لم تغب القضية الفلسطينية عن الحضور والتأثير في المشهد الدولي منذ عقود، ولكنها لم تحضر فيه كما هي حاضرة الآن وفق الكثير من التقديرات الإستراتيجية، فقد تحولت مع السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، من قضية مركزية في عيون المسلمين وفي منطقة الشرق والشرق الأوسط إلى قضية مركزية في العالم بأسره.
لقد كانت ساعات الصباح الأولى من سبت السابع من أكتوبر/تشرين الأول ساعات فارقة في تاريخ العالم أعادت رسم خريطة الإدراك الإستراتيجي للكثير مما أريد له أن يكون ثوابت في وعي -بل ولا وعي- أجيال عديدة، فالدولة التي تأسست وفق منظومة بكاملها على أنها الدولة "المؤتمنة" على المصالح الحيوية الغربية هُزمت استخباراتيًّا وإستراتيجيًّا أمام المئات من المقاتلين القادمين من نقطة صغيرة تعيش تحت الحصار المطبق منذ أكثر من عقد ونصف.
هنا في إفريقيا التي ابتعدت من القضية بفعل عوامل عديدة، لم يكن الزلزال بنفس القوة التي تم بها تسجيله ورصده في الساعات والأيام الأولى، لكن هزاته الارتدادية وشظاياه الإنسانية -أو غير الإنسانية بالأحرى- تقع وتُحدث رجَّات فرضت طرح أسئلة عن سر المواقف التي بدت في عمومها غير مبالية ومفضلة النأي بنفسها عن صراع، اتضح أن رؤيتها له وتكييفها لطرق التعاطي معه، مختلفة بشكل جوهري عن الرؤية الحاكمة لتدافُعٍ تحددت مراكزه الأساسية بين القوى الغربية الداعمة بصلف للرواية والرؤية الصهيونية، والحالة الغالبة من الشعوب المسلمة -ومنها عديد الشعوب الإفريقية بكل تأكيد- المصطفة مع رواية ورؤية المقاومة، وإن حالت حواجز أنظمة الحكم بينها وبين ما تشتهي من انخراط فعلي في المواجهة.
ومع أن الفظاعات التي ارتكبها الاحتلال في الأسابيع الماضية عدلت في مواقف عديدة في القارة؛ حيث سحبت جنوب إفريقيا كل دبلوماسييها من تل أبيب(1)، وجمدت تشاد علاقاتها(2)، ورفضت نيجيريا استقبال رئيس وزراء التشيك بفعل موقف بلاده المنحاز للرواية الصهيونية(3)، لكن الفجوة ظلت قائمة بين الوجدان الكامن وحسابات الإستراتيجيا النشطة.
عن خريطة المواقف
توزعت مواقف الدول الإفريقية من طوفان الأقصى إلى مستويات ثلاثة:
أولًا: دول دانت العدوان الصهيوني وطالبت بحماية الشعب الفلسطيني، وحافظت على التعبير عن مواقف يمكن إدراجها في خانة الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني. وتصدرت هذا المعسكر دول الدعم التقليدي للقضية الفلسطينية، مثل الجزائر وجنوب إفريقيا، وهما دولتان أخذتا على عاتقهما مناصرة القضية الفلسطينية في القارة الإفريقية، والعمل الدؤوب لمحاصرة محاولات الاحتلال التسلل لهيئات الاتحاد(4).
ثانيًا: دول اختارت الانحياز المطلق للرواية الصهيونية، فدانت المقاومة الفلسطينية وحمَّلتها كامل المسؤولية عما جرى، وجاء في مقدمة الدول دائمة الدعم للاحتلال الاسرائيلي كينيا وغانا المتبنيتان للرواية الصهيونية بحذافيرها، والداعيتان لمعاقبة من سمَّتاهم "مرتكبي الإرهاب وداعميهم ومموليهم"، وهي لغة تكشف حجم تأثير الاحتلال على صنَّاع القرار في هذين البلدين إلى الحد الذي يجعل من يقرأ بياناتهما يحسبها "مقتطفات من بيانات الحرب الصهيونية". وليست مواقف التماهي مع الاحتلال بجديدة على هذين البلدين على الأقل؛ حيث حافظا على دعم لا يكل للكيان في كل حروبه ومجازره على مدى عقود.
