هل يمكن لكينيا أن تتجنب النزاع الطائفي؟

احتمال انزلاق كينيا نحو صراع طائفي يستهدف الكينيين ذوي الأصول الصومالية أمر محتمل خصوصا في ضوء سياسة كينيا تجاه ظاهرة الإرهاب وتجاه حركة الشباب المجاهدين الصومالية، وهي سياسة أثرت على علاقات مكونات الشعب الكيني الداخلية وطرحت أكثر من سؤال حول التعايش السلمي داخل البلد.
2015514125854309734_20.jpg
قوات الأمن الكينية تحاصر الحرم الجامعي بعد أن أطلق مسلحون النار بشكل عشوائي على حرمه (أسوشييتد برس)

ملخص
تواجه كينيا هجمات إرهابية مستمرة من حركة الشباب، وكان آخر هجوم لها هو ذلك الذي حدث عند جامعة كاريسا شمال كينيا؛ حيث قُتل مائة وخمسون طالبًا وجُرِح تسعة وسبعون، وكان ردُّ الحكومة هو استهداف بعض الشخصيات المسلمة بمن في ذلك رجال الأعمال وخاصة ذوي الأصول الصومالية؛ حيث إن السلطات الصومالية تتهمهم بإيواء وتسهيل نشاطات حركة الشباب، وفضلًا عن ذلك فقد طالبت كينيا المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بإغلاق مخيم دادب للَّاجئين، وهو المخيم الأكبر في إفريقيا ويُعرف بأنه يُؤوي بصفة أساسية لاجئين من الصومال.

يستنطق هذا المقال رَدَّة الفعل الكينية على الإرهاب وكيفية تصدي الحكومة لهذا التحدي، كما يتناول -بشيء من التفصيل- فترة الأحداث التي أدَّت إلى العمليات العسكرية الحالية التي تقوم بها كينيا ضد حركة الشباب، ويعطي كذلك تفاصيل عن الأسباب التي أدت إلى نشوء الإرهاب، كما يقدِّم توصيات مستقبلية عن الكيفية التي ستُمكِّن كينيا من تجنُّب النزاع الطائفي. 

خلفية

تشترك كينيا مع الصومال في حدود طولها 682 كلم، وكان لعدم الاستقرار السياسي في الصومال الناجم عن انهيار الحكومة في العام 1991 تأثيرٌ كبيرٌ على الوضع السياسي والاقتصادي في كينيا؛ حيث لا تزال حالة الانتعاش السياسية والاقتصادية التي عرفتها كينيا بعد سنوات الاستعمار تعاني من نكسات ناتجةٍ عن عدم الاستقرار السياسي في الصومال؛ إذ أن حكومة الرئيس الكيني السابق دانييل أراب موي، وبالرغم من قبضتها المُحكَمة، إلا أنها صنعت بيئة اقتصادية وسياسية مستقرة نسبيًّا، وأراب موي هو ثاني رئيس لكينيا ما بعد الاستقلال يلقِّبه أنصاره بالزرافة، في إشارة منهم إلى أنه يتمتع ببُعد النظر، كما أنه أستاذ للعلوم السياسية. ويشيرون إلى أنه حافظ على وحدة البلاد، كما أنهى الهيمنة القوية للكيكويو على السياسة والأعمال في كينيا (كيكويو: جماعة عِرْقية ينتمي إليها الرئيس الحالي ووالده جومو كينياتا أول رئيس للجمهورية من 1964 إلى 1978)، ووضع نظامًا للتعددية الحزبية(1). وقد جلب اعتزال الرئيس موي الذي قاد كينيا من 1978 إلى العام 2002 ديناميكية جديدة في سياسات البلاد.

