تأثيرات الأزمة الخليجية في إفريقيا: قراءة في مواقف الدول

يتناول التقرير مواقف بعض دول إفريقيا جنوب الصحراء من الأزمة الخليجية الراهنة وتفاعل تلك الدول مع تداعياتها، كما يرصد تأثير الأزمة في دول القرن الإفريقي بشكل خاص وهي التي تربطها علاقات قوية مع كل من طرفي الأزمة في الخليج.
2258cd3454da42558944b49c96007eec_18.jpg
(الجزيرة)

لعل وَصْفَ الدكتور "مهروان" لكتابه الصادر عام 2012 تحت عنوان (قطر: دولة صغيرة وثقل سياسي كبير) الذي وصف قطر بـ"العملاق الصغير" كان دقيقًا؛ إذ أصبح الوزن السياسي لقطر أكبر من حجمها الجغرافي والسكاني ميلون مرة، لما تتمتع به من قوة ناعمة تؤثِّر بعمق في عوالم الدبلوماسية والسياسية والاقتصاد. 

وفيما يشبه إعلان حرب، عصفت ريح الحصار فجأة في صباح الخامس من يونيو/حزيران، حين أعلنت كلٌّ من السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطع العلاقات الدبلوماسية والقنصلية مع قطر، وإغلاق المنافذ البرية والبحرية والجوية معها، ومنع العبور في أراضيها وأجوائها ومياهها الإقليمية، ومنع مواطنيها من السفر إلى قطر، وإمهال المقيمين والزائرين من مواطنيها فترةً وجيزة لمغادرتها، ومنع المواطنين القطريين من دخول أراضيها وإعطاء المقيمين والزائرين منهم مهلة أسبوعين للخروج. 

تصل امتدادات الأزمة الخليجية بشكل سريع إلى الدول الإفريقية وخاصة دول القرن الإفريقي، وما إن بدأ الخلاف بين قطر وجيرانها حتى ألقى بظلاله تدريجيًّا على الدول الإفريقية خاصة الدول ذات الأغلبية المسلمة؛ ذلك أن قطع السعودية علاقتها مع قطر أثار ضجة واسعة في أوساط العالمين الإسلامي والغربي، في خطوة اعتبرها الكثير من المراقبين حصارًا خانقًا تفرضه السعودية وحلفاؤها على قطر. 

وفي هذه الورقة نحاول أن نتناول تأثيرات هذه الأزمة على إفريقيا جنوب الصحراء سياسيًّا واقتصاديًّا، ومعرفة مواقف بعض دولها من حصار قطر، كما نشير إلى السعي السعودي الحثيث الذي شدَّ رحاله نحو إفريقيا خلال الأسبوع الأول للأزمة في محاولة لاستقطاب أكبر عدد ممكن من المؤيدين لها بشأن الحصار ضد قطر. فما هو التأثير الذي يمكن أن تتركه الأزمة القطرية على دول إفريقيا جنوب الصحراء عمومًا ودول القرن الإفريقي خصوصًا، وهي التي تربطها علاقات قوية مع كل من طرفي الأزمة في الخليج؟

تأثيرات الأزمة على بعض دول إفريقيا 

تشهد العلاقات بين الدوحة وعدد من العواصم الإفريقية حالة من التعاون الاقتصادي والاستثمار والتنسيق المتبادل لم تشهدها من قبل؛ حيث نجد علاقات سياسية قَطَرية وثيقة لاسيما مع إثيوبيا، وإريتريا، والسودان، وجنوب إفريقيا، لما تربطها من مصالح مشتركة تدفع إلى مزيد من التقارب، خاصة أن المساعدات القطرية التي تقدمها المؤسسات الخيرية القطرية لمنظمة الدعوة الإسلامية والتبرعات التي يقدمها أهل الخير من المحسنين القطريين كان لها الأثر الطيب في إقامة 343 مشروعًا مختلفًا في القارة الإفريقية بلغت تكلفتها 15 مليونًا و600 ألف ريال قطري منها بناء 100 مسجد بكلفة 5 ملايين ريال(1). ولاشك في أن زيارة أمير قطر، الشيخ تميم، لهذه الدول لم تجفَّ آثارها بعد. 

ولعله من الأهمية بمكان الإشارة هنا إلى العلاقات السياسية والتعاون الاقتصادي بين قطر وبين بعض الدول الإفريقية التي من الممكن أن تتأثر لو طال أمد هذه الأزمة أو في حال استمرارها. 

