الأزمة اليمنية على مائدة النقاش في مركز الجزيرة للدراسات

نظم مركز الجزيرة للدراسات الأربعاء الأول من أكتوبر 2014 حلقة نقاشية بعنوان "الأزمة اليمنية الراهنة، تعقيداتها وسيناريوهات المستقبل". شارك في الندوة الباحث اليمني أحمد الشلفي وعضو المكتب السياسي لجماعة أنصار الله الحوثية محمد البخيتي.
4 October 2014
201410412311807734_20.jpg
ناقشت الحلقة التطورات السياسية والأمنية الأخيرة في اليمن والتي بلغت ذروتها بسيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء (الجزيرة)

نظّم مركز الجزيرة للدراسات بمقره بالعاصمة القطرية الدوحة أمس (الأربعاء الأول من أكتوبر/تشرين الأول 2014) حلقة نقاشية تناولت التطورات السياسية والأمنية الأخيرة في اليمن والتي بلغت ذروتها بسيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء. شارك في الندوة التي عُقدت تحت عنوان "الأزمة اليمنية الراهنة: تعقيداتها وسيناريوهات المستقبل" الباحث اليمني أحمد الشلفي وعضو المكتب السياسي لجماعة أنصار الله الحوثية محمد البخيتي.

استهل البخيتي كلمته بالدعوة إلى تغيير النظرة السائدة في وسائل الإعلام عن جماعته وربطها بطهران وحزب الله مؤكدًا أنها جماعة وطنية قامت للمطالبة بحل مشاكل حقيقية ومشيرًا إلى مواقفها المناصرة للقضايا العربية والإسلامية.

وأرجع البخيتي تصاعد الأوضاع في اليمن إلى إصرار بعض القوى السياسية على تهميش القوى الأخرى واستعانتها بالخارج، وألقى باللائمة على المبادرة الخليجية التي وضعت حدًّا للثورة اليمنية قائلاً: إنها مكَّنت رجال النظام السابق الذين ثار عليهم الشعب من الاستمرار في مناصبهم والأخطر -حسب وصفه- أنها أخلَّت بموازين القوى داخل المجتمع اليمني وأقصت قوى حقيقية مثل شباب الثورة وجماعة أنصار الله.

وعن العوامل التي ساعدت على نجاح الحوثيين في السيطرة على العاصمة صنعاء مؤخرًا، قال البخيتي إنها ترجع إلى سيطرة جماعة أنصار الله على أسلحة ثقيلة من معسكرات للجيش أثناء الحروب التي خاضوها فضلاً عن كونها جماعة لها شعبية وتتبنى مواقف سياسية تحظى بقبول الرأي العام على حد قوله.

وطمأن البخيتي أطراف العملية السياسية في اليمن بقوله: إنه بالرغم من سيطرة الجماعة على العاصمة إلا أنها لن تنفرد بالقرار السياسي وأنها تريد المشاركة على قدم المساواة مع القوى الأخرى وعلى رأسها أحزاب الإصلاح والاشتراكي والناصري. كما قلل من المخاوف المتعلقة بانزلاق اليمن إلى أتون حرب أهلية بقوله: إن لليمن تاريخًا طويلًا من الصراعات وتاريخًا مماثلًا من آليات حل تلك الصراعات، وإن الجميع حينما يجدون أنفسهم وقوفًا عند حافة الهاوية سيحتكمون إلى صوت الحكمة اليمانية.

من جانبه أشار الباحث اليمني أحمد الشلفي إلى أن السياسة في اليمن لن يحسمها السلاح وإنما تتحكم فيها الجغرافيا، مشيرًا إلى أن التوزيع الجغرافي للزيدية في اليمن لا يعدو أن يكون على ربع مساحة البلاد لاسيما في بعض المحافظات الشمالية بينما الغالبية من الشعب اليمني هم من السنة الشافعية.

وأكد الشلفي أن التقدم الذي أحرزته جماعة أنصار الله الحوثية في اليمن مؤخرًا لم يكن له أن يتم لولا الدعم الإيراني والضوء الأخضر الإقليمي والدولي لاسيما من قبل المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية اللتين تريدان الخلاص من حزب التجمع اليمني للإصلاح، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن، والذي كان مساهمًا فاعلاً في الثورة التي شهدتها البلاد قبل ثلاثة أعوام.

وتوقع الشلفي أن يشهد اليمن خلال العامين القادمين مزيدًا من أعمال العنف حيث يستعد التجمع اليمني للإصلاح والقبائل السنية المتحالفة معه لتنظيم قوتهم تمهيدًا لبدء جولة جديدة من جولات الصراع. وحذر الشلفي من عودة القاعدة إلى النشاط قائلاً: إن الحاضنة الشعبية لها تتزايد خاصة بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء وإن هدفها القادم سيكون جماعة أنصار الله.