آسيا الوسطى والقوقاز: الأحزاب الإسلامية وحكومات المنطقة.. الصراع الأسباب والنتائج

تناقش هذه الدراسة في ثلاثة أقسام واقع الأحزاب الإسلامية في آسيا الوسطى والقوقاز التي تعد اليوم من المناطق الاستراتيجية المهمة. وتقدم الدراسة قراءة في أسباب نشوء هذه الأحزاب مع استعراض تفصيلي لواقع وتوجهات أهمها. وترصد الورقة طرق تعامل الحكومات معها, مع قراءة لمستقبلها.
201392373430387580_20.jpg
 

تبحث هذه الدراسة، في ثلاثة أقسام واقع الأحزاب الإسلامية في آسيا الوسطى والقوقاز التي تعد اليوم من المناطق المُهمة على صعيد الموقع الجغرافي والثروات الاقتصادية. وقد خضعت ردحًا من الزمن لسيطرة روسيا القيصرية ثم عاشت لما يقرب من خمس وسبعين سنة تحت الحكم الشيوعي في روسيا البلشفية. وعاشت المنطقة رغم أنها ذات أغلبية إسلامية منقطعة عن العالم الإسلامي طوال تلك الفترة. ومع عودتها إلى حظيرة العالم الإسلامي بعد تفكك الاتحاد السوفيتي كانت الشعوب تتوقع مزيدًا من الحرية الدينية وممارسة حقوقها الأساسية؛ فشهدت إقبالاً ملحوظًا نحو التدين وبناء المساجد والمدارس للعلوم الدينية، كما شهدت نشوء وانطلاق العديد من الأحزاب السياسية ذات التوجهات الإسلامية. ورغم التوجه الشعبي العارم اصطدمت هذه المجتمعات بتعنت الأنظمة الحاكمة التي ما زالت تدير البلاد في ظروف استثنائية. واليوم يُطرح الكثير من الأسئلة حول علاقة الأنظمة الحاكمة في آسيا الوسطى والقوقاز بالأحزاب السياسية الإسلامية التي تشكّلت بعد تفكك الاتحاد السوفيتي. وماهو شكل ومستقبل تلك العلاقات؟

ويقدم القسم الأول تعريفًا بالمنطقة من حيث الأهمية الاستراتيجية، وواقع العلاقة مع روسيا والذي أوجد نوعًا من الاعتماد الكلي لهذه الدول؛ مما أدى إلى عجزها عن تطوير نفسها وأبقى الهياكل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في حالة ضعف. وقد أوجد الواقع الاجتماعي والسياسي في هذه المنطقة نوعين من الآثار:

  • أولاً: ظهور مجموعة من أحزاب الصحوة الإسلامية المتأثرة بأفكار المدارس الفكرية الكبرى في العالم الإسلامي.
  • ثانيًا: مواقف حكام دول المنطقة من تلك الأحزاب، والتي اتسمت باتباع سياسة ممنهجة للقمع والإقصاء.

وتشير هذه الدراسة في قسمها الثاني إلى أن عدد الأحزاب السياسية ذات التوجه الإسلامي، التي ظهرت في آسيا الوسطى والقوقاز بعد تفكك الاتحاد السوفيتي وما زالت تظهر بين فينة وأخرى، كبير جدًا وإن كانت لا تتساوى في النشاط والفاعلية والتأثير؛ حيث إن بعضها لم يحقق انتشارًا، ولا يتعدى أن يكون مجموعات صغيرة.  وتتناول الدراسة في هذا القسم أهم الحركات الفاعلة على الساحة؛ حيث يوجد ثلاث منها تُعتبر عامة وقوية ونشطة ويمتد تأثيرها على رقعة واسعة من آسيا الوسطى والقوقاز، وتتمثل في الأحزاب التالية:

  • حركة النهضة الإسلامية.
  • حزب التحرير الإسلامي.
  • الحركة الإسلامية الأوزبكية.

وتعالج الورقة في قسمها الثالث موقف الأنظمة الحاكمة من الأحزاب الإسلامية، وتفصّل في الأساليب التي استخدمتها حكومات تلك الدول لمحاربة الأحزاب الإسلامية، وكان من أهمها: الحرب القانونية، وسياسة تجفيف المنابع والقمع وكبت الحريات. كما يناقش الباحث في هذا القسم ردود أفعال الأحزاب الإسلامية تجاه ما تتعرض له وآفاق عملها مستقبلاً.
_______________________________
د. مصباح الله عبد الباقي - الأستاذ المشارك بجامعة سلام كابول-أفغانستان

ABOUT THE AUTHOR