إثيوبيا

استأنفت قطر علاقاتها بأديس أبابا عام 2012 بعد قطيعة استمرت ست سنوات خلال الفترة (2008-2012)، نتيجة اتهام إثيوبيا لقطر بدعم حكومة إريتريا، المناوئة لأديس أبابا، ومع أول تغيير في النظام الإثيوبي عام 2012 عادت العلاقات إلى سابق عهدها؛ حيث قام وزير الخارجية القطري السابق، بزيارة لأديس أبابا، أدَّت إلى استئناف العلاقات بين الطرفين، وإلى زيارة أمير قطر السابق لأديس أبابا عام 2013. 

السودان

تتمتع العلاقات بين الدوحة والخرطوم بالقوة والتقارب في كثير من الملفات؛ حيث كانت قطر إحدى الدول الساعية لرفع العقوبات عن السودان، وكان لها دور في حلِّ أزمة دارفور وإنهاء الحرب هناك من خلال اتفاق الدوحة مع الحركات المتمردة، وتبرعت بمليارات الدولارات من أجل حقن الدماء هناك، ويقال بأن هذا هو سِرُّ العلاقات السودانية-القطرية الوطيدة. 

إريتريا

لعبت الدوحة دورًا سياسيًّا محوريًّا مع أسمرة، وذلك حين تحالفت مع الرئيس، أسياس أفورقي، ودعمته، وهو ما كان سببًا في إحداث القطيعة بين قطر وإثيوبيا لمدة ستة أعوام كاملة، وقد تعزَّزت هذه العلاقات بين البلدين بزيارة أمير قطر إلى أسمرة عام 2015، وزيارتين لرئيس إرتيريا إلى الدوحة (أغسطس/آب 2015، مارس/آذار 2016)، خاصة أن أسمرة تنظر إلى قطر باعتبارها جسر العلاقات مع دول الخليج العربي، كما أنَّ هناك تنسيقًا بين الطرفين لدعم السودان. 

جنوب إفريقيا

على الصعيد السياسي، شهدت العلاقات بين قطر وجنوب إفريقيا تقدمًا ملحوظًا لامَسَ تنوعًا في الميادين التجارية والاقتصادية والخدماتية، عبر اتفاقيات ناظمة للتنسيق والتعاون، منها: اتفاقية إقامة العلاقات الدبلوماسية والتعاون الاقتصادي، والتشجيع والحماية المتبادلة للاستثمارات، وتجنب الازدواج الضريبي والتهرب المالي، والخدمات الجوية الثنائية، وتعزيز الاستثمارات البينية، ناهيك عن اتفاقيات في مجالات آخرى كالشرطة والفنون والثقافة؛ الأمر الذي يُظهر عمق الثقة بين البلدين والحرص على تعزيزها. 

يضاف إلى التأثيرات السياسية للأزمة الخليجية على دول شرق إفريقيا، ما قامت به قطر، في الرابع عشر من يونيو/حزيران 2017، من سحب قواتها الموجودة في أراضي جيبوتي؛ إذ كانت جيبوتي قد انضمت إلى الخطوات التي اتخذتها السعودية والإمارات تجاه قطر. وكانت القوات القطرية متواجدة في تلك الأراضي ضمن اتفاق سابق بين البلدين لتسوية نزاع حدودي مع إريتريا كاد أن يتحول إلى مواجهة مسلحة. حاليًّا، هناك حالة تأهب بين الطرفين: الإريتري والجيبوتي، بعد خروج القوات القطرية وفق وزير خارجية جيبوتي، محمود يوسف.  

قطر والفرص الاستثمارية في إفريقيا 

فيما يتعلق بالاستثمارات والتعاون الاقتصادي، تمتلك قطر حزمة كبيرة من الاستثمارات داخل قارة إفريقيا، وهو ما دفع بعض المراقبين إلى القول بأن أحد أبرز أهداف الزيارة الأخيرة للشيخ تميم، أمير قطر، إلى إفريقيا إنما يتعلق بتنمية هذه الاستثمارات والمشروعات ومحاولة إيجاد فرص استثمارية جديدة خاصة أن قطر ليست الدولة الوحيدة التي توجهت صوب القارة السمراء؛ إذ إن هناك العديد من القوى الدولية والإقليمية باتت تنظر إلى إفريقيا على أنها قِبلة الاقتصاد القادمة لما تتمتع به من إمكانيات وموارد هائلة. 