ثالثًا: أما الفصيل الثالث فانضوت تحته أغلبية بلدان القارة، وقد حاولت دول هذا التوجه أن تجد في لغة الدبلوماسية العتيقة ما ينجيها من اتخاذ موقف واضح، فكانت عبارات "إدانة استهداف المدنيين، ونبذ العنف، والدعوة لضبط النفس، وتفضيل الحلول السلمية"، هي المفردات الغالبة على التصريحات المعبِّرة عن مواقف كانت مختصرة وغير مواكبة لما جرى طيلة ثلاثين يومًا من العدوان. ومن أبرز الدول التي سارت في هذا النهج: نيجيريا والسنغال(5) وكذلك روندا والمغرب، وإن كانت نيجيريا عدَّلت في مواقفها خلال الأيام الأخيرة حين رفضت استقبال رئيس الوزراء التشيكي محتجة على انحياز بلاده السافر للكيان الذي يقترف جرائم بشعة بحق المدنيين.
هذا التوزع الثلاثي بين داعمي فلسطين وقضيتها، والمنخرطين في الحلف الصهيوني، والسالكين طريق الغموض الواقفين في المنطقة الرمادية، تُرجم في موقف رسمي للاتحاد الإفريقي عبَّر عنه مفوض الاتحاد الإفريقي بإدانة صريحة للاحتلال وتحميل ممارساته مسؤولية ما يجري مع تأكيد على عدم استهداف "المدنيين"، ودعوة للسلم وتشبث بحل الدولتين.
وهو موقف يعكس تنوع المواقف داخل المنظومة الإفريقية(6)، ويجسد بصفة خاصة حقيقة أن أغلبية دول القارة لا تعتبر نفسها معنية بما يجري فيما يسمي في أغلب الأدبيات الإفريقية بأزمة الشرق الأوسط أو الصراع العربي-الإسرائيلي.
الإرث المتبدد
كانت القضية الفلسطينية في سبعينات وثمانينات القرن الماضي مِلءَ السمع والبصر، وكان عنوان القضية في تلك المرحلة الرئيس الراحل ياسر عرفات متنقلًا بين عواصم ومدن القارة ضيفًا مبجلًا؛ فالقضية الفلسطينية في أعين أبناء ونخب القارة هي الشقيق التوأم للنضال ضد التمييز العنصري "الأبارتايد" في جنوب إفريقيا، وهي بالطبع ثورة ملهمة من ثورات التحرير مثل الثورة الجزائرية وغيرها من الثورات التي استقطبت أيقونات النضال عبر العالم منهم من اشتهر مثل تشي غيفارا، ومنهم من اقتصرت شهرته على المناطق التي ناضل فيها وخلَّدته الشعوب الإفريقية في أدبياتها.
وقد تجسد هذا التعلق الإفريقي بالقضية في:
- اعتراف واسع بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلًا شرعيًّا للشعب الفلسطيني.
- دعم كبير للحق الفلسطيني في كل المنظومة الدولية وتصويت عارم لكل القرارات المؤيدة له.
- احتضان للثورة الفلسطينية ورفدها بكل ما تحتاج (يتذكر الجميع أن مقر منظمة التحرير كان في تونس، واسم تونس القديم هو إفريقية، ويشهد التاريخ السياسي للقارة على مواقف مناصرة للقضية ليس في شمال القارة المحاذي لفلسطين (مصر وتونس والجزائر والمغرب) ولا في غربها الذي يمثل المسلمون أغلبية سكانه (موريتانيا والسنغال ومالي وبوركينا فاسو والنيجر)، بل في وسطها وجنوبها (ومشهورة هي مواقف باتريس لومومبا أول رئيس لجمهورية الكونغو الديمقراطية فضلًا عن نيلسون مانديلا الذي يستحضره الأفارقة حتى اليوم عند أي حديث عن فلسطين).
لقد تبدد كل هذا الإرث أو كاد خلال العقود الثلاثة الأخيرة، مفسحًا المجال أمام تمدد صهيوني ينعكس اليوم تمثيلًا دبلوماسيًّا كبيرًا وحضورًا بين النخب، ويُترجم غيابًا كبيرًا للقضية عن اهتمام الرأي العام الإفريقي ووعي صنَّاع القرار والتأثير فيه.
ولعل ثلاثة عوامل رئيسة تضافرت لتنزل قضية فلسطين من قضية أساسية في الوعي والوجدان الإفريقي إلى مجرد "قضية من قضايا الصراع الدولي الباردة"، وهذه العوامل، هي:
أول تلك العوامل وأكثرها فتكًا مصيبة التطبيع التي قادها الفلسطينيون أنفسهم؛ "فأبو عمار" الذي عرفه الأفارقة بكوفيته الفلسطينية أيقونة تحرر قاد بنفسه مسار تسوية و"سلام" مع الاحتلال، وطاف بلدان القارة مبشرًا بـ"سلام الشجعان".
