مقدمة
اعتاد الصحفيون والمحللون السياسيون العرب إثارة العديد من الأسئلة حول تأثير القضايا العربية على الانتخابات الأميركية ومواقف المرشحَيْن الديمقراطي والجمهوري من القضايا الجوهرية التي تهم الرأي العام العربي كلما اقترب موعد الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة. ويُعتبر هذا الاهتمام العربي بتفاصيل الانتخابات الأميركية ظاهرة طبيعية في عصر العولمة وثورة المعلومات. وهو، أيضًا، نتيجة لترابط العلاقات الأميركية-العربية الثنائية، وكذلك بسبب الدور المهيمن الذي تلعبه الولايات المتحدة في الشرق الأوسط ومدى تأثير هيمنتها على حياة المواطن العربي الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. فما هو، إذن، الدور الذي تلعبه قضايا الشرق الأوسط في الانتخابات الأميركية؟ وهل ستؤثر هذه القضايا فعلاً على مواقف المرشحَيْن للرئاسة؟ والأهم من ذلك، كيف تؤثر هذه القضايا على الناخب الأميركي عندما يدلي بصوته يوم الثلاثاء، السادس من نوفمبر/تشرين الثاني 2012؟
قبل الإجابة على هذه الأسئلة أود التأكيد على بعض أنماط وثوابت العملية الانتخابية الأميركية التي تنطبق على دور القضايا المتعلقة بالسياسة الخارجية، وخاصة قضايا الشرق الأوسط، في الانتخابات الأميركية:
-
تلعب السياسة الخارجية الأميركية، عادة، دورًا محدودًا جدًّا في الانتخابات الأميركية إلا إذا دخلت الولايات المتحدة حربًا خارج حدودها في فترة الانتخابات. ويجب التنويه هنا إلى أن استغلال المرشحين في الانتخابات قضايا السياسة الخارجية من أجل الحصول على نقاط إيجابية في المناظرات السياسية أو لإحراج الطرف الآخر في حملاتهما الانتخابية من أجل التأكيد على ضعف مواقف المرشح المنافس في قضايا الأمن القومي بصورة عامة، لا يعني بالضرورة اهتمام المواطن الأميركي العادي بالشؤون الخارجية.
-
يهتم الناخب الأميركي بالوضع الاقتصادي داخل الولايات المتحدة أكثر من أي موضوع آخر؛ فالقضايا الاقتصادية مثل نسبة البطالة، وارتفاع معدلات المعيشة وتضخم أسعار السلع الأساسية، وزيادة الضرائب، هي التي تؤثر مباشرة على تصويت الناخب الأميركي؛ فانتخابات الرئاسة لعام 2012 ستكون، حسب تقدير أغلبية الخبراء والمراقبين، بمثابة استفتاء شعبي على الأوضاع الاقتصادية الأميركية في اختيار الحزب أو المرشح الأفضل القادر على إخراج الاقتصاد الأميركي من محنته المزمنة الحالية.
-
تحظى قضايا السياسة الخارجية باهتمام النخب الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي قلّما تثير اهتمام أغلبية المواطنين الأميركيين العاديين الذين يشغل فكرهم الحفاظ على وظائفهم وتأمين معيشة عائلاتهم وتعليم أولادهم.
