استعدادات الانتخابات التشريعية الباكستانية المرتقبة في مايو المقبل في ظل إكمال الحكومة الديمقراطية لفترتها دون انقلاب عليها أو إقالة لها (الأوروبية) |
تكمن أهمية الانتخابات التشريعية الباكستانية المقررة في الحادي عشر من مايو/أيار المقبل بعدة أمور لم تشهدها الساحة الانتخابية والسياسية الباكستانية على مدى عقود منذ استقلال باكستان عام 1947. يأتي في مقدمة هذه القضايا أن الانتخابات تُجرى لأول مرة في ظل إكمال الحكومة الباكستانية الديمقراطية لفترتها دون انقلاب عليها أو إقالة لها، وهو ما يستتبعه حلول حكومة ديمقراطية محل أخرى لأول مرة في التاريخ الباكستاني.
اعتادت باكستان على مدى تاريخها أن يُطاح بالحكومة الديمقراطية فتحل محلها حكومة غير ديمقراطية تتولى الإشراف على العملية الانتخابية، وهو خلاف ما حصل الآن من أن حكومة انتقالية مناسبة ومتفق عليها وغير مسيّسة تشرف على الانتخابات؛ مّا يعزز العملية الديمقراطية في باكستان لاسيما وأنه يتقاطع مع تعزيز دور القضاء الباكستاني الذي أعلن رئيسه افتخار تشودري عن لعبه دورًا مهمًا في إكمال هذه الحكومة لفترتها بالحكم دون تدخل أحد. كما أتى إصدار القضاء لأمر بالقبض على أول قائد جيش باكستاني سابق هو الجنرال برفيز مشرف بتهمة الخيانة العظمى ليعزز المسار الديمقراطي ويدفع بمن يوصفون بخصومهما من العسكر إلى الصفوف الخلفية للعبة الترويكا الباكستانية.
ويقف على رأس عوامل الأهمية هذه أنها المرة الأولى التي تحصل فيها انتخابات في فضاء إعلامي واسع ومتعدد، إن كان من حيث إعلام التواصل الاجتماعي أو من حيث عشرات الفضائيات الباكستانية المنتشرة والتي أفسحت المجال لكل المرشحين والناخبين للتعبير عن أنفسهم وبرامجهم بحرية.
وانضم قادة سياسيون من الأحزاب التقليدية إلى حزب الإنصاف بزعامة لاعب الكريكيت العالمي عمران خان. وبرز بقوة على الساحة الانتخابية بالإضافة إلى مشاركة أحزاب وشخصيات قاطعت الانتخابات الماضية وهو ما سيوفر اختيارات وخيارات جديدة للمقترعين.
أما العامل الأخير المهم في هذه العملية الانتخابية فيتعلق بتشكيلة لجنة الانتخابات؛ حيث ضمت خمسة أعضاء ذوي سمعة طيبة لدى كل الأوساط المعنية، وثبت عدم انحيازها لأحد. ويوكَل لهذه اللجنة اتخاذ كل القرارات المتعلقة بالانتخابات بينما كانت القرارات والصلاحيات في السابق بيد رئيس لجنة الانتخابات.
فرص القوى السياسية التقليدية
عند الحديث عن الأحزاب التقليدية في باكستان يبرز حزب الشعب الباكستاني بزعامة قيادة مشتركة، تتكون من: بيلاول زرداري "نجل بي نظير بوتو" وآصف علي زرداري "الرئيس الحالي وزوج بي نظير بوتو"، بالإضافة إلى حزب تقليدي آخر، هو حزب الرابطة الإسلامية بزعامة نواز شريف، لكن يبدو أن فرص نجاح حزب الشعب الباكستاني وحليفه حزب العوام القومي المنتشر في إقليم بختون خواه "بيشاور" تتراجع بشكل كبير في ظل إكمال فترة حكمهما لخمس سنوات.
ويقلل من فرصهما تراجع الخدمات المقدمة للشعب إن كان على مستوى الطاقة في ظل انقطاع الكهرباء لساعات طوال أو انقطاع الغاز وكذلك تدهور الوضع الأمني الذي كان من أبرز التزامات حزب الشعب أمام ناخبيه عام 2008، وتراجع الوضع الاقتصادي بشكل عام أيضًا. ولم يعد هناك مشجب يمكن أن تُعلق عليه هذه الإخفاقات كما درجت العادة سابقًا حين كان يطاح بالحكومة.
