مركز الجزيرة للدراسات يستقبل وفدًا من جامعة دوشيشا

في ندوة بعنوان "الحصار الإعلامي: محامي الشيطان والباحث عن الحقيقة"، التي نظَّمها قسم الإعلام بجامعة قطر، يوم الاثنين 16 أكتوبر/تشرين الأول 2017، قدَّم د.محمد الراجي ورقة تناولت استراتيجيات القائم بالدعاية في صناعة الواقع أو "اصطناع الواقع" المشبع بالمعاني الذاتية المرجعية في سياق الأزمة الخليجية.
19 October 2017
00d372ef7b9641289617cc1f95d3085d_18.jpg
د. محمد الراجي خلال مشاركته بالندوة (الجزيرة)

في ندوة بعنوان "الحصار الإعلامي: محامي الشيطان والباحث عن الحقيقة"، التي نظَّمها قسم الإعلام بجامعة قطر، يوم الاثنين 16 أكتوبر/تشرين الأول 2017، بمشاركة عدد من الإعلاميين والباحثين المختصين، قدَّم د.محمد الراجي ورقة تناولت استراتيجيات القائم بالدعاية في صناعة الواقع أو "اصطناع الواقع" المشبع بالمعاني الذاتية المرجعية في سياق الأزمة الخليجية التي اندلعت إثر الحصار الذي فرضته السعودية والإمارات والبحرين ومصر، في 5 يونيو/حزيران 2017، بعد قرصنة وكالة الأنباء القطرية وبثِّ بيان مُفَبْرَك منسوب للأمير، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني

وأوضح الباحث أن الحصار هو حالة تضييق وإكراه مادي ناشئة؛ يفرضها القائم بعملية الحصار لتحقيق أهداف سياسية معينة، ويسبق هذه الحالة الناشئة في العادة "حصار إعلامي" أو حالة إكراه رمزي تصنع واقعًا رمزيًّا معيَّنًا لحجب المعلومات وحقيقة الواقع المحسوس عن الجمهور. ويُراد لهذه الوقائع المصنوعة أن تكون حقائق دامغة بينما لا تمثِّل سوى الواقع الرمزي الناشئ أو ما يُسمِّيه عالم الاجتماع الفرنسي، جون بودريار، "فوق- الواقع" الذي تبدو فيه الدلالة والمعاني غريبة عن الواقع، وتهيمن فيه أيضًا الوقائع المصنوعة، بل يفقد الواقع وجوده في متاهة الواقع المصنوع الذي يهدف إلى تركيب وبناء صورة نمطية سلبية عن قطر تربط اسمها بدعم "الإرهاب وتمويله واحتضان الجماعات المتطرفة" حتى تبدو متجاوزة للسلوك القانوني. كما تسعى هذه الدعاية إلى تخريب النظرة السوية إلى الواقع بقوة الميديا. وفي هذه الحالة يصبح دور إعلام دول الحصار هو دور منتج الأيديولوجيا الذي يحجب الواقع المحسوس والملموس ويُبرز "فوق-الواقع" ويُسوِّقه عبر الميديا؛ لأن القائم بالدعاية يسعى عبر ما يملك من وسائل إعلام إلى تقديم هذا الواقع بالشكل الذي يريده لخدمة أجندته السياسية.