توجد في كينيا تركيبة سكانية معقدة تتشكَّل من عِدَّة مجموعات عِرقية؛ فالكينيون الصوماليون كانوا تاريخيًّا يقطنون منطقة الحدود الشمالية (الإقليم الشمالي الشرقي) الذي اقتُطِع إبَّان الاستعمار من منطقة جوبالاند التي تُسمى اليوم بجنوب الصومال، وما زال الصومال ينظر إلى مقاطعة الشمال الشرقية هذه على أنها جزء من الصومال وذلك ما يظهر في علم الصومال. وبوصفه عَلمًا عِرقيًّا، فإن النجمة الخماسية البيضاء في الوسط ترمز إلى الوحدة وتمثل المجموعات العِرقية الصومالية الموجودة في جيبوتي ومنطقة أوغادين في إثيوبيا والمقاطعة الشمالية الشرقية والصومال البريطاني سابقًا ثم أراضي الصومال الإيطالي المعروف حاليًا بالصومال(2).

لقد خلقت الموجة الأخيرة من الهجمات الإرهابية التي حدثت في كينيا على يد حركة الشباب ضررًا سياسيًّا واجتماعيًّا في البلاد حيث أدت إلى زيادة في الاستثمار الأمني من قِبل الدول التي لها استثمارات في كينيا وخاصة الولايات المتحدة ودولة إسرائيل. وتعتقد الحكومة الكينية أن التهريب التجاري الخارج عن السيطرة على طول الحدود الكينية-الصومالية يسهِّل من نشاطات حركة الشباب. وقد عزَّزت الحكومة من تواجدها الأمني على طول الحدود لكنَّ نقصَ الموارد وتفشيَ الفساد يعوقان أي تقدم في هذا المجال، فالشرطة في كينيا والجمارك ومصالح الهجرة وحرس الحدود ووحدات الحماية الساحلية ضعيفة مهنيًّا، وتعاني من سوء الإدارة وشُحِّ التمويل؛ فنتيجة لتدني الأجور وضعف المعايير المهنية فإن الكثير من رجال الشرطة وضباط الهجرة يبقون عُرضة للرشوة من قبل المجرمين بمن في ذلك العناصر الإرهابية(3).

العوامل التي أدَّت إلى نشوء الإرهاب في كينيا

لا تُشكِّل كينيا جزءًا من عمليات الأمم المتحدة في الصومال وذلك لعدة أسباب بديهية، منها: القُرب الجغرافي، والخوف من امتداد الصراع إلى كينيا، وحقيقة أن كينيا لديها عدد كبير من الصوماليين يعيشون على أراضيها فهذا ما منعها من الانضمام لهذه العمليات. القسم الثاني من عمليات الأمم المتحدة في الصومال (يونيصوم 2) انتهى في العام 1993 بالفشل، حينما تمت إهانة وسحل الجندي الأميركي في شوارع مقديشو. وفي أغسطس/آب 1998 تم تفجير السفارة الأميركية في نيروبي، ويُعتبر فاضل عبد الله محمد وعبد الله أحمد عبد الله التابعان للقاعدة هما العقلَ المدبِّر لهذه الهجمات. وقد كانت هذه لحظاتٍ حاسمةً في كينيا، حيث تبنَّت الحكومة الحرب على الإرهاب ووسَّعت الولايات المتحدة من نطاق برنامجها وعملياتها في شرق إفريقيا؛ فقد قامت القوات الأميركية الخاصة قبل بضع سنوات من الآن، أي قبل العام 2007 بعمليات من كامب سيمبا، وهي قاعدة بحرية كينية، وفي العشرين من مارس/آذار 2012؛ فإن دائرة الهندسة في البحرية الأميركية التي تتحكم في العمليات في أوروبا وإفريقيا وجنوب شرق آسيا أصدرت إعلانًا مغريًا تشير فيه إلى أنها تعتزم إصدار مناقصة ذات قيمة عالية مقابل عرض لمدة تصل إلى خمس سنوات، (تسليم غير محدود/وكمية غير محدودة)، وكذلك عِدَّة عقود للبناء وكلا العرضين يتعلق بكامب ليمونييه (مقر القادة العسكرية الأميركية بجيبوتي)، وإفريقيا، وكذلك دول أخرى تقع في مناطق مسؤولية البحرية الأميركية (خاصة كامب سيمبا في كينيا)(4).

