جانب من حلقة النقاش (الجزيرة) |
خلصت حلقة نقاشية في مركز الجزيرة للدراسات إلى أن الأزمة اليمنية دخلت منعرجًا خطيرًا لا يمكن التنبؤ بمآلاته إثر التطورات المتلاحقة التي شهدتها والتي تُوِّجت في الأيام الأخيرة بتشكيل تحالف عسكري بقيادة المملكة العربية السعودية باسم عاصفة الحزم.
وحاولت الحلقة التي استضاف فيها المركز الأستاذ وضَّاح خنفر، رئيس منتدى الشرق، الإجابة عن مجموعة من التساؤلات، أهمها: هل ستتطور الحرب إلى نزاع إقليمي أوسع تنخرط فيه قوى دولية أخرى؟ كيف يمكن أن نقرأ مستقبل اليمن في ظل هذه التطورات؟ وكيف ستتصرف إيران إزاء هذه التطورات؟ وإلى أي مدى سيستمر دعمها للحوثيين؟
وأشار الباحثون إلى أنه يبدو أن إيران وغيرها من الدول في المنطقة تفاجأت بقرار عاصفة الحزم في توقيته ونوعيته وحجمه.
وقد تطرق النقاش إلى الخطر الذي أصبح يشكِّله الحوثيون على أمن المملكة السعودية خصوصًا بعد أن أصبح بحوزتهم أغلب صواريخ سكود التي كانت لدى الجيش اليمني وهذا ما يفسر أن هذه الصواريخ كانت الهدف الأول للضربات الجوية. إلا أن الوضع على المستوى الميداني معقَّد جدًّا، فالمجال في الأرض، غير مريح وغير ملائم لاجتياح بري إذا كانت السعودية تخطط لاستكمال تدخلها الجوي باجتياح أرضي، وفي نفس الوقت فإن الضربات الجوية مهما بلغت من إضرار بالحوثيين وحليفهم علي عبد الله صالح فإنها لن تحقق انتصارًا نهائيًّا، بل إن الحوثيين قد يجرُّون السعودية لحرب استنزافية طويلة الأمد.
وقد رأى المشاركون في الحلقة أن هناك جملة من الخيارات أمام عاصفة الحزم وعلى رأسها تسليح مجموعة من القبائل اليمنية المقاتِلة لتحقيق توازن على الأرض. ومن جانب آخر، على السعودية أن تحلَّ مشكلتها مع حزب الإصلاح فهو من بين التشكيلات السياسية الأقوى على الأرض ويمتلك 15 ألف مقاتل فضلًا عن نفوذهم وسلاحهم وعلاقاتهم القَبَلية.
وبخصوص الموقف الإيراني فهو يشكِّل الرقم الصعب في مآلات هذه العملية؛ فالسعودية لديها طائرات استطاعت من خلالها أن توقف المد الحوثي في اليمن لكن إيران لها نفوذ في العراق وسوريا ولبنان وفي اليمن نفسه. ويمكنها تحريك ملفات في أماكن تخضع لنفوذها قد تربك السعودية، مع العلم بأن أي تحرك إيراني ضد السعودية سيضع في الحسبان الموقف الأميركي الذي يرى أن أمن السعودية خط أحمر، نظرًا للمصالح النفطية والاقتصادية. وفي نفس السياق، يمكن الحديث مع تطور الأحداث عن الموقف التركي مما يجري ويمكن للسعودية أن تقبل بتحالف استراتيجي مع تركيا كما فعلت تركيا مع قطر.