في إطار سعيها لتقديم الرواية الرسمية لما يحدث في إقليم شينجيانغ الصيني الذي تقطنه أغلبية الأويغور المسلمة، زار مركز الجزيرة للدراسات أمس، الاثنين 18 نوفمبر/تشرين الثاني (2019)، وفد صيني حكومي مكوَّن من نائب مدير الدائرة الإعلامية بالإقليم المذكور، وبعض الأكاديميين والباحثين المهتمين بدراسة الأقليات وحقوق الإنسان، وكان بصحبتهم سفير الصين بالعاصمة القطرية، الدوحة.
وقد دار حوار مفتوح بين الوفد الصيني وباحثي المركز، قدَّم فيه الوفد، على لسان نائب مدير الدائرة الإعلامية بالإقليم، معطيات أولية عن المساحة والسكان والتكوين العرقي والتوزيع الديني ومستويات التنمية وتاريخ دخول الإسلام وبقية الأديان إلى هذا الإقليم، ثم انتقل الحديث إلى عضو آخر من أعضاء الوفد، متخصص في البحوث الميدانية بإقليم شينجيانغ، الذي تتواتر الأنباء عن تعرُّض المسلمين فيه إلى انتهاكات لحقوقهم الأساسية. وقد نفى الباحث الصيني تلك الأنباء، وألقى باللائمة على من أسماهم بالمتطرفين، وضرب أمثلة يدلِّل بها على وجهة نظره، منها تحريم هؤلاء "المتطرفين" العمل بالمؤسسات الحكومية، واستعمالهم المفرط للعنف ضد مخالفيهم في الرأي.
من جانبهم، طرح باحثو مركز الجزيرة للدراسات عديد الأسئلة عن المشكلات التي يتعرَّض لها مسلمو الإقليم، وخاصة تلك الناجمة عن الدمج القسري وما يجرُّه من تداعيات سلبية على الهوية وحرية ممارسة الشعائر الدينية. وكما تساءلوا عن السبب الذي يحول بين الحكومة الصينية وفتحها المجال أمام زيارة وسائل الإعلام والمنظمات الحقوقية العالمية لهذا الإقليم بحرية ودون برمجةٍ مسبقة.
واختتم الوفد زيارته للمركز بالدعوة إلى استكمال صورة ما يحدث في إقليم شينجيانغ من مصادر متعددة حتى تكتمل الرؤية.