-
تلعب صناديق التبرع السياسي المالية، المعروفة باسم لجان العمل السياسي، (PACS)، دورًا مهمًّا في اختيار المرشحين لمواقفهم السياسية وتصريحاتهم العلنية التي تهدف إلى جمع التبرعات لا أكثر ولا أقل؛ فالمال هو بمثابة الوقود الذي يحرك عجلة السياسية الأميركية. وقد تضاعفت أهمية التبرعات السياسية منذ عام 2010 عندما سمحت المحكمة الفيدرالية العليا في واشنطن لصناديق التبرع الكبرى (Super PACS) بقبول تبرعات الشركات واتحادات العمال والمنظمات والأفراد دون وضع سقف أو حد لهذه التبرعات كما كان معتادًا في السابق. وأدى هذا القرار إلى تزايد ملحوظ في الفساد والنفاق و"العهر السياسي" من خلال شراء مجموعات الضغط السياسي للسياسيين. ومن المؤسف أن هذا النظام المالي في الانتخابات قد جعل الولايات المتحدة أفضل نظام انتخابي ديمقراطي في العالم قابلاً للبيع والشراء. والدليل على ذلك هو تصريحات المرشحيْن الجمهورييْن نيوت جينجريتش وميت رومني "الإيجابية" عن إسرائيل و"السلبية" عن الفلسطينيين. السبب في ذلك، طبعًا، هو ملايين الدولارات من الدعم التي حصل عليها الاثنان من الملياردير اليهودي المتطرف شيلدون أديلسون (Sheldon Adelson)، الذي يملك عدة فنادق وكازينوهات القمار في الولايات المتحدة وفي ماكاو في الصين.
-
إن البرامج السياسية التي تقرها وتتبناها الأحزاب السياسية والمواقف السياسية التي تتمحور حولها الحملات الانتخابية لا تتحول حتمًا إلى سياسات رسمية للولايات المتحدة بعد انتهاء الانتخابات ووصول المرشح الفائز إلى منصب الرئاسة؛ فالمواقف السياسية التي يدعو لها المرشحون للرئاسة ويسوّقونها للناخبين الأميركيين هي بالأساس مجرد دعايات انتخابية للاستهلاك الداخلي ولا تلزم الأحزاب السياسية التي ينتمي إليها المرشح ولا الإدارة الجديدة الفائزة بالانتخابات. لابد، إذن، من التمييز بين فحوى الدعاية الانتخابية في فترة الحملات الرئاسية وفحوى السياسة الخارجية التي تتبلور بعد الانتخابات واللتين، غالبًا، تتناقضان.
ويثبت آخر استطلاع الرأي العام حول آراء الناخبين الذي أعده مركز أبحاث بيو (Pew Research Center) أن 86% من الناخبين الأميركيين المسجلين للاقتراع يؤكدون أن الاقتصاد سيلعب دورًا مهمًّا جدًّا في تحديد أصواتهم في شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2012. كما يعترف 84% من الناخبين بأن الحفاظ على وظائفهم سيكون العامل الرئيسي في الانتخابات. أما بالنسبة لقضايا العجز في الميزانية الوطنية والخدمات الصحية وقضايا التعليم فإن أكثر من ثلثي الأميركيين (74-72%) يعتبرها عاملاً مهمًّا قد يؤثر على قرار تصويتهم في الانتخابات. أما بالنسبة لقضايا السياسة الخارجية، مثل الحرب في أفغانستان ومكافحة الإرهاب ومواجهة إيران، فلا تتعدى نسبة الناخبين المكترثين لها أكثر من 46-59% من مجمل الناخبين المسجلين للاقتراع. وقد عبَّر 52% فقط من الناخبين عن اهتمامهم بموضوع السياسة الخارجية عند الإدلاء بأصواتهم. وهذا يؤكد أن نصف الناخبين الأميركيين لا يكترثون بالسياسة الخارجية عند اختيارهم رئيس الولايات المتحدة القادم.
قضايا الشرق الأوسط والحملة الرئاسية
هناك نوعان من القضايا الشرق أوسطية التي يتعاطى معها المرشحون للمناصب السياسية العليا في الولايات المتحدة، وخصوصا على الصعيد الفيدرالي، وهي القضايا الدائمة والقضايا الموسمية. تشمل القضايا الدائمة أهم مقومات المصالح الوطنية الأميركية في المنطقة مثل العلاقات الثنائية مع إسرائيل، والنزاع العربي-الإسرائيلي وقضية فلسطين, واستمرار ضخ النفط العربي للدول الصناعية دون انقطاع وبأسعار "معقولة"، وحماية أمن واستقرار الدول العربية الحليفة لأميركا، ومكافحة الإرهاب الدولي، والعلاقات الأميركية-الإيرانية عامة، والعلاقات التجارية مع دول المنطقة.