إن أول العوامل المؤدية إلى تنامي الإرهاب في كينيا يعود إلى عملية "ليندا نشي"؛ ففي أكتوبر/تشرين الأول 2011 حيث أطلقت جيوش كينيا والصومال وإثيوبيا عملية عسكرية مشتركة تُسمَّى عملية "ليندا نشي" أي: حماية البلاد، وقد عَبَرَت القوات الكينية الحدودَ للمرة الأولى في اتجاه الصومال لمطاردة مقاتلي حركة الشباب الذين تتهمهم باختطاف الكثير من السياح والعاملين في مجال المساعدات الإنسانية داخل كينيا، في الوقت الذي تم فيه اتخاذ هذا القرار، انتقده الكثير من الكينيين الذين وصفوه بالمتهور وغير المسؤول نظرًا لصعوبة التعامل مع حركة الشباب، ولذا يعتبر الكثير من الكينيين تحمُّس كينيا لملاحقة حركة الشباب في الصومال أمرًا غير حكيم، لأن البلاد لديها تحديات خطيرة فيما يخص الموارد البشرية وقد لا يكون بإمكانها التعامل مع رَدَّة فعل حركة الشباب في حال حدوث هجمات جديدة على قواعدها في الصومال. وعليه، فإن عملية "ليندا نشي" محكوم عليها بالفشل منذ البداية نظرًا لضعف الرقابة على الحدود بين كينيا والصومال، وعلاوة على ذلك، فإن معنويات القوات المسلحة لكل الدول المشاركة في العملية، كانت في غاية التدني مما يجعلهم عرضة للرشوة والفساد.

ثانيًا: الإشكالية الكبرى الناجمة عن الازدواجية في التقاليد والولاء لدى أغلب مجموعات الشتات؛ حيث لا يزال ولاء العديد من الصوماليين في الشتات بمن فيهم الكينيون من أصل صومالي وتفضيلهم للصومال يشكِّل تحديات اجتماعية تثير -في كينيا على الأقل- لدى الكثير من الكينيين تساؤلات عن انتماء هؤلاء الصوماليين وولائهم للوطن (كينيا). ونتيجة لهذا تشعر السلطات الأمنية الكينية دائمًا بأن لديها الحقَّ في إساءة معاملة الجالية الصومالية التي تعيش في كينيا، فالقوات العسكرية الكينية بما في ذلك إدارة الشرطة ووحدة الخدمة العامة كلها لديها سجل في ارتكاب خروقات خطيرة في مجال حقوق الإنسان طيلة الفترة التي حدثت فيها العمليات العسكرية ضد مجموعات من الإثنية الصومالية(5). كما يوجد تمييز في التعامل مع ذوي الأصول الصومالية بمن فيهم مواطنون من كينيا، وللأسف فإن هذا الوضع قد خلق عداوة بين المجتمعات الكينية والصومالية، وبين المسلمين وغيرهم في كينيا، حيث يتم تهميش المناطق التي يقطنها الكينيون من أصل صومالي حينما يتعلق الأمر بتوزيع الخدمات الأساسية للحكومة. وقد أدَّى هذا التهميش إلى خلق أنشطة غير شرعية في هذه المناطق. ومما يجعل الوضع أكثر سوءًا كون كينيا لا تزال مجتمعًا قبليًّا بامتياز، يتم التصويت فيه على أسس قبلية، وتبعًا لذلك فإن قبيلة الرئيس تحظى بأولوية فيما يخص القضايا الاجتماعية والاقتصادية.