بات حزب الشعب الباكستاني اليوم ملزمًا بتقديم إجابات لناخبيه تفسر ضعف أدائه السياسي والخدماتي أكثر من أن يقدم برنامجًا جديدًا، بالإضافة إلى افتقار الحزب لقيادة وطنية كاريزمية، وتراجعت أسطورة الشهيد الذي اعتاش عليه الحزب إن كان ذا الفقار علي بوتو أو شهناز بوتو أو بي نظير بوتو؛ فهذه الأسطورة لم تعد تستقطب الناخبين كما كانت في السابق.
مع كل العقبات التي أوردناها من المرجح أن يظل حزب الشعب الباكستاني مسيطرًا على المشهد الانتخابي في معقله بإقليم السند وعاصمته كراتشي، غير أن حزب الرابطة الإسلامية الذي حكم إقليم البنجاب أكبر الأقاليم الباكستانية الأربع خلال السنوات الخمس الماضية قد يتعرض لانقسام في "بنك" أصواته إن كان بسبب بروز قوة انتخابية جديدة ممثلة بحزب الإنصاف بزعامة عمران خان، أو بسبب دخول الجماعة الإٍسلامية الباكستانية التي قاطعت انتخابات عام 2008 فصوّت المتعاطفون معها لصالح حزب الرابطة الإسلامية, وبات حزب الرابطة مجبرًا على التنسيق أو الاتفاق مع الجماعة الإسلامية على الدوائر الانتخابية، بالإضافة إلى تحدي عمران خان الموسوم باليميني المتحفظ وهي نفس صفة شريف. وبالتالي سيقتات حزب عمران في التصويت على أصوات حزب الرابطة؛ مما دفع على ما يبدو شهباز شريف شقيق نواز شريف إلى التصريح بأن عمران خان يستخدم نفس لغة زرداري في إشارة إلى امتعاضه من بروزه في إقليم البنجاب.
يتمتع حزب الرابطة الإسلامية بزعامة نواز شريف بسمعة إيجابية في ظل تراجع حزب الشعب، ولديه قيادة موحدة أكثر كاريزمية من قيادة حزب الشعب الحالية وهو ما قد يساعده على الفوز بالانتخابات. وسيكون النجاح الأبرز للحزب في إقليم البنجاب أكبر الأقاليم الباكستانية على الأغلب رغم مزاحمة عمران خان له في الإقليم، وربما يحقق بعض النجاح في إقليم بختون خواه "بيشاور"، وكذلك بلوشستان بالتعاون والتنسيق مع الجماعة الإسلامية وجمعية علماء الإسلام بزعامة مولانا فضل الرحمن بالإضافة إلى الأحزاب القومية البلوشية.
ويبدو أن حركة المهاجرين القومية حليفة حزب الشعب ستظل مهيمنة على المشهد في كراتشي بسبب العامل العرقي؛ حيث إن التصويت لها يعود لخلفيات عرقية كون عناصرها واتباعها ينحدرون من المهاجرين الذين هاجروا من الهند إلى باكستان بعد الانفصال عام 1947 ولن ينافسها أحد في ذلك.
غير أن إقليم بيشاور هو ما سيغير الخريطة الانتخابية، بسبب حزب العوام القومي حليف حزب الشعب الذي تتراجع شعبيته بسبب دعمه لواشنطن في حربها على القاعدة وطالبان بمناطق القبائل ودعمه لاستخدام طائرات بلا طيار وهو ما أدى إلى سقوط مئات المدنيين قتلى في المنطقة. وعانى الحزب أيضًا من استهداف طالبان لقادته قتلاً واغتيالاً وكذلك استهداف تجمعاته الانتخابية؛ الأمر الذي أفقده القدرة على الحشد والتعبئة خشية تعرضه للتفجيرات.
ووفقًا لنتائج استطلاع أجراه المعهد الباكستاني لتطوير التشريعات والشفافية في فبراير/شباط الماضي فإن أغلبية إقليم البنجاب ستُصوت لحزب الرابطة الإسلامية بزعامة نواز شريف وكذلك سينال الأغلبية في بختون خواه مع حلفائه، أما في بلوشستان فستتوزع الأصوات على عدة أحزاب. وفي إقليم السند سيقود النتائج حزب الشعب وحركة المهاجرين القومية(1).
