بات الكثير من المؤشرات يرجِّح أن القارة الإفريقية أصبحت رقعة أساسية لصراع دولي بين لاعبين متعددين. فالولايات المتحدة الأميركية تهتم منذ بعض الوقت بالنواحي الأمنية والعسكرية في العديد من المناطق الإفريقية، وتلعب الصين أدوارًا اقتصادية واستثمارية مهمة في القارة، وتكاد فرنسا تكون اللاعب المتفرد بالعديد من المناطق الإفريقية، خصوصًا تلك التي كانت تحت نفوذها الاستعماري. وقد ظهر اللاعب الروسي مؤخرًا في بعض الدول، فضلًا عن تركيا وإسرائيل وإيران وغيرها. تضم إفريقيا أكبر تجمع للدول النامية في العالم، ذات الأسواق المتعطشة للاستثمارات، والنمو السكاني الأسرع عالميًّا، والثروات الهائلة، والحكومات المفتقرة لأدوات فرض الأمن والاستقرار وتحديث البنى التحتية وتوفير الخدمات الأساسية. يضاف إلى ذلك الموقع الجغرافي لإفريقيا والذي جعل منها قارة ذات أهمية استراتيجية خاصة؛ حيث تحتوي على مضايق مهمة ورئيسة في طرق الملاحة الدولية، وهي ثاني أكبر القارات مساحة وامتدادًا جغرافيًّا.
في هذا السياق، وللوقوف على طبيعة التنافس الدولي في إفريقيا وفهم دوافعه وأطرافه وأبعاده واستشراف مستقبله في ظل اختلاف الاستراتيجيات وتناقضها، نظَّم مركز الجزيرة للدراسات مؤتمرًا دوليًّا بتاريخ 14-15 يوليو/تموز 2021 شاركت فيه مجموعة من الباحثين المتخصصين في الشأن الإفريقي.
وها نحن ننشر مقالاتهم تباعًا ضمن ملف بحثي سيشمل مجموعة من الأوراق التحليلية وستتبعها أخرى.
المقالات |
||
1 |
الصين في إفريقيا: تحقيق غايات القارة أم البحث عن المصالح الاستراتيجية؟ |
يعتبر وصول الصين إلى إفريقيا أهم تطور في القارة بعد الحرب الباردة؛ حيث أصبح حضورها المتنامي يعكس أولوياتها من الناحية الاقتصادية والسياسية. ومن الواضح أن الأمر يتعلق أولًا بضمان التفوق التجاري والتنمية الاقتصادية للصين، ويتطلب هذا التطور داخليًّا وخارجيًّا تأمين المواد الأولية الاستراتيجية. |
2 |
تتطرق هذه الورقة التحليلية إلى أبرز مجالات التعاون الروسي-الإفريقي، ومدى إمكانية نجاح روسيا في توجهها نحو إفريقيا، وطبيعة استفادة إفريقيا من موسكو، فضلًا عن موقف الدول الغربية من تنامي النفوذ الروسي في إفريقيا، وتقديم تفسير لدلالات النفوذ الروسي المتنامي في مختلف مناطق القارة الإفريقية. |
|
3 |
خريطة السلاح في إفريقيا: بين سياسات الاستعمار الجديد وتنافس القوى الكبرى |
إن تصاعد التنافس الدولي في إفريقيا يدفع الدول للصراع والتصادم خاصة مع تنامي دور الصين وروسيا، وهو ما قد يكون غير مرحب به من قبل فرنسا خصوصًا والاتحاد الأوروبي وأميركا عمومًا، وهو ما ينذر بارتفاع صادرات السلاح في السنوات القادمة. |
4 |
تحاول هذه الورقة تحليل سياسات الطاقة على ضوء التغيرات المتلاحقة وطنيًّا وإقليميًّا ودوليًّا من خلال التعرف على الفاعلين في مجال الطاقة بإفريقيا ومن خلال الوقوف على أهم التحديات التي تواجه هذا القطاع فضلًا عن التطرق للفرص المتاحة أمام إفريقيا للتحرر الطاقي. | |
5 | المعادن الأفريقية في التنافس الدولي.. الرهانات والمآلات |
باتت المعادن الإفريقية جزءًا من التنافس الدولي، وتجلَّى ذلك في المسارات التي تبنَّتها الأطراف المتنافسة بُغية الاستحواذ على معادن القارة. وتطور ذلك من أنواع جديدة من سياسة الاحتواء إلى الأشكال الحديثة لما صار يُعرف بـ"الحرب الباردة الجديدة" وهو ما تحاول هذه الورقة التحليلية تبيانه. |
6 | بروز دور تركيا في إفريقيا الصاعدة | أصبح التفاعل بين تركيا وإفريقيا متطورا بشكل متبادل خلال العقد الماضي، فالوجود التركي في إفريقيا بات اليوم أكثر وضوحا وأصبح يلفت انتباه الأفارقة بشكل أكبر، وتتقدم تركيا في إفريقيا وفقا لخطط تنفيذ مشتركة قبلتها الأطراف ووقّعتها خلال مؤتمرات قمم الشراكة التركية-الأفريقية. |
7 | طورت الصين علاقاتها بإفريقيا وملأت الفراغ الذي خلَّفه تراجع النفوذ الغربي، وبالنظر إلى حجم المخاوف الغربية من هذه الوضعية يتجه المنظِّرون الغربيون إلى تبني خطاب يحث صانعي السياسات بالغرب على أن يعوا أنَّ الفراغات التي خلفها انسحابهم من إفريقيا ستملؤه الصين بسعيها لتطوير علاقات بإفريقيا. | |
8 |
بين الاستعمار والاستنزاف والاستلاب: أي مستقبل للنفوذ الفرنسي في إفريقيا؟ |
باتت فرنسا ملزمة بانتهاج سياسة إفريقية جديدة قوامها الشراكة، وهو أمر بعيد المنال مع نخبة فرنسية مسيطِرة ومحكومة بحسابات مشهد انتخابي يتحكم في خيوطه ناخب فرنسي منجذب نحو خطاب اليمين المتطرف، مع أن فرنسا لا تحتاج إلى مزيد من التطرف في علاقتها مع إفريقيا. |
9 | رغم جهود روسيا لتعزيز وجودها وتوطيد علاقاتها في إفريقيا إلا أنها لا يزال أمامها الكثير لتلحق بمنافسيها الدوليين هناك، فإن ما تقدمه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من مساعدات واستثمارات للدول الإفريقية تفوق ما تقدمه روسيا. | |
10 |
القيادة العسكرية الأميركية ومناورات "الأسد الإفريقي": نحوتغير خارطة الأمن في إفريقيا |
استمرار المناورات الأميركية بإفريقيا وبالخصوص في شمالها يعني التأثير على وضع فرنسا إفريقيًّا ودوليًّا، وتفويت الفرصة عليها، وهو يدخل في مسار تهميش القوى العظمى التقليدية في العالم وتفرد أميركا في ظل الأحادية القطبية. |
11 | ستلازم الدول الإفريقية، وعلى الرغم من تقدمها النسبي على مرِّ السنين، وفي ظل استمرار ضعف المؤسسات واستشراء الفساد واستعصاء التنمية، وضعية الهشاشة؛ حيث القيود الناشئة عن الافتقار إلى القدرات المؤسسية وشفافية التدبير والقيود التشغيلية للاقتصاد والاجتماع البشري، لا يمكنها إلا أن تعرقل جهود بناء السلام والأمن والاستقرار. |