أما القضايا الموسمية فتضم قضايا الساعة مثل مسألة التعامل مع النتائج السياسية المترتبة على الحراك العربي في تونس ومصر واليمن وليبيا خلال السنتين الماضيتين، والوضع المتأزم في سوريا، ومواجهة البرنامج النووي الإيراني، والتهديدات الإسرائيلية بضرب المنشآت النووية الإيرانية، وارتفاع أسعار النفط المتزايد في الولايات المتحدة، وازدياد وتيرة العنف في العراق وليبيا. وكل هذه هي قضايا مؤقتة أو عابرة وفق النظرة الأميركية الإستراتيجية للمنطقة.
مواقف المرشحَيْن الرئاسيين من قضايا الشرق الأوسط
ثمة شريحة لا يُستهان بها من القرّاء والكتّاب العرب ترى أن الفرق الوحيد بين الرئيس باراك أوباما ومنافسه الجمهوري ميت رومني هو لون البشرة حيث إن أوباما أميركي ينحدر من أصول إفريقية، على الأقل من ناحية والده الكيني الأصل والجنسية، بينما ينتمي رومني إلى الجنس الأبيض. غير أنني، وبصراحة، أختلف مع هذا التحليل السطحي، مع احترامي الشخصي الكبير لكل من يتبنى هذه النظرة. بالطبع، هناك مواقف مشتركة إلى درجة شبه إجماع بين الديمقراطيين والجمهوريين وحتى المستقلين حول العديد من مواقف وسياسات الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط، كما سنرى في القسم التالي من المقال، لكن أوجه التشابه هذه لا تنفي وجود فوارق دقيقة وخلافات شخصية واجتهادات متباينة لا يمكن إهمالها أو التغاضي عنها في أي تحليل جاد لمواقف المرشحين في الانتخابات المقبلة. وهذه الفوارق، رغم دقتها، فإنها تتمتع بأهمية كبيرة بالنسبة لأي طرف داخل الولايات المتحدة أو خارجها، الذي قد يسعى إلى استغلالها بأسلوب جاد ومثابر وذكي للتأثير على السياسات الأميركية.
1. العلاقات الأميركية-الإسرائيلية
يحظى موضوع ترسيخ العلاقات الأميركية-الإسرائيلية بتأييد أغلبية السياسيين في أميركا بسبب النجاح الباهر الذي حققته الجاليات اليهودية الأميركية عبر مئات من منظماتها السياسية والاجتماعية، وعلى رأسها منظمة إيباك المعروفة باللوبي الصهيوني، في التأثير على العملية الانتخابية في الولايات المتحدة عبر الأنشطة السياسية والإدلاء بالأصوات بشكل مكثف والتبرعات المالية السخية التي تقدمها إلى المرشحين السياسيين مما يترك الانطباع لدى أي مرشح أن فرص نجاحه في الانتخابات تكاد تكون شبه مضمونة في حال دعمه غير المشروط لإسرائيل وسياساتها الداخلية والخارجية. وغالبًا يبدو الاتفاق بين موقفي الديمقراطيين والجمهوريين في دعمهم المفرط لإسرائيل وكأن كل طرف يقلد الآخر أو يزايد عليه، كما شاهدنا مؤخرًا خلال زيارة رومني لإسرائيل وردّ الإدارة الأميركية على تصريحاته خلال هذه الزيارة.
ولا يقتصر هذا التأثير على منظمات الضغط الصهيونية واليهودية حيث تحظى هذه الجمعيات أيضًا بتأييد مجموعات وشرائح إضافية من المجتمع الأميركي وأهمها حركات اليمين الأصولي المتطرف الذي يبلغ تعداد عضويتها عشرات الملايين من الناخبين وهو ما يفوق عدد أصوات الناخبين اليهود والصهاينة مرارًا. وتجدر الإشارة هنا إلى أن تأييد النخبة السياسية الأميركية للقضايا الإسرائيلية يوازيه تأييد الرأي العام الأميركي الضعيف لإسرائيل حيث تتراوح نسبة المؤيدين لإسرائيل بين 50-60% حسب استطلاعات الرأي العام مقابل 90-95% من نخبة السياسيين. وأود في الجزء المتبقي من هذا المقال سرد مواقف المرشحين الرئاسيين من قضايا الشرق الأوسط وترك المجال لأقوالهما وتصريحاتهما الشخصية للإجابة على الأسئلة التي طرحتها في مقدمة مقالي.