عمران خان..القوة الصاعدة
توصف السياسة في باكستان بحال الإقطاع؛ إذ ليس من السهل على من اقتطع أرضًا أن يتخلى عنها أو يبيعها أو تُنتزع منه. برز عمران خان البالغ من العمر "60" عامًا بين الباكستانيين كفائز عالمي برياضة الكريكيت وهو ما ألهم الكثير من الشباب والشابات. حاول خان أن ينقل فوزه هذا إلى السياسة، ولكن السياسة بشكل عام ومن ضمنها باكستان إنما تُبنى لبنة لبنة والنجاح فيها بطيء؛ ففي انتخابات 1997 لم يكسب عمران خان سوى 8.% فقط من أصوات المشاركين بالانتخابات بينما ارتفعت النسبة بشكل ضئيل جدًا في انتخابات 2002 فوصلت إلى 1.7%، ومع هذا لم يكسب سوى مقعد واحد لنفسه رغم أن الرئيس الباكستاني آنئذ برفيز مشرف أبعد القيادات المركزية لكلا الحزبين التقليديين نواز شريف وبي نظير بوتو عن العملية الانتخابية، أما في انتخابات عام 2008 فقد قاطع عمران خان العملية برمتها كحال الجماعة الإسلامية الباكستانية.
التحق بعض الساسة التقليديين التابعين لحزبي الرابطة الإسلامية والشعب الباكستاني أخيرًا بحزب عمران خان، وهو ما رأى فيه البعض تراجعًا عن شعارات التغيير التي رفعها عمران خان، كون الحرس القديم لأحزاب أخرى لن يكونوا قادرين على تنفيذ شعارات التغيير، بالإضافة إلى الصورة السلبية لدى شريحة واسعة من الباكستانيين والتي تنظر إليهم على أنهم جزء من المشكلة السابقة ولن يكونوا جزءًا من الحل. ويُعوّل بعضهم على أن يكسب خان أصوات الشباب والشابات الذين يشكّلون 40% من الذين يحق لهم الانتخاب وهم ممن تترواح أعمارهم بين 20- 30 عاما، وهي طبقة شبابية قد تكون في صالحه أكثر مما هي في صالح الأحزاب التقليدية.
تعتقد بعض استطلاعات الرأي أن شعبية عمران خان وحزب الشعب الباكستاني متساوية الآن في باكستان، وإن كان من الصعب على خان التمدد في المناطق الريفية والنائية بسبب سياسات الإقطاع المتحكمة والمتجذرة فيها إلا أن الإشارات تشير إلى أن شعبيته تزداد في المدن وفي أوساط المتعلمين، وهو ما يعكسه تركيزه على استخدام وسائط الإعلام الجديد ربما أكثر من غيره من الأحزاب الأخرى في الحملات الانتخابية(2).
ومع فرصه المشار إليها إلا أن عمران خان يواجه قصورين: الأول: يتعلق بانحسار نفوذه بالريف، وقرار الحزب بإرسال الدعم المالي لتطوير المناطق من خلال المجالس المحلية الحكومية وليس من خلال المرشحين وهو ما سيُضعف إقبال المقترعين على المرشحين، كون العوام يقبلون على المرشحين لمنافع شخصية أو لمنافع تمس حياتهم في الريف والمدن. ويتمثل ثانيهما في ضعفه بالسياسة الخارجية وقلة خبرته في التعامل معها، سيما وأن سمعته تضررت بعد أن قبل في قيادة الحزب شخصيات قديمة تعاملت مع مشرف والأحزاب التقليدية الأخرى، وهو ما يتناقض مع تأكيده على سياسته في التغيير مع وجود حرس قديم، وهو ما أضر بمصداقيته لدى البعض.
الإسلاميون والقوميون في بلوشستان
ستشارك الجماعة الإسلامية التي قاطعت الانتخابات الأخيرة عام 2008 في الانتخابات هذه المرة، كما ستشارك أحزاب قومية في إقليم بلوشستان المضطرب وهو ما يعول عليه في تخفيف العنف والتهميش الذي يعانيه الإقليم منذ سنوات. وأتت عودة سردار أختر منغل زعيم الحزب القومي لبلوشستان من المنفى الاختياري بدبي بعد أربع سنوات،كما أعلن زعيم حزب جمهوري وطن البلوشي نواب زاده طلال بوجتي -والذي قُتل والده وزعيم الحزب سابقًا نواب أكبر بوجتي في أغسطس/آب 2006- عن مشاركته في هذه الانتخابات بعد أن قاطع انتخابات عام 2008 للإشراف عليها من قبل حكومة الرئيس السابق برفيز مشرف المتهم بقتل بوجتي حينها. كل ذلك أنعش الآمال في إمكانية تخفيف التوتر والاحتقان في بلوشستان سيما وأن المؤسسة العسكرية قد رحبت بعودته وبمشاركته في الانتخابات كون ذلك سيُضعف خط التطرف والتشدد بين المجموعات البلوشية.