وتعد قطر الشريك التجاري السابع لجنوب إفريقيا؛ حيث يبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين ما يقارب 500 مليون دولار. وتشمل صادرات جنوب إفريقيا إلى قطر: الكيماويات والمعادن الأساسية للمنتجات النباتية والآلات والأجهزة الطبية والمركبات والطائرات والسفن ومعدات النقل. وتستورد جنوب إفريقيا المنتجات المعدنية من قطر، وكذلك المواد الكيميائية والبلاستيك واللدائن؛ إذ يبلغ حجم الاستثمارات المشتركة بين البلدين 13.5 مليار دولار، وتنظِّم الخطوط الجوية القطرية 3 رحلات يومية إلى جوهانسبرج وكيب تاون(2). 

ومن أبرز الشركات القطرية الموجودة في جنوب إفريقيا: شركة قطر للبتروكيماويات، وفي المقابل يبلغ مجموع استثمارات جنوب إفريقيا في قطر وتحديدًا في قطاع الطاقة 8.9 مليارات دولار(3). 

ويري الكثير من المراقبين أنه في حال استمرار الأزمة الخليجية وعدم احتوائها، فإن الأمر سوف يؤثِّر سلبًا على كل هذه الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والسياسي بين الدوحة وإفريقيا. 

كيف تنظر إفريقيا للحصار المفروض على قطر؟ 

هناك بعض دول إفريقيا جنوب الصحراء التي أعلنت عن مواقف واضحة من الحصار على قطر، ومن ذلك: 

الصومال

بعد أسبوع من الأزمة المفاجئة بشأن حصار قطر، أصدر الصومال عبر وزراة خارجيته بيانًا يدعو فيه الأطراف إلى الحوار واحتواء الأزمة بشكل دبلوماسي، وكان هذا الموقف هو نفس الموقف الذي اتخذته دول كثيرة في أوروبا وأميركا وآسيا، ودول عربية مثل الكويت وسلطنة عُمان وتونس والجزائر والسودان. 

غير أن السعودية ما أن استمعت إلى البيان الصومالي الرافض لحصار قطر حتي شدَّ وفدٌ سعودي رحاله إلى العاصمة الصومالية، مقديشو، لتبدأ من هناك ضغوط ومغريات لإقناع الصومال، وكانت الضغوط التي تعرض لها الصومال ومعظم الدول الإفريقية كالتالي:

  • إغراءات بتقديم 80 مليون دولار مقابل قطع العلاقات مع قطر.
  • تهديدات بخفض المساعدات المالية.
  • التهديد غير المباشر.
  • خفض التعاون الدبلوماسي.
  • إلغاء المنح الدراسية التي كانت السعودية تقدمها للطلاب الصوماليين.
  • خفض تأشيرات الحج. 

ونشرت صحيفة لوموند الفرنسية تقريرًا للباحث المتخصص في الشؤون الإفريقية، بنجامين أوجي، كشف فيه عن بعض وسائل الضغط التي تستخدمها المملكة العربية السعودية؛ من أجل ابتزاز دول إفريقية وإجبارها على مجاراتها في قرارها بقطع العلاقات مع قطر، في ظل إصرار بعض هذه الدول على الوقوف في وجه هذه الضغوط. 

وبحسب الصحيفة، فإن السعودية تستخدم هذه الأسلحة من أجل ابتزاز هذه الدول؛ حيث إن رؤساء الدول الإفريقية التي تعيش فيها أغلبية مسلمة، أو توجد بها أماكن عبادة ومؤسسات دينية تسيطر عليها السعودية عبر مؤسسات خيرية، تعرضوا لضغوط هائلة منذ اندلاع الأزمة في الخليج، وتهديدات صريحة من أجل الانضمام إليها، وقطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، وفرض حصار بري وجوي عليها. 

وبعد مدٍّ وجزْر ولقاءات استمرت ساعات بين الوفد السعودي والرئيس الصومالي، محمد عبد الله فرماجو، رفض الأخير العرض المغري له. يضاف إلى ذلك، الردود في أوساط المثقفين الصوماليين الذين يستخدمون هاشتاج في مواقع التواصل الاجتماعي تضامنًا مع قطر وتأييدًا للموقف الذي اتخذته حكومتهم حيال حصار قطر. 