وأخيرًا، فإن ارتباط كينيا بعلاقات وطيدة مع إسرائيل قد زاد العداء لها وخصوصًا من قِبل المسلمين في كينيا؛ فتحول تنظيم الشباب إلى الحركة العالمية للجهاد "القاعدة"، يعني أن الكفاح ضد إسرائيل أصبح جزءًا من أجندة هذه الحركة. وتبقى الحقيقة الثابتة هي أن كينيا ليست عدوًّا لحركة الشباب فحسب، بل هي أيضًا عدو لبعض المسلمين في كينيا، كما أن كينيا الآن بصدد بناء جدار عازل بطول 700 كلم -على غرار الذي شيدته إسرائيل- من أجل منع عبور حدودها والحدِّ من النشاطات المحظورة بما في ذلك نشاط الجماعات الموسومة بالإرهاب. وتتمتع إسرائيل وكينيا بعلاقات غاية في الودية، ويقال: إن المخابرات الإسرائيلية هي التي تُملي على كينيا سياساتها الأمنية، وعليه فإنه ليس من المفاجئ أن تنتهج كينيا هذا النمط الدفاعي ضد الصومال، فالحضور الإسرائيلي في كينيا ظاهر جدًّا، فهم يوفرون الأمن، كما يوجد العديد من المصالح التجارية التي يمتلكها إسرائيليون. هذه العلاقة تزيد التعقيدات الأمنية في كينيا سواء المنبثقة من الداخل أو من حركة الشباب الصومالي. لقد شهدت العلاقات الإسرائيلية-الكينية توسعًا كبيرًا في كينيا وكثير من الدول الإفريقية الأخرى في مجالي التسليح وتدريب القوى الأمنية. ولكنَّ الإسرائيليين حاضرون في كينيا وفي كثير من النشاطات الخدمية بدءًا بالبناء، فالتقنيات الحديثة، فالزراعة وحتى الهواتف النقالة والبنية التحتية ومراكز التسوق مثل سوق ويست غيت، الذي تم فيه هجوم حركة الشباب، وهو سوق يملك الإسرائيليون حصة فيه(6).

ملاحقة حركة الشباب

أبدى يوهورو كينياتا حماسًا مختلفًا في التعامل مع حركة الشباب بعد انتخابه في العام 2013، فقد وصل إلى مقاليد السلطة مثقلًا بعبء سياسي سلبي؛ حيث كانت المحكمة الجنائية الدولية تتهمه بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وقد كان في البداية يتبنَّى موقفًا قويًّا ضد حركة الشباب؛ الأمر الذي يعتقد الكثيرون أنه ساعد في إضفاء شرعية على رئاسته، وخصوصًا لدى الولايات المتحدة، وفي النهاية أصدرت المحكمة الجنائية الدولية في الخامس من ديسمبر/كانون الأول 2014 بيانًا يسحب التهم الموجهة ضد يوهورو كينياتا. وفي تحدٍّ لتحمسه، واصلت حركة الشباب هجماتها في كينيا واختبار قدرة الحكومة على وقف حملتهم ضدها؛ ففي 21 من ديسمبر/كانون الأول 2013 اقتحمت مجموعة من الرجال مركزًا تجاريًّا في نيروبي يملك الإسرائيليون نسبة منه، (مركز ويست غيت التجاري للتسوق)؛ حيث أطلقوا النار فقتلوا 67 شخصًا وجرحوا عشرات آخرين. وأعلنت حركة الشباب مسؤوليتها عن الهجوم، وقد كان واحدًا من أكثر الهجمات جرأة في نيروبي، وربما الأسوأ بعد تفجير السفارة الأميركية في العام 2006. قامت الحكومة بتجديد حربها ضد حركة الشباب وضد كل المتهمين بدعم هذا التنظيم.

