الجزيرة للدراسات يشارك في ندوة دولية عن أخلاقيات الإعلام والثورة الرقمية

27 February 2020
جانب من الباحثين المشاركين في أعمال ندوة دولية حول أخلاقيات الإعلام والثورة الرقمية (الجزيرة)

شارك مركز الجزيرة للدراسات في أعمال ندوة دولية نظَّمها قسم الإعلام بكلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة قطر، وبتمويل من الصندوق القطري لدعم البحث العلمي، يومي 25 و26 فبراير/شباط 2020، في الدوحة، بعنوان "أخلاقيات الإعلام والثورة الرقمية: تنافس الروايات واختلاف وجهات النظر".

ناقشت الندوة موضوعًا إشكاليًّا في سياق البيئة الاتصالية والرقمية الجديدة وانتشار شبكات التواصل الاجتماعي التي فرضت تحديات مهنية جديدة فيما يتعلق بعملية جمع الأخبار والمعلومات التي تُكَوِّن القصة الخبرية ثم التَّحقُّق منها وتركيبها وبنائها وصَوْغِها وتفسيرها. وقد أثار الاستخدام واسع النطاق وغير المسبوق لهذه الشبكات كأدوات للاتصال ونقل الأخبار قضايا خطيرة تتعلق بقواعد الأخلاقيات والأطر التنظيمية التي يجب أن تحكم تلك البيئة. وتتمثل أبرز هذه التحديات الجديدة في حرية التعبير والمسؤولية الاجتماعية؛ مما يؤدي إلى التساؤل عما إذا كانت هناك طرق لتطوير فهم مشترك لأخلاقيات الممارسة الإعلامية في سياقاتها الثقافية المختلفة، ومحاولة الاستجابة للتحديات التي تطرحها التطورات السريعة في البث الفضائي والتكنولوجيا الرقمية.

وقد شارك في أعمال الندوة الباحث بمركز الجزيرة للدراسات، محمد الراجي، بورقة بحثية بعنوان "أخلاقيات الإعلام العربي وتضارب الرواية في العمل الصحفي" من خلال دراسة حالة بعض وسائل الإعلام اللبناني في سياق الحراك السياسي الذي عرفته البلاد في 17 أكتوبر/تشرين الأول 2019. وتحاول الورقة استكشاف الكيفية التي تتم من خلالها عملية "تخصيب القصة الخبرية" تحريريًّا، والطرق التي تُعالَج بها الأحداث والوقائع فتَبْنِي صيغًا معينة للواقع وهويات الفاعلين والممارسات الاجتماعية. وتبحث الورقة أساسًا في نظام الخطاب وترتيبه وتَشَكُّله، وتركز على الاستراتيجيات التحريرية التي تتحوَّل من خلالها القصة الصحفية -بوقائعها الثابتة وحقائقها المعلومة- إلى سردية أو رواية صحفية يتحكَّم القائم بالاتصال في هيكلها وإعادة بناء وتركيب تلك الوقائع والأحداث وتَشْيِيد دلالاتها ومعانيها بما يخدم رسالته الإعلامية انسجامًا مع السياسة التحريرية للوسيلة الإعلامية. وهو ما يُنْشِئ، بحسب الباحث، روايات صحفية مُخَصَّبَة ومتضاربة تختلف حيثياتها، وتتعارض سياقاتها باعتماد سِجِلٍّ خطابي و"ذخيرة" لغوية خاصة وأُطُر إعلامية محددة/موجهة تركز على زوايا إخبارية بعينها، وتحجب ما لا يُمِّثل أجندتها في معالجة القصة الصحفية.

(الجزيرة)
محمد الراجي أثناء تقديم ورقته البحثية (الجزيرة)