غير أن هذه الخطوة التي اتخذتها القيادة الصومالية تجاه هذه الأزمة أمرٌ يصفه بعض المراقبين الصوماليين بالانتحار! مشيرين إلى أن موقف الرئيس الصومالي من شأنه أن يخسر بسببه الوعود والضمانات السعودية وكذلك المشاريع الكثيرة من البنى التحتية ودعم خزينة الدولة التي عقدها الرئيس فرماجو مع السعودية في زيارته الأولى إليها بعد تنصيبه رئيسًا للبلاد. كما أثَّر الموقف الصومالي حيال الحصار القطري على متسابق صومالي في مسابقة دبي للقرآن الكريم بالإمارات بعد أن تم طرده من المشاركة في المسابقة. 

إثيوبيا

رأت الدبلوماسية الإثيوبية، التي توصف بـ(الهادئة) والتي لا تتأثر بأية أجندة خارجية، ضرورة التحلي بمبادئ "حُسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام السيادة الوطنية للدول"، ومن هذا المنطلق رفضت إثيوبيا الطلب السعودي الموجَّه لها بعد زيارة مسؤول سعودي إليها للضغط على رئيس الوزراء، هيلا مريم دسالين، بالأمر، غير أن الأخير أشار إلى أن إثيوبيا تؤيد المساعي الكويتية الساعية لاحتواء الأزمة. 

إريتريا

ربما كان الموقف الإريتري الرافض أيضًا مقاطعة قطر وحصارها، أشد على السعودية من كل شيء؛ حيث تفيد وزارة الشؤون الخارجية الإريترية عن تلقيها طلبًا من المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات؛ للانضمام إلى حملة قطع العلاقات مع قطر، قبل أن تُصدر وزارة الخارجية الإريترية بيانها بخصوص ذلك "كغيرنا من الدول التي لها علاقة مع دولة قطر وصلنا طلب من الخارجية السعودية ودولة الإمارات بأن نقطع علاقتنا مع الشقيقة قطر ولكننا رفضنا الأمر جملة وتفصيلًا"(4). 

 وفي إشارة إلى الدور الإريتري في الحرب ضد اليمن، نشر العديد من المراكز البحثية الإقليمية والدولية الكثير من الشواهد والأدلة التي تشير إلى الدور المهم الذي قامت به إريتريا في دعم الجهود العسكرية الخليجية في اليمن، إضافة إلى ما لديها من إمكانيات لوجستية مهمة يمكن توظيفها في استمرار تلك الجهود، فضلًا عمَّا تتمتع به من موقع محوري في تحقيق الأمن القومي الخليجي من ناحية الخليج العربي والبحر الأحمر، وعدم مشاركة إريتريا في مقاطعة قطر أو رفض رئيسها الطلب السعودي للاصطفاف معها أمر اعتبره المراقبون صفعة شديدة على خدِّ السعودية. 

السودان

شمل الطلب السعودي بشأن حصار قطر السودان أيضًا، ولكنه أبدى تحفظه حيال المقترح السعودي. كان السودان من الدول المشاركة في عاصفة الحزم، لذا فعدم مشاركته في مقاطعة قطر مع السعودية هو بمثابة قاصمة الظهر للسعودية وحلفائها قبل أن يكون من أمارات فشل الحصار. 

ما حدود نجاح الدبلوماسية السعودية في إفريقيا؟ 

يبدو أن جهود السعودية لم تنجح بشكل كبير في إفريقيا جنوب الصحراء بعد قطع موريشيوس فقط علاقتها الدبلوماسية مع قطر؛ بينما استدعت النيجر والسنغال وتشاد وجزر القمر سفراءها من الدوحة، وتعاملت جيبوتي مثل الأردن بتخفيض مستوى العلاقات الدبلوماسية فقط. ويعتقد المراقبون أن هذه الدول خفضت التمثيل الدبلوماسي لقطر حتى توقف الضغوط السعودية أو لكي لا تتعرض لمزيد من الضغوط والتهديدات التي لجأت اليها السعودية مؤخرًا. 

وبعد تقديم السعودية جميع أوراقها للضغط على إفريقيا خصوصًا في شرقها بالإغراءات المالية تارة والتهديد بقطع المساعدات تارة أخرى، تكون قد تلقت ما يمكن وصفه بـنكسة لم تعرفها المملكة من قبل. 