تمت مداهمة مساجد وعدة مؤسسات إسلامية في كينيا وتم استهداف قادة المجموعات المسلمة بل تم قتل بعضهم، وظهرت مشاهد فاضحة وموثَّقة من طرف قناة الجزيرة التي يمكن تحميلها على الإنترنت حيث تظهر فيها صور مخفية لضباط أمن يعترفون باغتيال المتهمين بالإرهاب. تبقى هويات هؤلاء الضباط محمية لدواع أمنية؛ حيث يقول هؤلاء إنهم تدربوا على أيادي أجهزة أمن أجنبية، مثل: إم آي 5 البريطانية، والموساد الإسرائيلي(7). لكن لم يتم أبدًا اعتقال المهاجمين لمركز التسوق ويست غيت؛ حيث إن هذه الأحداث أدت إلى استنتاج يؤكد خطورة المسألة فيما يتعلق بجاهزية قوات الأمن الكينية التي تتصدى للإرهاب، فقد ظهرت للعلن قصص عن عدم الكفاءة بعد الهجوم حيث إن البعض يتهم قوات الأمن بإفساد محاولات التنسيق الذي من شأنه أن يؤدي إلى إلقاء القبض على المهاجمين، وذكرت وسائل إعلام كينية أن جنودًا بدؤوا بالسرقة بمجرد وصولهم تقريبًا إلى الموقع، بُعيْد بدء الاقتحام على المسلَّحين في حين أن بعض الضحايا لا يزالون في الداخل(8). وتوحي الطريقة التي تفاعلت بها الأجهزة الأمنية بعد هذه الهجمات بفشل القيادة في كينيا فيما يخص التصدي للإرهاب، ومما يثير القلق تلك الادعاءات التي تدور الآن عن رَدَّة فعل غير قانونية قامت بها الحكومة الكينية؛ حيث قتلت في أغسطس/آب الماضي على جانب الطريق السريع، عبود روغو محمد الذي يُعتقد أنه ممثل حركة الشباب الأمر الذي نتجت عنه أعمال شغب في مدينة مومباسا(9). رَدَّة الفعل هذه خلقت فجوة بين المجموعات المسلمة والأغلبية المسيحية في كينيا، ويرى الكثيرون أن هذا النوع من التصرفات سيزيد من استمرار الشباب المسلم في كينيا في الانضمام إلى حركة الشباب، فاستراتيجية التنسيق الحكومي لمكافحة الإرهاب، يُنظر إليها على أنها مثيرة للانقسام وتزرع بذور الحرب الطائفية.

إن الهجوم الإرهابي الأخير الذي وقع عند جامعة كاريسا يثبت شدة العزيمة والشراسة اللتين أصبحت حركة الشباب تتصرف بهما. ومن جانبه تعهَّد أوهورو كينياتا بحرب شاملة ضد حركة الشباب وكل من يدعم هذا التنظيم، وتم مرة أخرى استهداف الكينيين الصوماليين وإغلاق محال أعمالهم وتجميد حساباتهم المصرفية في أعقاب الهجوم حيث إن الحكومة نفَّذت عقابًا جماعيًّا ضد المسلمين وخاصة أولئك الذين لهم أصول صومالية، وزيادة على ذلك فقد أمرت الحكومة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بإغلاق مخيم داداب للاجئين، هذا المخيم الذي يبعد مائة كيلومتر عن الحدود الصومالية-الكينية وأقرب مدينة منه هي مدينة غاريسا، وقد تم إنشاء هذا المخيم في العام 2013 بعد أن وقَّعت كينيا على المعاهدة الثلاثية مع كل من الصومال والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين؛ فالحكومة الكينية تتهم حركة الشباب باستخدام مخيم داداب للتجنيد والتخطيط للأعمال الإرهابية في كينيا.