أ) أقوال ومواقف الرئيس أوباما من العلاقات الأميركية-الإسرائيلية:
-
"يتمنى جميع الأميركيين استمرار الروابط الخاصة بين بلدينا لأنها روابط تقوم على المصالح والقيم المشتركة، وتتجاوز هذه الروابط السياسات الحزبية".
-
"إن التزامنا المتين -وأعني المتين- بأمن إسرائيل يعني التعاون العسكري الأقرب بين بلدينا في التاريخ".
-
"لم تقم أية إدارة أميركية بتقديم الدعم لأمن إسرائيل أكثر من إدارتنا... وسنستمر في الوقوف مع أصدقائنا وحلفائنا الإسرائيليين كما فعلنا كلما احتاجوا لنا".
-
"نحن لا نتنازل عن أمن إسرائيل... وهذا سيستمر... ليس هناك حليف للولايات المتحدة أهم من دولة إسرائيل".
-
"إن شرعية إسرائيل ليست مسألة للمناقشة. هذا هو التزامي؛ هذا هو وعدي لكم جميعًا".
ب) أقوال ومواقف المرشح الجمهوري ميت رومني من العلاقات الأميركية-الإسرائيلية:
-
"تستطيع عمومًا أن تنظر إلى كل ما فعله أوباما وتفعل العكس".
-
"زيارة إسرائيل ستكون أول زيارة خارجية لي، وسأؤكد أن وجود دولة إسرائيل دولة يهودية يشكِّل مصلحة وطنية حيوية. أريد للعالم أن يعي أن الروابط بين إسرائيل والولايات المتحدة غير قابلة للتغيير".
-
"لن يكون هناك فرق بيننا وبين حليفتنا إسرائيل".
-
"إن الخطوات التي سأتخذها ستكون خطوات توصي بها وتدعمها القيادات الإسرائيلية".
-
"سأرفع سماعة الهاتف وأتصل بصديقي بيبي نتانياهو، وأقول له: ماذا تريد منّي أن أفعل؟".
-
"أوباما اقترح علنًا على إسرائيل أن تتبنى حدودًا غير قابلة للدفاع... إن أفعاله هذه شجعت الفلسطينيين المتشددين".
2. عملية سلام الشرق الأوسط
أ) تصريحات الرئيس أوباما ومواقفه من عملية السلام:
-
"أنا لم أتردد أبدًا باعتباري رئيسًا في السعي من أجل تحقيق سلام عادل ودائم: دولتان لشعبين؛ دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب دولة يهودية آمنة لإسرائيل... إن السلام العادل والدائم يخدم المصالح طويلة الأمد لإسرائيل والشعب الفلسطيني كما يخدم مصلحة المنطقة، ومصلحة الولايات المتحدة، والعالم بأسره".
-
"على الإسرائيليين والفلسطينيين اتخاذ زمام المبادرة. لا يمكن فرض السلام عليهم لا من الولايات المتحدة ولا من أي طرف آخر... السلام الدائم يشمل دولتين لشعبين: إسرائيل كدولة يهودية ووطنًا للشعب اليهودي، ودولة فلسطين وطنًا للشعب الفلسطيني... الولايات المتحدة تعتقد أن المفاوضات يجب أن تقود إلى دولتين".
-
"نحن نؤمن بأن الحدود الإسرائيلية-الفلسطينية يجب أن تقوم على أساس حدود 1967 مع تبادل متفق عليه للأراضي، كي يتم التوصل إلى حدود آمنة ومعترف بها للطرفين".
ب) تصريحات المرشح الجمهوري رومني ومواقفه من عملية السلام:
-
"الفلسطينيون لا يريدون حل الدولتين. إنهم يريدون تصفية دولة إسرائيل".
-
"سوف أؤكد أن وجود إسرائيل كدولة يهودية هو مصلحة وطنية حيوية".