ووفق جيمس دورسي، وهو أستاذ بالدراسات الدولية، يقول: "إن الردود المختلفة التي تلقَّتها السعودية في محاولتها حشد العالم الإسلامي بأكمله تُشكِّك في درجة نجاح المملكة في أنشطتها السياسية والتعليمية والدينية الضخمة في العالم على مدار العقود الماضية؛ وظهرت صعوبة استغلال السعودية نفوذها في 2015 عندما رفض مجلس النواب الباكستاني طلب المملكة بإرسال قوات إلى اليمن لدعم الغزو السعودي(5). 

ويعتقد الكثيرون أنه من غير المنطقي أن تبحث السعودية عن مؤيدين لها في حصار قطر بهذه الطريقة وتستخدم سلاح التهديد للدولة التي رفضت طلبها أو أبدت حياديتها حيال الأزمة. لذا، يجب على السعودية تغيير كل هذه السياسات وأن تراجع سياستها في علاقاتها الخارجية الإقليمية. 

الآن، يبدو أن الدبلوماسية السعودية، التي يتهمها الكثير من المراقبين بأنها تفتقر إلى أدنى أبجديات السياسة والعلاقات الدولية من خلال تصرفاتها وتعاملها، أمام مفترق الطرق؛ فإما أن تتخذ المسار الصحيح وتغير سياستها واستراتيجيتها المبنية حاليًّا على الارتجالات العشوائية، والعاطفة الجياشة وإما أن تواصل هذا المسار الخطير الذي سيكون له تبعاته وتداعياته على السعودية. 

خاتمة 

يبدو واضحًا من الأزمة القائمة ومبرِّراتها الواهية أن المعركة إنما هي على دور قطر الإقليمي وسياساتها الخارجية، وهي محاولة مكشوفة من الإمارات والسعودية لفرض سياسة خارجية معينة، تلتزم قطر بها، خصوصًا فيما يتصل بالعلاقة مع مصر، والتي تتمتع كلٌّ من الإمارات والسعودية بعلاقة متينة معها، وكما يبدو أن هذه الحملة تحظى بدعم كبير من اللوبي الإسرائيلي في واشنطن. 

لكن فيما يبدو، انقلب السحر على الساحر. والحلف السعودي-الإماراتي-المصري يبدو أنه في حيرة من أمره بعد ما استخدمت السعودية والإمارات أقصى ما لديهم من قوة وأوراق ضغط في حصار قطر دون أن تجد تأييدًا دوليًّا في خطوتها.

_____________________________________

كمال الدين شيخ محمد عرب-  صحفي وباحث صومالي

ABOUT THE AUTHOR

References

1 – "قطر الداعم الأكبر لقارة إفريقيا"، الراية، 8 أغسطس/آب 2011، (تاريخ الدخول: 17 يونيو/حزيران 2017):

http://www.raya.com/home/print/f6451603-4dff-4ca1-9c10-122741d17432/df290da1-8721-4a15-95a0-872e4fc6ac07

2 – "قطر وجنوب إفريقيا.. عقود من الشراكة الاستراتيجية المثمرة"، الوطن، 11 أبريل/نيسان 2017، (تاريخ الدخول: 16 يونيو/حزيران 20177): إضغط هنا.

3 – "جولة أمير قطر الإفريقية ضمن طموحات ليست من أجل القاهرة فقط"، نون بوست، 11 أبريل/نيسان 2017)، (تاريخ الدخول: 16 يونيو/حزيران 20177):

http://www.noonpost.org/content/17508

– "إريتريا ترفض طلبًا سعوديًّا بقطع العلاقات مع قطر"، الشعب، بدون تاريخ، (تاريخ الدخول: 16 يونيو/حزيران 2017):

http://www.elshaab.org/news/262867/%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AA%D8%B1%D9%8A%D8%A7-%D8%AA%D8%B1%D9%81%D8%B6-%D8%B7%D9%84%D8%A8-%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%89-%D8%A8%D9%82%D8%B7%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D9%85%D8%B9-%D9%82%D8%B7%D8%B1#

5 – "هكذا فشل استغلال السعودية نفوذها في الأزمة الخليجية"، رصد، 17 يونيو/حزيران 2017، (تاريخ الدخول: 17 يونيو/حزيران 20177):

 http://www.rassd.com/208428.htm