وكان الشعار الخدَّاع الذي سُوِّق التطبيع في ظلاله، وهو "رضينا بما رضي به الفلسطينيون"، عاملَ دفع خارق للقضية للتواري بعيدًا وغطاء كامل الشرعية لمسارات الاندفاع في التطبيع.
ومما زاد من حدة وتيرة تراجع القضية خلال هذه الفترة تزامن موجة التطبيع مع تسوية ملف "التمييز العنصري في جنوب إفريقيا"، وتوقيع المصالحة التاريخية بين البيض والسود هناك ما سمح بخروج مانديلا من السجن، وتسلم حزب المؤتمر قيادة البلد بعد عقود من النضال المسلح.
ولعل من المهم هنا التنبيه إلى أن عدم استثمار الثورة الفلسطينية عقود الاحتضان الإفريقي لها لنشر وعي بجذور الصراع في فلسطين مهد الطريق لاحقًا لحالة من "القابلية لتصديق الرواية الصهيونية أو التأثر بها في الحدود الدنيا" هي ما ندفع ثمنه اليوم تفرجًا وعدم مبالاة في قطاعات معتبرة من الرأي العام الإفريقي.
وثانيها: غياب الرواية الفلسطينية:
فإذا استثنينا دول الشمال الإفريقي التي يتابع الرأي العام فيها ما يجري في فلسطين عبر وسائل إعلام ناطقة بالعربية تتابع ما يجري وتعالجه من زاوية ترى فيه احتلالًا ومقاومة (تمثل قناة الجزيرة التي مرَّت قبل أيام الذكرى الثامنة والعشرون لانطلاقة بثها عنوانها الأبرز)، فإن بقية البلدان تصل الأخبار وما وراء الأخبار إلى الرأي العام فيها عبر وسائل الإعلام الغربية الناطقة باللغتين، الفرنسية والإنجليزية، وهي وسائل يتبنى أغلبها الرواية الصهيونية ويقدم الأمور من زاويتها؛ فالصراع أولًا عربي/إسرائيلي ما يجرده من أي أبعاد دينية أو إنسانية أو عالمية قد تجذب له من هو غير عربي أو غير فلسطيني، وهو، ثانيًا، صراع بين "دولة مستقلة (إسرائيل) وجماعات ومنظمات متطرفة"، وهو، ثالثًا، صراع نفوذ ومصالح، وليس صراع حقوق ووجود.
إن من يتابع المحتوى الاعلامي حول القضية الفلسطينية في مؤسستين إعلاميتين هما الأعرق والأكثر تأثيرًا في القارة، وهما إذاعة فرنسا الدولية، وإذاعة "البي بي سي" البريطانية، ولاحقًا قناة "فرانسا 24"، وقنوات "البي بي سي" يستطيع توقع أي تصور عن الصراع لدى الأجيال الافريقية التي تمسك اليوم بزمام الأمور وتصنع القرار.
وثالثها: انكفائية الحالة الفلسطينية:
وعلى خلاف ما كان في أيام الثورة الفلسطينية الأولى، لم تستحضر الموجة الثانية من الثورة الفلسطينية التي تقودها حماس منذ نهاية الثمانينات البعد والعمق الإفريقي للقضية إلا متأخرًا، وعبر مداخل شعبية محدودة القدرة على الوصول والتأثير، ومكبلة في الغالب بصورة مرسومة في لا وعي العديد من مناصري القضية وحملتها عن "استحالة وصولها لحيث يمكنها التأثير بفعل قوة الاختراق الصهيوني للقارة".
إن أخطر ما حققه "الإسرائيليون" في إفريقيا وفي غيرها من دول العالم ليس وجودهم الفعلي في مناطق النفوذ، وإنما الصورة التي كرسوها عن ذلك النفوذ، والتي أعطته في الأذهان تأثيرًا خارقًا يفوق أضعافًا مضاعفة حقيقة وجوده على الأرض(7).
هل إلى تدارك من سبيل؟!
ليست إفريقيا استثناء من حال التفرج على المجازر والإبادة الجماعية التي تعرض لها الشعب الفلسطيني طيلة الحرب الحالية، ولكن موقفها التاريخي من القضية وحساسيتها التقليدية من حروب الإبادة والجرائم ذات الطابع العنصري تجعل موقفها محل تساؤل واستغراب -ليس من المنظور الأخلاقي فحسب- بل وأيضًا بالمعنى الإستراتيجي، وتدل تطورات الأيام الأخيرة التي سبق التنويه لها وبها في مقدمة الورقة (مواقف جنوب إفريقيا وتشاد والصومال ونيجيريا) على أن التعديل في الموقف الإفريقي والدفع به ليكون ركيزة مناصرة للحق الفلسطيني في هذه اللحظة المفصلية من مسار القضية ممكن، ولعل من مداخله الأساسية.