-
"إن السبب في عدم وجود سلام بين الفلسطينيين وإسرائيل يعود إلى وجود أناس مثل حماس، أو من يفكر مثل حماس، داخل قيادة الشعب الفلسطيني، الذين ينوون تصفية إسرائيل".
-
"الرئيس أوباما أضرّ بقدر هائل بفرص السلام في الشرق الأوسط... لأنه رمى إسرائيل تحت الحافلة".
3. مستقبل مدينة القدس
أ) موقف الرئيس أوباما:
-
"القدس ستبقى عاصمة إسرائيل، ويجب أن تبقى موحدة".
-
"إن موقف هذه الإدارة هو أن العاصمة (أي القدس) هو موضوع يجب أن تقرره الأطراف في إطار مفاوضات الحل النهائي".
ب) موقف المرشح رومني:
-
"باراك أوباما لم يزر إسرائيل أبدًا، ويرفض الاعتراف بالقدس عاصمة لها".
-
"إنها تجربة عميقة ومؤثرة أن تكون في القدس عاصمة إسرائيل".
4. إيران وبرنامجها النووي
أ) موقف أوباما من إيران:
-
" في الحقيقة إن العالم جميعًا معنيّ بمنع إيران من اقتناء السلاح النووي".
-
"على زعماء إيران أن يفهموا أن سياستي ليست سياسة احتواء. سياستي هي منع إيران من اقتناء سلاح نووي".
-
"باعتباري رئيسًا للولايات المتحدة، أنا لا أخادع... أعتقد أن الحكومتين الإيرانية والإسرائيلية تدركان أننا نعني ما نقول عندما تعلن الولايات المتحدة أن اقتناء إيران السلاح النووي غير مقبول".
-
"نحن مصممون على منع إيران من اقتناء الأسلحة النووية... لقد فرضنا عليهم أشمل وأشد نظام حظر واجهه النظام الإيراني... تأكدوا أن كل الخيارات مطروحة على الطاولة ولن نلغي أيًّا منها".
-
"هناك الكثير من الكلام الفضفاض حول الحرب. لقد استفادت الحكومة الإيرانية خاصة من مثل هذا الكلام خلال الأسابيع القليلة الماضية نتيجة ارتفاع أسعار النفط، حيث يعتمدون على ذلك في تمويل برنامجهم النووي".
ب) موقف رومني من إيران:
-
"إن اقتناء إيران السلاح النووي لا يشكّل فقط خطرًا على إسرائيل، بل على العالم أجمع".
-
"لدينا القدرة عسكريًّا على أن نغير خططهم باقتناء السلاح النووي".
-
"يبدو أنه (أوباما) متخوف من اتخاذ إسرائيل خطوة عسكرية (ضد إيران) أكثر من قلقه من أن تصبح إيران دولة نووية".
-
"ليس من المقبول أن تصبح إيران دولة نووية ونحن مستعدون لاتخاذ كل الخطوات الضرورية لمنع ذلك من الحدوث".
-
"تغيير النظام سيصبح ضروريًّا في نهاية المطاف".
-
"إذا تم إعادة انتخاب باراك أوباما رئيسًا للولايات المتحدة فإن إيران ستملك سلاحًا نوويًّا؛ بينما لن يتم ذلك إذا ما تم انتخابي".
5. الوضع في سوريا
أ) موقف أوباما من الأزمة المتفاقمة في سوريا:
-
"لقد أرسلنا رسالة دون هوادة أن الوقت قد حان لرحيل الأسد".
-
"على الأسرة الدولية العمل من أجل حماية الشعب السوري من هذه الوحشية البغيضة".
-
"على المواطنين السوريين الذين يعانون العذاب أن يعرفوا: أننا معكم، وأنه يجب على نظام الأسد أن ينتهي".
-
"على الأسد الآن وقف حملته من القتل والجرائم ضد شعبه... عليه التنحي والسماح لحصول انتقال ديمقراطي للسلطة فورًا".
-
"ليس للأسد الحق في أن يقود سوريا، وقد فقد كل الشرعية أمام شعبه والمجتمع الدولي".
