوم الإعلام في لبنان في إطار الكلية نفسها، التي تعود نشأتها إلى العام 1968(11). وبيَّنت دراستها الثغرات الكبيرة في منحى التعليم الجامعي الذي يفترض فيه أن ينشئ بيئة بحثية للأساتذة والطلاب على صعيد المناهج والمنشورات ومراكز الأبحاث في هذا الميدان. واستعرضت المعوقات التي حالت دون ذلك، سواء للنقص في الاختصاصيين في العقود الأولى لانطلاقة الكلية، أو لاتجاه المناهج نحو التأهيل المهني أو بسبب غياب الاهتمام بالميدان البحثي.

كما أنه، وفي إطار الصعوبات العامة التي تواجه الاختصاص، لا يمكن عزل الواقع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي عن ميدان البحث العلمي في ميدان علوم الإعلام والاتصال. فتعزيز المنحى البحثي يتطلب مجموعة عناصر ترتبط مباشرة بهذا الواقع مثل: التحفيز، والتمويل، والاعتراف، والتفاعل، والعمل الجماعي، وحرية النشر والنقد، وغيرها.

ومن المعوقات والصعوبات التي لمستها في عملي أستاذًا وعميدًا في كلية الإعلام في الجامعة اللبنانية، يمكن عرض الآتي:

- العمل البحثي في جامعاتنا غالبًا ما يكون فرديًّا.

- غالبًا ما يهدف العمل البحثي إلى ترقي الأستاذ في رتبته الأكاديمية.

- غياب بنى بحثية في جامعاتنا أو مراكز بحثية، وعدم إمكان انصراف الأستاذ الجامعي إلى وضعية الباحث.

- غياب مؤسسات داعمة للبحث العلمي.

- عمل مشتت يبقى محصورًا، غير معروف، ولا يسهم في التراكم المعرفي الضروري لتطوير هذا العلم.

- انعدام التواصل بين الباحثين المحليين أو على صعيد العالم العربي.

وإذا كنت أوافق على "أن دراسات بحوث الإعلام والاتصال في العالم العربي لم تُقدِّم -إلا فيما ندر من الدراسات- قيمة مضافة ذات جدوى علمية وأصيلة"(12)، غير أني لا أوافق على أن الخلل يكمن في المنطلقات المنهجية والبحثية لهذه الدراسات.

فالمنهج هو أداة، والمناهج البحثية متعددة، وليس هناك واحد أهم من الآخر، إنما المهم اختيار المنهج الذي يلائم البحث، والوصول إلى الأجوبة التي طرحتها المشكلة البحثية. وهذه المنهجيات المتعددة معروفة وتستخدمها مختلف العلوم الإنسانية الأخرى. يكفي استعارة ما نحتاجه منها في بحثنا.

لذلك، فإن المستغرب هو ندرة الأعمال البحثية وضعف مستواها رغم أن منطلقات البحث في علوم الإعلام يمكنها أن تستند إلى أسس البحث في العلوم الإنسانية الأخرى؛ فلماذا ليست في مستوى العلوم الإنسانية الأخرى؟

لذلك، فإن المطلوب تكوين منطلقات أساسية وبناء الأسس البحثية الضرورية قبل التفعيل نحو البحث الرقمي وتحولاته. إن التطوير يفترض الانطلاق من بنية ثابتة وهذا غير موجود. كيف يمكن أن نطوِّر إذا كنا نفتقد الأسس المشتركة للعمل معًا؟ وكيف يمكن توحيد الجهود إذا كنَّا لا نتكلم لغة واحدة وتنقصنا المصطلحات الموحدة؟! وهكذا تغيب المشاريع المشتركة والتعاون الميداني وتبادل المعرفة والمعلومات بين الباحثين العرب... وهي أمور أساسية لتطوير ميدان البحث في الاختصاص.

ثالثًا: المقترحات

إن الخروج من أزمتنا يتطلب خطوات أساسية لتثبيت البحث العلمي في هذا الميدان. وقد جاء مؤتمر الجزيرة ليشكِّل مبادرة نحو بناء شبكة عربية للبحث العلمي في علوم الإعلام ومحاولة معالجة التشرذم العلمي الحاصل، ومن الضروري أن تستتبعه خطوات أخرى، مثل:  

- مراكمة الأبحاث وجمعها من خلال وضع جردة علمية لها حتى اليوم.

- ربط المختبرات المتخصصة في الجامعات العربية ببعضها.

- ربط كليات الإعلام والتبادل المعرفي والبحثي.

- ربط الباحثين والمجموعات البحثية.

- ربط معاهد الدكتوراه بالنظر إلى إنتاجها الجديد والكثيف وتعزيز تبادل الهيئات التعليمية للتفاعل مع بعضها.

- توحيد المصطلحات اللغوية والمعرفية التي لا تزال عائقًا أمام التبادل المعرفي.

- تشجيع المنشورات المتخصصة والتعريف بالمنشورات والمجلات المتخصصة في العالم العربي.

- الربط مع جامعات أجنبية وباحثين أجانب للاستفادة من خبراتهم ومواكبة التراكم العلمي الغربي في هذا الميدان.

- تعزيز التبادل البشري بين الجامعات.

إن المعوقات التي يمر بها ميدان البحث في علوم الإعلام والاتصال في العالم العربي إنما مرَّ بها غيرنا من المجتمعات، ويمكننا الاستفادة من تجاربها من أجل تفعيل واقعنا واستنباط الحلول، لكن ذلك يتطلب أولًا إرادة مشتركة لذلك.

ABOUT THE AUTHOR

References

(1) Jean-Francois Dortier, La communication. Etat des savoirs (Editions Sciences Humaines, 1999).

(2) Claire Blandin, “L’histoire des médias, une approche en évolution,” Médias et médiatisation: Analyser les médias imprimés, audiovisuels, numériques, (2019): 145-154.

(3) Jacques Walter et al., “Dynamiques des recherches en sciences de l’information et de la communication,” hal.univ-lorraine.fr, 2019, “accessed September 1, 2021”. https://bit.ly/3QkCMTG.

(4) Michel Durampart, “Sur les origines et l’évolution des sciences de l’information et de la communication,” Hermès, La Revue, no. 71, (2015/1): 31-40.

(5) Christian Le Moënne, “Les sciences de l’information et de la communication et la crise de la critique: une opportunité de clarification épistémologique,” communication au 16e congrès de la SFSIC, (2008).

(6) Daniel Bougnoux, La communication contre l’information (Hachette, 1995).

(7) Adrian Staii, “Réflexions sur les recherches et le champ des sciences de l’information,” Les Enjeux de l'information et de la communication, Vol. 2004 (2004/1): 50.

(8) Walter et al., “Dynamiques des recherches en sciences de l’information et de la communication,” op, cit.

(9) Ibid.

(10)  انظر الورقة التأطيرية لمؤتمر الجزيرة: "المشكلات النظرية والتطبيقية لمناهج البحث في علوم الإعلام والاتصال".

(11) Betty Gilbert-Sleiman, “Institutionnalisation d une 'interdiscipline'. Le cas des sciences de l’information et de la communication à l’Université libanaise..,” dans Candice Raymond, Myriam Catusse et Sari Hanafi,   Un miroir libanais des sciences sociales. Acteurs, pratiques et discipline, (Diacritique Editions, 2021).

(12) انظر الورقة التأطيرية للمؤتمر.