خاتمة

على الحكومة الكينية أن تعتمد مقاربة شاملة في تعاملها مع حركة الشباب، كما أن عليها أن تُشرك في ذلك جميع المكونات في كينيا من أجل هزيمة حركة الشباب، كما ينبغي أيضًا أن يشمل ذلك كسب قلوب وعقول كل الكينيين، فهناك العديد من الكينيين بمن فيهم ذوو الأصول الصومالية ممن فقدوا أقاربهم كما فقدوا أرواح آخرين على أيدي حركة الشباب، فهؤلاء يريدون أن يروا حركة الشباب مهزومة. وعلى الحكومة الكينية أن تستفيد من هذا الشكل من الظروف، فردود الفعل غير المحسوبة التي تقوم بها الحكومة الكينية لن تأتي إلا بنتائج سلبية بما في ذلك إشعال صراع طائفي. ومما لا شك فيه أن مقاصد حركة الشباب تنحصر فقط في إرهاب الكينيين لجعلهم يسحبون قواتهم من الصومال، وربما ينبغي على الحكومة الكينية أن تفكر في سحب قواتها من الصومال؛ حيث إن هذه القوات يمكن نشرها في أي مكان آخر داخل البلاد، لأن الجيش الكيني يتحمَّل حاليًا ما لا طاقة له به فيما يتعلق بالتصدي للإرهاب داخل كينيا، كما أن وجود قوة عسكرية إضافية سيقلِّل من الضغط على تلك القوات التي تكافح الإرهاب حاليًا داخل كينيا.
_________________________
تمبيسا فاكودي - باحث بمركز الجزيرة للدراسات.
ملاحظة: ترجم النص إلى العربية محمد النما الشيخ - إعلامي ومترجم موريتاني.

الإحالات
1 - Gray Phombeah (2002). BBC News World Edition, 5 August, http://news.bbc.co.uk/2/hi/africa/2161868.stm , accessed 25 April 2015.
2 - Wikipedia (2015). ‘Flag of Somalia’, 24 April. http://en.wikipedia.org/wiki/Flag_of_Somalia , accessed on 25 April 2015.
3 - Robert I Rotberg (2005). Battling Terrorism in the Horn of Africa, Brookings institution Press. https://books.google.com.qa/books?id=ek-eA4mPofQC&pg=PA190&lpg=PA190&dq=corruption+in+border+patrol+in+Kenya&source=bl&ots=n4KEPf9H-c&sig=gMPuMSFPRJGicalSiNcqGFYtUUM&hl=en&sa=X&ei=xio2VYv2BcebsgH2pIH4BA&redir_esc=y#v=onepage&q=corruption%20in%20border%20patrol%20in%20Kenya&f=false , accessed 24 April 2015.
4 - GlobalSecurity (2012). ‘Military, Kenya Facilities’, 26 October. www.globalsecurity.org.
http://www.globalsecurity.org/military/facility/kenya.htm , accessed 25 April 2015.
5 - Human Rights Watch (2014). ‘Kenya: Halt crackdown on Somalis’, 11 April, Human Rights Watch. http://www.hrw.org/news/2014/04/11/kenya-halt-crackdown-somalis , accessed 25 April 2015.
6 - Patrick Martin (2013). ‘Israel’s ties with Kenya go back a long way’, The Globe and Mail, 23 September. http://www.theglobeandmail.com/news/world/israels-ties-with-kenya-go-back-a-long-way/article14490379/ , accessed 25 April 2015.
7 - Daily Nation (2014). ‘Al Jazeera “exposes” Kenya’s police death squads’, 9 December. http://mobile.nation.co.ke/news/Al-Jazeera-exposes-police-death-squads/-/1950946/2549412/-/format/xhtml/-/126265oz/-/index.html , accessed 25 April 2015.
8 - James Norton (2014). ‘Kenyan police actions since Westgate attacks raise red flags’, The Christian Monitor, 4 October. http://www.csmonitor.com/World/Security-Watch/terrorism security/2013/1004/Kenyan-police-actions-since-Westgate-attack-raise-red-flags, accessed 25 April 2015.
9 - Norton (2014).

ABOUT THE AUTHOR