-
"أيام النظام السوري أصبحت معدودة... لا ينتابني أي شك بأن نظام الأسد سيكتشف قريبًا أنه لا يمكن مقاومة قوة التغيير ولا يمكن سحق كرامة الناس".
-
ونظرًا لأن النظام لديه مخزونات من الأسلحة الكيماوية، فسنستمر في توضيحنا للأسد ومن حوله أن العالم يراقبهم وأن المجتمع الدولي والولايات المتحدة سيحاسبانهم اذا أقدموا على ارتكاب الخطأ المأسوي المتمثل في استخدام تلك الأسلحة".
ب) موقف رومني من الأزمة المتفاقمة في سوريا:
-
"يجب أن تعترف الولايات المتحدة بأن رجل سوريا القوي بشار الأسد هو ديكتاتور بدون ضمير، وقاتل، وعميل لإيران".
-
"أعتقد أننا أخطأنا في قراءة الوضع السوري منذ البداية، وكان على أميركا تبني موقف أكثر حزمًا وإصرارًا على رحيل الأسد".
-
"عقدت إدارة أوباما الأمل لفترة طويلة جدًّا أن باستطاعتها التفاوض مع الأسد لوضع حد لسياسة القمع والعنف التي مارسها ضد المتظاهرين من أجل الديمقراطية".
-
"(موقف أوباما) يقوّي نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ويُضعف الثوار".
-
"بعد مضي سنة ونصف تقريبًا من المذابح، لقد آن الأوان للولايات المتحدة أن تقود وتضع حدًّا لنظام الأسد... على الولايات المتحدة العمل مع شركائنا لتنظيم وتسليح مجموعات المعارضة السورية كي يتمكنوا من الدفاع عن أنفسهم".
-
"لقد تخلّى الرئيس أوباما من موقع القيادة وفوّض كوفي عنان والأمم المتحدة لتولي السياسة الأميركية".
6. خلاصة: هل ستؤثر هذه القضايا على انتخابات عام 2012؟
بناءً على هذه التصريحات والمواقف السياسية لكلا المرشحَيْن الرئيسيين، لا أعتقد أن يكون لقضايا الشرق الأوسط الحالية تأثير قوي ومباشر على سير الانتخابات الرئاسية القادمة ونتائجها. إن انتخابات 2012، كما ذكرنا أعلاه، ستركز بالأساس على الوضع الاقتصادي وتعديل قوانين الهجرة وقوانين الرعاية الصحية والرفاه الاجتماعي. ولكن هناك بعض السيناريوهات المحتملة التي قد تصبح عاملاً مؤثرًا في حال حدوثها؛ فإن حدثت، لن يتمكن الناخب الأميركي من إهمالها عند الإدلاء بصوته ولن ينجح المرشحان الأميركيان في حماية أو عزل نفسيهما عن النتائج السلبية المترتبة عليها. وتشمل هذه السيناريوهات حسب دراسات أجرتها عدة مراكز أبحاث أميركية ما يلي:
-
إن الارتفاع المفاجئ والحاد في أسعار النفط قد يعرقل وتيرة الانتعاش الاقتصادي ويؤثر سلبًا على مستوى معيشة الطبقات الفقيرة والمتوسطة.
-
قيام إسرائيل بشنّ حرب عدوانية على إيران بهدف تدمير البرنامج النووي الإيراني وجرّ الولايات المتحدة معها إلى مواجهة عسكرية مع طهران، وهو تطور قد لا يحظى بدعم شعبي واسع في المجتمع الأميركي خصوصًا في ظل الظروف الاقتصادية الحالية.
-
انهيار النظام السوري قبل موعد الانتخابات الأميركية وانتشار الفوضى وعدم الاستقرار داخل سوريا وخارجها، وتأثير مثل هذه التطورات سلبًا على دول الجوار السوري مثل لبنان وإسرائيل والأردن والعراق وتركيا.
___________________________________
خليل جهشان - مدير برنامج واشنطن للتدريب في جامعة بيبيرداين ومحاضر في الدراسات الدولية واللغات الأجنبية.