وتعمل الجماعة الإسلامية المنتشرة في كل باكستان بشكل رئيسي في إقليمي البنجاب وبختون خواه، وتقوم بالتنسيق في الدوائر الانتخابية مع حزب الرابطة الإسلامية كونه الأقرب إليها. ويأخذ حزب الرابطة على الجماعة الإسلامية أنها "تطالب بحصص أكثر مما تستحق"(3).
غير أن هجمات مقاتلي طالبان المستهدفة لحزب العوام القومي في بختون خواه وكذلك لمرشحي حركة المهاجرين القومية قد تشكّل لها ولغيرها من المرشحين الإسلاميين فرصة في الفوز مع استهداف التجمعات الانتخابية لخصومها سيما مع تراجع نفوذهم الشعبي في مناطق القبائل والبشتون.
وفي استطلاع أجراه المعهد البريطاني في إسلام آباد في مارس/آذار 2013 وغطى شريحة الشباب والشابات بين عمري 18-29 عامًا فقد تبين أن 38% من المشمولين بالاستطلاع يؤيدون حكم المحاكم الشرعية، بينما 32% يؤيدون حكم العسكر و29% فقط يؤيدون العملية الديمقراطية(4).
مشرف والعسكر و"طالبان"
منعت لجنة الانتخابات الرئيس الباكستاني السابق برفيز مشرف من خوض الانتخابات، وأعقب ذلك أمر قضائي بالقبض عليه وإيداعه السجن، وقد شكّلت هذه التطورات، إضافة إلى هروبه من المحكمة بمساعدة الحكومة الحالية كما قيل وإصدار محكمة مكافحة الإرهاب أمرًا باحتجازه قضائيًا في مزرعته بتشاك شزاد قرب إسلام أباد لأسبوعين، شكّل كل ذلك ضربة قوية لمشرف وللعسكر الذين شعروا بالإذلال وهم يرون قائدهم السابق يحاكم بتهمة الخيانة العظمى وهي التهمة التي تمسهم وتضر بمصداقيتهم بشكل مباشر أمام الشعب. ووقع العسكر بذلك أمام خيارين أحلاهما مرّ: إما دعم قائدهم السابق للحفاظ على معنويات مقاتليهم وسطوتهم، أو التضحية بقائدهم والحفاظ على سمعتهم أمام شعبهم من خلال الانصياع للقضاء ولسلطة القانون، حتى لا يظهروا وكأنهم فوق القانون.
وبدا مستغربًا أن يسعى مشرف الذي كان رئيسًا وقائدا للجيش إلى الحصول على مقعد في الجمعية الوطنية وهو منصب لا يقارن بما كان يتقلده، وحتى لو فاز بمقعد واحد فما الذي سيعنيه له ذلك، وهو أمر يجهل تفسيره الكثيرون، علمًا بأن دوائر عدة تتحدث عن طلب القيادة العسكرية الباكستانية منه عدم العودة إلى البلاد وهو ما قد يفسر إصرار المقربين منه ومحاميه على أن محاكمته إنما هي محاكمة العسكر في مسعى لجر المؤسسة العسكرية إلى قضية مشرف التي تواجهه بالمحكمة، غير أن القضاء سعى إلى رفض طلب محاميي مشرف إدخال العسكر بقضيته.
رشح أن قائد الجيش الحالي إشفاق كياني ليس مهتمًا بدعم حزب سياسي على حساب حزب آخر، ويؤكد ذلك أنه لم يُقدِم على الانقلاب على الحكومة الديمقراطية رغم وجود فرص تسمح له بذلك، يُضاف إليه عدم تورطه بقضية مشرف الحالية، وسماحه للحكومة الديمقراطية بإكمال فترتها السلطوية وللبرلمان بإكمال فترته أيضًا دون أي تدخل.
