انتقال القوة من الغرب إلى الشرق: إعادة التفكير في مستقبل النظام الدولي

27 December 2023
(الجزيرة)

صدر عن مركز الجزيرة للدراسات، اليوم، الأربعاء 27 ديسمبر/كانون الأول 2023، كتاب جديد بعنوان "انتقال القوة من الغرب إلى الشرق: إعادة التفكير في مستقبل النظام الدولي"، لمؤلفه عبد القادر دندن، الأستاذ المحاضر بجامعة عنابة بالجزائر، والباحث المختص في الشؤون الآسيوية.

يهدف الكتاب إلى التعريف بـ"نظرية انتقال القوة" من حيث فلسفتها ومنطلقاتها، وكيفية توظيفها لفهم وتفسير مجريات عملية انتقال القوة التي يشهدها حاليًّا النظام الدولي، ومعرفة أهم أسبابها ومحركاتها والقوى الفاعلة فيها.

يرصد الكتاب أهم مؤشرات ومظاهر ودلائل تراجع الغرب وصعود الشرق في سياق انتقال مراكز القوة على المسرح الدولي، ويحلل المبادرات والهياكل الجديدة التي تستحدثها قوى الشرق وعلى رأسها الصين وروسيا لتحقيق رغبتها في تغيير هيكل النظام الدولي، ويحاول الوقوف على أهم العراقيل والعقبات التي تواجه هذا المسعى.  

تأتي أهمية الكتاب من أهمية ما سيترتب على فهم واستيعاب التطورات الحاصلة على مستوى النظام الدولي من تداعيات على واقع ومستقبل المنطقة العربية، ويقول المؤلف في هذا الصدد: إنَّ ما يمكن أن يشهده العالم من تحولات في تراتبية القوة في مستوى أعلى سيكون له انعكاساته على الأقاليم والنطاقات الجغرافية الأدنى وفي مقدمتها المنطقة العربية، ولذلك فضرورة مثل هذا العمل تتجلى في السعي نحو فهم واستيعاب "الزلزال العظيم" الذي يمكن أن يشهده العالم في حال تغيرت موازين القوى مستقبلًا لصالح قوى الشرق؛ مع ما يعنيه ذلك بالنسبة للمنطقة العربية من ضرورات التكيف والتموضع بالشكل اللائق للاستفادة من الوضع الجديد، ورسم شبكة علاقات وتحالفات بديلة تراعي مصلحة شعوب المنطقة ودولها، وتقليل حجم الصدمة والارتباك الذي يمكن أن يصيبها وهي المعروفة أصلًا بهشاشتها تجاه المتغيرات الإقليمية والعالمية.  

يؤكد المؤلف في خاتمة كتابه على أن عملية انتقال القوة التي يشهدها العالم حاليًّا تعتمد مخرجاتها ومحصلتها النهائية على عدة عوامل، أبرزها مدى وضوح رؤية القوى التي تقود مسعى تغيير هيكل النظام الدولي وقدرتها على تقريب وجهات نظرها وتجاوز خلافاتها وموازنتها لعلاقاتها البينية من جهة وعلاقاتها مع الولايات المتحدة والغرب من جهة ثانية.

ويشير الكاتب إلى أن القوى الغربية التقليدية التي هيمنت على النظام الدولي منذ عصر الثورة الصناعية وعهد المركزية الأوروبية وصولًا إلى القيادة الأميركية والمركزية الغربية الحالية لا يمكن لها أن تتنازل بسهولة عن قيادتها للنظام الدولي، وهو ما يفسح المجال أمام حسابات معقدة وتوقعات متباينة بشأن "طبيعة عملية الانتقال" التي ستحصل، وما إذا كانت ستكون بـ"شكل سلمي" تنحو منحى التسويات والتنازلات لتجنب الأسوأ وحفظ الاستقرار على المستوى العالمي، أم بـ"شكل صراعي" يُدخل العالم في دوامة فوضى دولية جديدة قد تجر تلك القوى لعسكرة متزايدة واحتمالات تصادم.

لقراءة الكتاب أو تحميله (اضغط هنا).