أولًا: وجود إستراتيجيات إعلامية مركزية لتوصيل الرواية الفلسطينية باللغات الإفريقية الأساسية، وكذا باللغات الأجنبية الأكثر استخدامًا في إفريقيا، وهي الإنجليزية والفرنسية والبرتغالية. إن اللحظة مناسبة من زاوية نظر إستراتيجية لتطلق مؤسسة رائدة مثل شبكة الجزيرة قناة بالفرنسية، وصفحات تفاعلية باللغات الإفريقية الأساسية، لتعزز بذلك حضورها ونفوذها في قارة تثبت كل الدراسات أنها ركن أساسي من أركان النظام العالمي الجديد -حقًّا- الذي يتشكل الآن، والذي أعطت عملية طوفان الأقصى وما تلاها لتشكُّله دفعًا قويًّا، وأعادت تحريك بوصلته وجهةً غير تلك التي يرضى ويتمنى العاملون على إعادة إنتاج المنظومات القديمة.
ثانيًا: تفعيل الدبلوماسية الشعبية وإمدادها بتقنيات جسر الهوة في الخطاب وأدواته حتى تُقدَّم القضية للإنسان الإفريقي بالمداخل التي تجذبه لها؛ قضية مواجهة نظام فصل عنصري يمارس الإبادة الجماعية ضد شعب أعزل يطالب بحقه في تقرير مصيره وفي استعادة أرضه والذب عن عرضه وممارسة حقه في العبادة في بيت المقدس.
ثالثًا: الاستفادة من مواقف الدول المؤثرة في القارة التي لها مواقف إيجابية من القضية لدفع الاتحاد الإفريقي ليكون مظلة أساسية للقضية في المرحلة القادمة.
إن اتفاق الدول الأساسية الثلاث في الاتحاد الآن (الجزائر، جنوب إفريقيا، نيجيريا) على موقف رافض للعدوان ومناصر للقضية الفلسطينية، يمثل فرصة مهمة لتحقيق مكتسبات للقضية في وقت هي أحوج ما تكون له.
ختامًا
لفلسطين وقضيتها حضور عميق كامن في وجدان الإنسان الإفريقي، غيَّبته عقود من العمل غير الصالح للقضية، ولكن تطورات الحرب الحالية وإن كانت شديدة القسوة لكنها تحمل في طياتها فرصًا إستراتيجية عديدة يظهر أن من بينها استعادة إفريقيا لتكون كما كانت ذات يوم حاضنة للحق الفلسطيني.
1) تولت إعلان القرار الوزيرة في رئاسة جنوب إفريقيا، خومبودزو نتشافيني، كما ورد في وكالة الأناضول، 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 (تاريخ الدخول: 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2023): https://t.ly/IAQaM
كما استدعت وزارة الخارجية الجنوب إفريقية السفير الإسرائيلي ووجهت له توبيخًا رسميًّا، موقع قراءات إفريقية، 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 (تاريخ الدخول: 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2023): https://t.ly/T6WOQ
2) تشاد تستدعى سفيرها من إسرائيل اعتراضًا على المجازر بحق سكان غزة، موقع برلماني، 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 (تاريخ الدخول: 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2023): https://shorturl.at/nDGMS
3) نيجيريا ترفض استقبال رئيس وزراء التشيك بسبب دعمه للاحتلال الإسرائيلي، موقع عربي 21، 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 (تاريخ الدخول: 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2023): https://shorturl.at/hzDHL
4) في فبراير الماضي تم طرد وفد إسرائيلي من قاعدة انعقاد القمة الإفريقية في أديس بابا، موقع الجزيرة نت، 18 فبراير/شباط 2023 (تاريخ الدخول: 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2023): https://shorturl.at/wzGR9
5) بيان صادر عن وزارة الخارجية والسنغاليين في الخارج، موقع "ريفي دكار"، 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 (تاريخ الدخول: 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2023): https://shorturl.at/dLTZ4
6) يقدم هذا المقال قراءة في دلالات المواقف الإفريقية إزاء العدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة، موقع قراءات إفريقية، 15 أكتوبر/تشرين الأول 2023 (تاريخ الدخول: 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2023): https://shorturl.at/oruCF
7) يرصد الدكتور أحمد السيد عبد الرازق في كتابه: "إسرائيل وإفريقيا.. مصالح ومواقف"، إدراك إسرائيل المبكر لأهمية القارة الإفريقية، وخصوصًا بعد بروز الكتلة الإفريقية في الأمم المتحدة بعد العام 1975 أثناء التصويت على القرارات المتعلقة بالمساواة بين الصهيونية والعنصرية.