تلعب حركة طالبان دورًا مخربًا للعملية الانتخابية؛ وهذا أمر معلن على لسان قادتها، ومن بينهم ما صرح به الناطق باسم الحركة إحسان الله إحسان للصحافة المحلية داعيًا الشعب الباكستاني إلى النأي بنفسه عن هذه الانتخابات غير الإسلامية، وعدم المشاركة في حملات حزب الشعب وحركة المهاجرين وحزب العوام القومي حيث سيتم استهداف هذه الحملات من قبل مقاتلي الحركة(5)، وهذا ما يُنفّذ بشكل عملي من خلال العمليات العسكرية المستهدفة لحلف الحكومة السابقة المتمثل في "حزب الشعب وحركة المهاجرين وحزب العوام القومي"، وقد استهدفت عملياتها مرشحين لهذه الأحزاب ولا تزال تهدد تجمعاتهم الانتخابية، وهو ما سيُلحق أفدح الضرر بالتجمعات الانتخابية للأحزاب المستهدفة وتحديدًا في بختون خواه ومناطق القبائل.
الحكام الجدد والسياسة الخارجية
ليس من السهل تغيير السياسة الخارجية لأي بلد كون تلك السياسة محكومة بعوامل وأوضاع وظروف يصعب الفكاك منها، لكن مجيء حزب الرابطة الإسلامية بزعامة نواز شريف أو حزب الإنصاف بزعامة عمران خان قد يُحدث بعض التغيير في العلاقات مع أميركا؛ إذ قد تكون العلاقات أكثر ندية مما كانت عليه أيام حزب الشعب، الذي يُنظر إلى علاقاته مع أميركا على أنها علاقة تبعية بشكل كبير، بالإضافة إلى التغيير الذي قد يطول العلاقات المقبلة لباكستان مع إيران والتي قد يُقدِم حزب الرابطة الإسلامية بزعامة شريف على إلغاء الاتفاقية الموقعة معها على مد أنابيب الغاز الإيرانية إلى باكستان، كونه هدد بذلك سابقًا، ولعدم قربه من إيران كما هو حال حزب الشعب؛ حيث يُعد أقرب إلى السعودية. وبشأن سياسة الحزب مع طالبان فقد يلجأ إلى الحوار معها بخلاف سياسة حزب الشعب السابقة، وربما يلجأ عمران خان إلى نفس الخيارات، وإن كانت درجة التغيير قد تزيد أو تقل، لكن مع هذا تبقى السياسة الخارجية الباكستانية صدى للأزمة الاقتصادية والمالية التي تعيشها البلاد ولذا قد يكون من الصعب تغييرها بشكل جذري أو كبير.
الخلاصة
تبرز صورتان لواقع ما بعد الانتخابات الباكستانية فثمة من يعتقد أن البرلمان المقبل سيكون برلمانًا معلّقًا بمعنى أنه لن تكون هناك قوة سياسية ستكون قادرة بمفردها أو مع حليف آخر على حسم القضايا وتشكيل حكومة بمفردها، وإنما ستكون هناك حكومة ائتلافية ضعيفة وربما عاجزة عن حل كثير من القضايا المزمنة والعالقة التي تعانيها البلاد. ويرى آخرون أن فائزًا قويًا سيبرز في الانتخابات ربما سيشكل حكومة مع حليف أو حليفين على غرار ما حصل مع حزب الشعب فيما بعد انتخابات 2008.
____________________________________________
د. أحمد موفق زيدان - مدير مكتب الجزيرة في باكستان
الهوامش
1- مقابلة للباحث مع رئيس معهد تطوير التشريعات والشفافية الباكستاني أحمد بلال في إسلام آباد بتاريخ 15 إبريل/نيسان 2013.
2- لقاء للباحث مع مسؤول دائرة الإعلام الجديد في حزب الإنصاف بزعامة عمران خان بتاريخ 22 إبريل/نيسان 2013.
3- لقاءات خاصة للباحث مع مسؤولين في حزب الرابطة الإسلامية والجماعة الإسلامية الباكستانية مطلع إبريل/نيسان 2013.
4- يمكن الاطلاع على الاستطلاع الذي أجراه المعهد البريطاني في إسلام آباد ونشره عدد من الصحف العالمية والمحلية تحت عنوان "الجيل القادم المتجه إلى صناديق الاقتراع" على الرابط التالي:
http://www.britishcouncil.org/pakistan-next-generation-ballot-box-report.pdf
5- من تصريحات للحركة نشرتها الصحافة الباكستانية اليومية بتاريخ 18 مارس/آذار 2013.